المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 536 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 536 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )42
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )42
الجزء الثاني والأربعون
غرفة هيا
الساعة 1 بعد منتصف الليل
اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو
ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له
الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها
ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل..
مشعل بهدوء: صحيتش؟؟
كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم
ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت..
مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟
هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم..
مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح..
هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة:
مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة
أو لا
مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين
احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين
مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين
أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة
استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟
هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟
مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!!
هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين
مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟
وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي..
هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط
مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟
هيا بعتب: ليه مالي حق؟!!
مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي..
هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة
ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما
لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة:
باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك
وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها
ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل
لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟
هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية
توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة
ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني
مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟
هيا بحرج أكبر: براحتك
مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير..
هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة
ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان:
بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي
وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي
ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام..
وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها
*************************
الساعة 2 الظهر
مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية
وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت
مريم بعادتها سريعة ومنطقية في قراراتها
لم تكن تريد أن تتعب أحد من أشقائها في هذا الوقت
لذا اتصلت بسائق البيت ليأتي لأخذها هي وسائقتها
والعصر ستعطي المفتاح لناصر ليرى مشكلة السيارة
كانت اتصلت للتو بالسائق وتنتظر
مر عليها عدد من أهل السيارات وتوقفوا وعرضوا المساعدة
ولكنها كانت تقول لسائقتها أن تصرفهم
وبدأت السائقة تصرفهم بدون الرجوع لمريم
ولكنها هذه المرة سمعتها تطيل في الجدال مع أحدهم
رنت هاتف سائقتها ونادتها
سونيا كانت تقف بجانب شباك مريم
ومريم تسألها: سونيا.. وش فيه؟؟
سونيا: هذا مستر سعد بابا محمد كازن كول احنا يروه مئاه
أو هو يكلي سوا سوا ينتزر درايفر
كانت مريم مازالت تتحادث مع سائقتها حين اقتحم حوارهما
صوت رجولي عميق: مساش الله بالخير يا بنت محمد
مريم انزلت يديها اللتين كانتا على طرف نافذة السيارة في حضنها
وهي تضفي عباءتها عليها
مريم ترتدي غطاء ثقيل على وجهها
لأنها لا تحتاج للبس نقاب عوضها الله الجنة
وردت باحترام وخفوت: مساك أخير يا أبو فيصل
سعد باحترام: أشلون الوالدة والأهل كلهم؟؟
مريم بذات الاحترام: طيبين طاب حالك.. أشلون فيصل وفهد؟؟
سعد بهدوء: طيبين جعل شيبانش الجنة
مريم بذوق: تسهل يا بو فيصل كثر الله خيرك.. سايق البيت جاي الحين
سعد بشهامة: لا طال عمرش في الطاعة..
أما تروحون معي أنتي وسواقتش
أنا باقعد في سيارتي أنتظر لين يجي سواقكم
مريم محرجة جدا.. السائق قد يحتاج نصف ساعة ليصل
وهي لا تريد أن تذهب مع سعد
ولا أن يبقى ينتظر معهما
ردت بهدوء عذب: تسهل الله يرضى عليك.. والله إن السواق على وصول
علم سعد أنها لا تريد الركوب معه.. ومحرجة منه.. رد بثقة:
خلاص أنا في سيارتي لين تروحون
لم يمهلها فرصة الرفض أو الرد وهو يتوجه لسيارته
وتفكيره مشغول بشيئين غصبا عنه
حين اقترب من سيارتها والقى التحية
وقعت عيناه على يديها الساكنتين على حافة النافذة
هي سحبت يديها وهو غض بصره وأشاح
ولكن النظرة سبقت
و شكل يديها سكن خياله بتمكن وبشكل غريب
(نعنبو وش ذا الايدين اللي عندها
تحس إيديها بتذوب من نعومتها وصفائها)
الشيء الآخر
كان صوتها العميق الهادئ والواثق
صوت يتسلل للروح ويهدهدها
ينبئها أن العالم مازال بخير
وأن العالم مسكون بالعذوبة والحنان
حاول طرد أفكاره وهو يرى سائقهم يصل
وتركبان معه
وهو يحرك سيارته ويمشي خلفهم
فبيته قريب منهم
***************************
بيت لطيفة
بعد المغرب
شقيقاتها موضي ومشاعل عندها
مشعل حينما توجه لصلاة المغرب
أخبرها أنه لن يعود حتى يصلي العشاء
وسيبقى في المجلس بين الصلاتين
لطيفة لم تكن مرتاحة مطلقا
فجروحه طرية وتنزف
ولن يحتمل البقاء لوقت طويل بثوبه وبجلسة مستقيمة كجلسة مجالس الرجال
ولكنها ردت عليه بهدوء: براحتك يابو محمد
رغم أنها تتمزق قلقا عليها
وحتى تتلهى عن قلقها اتصلت بشقيقاتها
ليحضرن عندها
ويتسلين معا
هاتف لطيفة يرن
لطيفة تنظر للهاتف وتبتسم ثم تنظر لموضي
وتقول بابتسامة خبيثة: شيخة
موضي تبتسم: ياختي رفيقتش ذي ما تفهم قولي لها ما أبي أخيها
ولا أبي غيره.
خليها تستحي على وجهها مابعد خلصت عدتي..
لطيفة ردت: هلا والله بشيخة الحريم
شيخة تضحك: خشي في عبي يا بت يا لتيفة
ما أبي تمدحيني.. سبيني.. بس خلي موضي توافق على راشد
إذا خلصت عدتها على خير
لطيفة تضحك: شوفي شيوخ.. أنا بحط التلفون على السبيكر
وهذي موضي تسمع
موضي تشير لا.. لكن لطيفة وضعته على السبيكر
وصوت شيخة الرفيع المرح يتصاعد: هيه مويضي وصمخ قطاوة
أنتي مافي قلبش رحمة.. حني علي..
ثم أكملت ببكاء مصطنع: أنا يتيمة وأخويا يتيم.. وعيالي يتامى
موضي تضحك: يكون حد قال لش إني جمعية خيرية
شيخة تضحك: ياأختي نبي لنا حد قلبه حنين مثلش وشرواش
تدرين ماعندنا إلا ذا الأخو تاخذه وحدة ملعونة خير مثل طليقته الله لا يردها
توطس فيني أنا وعيالي
تخيلي تخيلي ياللهول شيوخ تهمز أرجيل مرت أخيها
ولا عيالي واحد يكنس والثاني يطبخ... نهون عليش.. نهون على قلبش الطيب
موضي لا تستطيع السيطرة على نفسها من الضحك: على قولت سليطين الشهيرة
غني يا ليل ما أطولك..
اذلفي.. اذلفي.. طري على باب مسجد أنتي وعيالش.. شكلش متدربة جاهزة
شيخة ببكاءها المصطنع: ياحرام عليش مافي قلبش رحمة
دحنا يتامى..
موضي تبتسم:شيوخ اشرايش تخلين منش ذا الهذرة.. وتسيرين علينا بكرة
شيخة كأنها تفكر: أمممممممم على شرط..
تسوي ميشو نفس الحلى اللي كلته عند لطيفة المرة اللي فاتت
لطيفة تتكلم: هذي ميشو تسمع وتقول حاضرة...
بس أنتي ماعندش اختراع اسمه ريجيم يالدبة
شيخة تتأفف: جاونا المزايين المعقدين..
مشكلتكم مشكلة أنتم يالمزايين ما ترضون باوساط الحلول..
مزيونة لازم تصير رشيقة بعد
لله درنا نحن معشر التنافيخ ماخذينها تيكت إيزي..
المهم أنتو يالثلاثي الكوكباني.. الله لا يعوق بشر
بكرة بأجيكم
لطيفة لا تتزين عشان ما تجرح مشاعري الرقيقة إذا شفت زينها وانا جيكرة
وميشو تزين لي الحلويات الزينة اللي هي تعرف
وموضي تقول إنها عندها استعداد تفكر بأخي رويشد لما تخلص عدتها..
أي شرط ناقص من الشروط الثلاثة باقلبها على رووسكم..
***********************
بيت جابر بن حمد
بعد صلاة العشاء
البنات في الصالة
وأم حمد مازالت عند والدتها في بيت عبدالله
معالي تمدد ساقيها على الطاولة وبيدها صحن فيه فوشار وتشاهد التلفاز
تصرخ على عالية في المطبخ الداخلي: عاليوه ترى الفوشار خلص سوو
لي معكم
علياء تطل عليها : يازينش وأنتي تأمرين بس
معالي بصوت عالي: أظني أكلم عالية.. وش دخلش أنتي يالملقوفة؟؟
علياء تضحك: زين أنا عالية
معالي تضحك بطريقة مصطنعة: ههههههه يا بطني.. يابطني
بأموت من الضحك.. ارحميني على خفت الدم اللي عندش
زينش متلايطة بس..
هذه المرة عالية تطل: زين ياختي احنا كوبي وبيست
وش بيضر أي وحدة ترد على حضرت جنابش
معالي بتأفف: أي وحدة منكم تخلصنا وتجيب الفوشار قبل يبدأ الفيلم
مافيه احترام إني أختكم الكبيرة
أكبر منكم بربع ساعة كاملة..
وهم في حوارهم يرن هاتف البيت، تلتقطه معالي دون أن تنظر للكاشف
رغم تباعده عنهم وأنه لم يشعرهم يوما بأخوته
ولكن سماعها لصوته بعد مرور كل هذا الوقت
كان هازا لمشاعرها بعنف وهي تسمعه يقول بهدوء: السلام عليكم
معالي اختنقت بعبراتها: هلا حمد هلا والله
حمد بذات الهدوء: أشلونش معالي؟؟
معالي بانفعال: طيبين.. ومشتاقين لك.. متى بترجع؟؟ ما خلصت دورتك؟؟
حمد بذات الهدوء: حبه حبة يا بنت الحلال
دورتي مطولة شوي يمكن أبي لي 5 شهور بعد
معالي بصدمة: يعني 6 شهور مانشوفك.. حرام عليك!!
حمد بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. وين أمي؟؟
معالي بضيق من الخبر: أمي عند جدتي
ثم أكملت: تكفى حمد كلمها على جوالها.. أمي مشتاقة لك
حمد ذهب تفكيره لاتجاه آخر.. أمه عند جدته حيث مكان موضي
الأمر أكثر من احتماله، لذا رد على معالي:
لا خلاص بأكلمها بعد ساعتين تكون موجودة
ثم استطرد: عالية وعلياء عندش؟؟
معالي مستغربة اهتمامه السؤال عنهما: إيه عندي
حمد بذات الهدوء الساكن: خليني أكلمهم
***********************
الصباح في واشنطن
شقة عبدالله بن مشعل
باكينام خرجت للجامعة
وأخبرت هيا أنها ستعود من الجامعة لسكنها
حاولت هيا أن تثنيها.. كانت تريدها أن تكون معها حين يعود مشعل
لكن باكينام رفضت
لأن هذا موقف لا يصح أن تتدخل فيه
وهاهي هيا تشعر بالتوتر الشديد
كانت في المطبخ تغسل بعض الصحون النظيفة لتفريغ توترها
وتتسلى بجر قصيدة قديمة..
لذا لم تسمع صوت باب الشقة حين فُتح
مشعل فتح باب الشقة ودخل
فاجأه بعنف صوت هيا القادم من داخل المطبخ
لم يكن صوتها المفاجأة
ولكن المفاجأة كانت في القصيدة التي تجرها
**********************
ذات الوقت بتوقيت آخر
ليل الدوحة
مشعل تأخر قليلا
ولطيفة كانت تتنقل بين غرف أبنائها حتى ناموا
حين عادت لغرفتها وجدت مشعل يحاول خلع ملابسه بصعوبة
اقتربت منه وساعدته بصمت
كلاهما يتعذب بهذا القرب اللاسع الموجع
حتى الحركة العفوية بينهما سابقا
أصبحت أبعد ما تكون عن العفوية الآن
وهي تُشحن بعشرات المشاعر الكثيفة العصية على التأويل
من ذلك مثلا أن يدها الساكنة الآن على عضده الصلب تحرق خلايا جسده بعنف
وتذيب شرايين قلبها بوحشية
رفعت يدها عنه وهي ترتعش دون أن يظهر عليها شيئا من مشاعرها
وهو معتصم بهدوئه الأسطوري
لطيفة بعد أن أنهت مهمتها
قررت التوجه لمكتبها لتتلهى بالدراسة
لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء
غرفة هيا
الساعة 1 بعد منتصف الليل
اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو
ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له
الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها
ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل..
مشعل بهدوء: صحيتش؟؟
كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم
ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت..
مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟
هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم..
مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح..
هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة:
مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة
أو لا
مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين
احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين
مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين
أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة
استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟
هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟
مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!!
هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين
مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟
وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي..
هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط
مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟
هيا بعتب: ليه مالي حق؟!!
مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي..
هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة
ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما
لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة:
باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك
وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها
ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل
لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟
هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية
توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة
ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني
مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟
هيا بحرج أكبر: براحتك
مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير..
هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة
ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان:
بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي
وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي
ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام..
وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها
*************************
الساعة 2 الظهر
مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية
وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت
مريم بعادتها سريعة ومنطقية في قراراتها
لم تكن تريد أن تتعب أحد من أشقائها في هذا الوقت
لذا اتصلت بسائق البيت ليأتي لأخذها هي وسائقتها
والعصر ستعطي المفتاح لناصر ليرى مشكلة السيارة
كانت اتصلت للتو بالسائق وتنتظر
مر عليها عدد من أهل السيارات وتوقفوا وعرضوا المساعدة
ولكنها كانت تقول لسائقتها أن تصرفهم
وبدأت السائقة تصرفهم بدون الرجوع لمريم
ولكنها هذه المرة سمعتها تطيل في الجدال مع أحدهم
رنت هاتف سائقتها ونادتها
سونيا كانت تقف بجانب شباك مريم
ومريم تسألها: سونيا.. وش فيه؟؟
سونيا: هذا مستر سعد بابا محمد كازن كول احنا يروه مئاه
أو هو يكلي سوا سوا ينتزر درايفر
كانت مريم مازالت تتحادث مع سائقتها حين اقتحم حوارهما
صوت رجولي عميق: مساش الله بالخير يا بنت محمد
مريم انزلت يديها اللتين كانتا على طرف نافذة السيارة في حضنها
وهي تضفي عباءتها عليها
مريم ترتدي غطاء ثقيل على وجهها
لأنها لا تحتاج للبس نقاب عوضها الله الجنة
وردت باحترام وخفوت: مساك أخير يا أبو فيصل
سعد باحترام: أشلون الوالدة والأهل كلهم؟؟
مريم بذات الاحترام: طيبين طاب حالك.. أشلون فيصل وفهد؟؟
سعد بهدوء: طيبين جعل شيبانش الجنة
مريم بذوق: تسهل يا بو فيصل كثر الله خيرك.. سايق البيت جاي الحين
سعد بشهامة: لا طال عمرش في الطاعة..
أما تروحون معي أنتي وسواقتش
أنا باقعد في سيارتي أنتظر لين يجي سواقكم
مريم محرجة جدا.. السائق قد يحتاج نصف ساعة ليصل
وهي لا تريد أن تذهب مع سعد
ولا أن يبقى ينتظر معهما
ردت بهدوء عذب: تسهل الله يرضى عليك.. والله إن السواق على وصول
علم سعد أنها لا تريد الركوب معه.. ومحرجة منه.. رد بثقة:
خلاص أنا في سيارتي لين تروحون
لم يمهلها فرصة الرفض أو الرد وهو يتوجه لسيارته
وتفكيره مشغول بشيئين غصبا عنه
حين اقترب من سيارتها والقى التحية
وقعت عيناه على يديها الساكنتين على حافة النافذة
هي سحبت يديها وهو غض بصره وأشاح
ولكن النظرة سبقت
و شكل يديها سكن خياله بتمكن وبشكل غريب
(نعنبو وش ذا الايدين اللي عندها
تحس إيديها بتذوب من نعومتها وصفائها)
الشيء الآخر
كان صوتها العميق الهادئ والواثق
صوت يتسلل للروح ويهدهدها
ينبئها أن العالم مازال بخير
وأن العالم مسكون بالعذوبة والحنان
حاول طرد أفكاره وهو يرى سائقهم يصل
وتركبان معه
وهو يحرك سيارته ويمشي خلفهم
فبيته قريب منهم
***************************
بيت لطيفة
بعد المغرب
شقيقاتها موضي ومشاعل عندها
مشعل حينما توجه لصلاة المغرب
أخبرها أنه لن يعود حتى يصلي العشاء
وسيبقى في المجلس بين الصلاتين
لطيفة لم تكن مرتاحة مطلقا
فجروحه طرية وتنزف
ولن يحتمل البقاء لوقت طويل بثوبه وبجلسة مستقيمة كجلسة مجالس الرجال
ولكنها ردت عليه بهدوء: براحتك يابو محمد
رغم أنها تتمزق قلقا عليها
وحتى تتلهى عن قلقها اتصلت بشقيقاتها
ليحضرن عندها
ويتسلين معا
هاتف لطيفة يرن
لطيفة تنظر للهاتف وتبتسم ثم تنظر لموضي
وتقول بابتسامة خبيثة: شيخة
موضي تبتسم: ياختي رفيقتش ذي ما تفهم قولي لها ما أبي أخيها
ولا أبي غيره.
خليها تستحي على وجهها مابعد خلصت عدتي..
لطيفة ردت: هلا والله بشيخة الحريم
شيخة تضحك: خشي في عبي يا بت يا لتيفة
ما أبي تمدحيني.. سبيني.. بس خلي موضي توافق على راشد
إذا خلصت عدتها على خير
لطيفة تضحك: شوفي شيوخ.. أنا بحط التلفون على السبيكر
وهذي موضي تسمع
موضي تشير لا.. لكن لطيفة وضعته على السبيكر
وصوت شيخة الرفيع المرح يتصاعد: هيه مويضي وصمخ قطاوة
أنتي مافي قلبش رحمة.. حني علي..
ثم أكملت ببكاء مصطنع: أنا يتيمة وأخويا يتيم.. وعيالي يتامى
موضي تضحك: يكون حد قال لش إني جمعية خيرية
شيخة تضحك: ياأختي نبي لنا حد قلبه حنين مثلش وشرواش
تدرين ماعندنا إلا ذا الأخو تاخذه وحدة ملعونة خير مثل طليقته الله لا يردها
توطس فيني أنا وعيالي
تخيلي تخيلي ياللهول شيوخ تهمز أرجيل مرت أخيها
ولا عيالي واحد يكنس والثاني يطبخ... نهون عليش.. نهون على قلبش الطيب
موضي لا تستطيع السيطرة على نفسها من الضحك: على قولت سليطين الشهيرة
غني يا ليل ما أطولك..
اذلفي.. اذلفي.. طري على باب مسجد أنتي وعيالش.. شكلش متدربة جاهزة
شيخة ببكاءها المصطنع: ياحرام عليش مافي قلبش رحمة
دحنا يتامى..
موضي تبتسم:شيوخ اشرايش تخلين منش ذا الهذرة.. وتسيرين علينا بكرة
شيخة كأنها تفكر: أمممممممم على شرط..
تسوي ميشو نفس الحلى اللي كلته عند لطيفة المرة اللي فاتت
لطيفة تتكلم: هذي ميشو تسمع وتقول حاضرة...
بس أنتي ماعندش اختراع اسمه ريجيم يالدبة
شيخة تتأفف: جاونا المزايين المعقدين..
مشكلتكم مشكلة أنتم يالمزايين ما ترضون باوساط الحلول..
مزيونة لازم تصير رشيقة بعد
لله درنا نحن معشر التنافيخ ماخذينها تيكت إيزي..
المهم أنتو يالثلاثي الكوكباني.. الله لا يعوق بشر
بكرة بأجيكم
لطيفة لا تتزين عشان ما تجرح مشاعري الرقيقة إذا شفت زينها وانا جيكرة
وميشو تزين لي الحلويات الزينة اللي هي تعرف
وموضي تقول إنها عندها استعداد تفكر بأخي رويشد لما تخلص عدتها..
أي شرط ناقص من الشروط الثلاثة باقلبها على رووسكم..
***********************
بيت جابر بن حمد
بعد صلاة العشاء
البنات في الصالة
وأم حمد مازالت عند والدتها في بيت عبدالله
معالي تمدد ساقيها على الطاولة وبيدها صحن فيه فوشار وتشاهد التلفاز
تصرخ على عالية في المطبخ الداخلي: عاليوه ترى الفوشار خلص سوو
لي معكم
علياء تطل عليها : يازينش وأنتي تأمرين بس
معالي بصوت عالي: أظني أكلم عالية.. وش دخلش أنتي يالملقوفة؟؟
علياء تضحك: زين أنا عالية
معالي تضحك بطريقة مصطنعة: ههههههه يا بطني.. يابطني
بأموت من الضحك.. ارحميني على خفت الدم اللي عندش
زينش متلايطة بس..
هذه المرة عالية تطل: زين ياختي احنا كوبي وبيست
وش بيضر أي وحدة ترد على حضرت جنابش
معالي بتأفف: أي وحدة منكم تخلصنا وتجيب الفوشار قبل يبدأ الفيلم
مافيه احترام إني أختكم الكبيرة
أكبر منكم بربع ساعة كاملة..
وهم في حوارهم يرن هاتف البيت، تلتقطه معالي دون أن تنظر للكاشف
رغم تباعده عنهم وأنه لم يشعرهم يوما بأخوته
ولكن سماعها لصوته بعد مرور كل هذا الوقت
كان هازا لمشاعرها بعنف وهي تسمعه يقول بهدوء: السلام عليكم
معالي اختنقت بعبراتها: هلا حمد هلا والله
حمد بذات الهدوء: أشلونش معالي؟؟
معالي بانفعال: طيبين.. ومشتاقين لك.. متى بترجع؟؟ ما خلصت دورتك؟؟
حمد بذات الهدوء: حبه حبة يا بنت الحلال
دورتي مطولة شوي يمكن أبي لي 5 شهور بعد
معالي بصدمة: يعني 6 شهور مانشوفك.. حرام عليك!!
حمد بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. وين أمي؟؟
معالي بضيق من الخبر: أمي عند جدتي
ثم أكملت: تكفى حمد كلمها على جوالها.. أمي مشتاقة لك
حمد ذهب تفكيره لاتجاه آخر.. أمه عند جدته حيث مكان موضي
الأمر أكثر من احتماله، لذا رد على معالي:
لا خلاص بأكلمها بعد ساعتين تكون موجودة
ثم استطرد: عالية وعلياء عندش؟؟
معالي مستغربة اهتمامه السؤال عنهما: إيه عندي
حمد بذات الهدوء الساكن: خليني أكلمهم
***********************
الصباح في واشنطن
شقة عبدالله بن مشعل
باكينام خرجت للجامعة
وأخبرت هيا أنها ستعود من الجامعة لسكنها
حاولت هيا أن تثنيها.. كانت تريدها أن تكون معها حين يعود مشعل
لكن باكينام رفضت
لأن هذا موقف لا يصح أن تتدخل فيه
وهاهي هيا تشعر بالتوتر الشديد
كانت في المطبخ تغسل بعض الصحون النظيفة لتفريغ توترها
وتتسلى بجر قصيدة قديمة..
لذا لم تسمع صوت باب الشقة حين فُتح
مشعل فتح باب الشقة ودخل
فاجأه بعنف صوت هيا القادم من داخل المطبخ
لم يكن صوتها المفاجأة
ولكن المفاجأة كانت في القصيدة التي تجرها
**********************
ذات الوقت بتوقيت آخر
ليل الدوحة
مشعل تأخر قليلا
ولطيفة كانت تتنقل بين غرف أبنائها حتى ناموا
حين عادت لغرفتها وجدت مشعل يحاول خلع ملابسه بصعوبة
اقتربت منه وساعدته بصمت
كلاهما يتعذب بهذا القرب اللاسع الموجع
حتى الحركة العفوية بينهما سابقا
أصبحت أبعد ما تكون عن العفوية الآن
وهي تُشحن بعشرات المشاعر الكثيفة العصية على التأويل
من ذلك مثلا أن يدها الساكنة الآن على عضده الصلب تحرق خلايا جسده بعنف
وتذيب شرايين قلبها بوحشية
رفعت يدها عنه وهي ترتعش دون أن يظهر عليها شيئا من مشاعرها
وهو معتصم بهدوئه الأسطوري
لطيفة بعد أن أنهت مهمتها
قررت التوجه لمكتبها لتتلهى بالدراسة
لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
شيطونه اخت ابليس- عضو متميز
- جنسية العضو : بحرينية
عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 12/10/2015
مواضيع مماثلة
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )5
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )21
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )37
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )52
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )6
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )21
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )37
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )52
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )6
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر