من طرف الثلج الاسود الأحد أغسطس 03, 2014 1:54 pm
الزوجة الثانية لسيدنا إبراهيم – عليه السلام – فهي السيدة هاجر المصرية التي ضربت أروع الأمثلة في الإخلاص والصدق والتوكل على الله – تعالى – وكان سبب زواج أبي الأنبياء – عليه السلام – بها أن السيدة سارة كانت عاقراً لا تلد ، عرضت عليه أن يتزوج بخادمتها هاجر – عليها الرضوان . وفي هذا الموقف لفتة عظيمة للمؤمنات اللاتي يرفضن الزوجة الثانية مهما كانت الأسباب والدوافع . لكننا رأينا السيدة سارة تكسر هذه الحواجز وتعرض على نبي الله الزواج ، وتختار له الزوجة المناسبة . وبعد أن تم الزواج بدأت الغيرة تدب بين الزوجتين الصالحتين بسبب الولد فطلبت سارة من رسول الله أن يذهب بهاجر إلى بلدة غير بلدتها ، فاستجاب أبو الأنبياء لطلبها وخرج بهاجر إلى مكة ، ومعها ولدها إسماعيل . قال ابن عباس : «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل . وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء ، فوضعها هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً : وجعل لا يلتفت إليها : فقالت له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذاً لا يضيعنا . ثم رجعت فانطلق إبراهيم ، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه ، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال : (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) حتى بلغ: (يَشْكُرُونَ) (إبراهيم:37) وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء ، عطشت وعطش ابنها . و جعلت تنظر إليه يتلوى – أو قال يتلبط – فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها – فقامت عليه . ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ، فلم تر أحداً ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود وحتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات».
قال ابن عباس : قال النبيr : «فذلك سعي الناس بينهما» فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه ، تريد نفسها ثم تسمعت أيضاً ، فقالت قد سمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه – أو قال بجناحه – حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف».
قال ابن عباس : قال النبي r : «يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم – أو قال -: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً» .
قال : فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله . وكان البيت مرتفعاً من الأرض ، فالرابية ثانية السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله ، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائراً عائقاً ، فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي ما فيه ماء فأرسلوا جرباً أو جربين فإذا هم بالماء فرجعوا ، فأخبروهم بالماء فأقبلوا ، قال : وأم إسماعيل عند ا لماء فقالوا : أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت : نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا : نعم .
المعاني : - المنطق : هو ما تشد به المرأة وسطها عند عمل الأشغال لترفع ثوبها ، وهو أيضاً النطاق. - دوحة : هي الشجرة العظيمة ، ورجمعها : الدوح . - قفي الرجل : إذا ولاك قفاه راجعاً عنك . - سقاء : بكسر أوله – هو قربة صغيرة . - الثنية : الطريق في العقبة ، وقيل هو المرتفع من الأرض فيها . - التلبط : الاضطراب والتقلب ظهراً لبطن . - صه : اسكت. - تريد نفسها – لما سمعت الصوت ، سكتت نفسها لتتحققه . - غواث : الغواث والغياث والغوث : المعونة ، وإجابة المستغيث. - تحوضه : تجعل له حوضاً يجتمع فيه الماء . - معيناً : المعين : الماء الظاهر الجاري الذي لا يتعذر أخذه . - كداء بالفتح والمد ، الثنية من أعلى مكة مما يلي المقابر ، وبالضم والقصر : من أسفلها مما يلي باب العمرة . - عائفاً : العائف : المتردد حول الماء . - الجري : الرسول والوكيل . تبين لنا من خلال هذا الحديث الصحيح أن السيدة هاجر كانت مثالاً فريداً في التوكل على الله ، والأنس به واللجوء إليه ، والمسارعة إلى طاعة الله ولو كان في ذلك فقد الأحباب ، كانت هاجر – عليها السلام – على مستوى عال من تربية الأولاد ، فاقت في ذلك معاهد التربية وآلاف المدارس في وزارات التربية والتعليم .
نرى هذا واضحاً في هذا الموقف العظيم الذي وقفه إسماعيل عندما عرض عليه أبوه الذبح وإليك ما حدث : عندما بلغ إسماعيل الثالثة عشر من عمره . رأى والده سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل الابن الوحيد .
فماذا صنع إبراهيم عليه السلام بعد أن تيقن أن هذا أمر ربه ذهب إلى ولده إسماعيل وطلب منه أن يحضر الحبل والسكين وقال له : يا بني خذ الحبل والمدية [السكين] وانطلق بنا إلى هذه الهضبة ، فتمثل الشيطان في صورة رجل ، وذهب إلى أم إسماعيل السيدة هاجر عليها السلام. وقال لها : أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك ؟
قالت : ذهب به يحتطب لنا من هذا الشعب . قال الشيطان إبليس : والله ما ذهب به إلا ليذبحه . قالت الأم : كلا هو أشفق به وأد حباً له . قال الشيطان : إنه يزعم أن الله أمره بذلك، قالت الأم هاجر : إن كان ربه أمره بذلك فلا مانع من أمر الله .
فانصرف الشيطان خاسئاً خاسراً ، ثم لحق بالابن إسماعيل عليه السلام وهو يتبع أباه ، فقال له : يا إسماعيل أتدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : يذهب ليحتطب من هذا الشعب . قال : والله ما ذهب بك إلا ليذبحك . قال إسماعيل : ولم ؟ قال الشيطان : إنه يزعم أن ربه أمره بذلك . قال إسماعيل : إن كان ربه أمره بذلك فلا راد لأمر الله .
فذهب الشيطان إلى إبراهيم – عليه السلام - ، وقال له : إن الذي رأيته في المنام ما هو رؤيا من الرحمن ولكنه حلم من الشيطان فلا تصدقه يا إبراهيم ، فرد عليه إبراهيم – عليه السلام – وقال له : اخسأ يا لعين ، فرجع الشيطان حزيناً لأنه لم ينل من إبراهيم ولا من زوجه ولا من ابنه ما يريد . ثم إن إبراهيم – عليه السلام – أخبر ولده إسماعيل برؤياه ، وسأله ما رأيك ! يا إسماعيل ؟ فقال : يا أبت افعل ما تؤمر ، ثم قال : يا أبتاه ... إذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي فينقص أجري وإن الموت لشديد ، لا آمن أن اضطرب عنده إذا وجدت منه فاشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ ، فإذا أنت أضجعتني لتذبحني فاكببني على وجهي ولا تضجعني لجنبي ، فإني أخشى إن أنت نظرت إلى وجهي أن تدركك الرقة فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربك فيّ ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي ، فإنه عسى أن يكون أسلى لها عني فافعل .
قال إبراهيم – عليه السلام – نعم العون يا بني أنت على أمر الله ! وأعد إبراهيم السكين ، وهم بالتنفيذ فشد كتف إسماعيل ، وتله للجبين وأمسك بالسكين ، فجاء النداء من السماء : (يَا إِبْرَاهِيمُ(*) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) (الصافات:104 – 105) ونزل الفداء من السماء ، رأى إبراهيم كبشاً عظيماً ، وأمره مولاه بذبحه فداءً لإسماعيل، ولذا ، فإن المسلمين ، في عيد الأضحى كل عام يذبحون الأضحية اقتداء بإبراهيم – عليه السلام .
وقد جاءت الإشارة إلى قصة إسماعيل والذبح في القرآن الكريم قال تعالى : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(*) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(*) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ(*) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين(*َ) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ(*) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات : 102- 107)
|
|
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر