المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 543 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 543 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )9
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )9
الجزء التاسع
الدوحة
منزل عبدالله بن مشعل
قبل صلاة العشاء
موضي تزورهم أخيرا بعد غياب أسبوعين، كانت تنتظر فيهم أن تخف
آثار ضرب حمد من وجهها
كانت موضي بمقياس الجمال الاعتيادي أقل جمالا من شقيقتيها لطيفة ومشاعل
ولكنها كانت كما يقولون في أدبنا العربي "مليحة"
أي أن العين لا تمل النظر إليها
وكان من أجمل فيها شعرها الكثيف الناعم
الذي كانت تتفنن في قصاته قبل أن تتزوج حمد وكانت كل قصة تبدو عليها مبهرة
ولكنها توقفت نهائيا عن قصه منذ حوالي 3 أعوام ونصف.. أول مرة ضربها حمد!!
موضي مبرمجة حاسوب لم تعمل بشهادتها سوى 6 أشهر
رغم المستقبل المشرق الذي كان ينتظرها
فهي كانت ذكية جدا خلال دراستها، ثم شديدة المهارة والعطاء خلال فترة
عملها القصيرة
ولكن حمد أصرَّ عليها أن تترك عملها، كانت تستطيع الالتجاء لوالدها
وتعرف أنه يستطيع أن يطلب من حمد أن يتركها في عملها
فهي لم تتعب طيلة هذه السنوات لتذهب جهودها هباء
وتعلم أن حمد لن يستطيع معارضة خاله
ولكنها لم ترد إدخال أحد بينها وبين زوجها، كانت تعتقد أنها ستستطيع إقناعه
لم تعلم أن حمد يصبح (أحيانا) مخلوقاً غير قابل للتعامل الإنساني..
فكيف بالإقناع العقلاني!!
كان بال موضي مشغولا، كانت تخشى العودة لمنزلها
تتمنى لو تستطيع أن تنام الليلة في بيت أهلها
ولكنها تخشى أن يظن حمد أنها اشتكت لأحدٍ من أفعاله
رغم كل ما يفعله حمد معها وقسوته عليها، فهي لا تستطيع أن تحقد عليه!!!!
" هيييييه.. يا المفهيه أنا أقول تبين كأس كرك!!"
صوت ريم الحاد اخترق طبلة أذنها من قرب لينتزعها من عالمها المرّ، ترد على
ريم بغضب: وجع، مافيه احترام، أختش الكبيرة أنا، ما أنا بخويتش في المدرسة.
ريم ترقص حاجبيها: أدري أنش أختي العجوز اللي أكبر مني ب15 سنة
والظاهر حكم السن أنش صرتي صمخاء ما تسمعين
ساعة وأنا أصيح يا موضي يا موضي وأنتي عمش أصمخ..
موضي ألتفت على أمها وهي تقول بابتسامة: يمة البنت ذي أنتي متاكدة إنها
عمرها 11 سنةأحيانا أشك أنش جبتي أكبر وحدة فينا في الأخير..
ضحكت أم مشعل لأنها ترى ابتسامة موضي التي طال اشتياقها لها: خبرش
ياأمش هذي حشاشة الشيبان..
قالتها وهي تحضن ريم بحنان
كانت مشاعل قادمة من المطبخ بيدها طبق كبير فيه فطائر وهي تقول بمرح:
أسمع طاري شيبان، ماعندنا في ذا البيت شيبان، إلا شباب حلوين..
أولهم جدتي هيا..
الجدة تعتدل في جلستها وتعدل برقعها على وجهها وهي تقول بمرح
لطيف: يا حي العرب اللي عندهم نظر..
لطيفة تبتسم وتقول لجدتها: يمه على ذا الزين كله.. ما تبين لش صبي مزيون
نزوجش إياه..
الجدة بغضب: اقطعي واخسي يا بنت عبدالله، لو أن مشعل قد قطَّع العقال على
ظهرش كان عرفتي تحشمين اللي أكبر منش..
لطيفة تضحك وهي تقوم من مكانها وتتوجه لجدتها لتطبع قبلة حنونة على رأسها:
فديت قلبش.. السموحة جعلني فدا خشمش..
الجدة تناولت عصاها وضربت لطيفة بخفة: كم مرة قايلة لكم كلكم، لا عاد حد
يتفداني.. أنتو ما تفهمون..
أم مشعل باحترام: يمه لا تزعلين.. من قدرش وغلاش عندهم..
لطيفة تصطنع الغضب وتقول لجدتها: يمه ماضربتيني وأنا صغيرة تضربيني
الحين قدام بناتي
جدتها بحنان: عمركم ما تكبرون علي، ولو عندش عشرين بزر، أنتي عندي
لطوف أم قرينات..
موضي تقاطع حوارهم وتقول بلهفة: دام حن مجتمعين اتصلوا على فارس
خليه يجينا مشتحنه له، قد لي 3 أسابيع ما شفته.. (مشتحنة=مشتاقة)
مشاعل بهدوء: فارس أصلا زعلان عليش، يقول صار له أكثر من أسبوعين
كل مادق عليش يبي يجيش، تعذرتيه..
موضي بارتباك: الله يهداه ما يتصل إلا وأنا طالعة..
مشاعل صمتت لأنها تعرف سبب تهرب موضي من رؤية فارس
فلو عرف فارس أن حمد يضربها، فلا يعلمون ما الذي قد يفعله به فارس
دون أدنى اهتمام بكونه ابن عمته
موضي بالذات لها معزة كبيرة عند فارس، فهما من سن واحد ورضعا سويا
وعلاقتهما ببعضهما خاصة وعميقة
ثم قالت مشاعل :خلاص بأدق عليه الحين أخليه يجينا..
اتصلت مشاعل على فارس الذي كان حينها في عزبتهم مع ناصر وراكان
كانوا يجهزون العزبة لأن الشتاء اقترب، وقت استخدامها الحقيقي وجمعة الشباب فيها
كان تلفون فارس على (المركأ) بينه وبين وناصر
ما أن أضاءت الشاشة باسم مشاعل (المحفوظ عند فارس باسم الأهل ش)
حتى ألتقطه ناصر بلهفة وهو يقول: والله ماحد يرد عليها إلا أنا..
(لأنه يعرف من ش المقصودة!!)
فارس بغضب: ناصر الله يهداك لا تحرج أختي، تراها تستحي من خيالها
ناصر بمرح: عادي خلها على الأقل تسمع صوتي قبل تشوف خشتي..
فارس انتزع المحمول من يد ناصر وهو يقول: تحشم
رد وهو ينظر لناصر ليغيضه: هلا والله بقلبي.. هلا بمشاعل روحي
ناصر يؤدي حركات تمثيلية وهو يضع يده على قلبه ويقول (بعيارة)
: المفروض أنا اللي أقول ذا الكلام لها مهوب أنت ويا وجهك
مشاعل تبتسم: وش عنده الشيخ فارس؟؟ مهوب عوايدك ذا الرقة!!
فارس بنبرة حنونة مقصودة: فديت روحش بس، اشتقت لش، جعلش
بعد اللي قاعد عندي
مشاعل باستغراب: فارس بسم الله عليك أنت مريض..
فارس (خلاص) لم يستطع أن يكمل ، ضحك بصوت عالي وهو يقول:
نعم خير؟؟.. وش تبين ياقطة الوجه أنتي؟؟
مشاعل تضحك: إيه الحين أخي اللي اعرفه
تروعت قبل شوي حسبتهم خذوا أخي المتوحش أبو كلام سم
وجابوا لنا أخ طيب كلامه ينقط عسل مثل اللي في الرسوم
فارس بهدوء: اخلصي علي ترا ماني بفاضي لقرقرتش
ناصر يأشر له أنه بيخنقه: احترم مرتي يا ملا الماحي
فارس يرد على ناصر: أختي قدام تصير مرتك، ومالك دخل بيننا
مشاعل شعرت وكأنه سُكب عليها ماء بارد: فارس من اللي عندك؟
فارس بلؤم: رجَّالش الشين
مشاعل ألقت بالمحمول في حضن موضي ولون وجهها يتحول للأحمر
القاني وتركض صاعدة لغرفتها
موضي أخذت المحمول وهي تضحك: فارس وش قلت للبنية خليت
وجهها انقلب كذا؟؟
فارس بنبرة عتب: هلا والله بالشيخة موضي اللي تهرّب من شوفتنا
موضي بحرج وهي تحاول أن ترد بدلال: فارس حبيب قلبي خلاص
يالله أنا مشتاقة لك موت تعال أنا عند بيت هلي..
فارس بهدوء: أنا في العزبة بأصلي العشاء أول، ثم مسافة الطريق
على ما تروقون المستحية اللي عندكم اللي أكيد إنها راحت تسكر على
روحها من السحا ترا ما أبي أجي وما ألاقيها ، ترا أطلع عليها واسحبها
بشوشتها
أنهى فارس مكالمته، وناصر ينظر له باستفهام، فارس بلؤم:
وش ذا النظرة البائسة اللي على وجهك المغبر، تقول طرار على باب مسجد
ناصر باستجداء تمثيلي: تكفى فارس.. وش قلت لمشاعل ووش قالت لك؟؟
فارس بذات اللؤم: والله ماحد قال لك أني مرسال غرام.. اتصل على عمي
عبدالله وأساله عن بنته.
ناصر يضحك: أنتو يالبدوان ماوراكم فرج.. لو مخليني أكلم مرتي بينقص
منكم يد وإلا رجل على الأقل تعرّف علي شوي وتدري أني ولد حبوب،
مهوب حتى اسمي تستحي منه.
فارس ضحك: عاد الله يعينك على مشاعل، عمري في حياتي ماشفت حد يستحي مثلها
كان ناصر سيتكلم لولا أنه قاطعهم صوت عميق خافت ومفكر
"السحا مهوب عيب.. السحا زينة البنت"
ناصر يبتسم: وأخيرا تكلم أبو الهول.. تصدق نسينا إنك هنا يا أخي!!
كان راكان طوال الفترة الماضية يجلس في زاوية الخيمة الضخمة
مشغول بلوح شطرنج أمامه.. بين التحركات والتحركات المضادة
فارس يبتسم: تصدق راكان أول مرة أشوف واحد يقعد بالساعات يلعب مع روحه..
يلتفت إليهم راكان ويقول بثقة: هذا شيء ما تفهمونه أنتم..
وبعدين من اللي منكم كفو يلعب معي، أطول واحد منكم طول معي في لعبة 10 دقايق
لكن إذا ألعب مع روحي أعرف إنه فيه خصم كفو لي..
ناصر باهتمام: لا جد قل لي راكان أشلون تلعب بروحك
يعني لكل لون الأبيض وإلا الأسود بتسوي نفس الحركة..
راكان يبتسم: الله يخلف على أمي اللي أنت ولدها، وبنت عبدالله اللي
أنت رجّالها...وش نفس الحركة؟؟
فيه عدة خطط للعب الشطرنج، أنا لما ألعب مع روحي أعتمد خطتين،
خطة لكل لون من البيادق.. (البيادق=شخصيات الشطرنج)
ناصر يضحك: تدري يا ولد أمي الحكي معك ضايع..
أنا باقوم أتوضأ باقي على الصلاة شوي، أحسن لي من مقابل وجهك أنت وولد عمك
يالله يا كريم قد تخلص ذا الثلاث شهور وأفتك من وجيهكم الودرة
يتركهم ناصر.. فارس يعبث بموبايله وينتظر أن يصلي ليتوجه لأخواته
وراكان عاد للاستغراق في لوح الشطرنج أمامه
راكان قليل التحدث عن نفسه رغم أن من هو في مواهب راكان المتعددة قد
يحق له بعضا من الغرور فهو بطل ذو صولات وجولات في رياضتين مختلفتين
وفي مجال عمله (في الديوان الأميري) يحرز نجاحات متميزة
وهو على وشك ترأس قسم دون أن يخبر أحدا بذلك أو يتشدق به
وليس معنى ذلك أن راكان لا يقدر نجاحاته
ولكنه وجَّهها بتوازن لتكون ثقة قوية بالنفس
يربط راكان بمشعل بن عبدالله صداقة متينة قوَّى أواصرها تقاربهما في السن
وتشابه شخصياتهما لحدٍّ بعيد، ولكن لطالما أرَّق مشعل إحساسه أن راكان يخفي
عليه سراً ما
كان مشعل هو الوحيد الذي يستطيع قراءة صمت راكان وماخلف ابتساماته الهادئة
ولكنه عجز عن سبر واختراق أسدال كتمان راكان التي راكمها على سره الدفين
الذي طمره في أعمق نقطة في روحه وحاول أن يتناساه!!
******************************
بعد حوالي ساعة إلا ربع..
وصل فارس بيت عمه عبدالله
وموضي سحبت مشاعل وأنزلتها.. واكتملت جمعة الشقيقات الثلاث الكبار
وأخيهم بالرضاعة بينما أم مشعل وأم محمد كانتا قد انسحبتا للصلاة
ومريم الصغيرة وخالتها ريم في الأعلى تلعبان Play Station3
ومعهم جود الصغيرة مجرد متفرجة..
لطالما كن الشقيقات الثلاث يستمتعن بالالتقاء مع شقيقهم الغريب القاسي
فلطالما مثَّل فارس ومشعل طرفا النقيض هذا بقسوته وهذا بحنانه
ومع ذلك كان لكلاهما معزته الخاصة
بالتأكيد لا أحد في مكانة مشعل عندهم
ولكن فارس أيضا كان غاليا جدا عليهم لأبعد حد..
البنات يتبادلن الحديث الودي الأخوي معه
ومشاعل صامتة لأنها مازالت تشعر بالحرج من مكالمتها الأخيرة لفارس
فارس ضربها على مؤخرة رأسها: وش فيها الأخت؟؟ عادش مستحية يا المعقدة؟؟
لطيفة بتفهم: فارس خف على البنية.. هات فنجالك أصب لك قهوة؟؟
فارس بهدوء وهو يعيد فنجانه لها ويهزه: لا خلاص شكّرت..(شكّر=اكتفى من القهوة)
موضي (بعيارة): إيه الشيخ فارس مايحب يكثر منبهات يخاف على بشرته تتعب..
موضي قالتها بعفوية، لكنها قطعت جملتها وهي تتذكر، وتبتلع ريقها
وهي تنظر لثلاثة أزواج من الأعين تنظر لها وتركز عليها
زوجان من العيون ينظران لها بنظرة هي خليط من العتب والشفقة لما ستناله
من صاحب زوج الأعين الثالث وزوج العينين الثالث ينظر لها نظرة غضب
حادة مرعبة تكاد تقتلعها من مكانها
الدوحة
منزل عبدالله بن مشعل
قبل صلاة العشاء
موضي تزورهم أخيرا بعد غياب أسبوعين، كانت تنتظر فيهم أن تخف
آثار ضرب حمد من وجهها
كانت موضي بمقياس الجمال الاعتيادي أقل جمالا من شقيقتيها لطيفة ومشاعل
ولكنها كانت كما يقولون في أدبنا العربي "مليحة"
أي أن العين لا تمل النظر إليها
وكان من أجمل فيها شعرها الكثيف الناعم
الذي كانت تتفنن في قصاته قبل أن تتزوج حمد وكانت كل قصة تبدو عليها مبهرة
ولكنها توقفت نهائيا عن قصه منذ حوالي 3 أعوام ونصف.. أول مرة ضربها حمد!!
موضي مبرمجة حاسوب لم تعمل بشهادتها سوى 6 أشهر
رغم المستقبل المشرق الذي كان ينتظرها
فهي كانت ذكية جدا خلال دراستها، ثم شديدة المهارة والعطاء خلال فترة
عملها القصيرة
ولكن حمد أصرَّ عليها أن تترك عملها، كانت تستطيع الالتجاء لوالدها
وتعرف أنه يستطيع أن يطلب من حمد أن يتركها في عملها
فهي لم تتعب طيلة هذه السنوات لتذهب جهودها هباء
وتعلم أن حمد لن يستطيع معارضة خاله
ولكنها لم ترد إدخال أحد بينها وبين زوجها، كانت تعتقد أنها ستستطيع إقناعه
لم تعلم أن حمد يصبح (أحيانا) مخلوقاً غير قابل للتعامل الإنساني..
فكيف بالإقناع العقلاني!!
كان بال موضي مشغولا، كانت تخشى العودة لمنزلها
تتمنى لو تستطيع أن تنام الليلة في بيت أهلها
ولكنها تخشى أن يظن حمد أنها اشتكت لأحدٍ من أفعاله
رغم كل ما يفعله حمد معها وقسوته عليها، فهي لا تستطيع أن تحقد عليه!!!!
" هيييييه.. يا المفهيه أنا أقول تبين كأس كرك!!"
صوت ريم الحاد اخترق طبلة أذنها من قرب لينتزعها من عالمها المرّ، ترد على
ريم بغضب: وجع، مافيه احترام، أختش الكبيرة أنا، ما أنا بخويتش في المدرسة.
ريم ترقص حاجبيها: أدري أنش أختي العجوز اللي أكبر مني ب15 سنة
والظاهر حكم السن أنش صرتي صمخاء ما تسمعين
ساعة وأنا أصيح يا موضي يا موضي وأنتي عمش أصمخ..
موضي ألتفت على أمها وهي تقول بابتسامة: يمة البنت ذي أنتي متاكدة إنها
عمرها 11 سنةأحيانا أشك أنش جبتي أكبر وحدة فينا في الأخير..
ضحكت أم مشعل لأنها ترى ابتسامة موضي التي طال اشتياقها لها: خبرش
ياأمش هذي حشاشة الشيبان..
قالتها وهي تحضن ريم بحنان
كانت مشاعل قادمة من المطبخ بيدها طبق كبير فيه فطائر وهي تقول بمرح:
أسمع طاري شيبان، ماعندنا في ذا البيت شيبان، إلا شباب حلوين..
أولهم جدتي هيا..
الجدة تعتدل في جلستها وتعدل برقعها على وجهها وهي تقول بمرح
لطيف: يا حي العرب اللي عندهم نظر..
لطيفة تبتسم وتقول لجدتها: يمه على ذا الزين كله.. ما تبين لش صبي مزيون
نزوجش إياه..
الجدة بغضب: اقطعي واخسي يا بنت عبدالله، لو أن مشعل قد قطَّع العقال على
ظهرش كان عرفتي تحشمين اللي أكبر منش..
لطيفة تضحك وهي تقوم من مكانها وتتوجه لجدتها لتطبع قبلة حنونة على رأسها:
فديت قلبش.. السموحة جعلني فدا خشمش..
الجدة تناولت عصاها وضربت لطيفة بخفة: كم مرة قايلة لكم كلكم، لا عاد حد
يتفداني.. أنتو ما تفهمون..
أم مشعل باحترام: يمه لا تزعلين.. من قدرش وغلاش عندهم..
لطيفة تصطنع الغضب وتقول لجدتها: يمه ماضربتيني وأنا صغيرة تضربيني
الحين قدام بناتي
جدتها بحنان: عمركم ما تكبرون علي، ولو عندش عشرين بزر، أنتي عندي
لطوف أم قرينات..
موضي تقاطع حوارهم وتقول بلهفة: دام حن مجتمعين اتصلوا على فارس
خليه يجينا مشتحنه له، قد لي 3 أسابيع ما شفته.. (مشتحنة=مشتاقة)
مشاعل بهدوء: فارس أصلا زعلان عليش، يقول صار له أكثر من أسبوعين
كل مادق عليش يبي يجيش، تعذرتيه..
موضي بارتباك: الله يهداه ما يتصل إلا وأنا طالعة..
مشاعل صمتت لأنها تعرف سبب تهرب موضي من رؤية فارس
فلو عرف فارس أن حمد يضربها، فلا يعلمون ما الذي قد يفعله به فارس
دون أدنى اهتمام بكونه ابن عمته
موضي بالذات لها معزة كبيرة عند فارس، فهما من سن واحد ورضعا سويا
وعلاقتهما ببعضهما خاصة وعميقة
ثم قالت مشاعل :خلاص بأدق عليه الحين أخليه يجينا..
اتصلت مشاعل على فارس الذي كان حينها في عزبتهم مع ناصر وراكان
كانوا يجهزون العزبة لأن الشتاء اقترب، وقت استخدامها الحقيقي وجمعة الشباب فيها
كان تلفون فارس على (المركأ) بينه وبين وناصر
ما أن أضاءت الشاشة باسم مشاعل (المحفوظ عند فارس باسم الأهل ش)
حتى ألتقطه ناصر بلهفة وهو يقول: والله ماحد يرد عليها إلا أنا..
(لأنه يعرف من ش المقصودة!!)
فارس بغضب: ناصر الله يهداك لا تحرج أختي، تراها تستحي من خيالها
ناصر بمرح: عادي خلها على الأقل تسمع صوتي قبل تشوف خشتي..
فارس انتزع المحمول من يد ناصر وهو يقول: تحشم
رد وهو ينظر لناصر ليغيضه: هلا والله بقلبي.. هلا بمشاعل روحي
ناصر يؤدي حركات تمثيلية وهو يضع يده على قلبه ويقول (بعيارة)
: المفروض أنا اللي أقول ذا الكلام لها مهوب أنت ويا وجهك
مشاعل تبتسم: وش عنده الشيخ فارس؟؟ مهوب عوايدك ذا الرقة!!
فارس بنبرة حنونة مقصودة: فديت روحش بس، اشتقت لش، جعلش
بعد اللي قاعد عندي
مشاعل باستغراب: فارس بسم الله عليك أنت مريض..
فارس (خلاص) لم يستطع أن يكمل ، ضحك بصوت عالي وهو يقول:
نعم خير؟؟.. وش تبين ياقطة الوجه أنتي؟؟
مشاعل تضحك: إيه الحين أخي اللي اعرفه
تروعت قبل شوي حسبتهم خذوا أخي المتوحش أبو كلام سم
وجابوا لنا أخ طيب كلامه ينقط عسل مثل اللي في الرسوم
فارس بهدوء: اخلصي علي ترا ماني بفاضي لقرقرتش
ناصر يأشر له أنه بيخنقه: احترم مرتي يا ملا الماحي
فارس يرد على ناصر: أختي قدام تصير مرتك، ومالك دخل بيننا
مشاعل شعرت وكأنه سُكب عليها ماء بارد: فارس من اللي عندك؟
فارس بلؤم: رجَّالش الشين
مشاعل ألقت بالمحمول في حضن موضي ولون وجهها يتحول للأحمر
القاني وتركض صاعدة لغرفتها
موضي أخذت المحمول وهي تضحك: فارس وش قلت للبنية خليت
وجهها انقلب كذا؟؟
فارس بنبرة عتب: هلا والله بالشيخة موضي اللي تهرّب من شوفتنا
موضي بحرج وهي تحاول أن ترد بدلال: فارس حبيب قلبي خلاص
يالله أنا مشتاقة لك موت تعال أنا عند بيت هلي..
فارس بهدوء: أنا في العزبة بأصلي العشاء أول، ثم مسافة الطريق
على ما تروقون المستحية اللي عندكم اللي أكيد إنها راحت تسكر على
روحها من السحا ترا ما أبي أجي وما ألاقيها ، ترا أطلع عليها واسحبها
بشوشتها
أنهى فارس مكالمته، وناصر ينظر له باستفهام، فارس بلؤم:
وش ذا النظرة البائسة اللي على وجهك المغبر، تقول طرار على باب مسجد
ناصر باستجداء تمثيلي: تكفى فارس.. وش قلت لمشاعل ووش قالت لك؟؟
فارس بذات اللؤم: والله ماحد قال لك أني مرسال غرام.. اتصل على عمي
عبدالله وأساله عن بنته.
ناصر يضحك: أنتو يالبدوان ماوراكم فرج.. لو مخليني أكلم مرتي بينقص
منكم يد وإلا رجل على الأقل تعرّف علي شوي وتدري أني ولد حبوب،
مهوب حتى اسمي تستحي منه.
فارس ضحك: عاد الله يعينك على مشاعل، عمري في حياتي ماشفت حد يستحي مثلها
كان ناصر سيتكلم لولا أنه قاطعهم صوت عميق خافت ومفكر
"السحا مهوب عيب.. السحا زينة البنت"
ناصر يبتسم: وأخيرا تكلم أبو الهول.. تصدق نسينا إنك هنا يا أخي!!
كان راكان طوال الفترة الماضية يجلس في زاوية الخيمة الضخمة
مشغول بلوح شطرنج أمامه.. بين التحركات والتحركات المضادة
فارس يبتسم: تصدق راكان أول مرة أشوف واحد يقعد بالساعات يلعب مع روحه..
يلتفت إليهم راكان ويقول بثقة: هذا شيء ما تفهمونه أنتم..
وبعدين من اللي منكم كفو يلعب معي، أطول واحد منكم طول معي في لعبة 10 دقايق
لكن إذا ألعب مع روحي أعرف إنه فيه خصم كفو لي..
ناصر باهتمام: لا جد قل لي راكان أشلون تلعب بروحك
يعني لكل لون الأبيض وإلا الأسود بتسوي نفس الحركة..
راكان يبتسم: الله يخلف على أمي اللي أنت ولدها، وبنت عبدالله اللي
أنت رجّالها...وش نفس الحركة؟؟
فيه عدة خطط للعب الشطرنج، أنا لما ألعب مع روحي أعتمد خطتين،
خطة لكل لون من البيادق.. (البيادق=شخصيات الشطرنج)
ناصر يضحك: تدري يا ولد أمي الحكي معك ضايع..
أنا باقوم أتوضأ باقي على الصلاة شوي، أحسن لي من مقابل وجهك أنت وولد عمك
يالله يا كريم قد تخلص ذا الثلاث شهور وأفتك من وجيهكم الودرة
يتركهم ناصر.. فارس يعبث بموبايله وينتظر أن يصلي ليتوجه لأخواته
وراكان عاد للاستغراق في لوح الشطرنج أمامه
راكان قليل التحدث عن نفسه رغم أن من هو في مواهب راكان المتعددة قد
يحق له بعضا من الغرور فهو بطل ذو صولات وجولات في رياضتين مختلفتين
وفي مجال عمله (في الديوان الأميري) يحرز نجاحات متميزة
وهو على وشك ترأس قسم دون أن يخبر أحدا بذلك أو يتشدق به
وليس معنى ذلك أن راكان لا يقدر نجاحاته
ولكنه وجَّهها بتوازن لتكون ثقة قوية بالنفس
يربط راكان بمشعل بن عبدالله صداقة متينة قوَّى أواصرها تقاربهما في السن
وتشابه شخصياتهما لحدٍّ بعيد، ولكن لطالما أرَّق مشعل إحساسه أن راكان يخفي
عليه سراً ما
كان مشعل هو الوحيد الذي يستطيع قراءة صمت راكان وماخلف ابتساماته الهادئة
ولكنه عجز عن سبر واختراق أسدال كتمان راكان التي راكمها على سره الدفين
الذي طمره في أعمق نقطة في روحه وحاول أن يتناساه!!
******************************
بعد حوالي ساعة إلا ربع..
وصل فارس بيت عمه عبدالله
وموضي سحبت مشاعل وأنزلتها.. واكتملت جمعة الشقيقات الثلاث الكبار
وأخيهم بالرضاعة بينما أم مشعل وأم محمد كانتا قد انسحبتا للصلاة
ومريم الصغيرة وخالتها ريم في الأعلى تلعبان Play Station3
ومعهم جود الصغيرة مجرد متفرجة..
لطالما كن الشقيقات الثلاث يستمتعن بالالتقاء مع شقيقهم الغريب القاسي
فلطالما مثَّل فارس ومشعل طرفا النقيض هذا بقسوته وهذا بحنانه
ومع ذلك كان لكلاهما معزته الخاصة
بالتأكيد لا أحد في مكانة مشعل عندهم
ولكن فارس أيضا كان غاليا جدا عليهم لأبعد حد..
البنات يتبادلن الحديث الودي الأخوي معه
ومشاعل صامتة لأنها مازالت تشعر بالحرج من مكالمتها الأخيرة لفارس
فارس ضربها على مؤخرة رأسها: وش فيها الأخت؟؟ عادش مستحية يا المعقدة؟؟
لطيفة بتفهم: فارس خف على البنية.. هات فنجالك أصب لك قهوة؟؟
فارس بهدوء وهو يعيد فنجانه لها ويهزه: لا خلاص شكّرت..(شكّر=اكتفى من القهوة)
موضي (بعيارة): إيه الشيخ فارس مايحب يكثر منبهات يخاف على بشرته تتعب..
موضي قالتها بعفوية، لكنها قطعت جملتها وهي تتذكر، وتبتلع ريقها
وهي تنظر لثلاثة أزواج من الأعين تنظر لها وتركز عليها
زوجان من العيون ينظران لها بنظرة هي خليط من العتب والشفقة لما ستناله
من صاحب زوج الأعين الثالث وزوج العينين الثالث ينظر لها نظرة غضب
حادة مرعبة تكاد تقتلعها من مكانها
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
ملك الاحساس- نائب الادارة
- جنسية العضو : بحريني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 778
تاريخ التسجيل : 09/10/2013
المزاج : هادئ
مواضيع مماثلة
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )6
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )22
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )38
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )53
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )7
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )22
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )38
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )53
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )7
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر