المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 517 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 517 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
صعوبات تواجهها الفانتازيا العربية
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
صعوبات تواجهها الفانتازيا العربية
تواجه الفانتازيا العربية الوليدة سلسلة من التحديات التي يجب عليها أن تتخلص منها بأسرع وقت ممكن حتى ترسخ من نفسها داخل الجسد الأدبي العربي الكبير . وتتلخص تلك التحديات في سيطرة الأدب الاجتماعي الواقعي على الأدب العربي الحديث في الحقبة الماضية , مما يجعل بداية طريق الفانتازيا ليس مفروشا بالورود .
تتمثل تلك التحديات في أمور كثيرة , مثلا هناك دور النشر المختلفة , ثم المجتمع النقدي , ثم القراء , ثم المسابقات الأدبية , وتحديات الكتاب أنفسهم , من التخلص من وهم الواقعية على الفانتازيا , مرورا بعدم وجود نماذج نتبعها عربيا , و نهاية بالمفهوم الخاطئ و النظرة المجحفة عن الفانتازيا لدى المجتمع العربي .
بالنسبة للأدب الفانتازي , فالتحديات المتعلقة بدور النشر تتمثل في عدم وجود نماذج تم نشرها للأعمال الفانتازية العربية الحديثة من قبل . لذا فدور النشر قد ترى أن عملية النشر للأدب الوليد قد تصبح مجازفة غير مأمونة العواقب , خاصة أن الأعمال الفانتازية تتسم بالضخامة و التشعب و التسلسل .
وعلى الرغم من أن تجربة هاري بوتر في الوسط الثقافي العربي قد تسببت في حدوث حالة من التساؤل حول سبب وجود مبيعات بمثل تلك الضخامة لعمل ليس عربيا و ليس واقعيا , لكنها ليست كافية لتحريك دور النشر نحو تجربة النشر للأعمال الفانتازية الجديدة , هذا إضافة إلى أنه لا توجد آلية واقعية لدى لجان القراءات بدور النشر المختلفة لتستطيع أن تحكم على العمل المقدم للدار , و من ثم فقد تظلم لجان القراءات أعمالا تستحق النشر , في حين قد تجيز بنشر أعمال لا ترقى للنشر . وبعد تجربة رانمارو الناجحة قد تبدأ بعض الدور في الانتباه لهذا الفن الوليد , ولكن مع قصور في آليات التقييم المختلفة لدى دور النشر فقد نجد أعمالا لا تستحق عوضا عن أعمالا تستحق , و بالتالي قد يتسبب ذلك في خسارة دور النشر المختلفة للكثير من الأموال , فتتسبب في حالة من التردد لدى دور النشر خوفا من تكرار الخسارة مجددا , و هذا قد يتسبب في حدوث حالة من الشلل في الجسد الثقافي الفانتازي لفترة قد تمتد لسنوات حتى تظهر أعمال أدبية قوية تثبت أن تجربة رانمارو لم تكن مجرد تجربة فردية , مثلها مثل تجربة هاري بوتر , بل هي دلالة على وجود أدب عربي وليد يستحق الدعم و النشر , ووجود جمهور متعطش لمثل تلك الأعمال , شريطة أن ترقى لمستوى القارئ .
أتوقع أن تكون تلك السنوات من أصعب الفترات على الأدب الفانتازي العربي , وأتمنى من زملائي أن يصبروا و أن يثقوا في أنفسهم ما دامت كتاباتهم قوية و راسخة . وكلما ظهرت كتابات قوية مبكرا , كلما قلت نسبة حدوث مثل تلك الفترة و ربما لن تحدث قط , و هي أمنيتي الخاصة .
أما عن المجتمع النقدي , فلدي وجهة نظر قد تغضب البعض , لكني مؤمن بها على أي حال , أنا أعمل طبيبا , و تعلمت من الطب أمور كثيرة مهمة , من أبرزها التخصص , أي أنني حين أمرض بمرض في الكبد أذهب لطبيب الباطنة , ولا أذهب للجراحة , و حين يمرض ابني أذهب به لطبيب الأطفال , وليس طبيب النساء و التوليد . التخصص ثم التخصص ثم التخصص . كل شخص مميز في تخصصه , ليس أكثر ولا أقل . وهنا الأمر كذلك .
فالمجتمع النقدي العربي موجه – و فقط – نحو الأدب العربي الواقعي , وهذا أمر منطقي بالطبع , فمن المعلوم أن الحركة النقدية تابعة للحركة الأدبية , و على اختلاف أهدافها فهي تكون تابعة للتطورات و التغيرات التي تطرأ على الساحة الأدبية , لتطوير الكاتب و وضع أسس للأدب و تقييما للأعمال الأدبية , وبالنظر إلى أنه لا توجد أعمال فانتازية عربية حديثة على حد علمي إلا محاولات فردية متناثرة هنا و هناك , فبالتالي من المنطقي ألا تظهر حركة نقدية عربية موجهة خصيصا لأدب الفانتازيا العربي . ولأن النقد روح الأدب , و المطور الهام للكتابة , فاختفاء المجتمع النقدي العربي الخاص بالفانتازيا سيتسبب في مشاكل كثيرة , منها ظهور أعمال لا ترقى للنشر دون أن تكون هناك ضوابط خاصة لها , مرورا بتخبط الكتاب الجيدين في طرقات الفانتازيا و التجارب الشخصية , نهاية بمحاولة النقاد الواقعيين خوض تجارب النقد في الأدب الفانتازي , كل ذلك يمثل تحديات جمة سيواجهها من يكتب في الفانتازيا , فالتخبط ليس بالأمر الجيد , و هجوم النقاد المعروفين على العمل الفانتازي قد يدمر كاتبا رغم عدم أهليتهم للحكم على العمل , و ظهور أعمال لا تستحق ستظلم أعمالا أخرى تستحق .
أما تحديات القراء فببساطة القارئ ليس على اطلاع بالأدب الفانتازي الأجنبي و تشعباته , و كل ما يمتلكه من خبرات حياتية في الفانتازيا أتت إما من الروايات العالمية المترجمة , و على رأسها هاري بوتر بالطبع , مرورا بالأفلام الأجنبية المتخصصة في الفانتازيا . و بعيدا عن خلط القراء الواضح بين آداب الفانتازيا و الخيال العلمي , فالمشكلة الأكثر أهمية تكمن في أن القارئ العربي لا يدرك أن النماذج التي يقرأها أو يشاهدها على الشاشة الكبيرة ليست إلا نماذج تابعة لاتجاهات أدبية فرعية داخل الجسد الفانتازي الكبير , لذا فحين يقرأ أي شيء يشبه ما قد قرؤه من قبل أو شاهده فسيجد في عقليته اتهاما موجها نحو الكاتب بالاقتباس من تلك الأعمال و قد يصل الاتهام إلى حد السرقة الأدبية . لذا فالصبر ثم الصبر ثم الصبر على القراء , و عدم الهجوم عليهم , فهم لا يمتلكون بعد الذخيرة الأدبية التي تمنحهم المرونة في الحكم على الأعمال الفانتازية . لكن بعد عدة سنوات من الىن ستلاحظ أن هؤلاء الذين كانوا يهاجمونك سيقفون يهللون لك . ولا تتعجب , فتلك ستكون مهمتنا في المرحلة القادمة .
المسابقات الأدبية ربما يراها البعض أنها حكرا على كتاب بأعينهم , أو أعمال بعينها , لكن ما أرغب بالحديث عنه –بعيدا عن أية أفكار أخرى – هي المسابقات الأدبية المتخصصة في أدب الفانتازيا , بالطبع خارجيا هناك العديد من المسابقات الأدبية المعروفة الموجهة لأدب الفانتازيا , و هناك المزيد غيرها غير مشهورين بعد . لكن لا يحتوي الوسط الثقافي العربي على مسابقات أدبية موجهة للفانتازيا بعد , ولا أتوقع ظهورها إلا بعد ظهور سلسلة من الأعمال صاحبة النجاح المدوي مما يجذب الانتباه بقوة إلى هذا الكنز الدفين , فستظهر سلسلة من المسابقات الخاصة لتقوم باكتشاف الأعمال المميزة باكرا و يتم نشرها تبعا لدور نشر بعينها و التي – بالطبع – ستكون راعية لتلك المسابقات .
أما عن الكتاب أنفسهم , فعلى عاتقهم يقع عبء كبير , فما بين الأصوات التي ستتصاعد هجوما على الأدب الوليد رافعين لافتات الابتعاد عن العربية و الهوية القومية , مرورا بعدم وجود من يتبعه أو يسير على دربه أو يتعلم من أخطائه أو يتعرف على أنماط و أساليب كتابية في الفانتازيا , نهاية بنظرة الوسط العربي للفانتازيا .
فالهيمنة الواقعية على الأدب العربي لن تكون سهلة المراس , لكنها لن تطول كما أعتقد , أما عن النماذج فربما من يكتب حاليا هذا اللون سيكون رائدا من رواده في المستقبل و نمطا يتبعه الكتاب القادمين من بعدنا , ودائما ما تكون الصدارة صعبة على الجميع . تتبقى نقطة واحدة .. المفهوم الخاطئ عن الفانتازيا و النظرة المجحفة للمجتمع العربي للفانتازيا .
ما تصنيف الأدب الفانتازي حاليا في الوسط الثقافي العربي ؟
بكل أسف تصنيفه يقع ضمن أدب الطفل . ربما ينظر القارئ لكلماتي باندهاش , لكني أريد أن أوضح نقطة مهمة .. أي كاتب في أي لون أدبي حين يكتب فإنه يقصد أن يوجه كتاباته صوب فئة عمرية معينة , و قد يتطور الأمر ليشمل فئة جنسية معينة كذلك . وبالنظر إلى ذلك سنجد أن هناك كتابات تكون مقصورة على العمر من سن خمسة سنوات حتى سن عشرة سنوات فقط , أي أنه من يحاول قراءة مثل تلك الأعمال في سن أحد عشر سنة لن يشعر بانجذاب نحوها ولن تعجبه , وهذا منطقي بالطبع , لأن عقلية الإنسان في تطور مستمر , و كل عام يمر على الفرد تختلف قناعاته و رؤيته للحياة و معها تتطور عقليته و خبراته الحياتية و بالتالي احتياجاته ستختلف عن احتياجاته منذ عام مضى . لذا فهناك كتابات موجهة للأطفال , و كتابات موجهة للشباب , و كتابات موجهة للبالغين , و هذا بالحديث بصفة عامة بالطبع .
لذا فحكر الفانتازيا على عمر الأطفال فقط فيه إجحاف شديد لها , نعم هناك كتابات تستهدف الفئة العمرية الخاصة للأطفال , لكن هناك أخريات تستهدف الفئات العمرية الخاصة بالمراهقين , والشباب , و البالغين , فلماذا نضعهم في فئة أدب الطفل ؟ وقياسا على ذلك هناك الفانتازيا التي تستهدف شرائح عمرية معينة , و هناك الفانتازيا التي تتطور تبعا لتطور الأجزاء داخلها , فربما تبدأ في فئة عمرية , و تنتهي في فئة عمرية مختلفة عما استهدفته في البداية .
هذا عن ربط الأدب الفانتازي بأدب الطفل , نأتي للنظرة المجحفة للمجتمع العربي نحو كتاب الفانتازيا .. باختصار هناك اتهام واجهته مرات و مرات حتى مللت من الرد عليه : أنت تكتب هراءا , مجرد خيال بعيدا عن الواقع , وليس ذو أهمية قط , و من السهل جدا جدا كتابة الفانتازيا !
بالطبع هو رأي يستخف بالفانتازيا و بالمجهود المضني الذي يبذله أي كاتب فيها , فالهراء أبعد ما يكون عن الفانتازيا , و تلك النظرة المجحفة للغاية لمن يكتبها شيء يعبر عن مدى رفض القارئ للكتابة الفانتازية , وهنا نعود لجملة لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع , فربما ما لا يعجبك قد يعجب غيرك , وما يعجبك قد لا يعجب غيرك , لذا يجب التفرقة جيدا بين الرأي الشخصي و التعميم , أي عوضا من اتهام الأدب الفانتازي ككل بأنه لا فائدة منه , لماذا لا تعترف بأنك لا تحب الأدب الفانتازي ؟ شيء طبيعي ألا تحب الأدب الفانتازي , هناك من سألني يوما عما سأفعل مع من لا يحبون الفانتازيا , حينها أجبته ببساطة وتلقائية أن في مصر وحدها أكثر من ثمانين مليون مواطن , لست أكتب الفانتازيا كي يقرؤها الثمانين مليون , أنا أكتب الفانتازيا كي يقرؤها من يحب الفانتازيا داخل الثمانين مليون , أما من لا يحبها فلا مشكلة عندي في ذلك .
وأما عن سهولة الفانتازيا و سهولة كتابتها .. ممم , أعتقد أن أبسط إجابة على مثل هذا الاتهام هو أن أدعو من يقول ذلك لقراءة الكتاب , و حينها سيدرك مدى صعوبة كونك كاتبا فانتازيا .
وأخيرا أتمنى ألا تدوم مثل هذه الصعوبات و التحديات لأنها ستعرقل كثيرا من مسيرة الأدب الفانتازي العربي الوليد.
تتمثل تلك التحديات في أمور كثيرة , مثلا هناك دور النشر المختلفة , ثم المجتمع النقدي , ثم القراء , ثم المسابقات الأدبية , وتحديات الكتاب أنفسهم , من التخلص من وهم الواقعية على الفانتازيا , مرورا بعدم وجود نماذج نتبعها عربيا , و نهاية بالمفهوم الخاطئ و النظرة المجحفة عن الفانتازيا لدى المجتمع العربي .
بالنسبة للأدب الفانتازي , فالتحديات المتعلقة بدور النشر تتمثل في عدم وجود نماذج تم نشرها للأعمال الفانتازية العربية الحديثة من قبل . لذا فدور النشر قد ترى أن عملية النشر للأدب الوليد قد تصبح مجازفة غير مأمونة العواقب , خاصة أن الأعمال الفانتازية تتسم بالضخامة و التشعب و التسلسل .
وعلى الرغم من أن تجربة هاري بوتر في الوسط الثقافي العربي قد تسببت في حدوث حالة من التساؤل حول سبب وجود مبيعات بمثل تلك الضخامة لعمل ليس عربيا و ليس واقعيا , لكنها ليست كافية لتحريك دور النشر نحو تجربة النشر للأعمال الفانتازية الجديدة , هذا إضافة إلى أنه لا توجد آلية واقعية لدى لجان القراءات بدور النشر المختلفة لتستطيع أن تحكم على العمل المقدم للدار , و من ثم فقد تظلم لجان القراءات أعمالا تستحق النشر , في حين قد تجيز بنشر أعمال لا ترقى للنشر . وبعد تجربة رانمارو الناجحة قد تبدأ بعض الدور في الانتباه لهذا الفن الوليد , ولكن مع قصور في آليات التقييم المختلفة لدى دور النشر فقد نجد أعمالا لا تستحق عوضا عن أعمالا تستحق , و بالتالي قد يتسبب ذلك في خسارة دور النشر المختلفة للكثير من الأموال , فتتسبب في حالة من التردد لدى دور النشر خوفا من تكرار الخسارة مجددا , و هذا قد يتسبب في حدوث حالة من الشلل في الجسد الثقافي الفانتازي لفترة قد تمتد لسنوات حتى تظهر أعمال أدبية قوية تثبت أن تجربة رانمارو لم تكن مجرد تجربة فردية , مثلها مثل تجربة هاري بوتر , بل هي دلالة على وجود أدب عربي وليد يستحق الدعم و النشر , ووجود جمهور متعطش لمثل تلك الأعمال , شريطة أن ترقى لمستوى القارئ .
أتوقع أن تكون تلك السنوات من أصعب الفترات على الأدب الفانتازي العربي , وأتمنى من زملائي أن يصبروا و أن يثقوا في أنفسهم ما دامت كتاباتهم قوية و راسخة . وكلما ظهرت كتابات قوية مبكرا , كلما قلت نسبة حدوث مثل تلك الفترة و ربما لن تحدث قط , و هي أمنيتي الخاصة .
أما عن المجتمع النقدي , فلدي وجهة نظر قد تغضب البعض , لكني مؤمن بها على أي حال , أنا أعمل طبيبا , و تعلمت من الطب أمور كثيرة مهمة , من أبرزها التخصص , أي أنني حين أمرض بمرض في الكبد أذهب لطبيب الباطنة , ولا أذهب للجراحة , و حين يمرض ابني أذهب به لطبيب الأطفال , وليس طبيب النساء و التوليد . التخصص ثم التخصص ثم التخصص . كل شخص مميز في تخصصه , ليس أكثر ولا أقل . وهنا الأمر كذلك .
فالمجتمع النقدي العربي موجه – و فقط – نحو الأدب العربي الواقعي , وهذا أمر منطقي بالطبع , فمن المعلوم أن الحركة النقدية تابعة للحركة الأدبية , و على اختلاف أهدافها فهي تكون تابعة للتطورات و التغيرات التي تطرأ على الساحة الأدبية , لتطوير الكاتب و وضع أسس للأدب و تقييما للأعمال الأدبية , وبالنظر إلى أنه لا توجد أعمال فانتازية عربية حديثة على حد علمي إلا محاولات فردية متناثرة هنا و هناك , فبالتالي من المنطقي ألا تظهر حركة نقدية عربية موجهة خصيصا لأدب الفانتازيا العربي . ولأن النقد روح الأدب , و المطور الهام للكتابة , فاختفاء المجتمع النقدي العربي الخاص بالفانتازيا سيتسبب في مشاكل كثيرة , منها ظهور أعمال لا ترقى للنشر دون أن تكون هناك ضوابط خاصة لها , مرورا بتخبط الكتاب الجيدين في طرقات الفانتازيا و التجارب الشخصية , نهاية بمحاولة النقاد الواقعيين خوض تجارب النقد في الأدب الفانتازي , كل ذلك يمثل تحديات جمة سيواجهها من يكتب في الفانتازيا , فالتخبط ليس بالأمر الجيد , و هجوم النقاد المعروفين على العمل الفانتازي قد يدمر كاتبا رغم عدم أهليتهم للحكم على العمل , و ظهور أعمال لا تستحق ستظلم أعمالا أخرى تستحق .
أما تحديات القراء فببساطة القارئ ليس على اطلاع بالأدب الفانتازي الأجنبي و تشعباته , و كل ما يمتلكه من خبرات حياتية في الفانتازيا أتت إما من الروايات العالمية المترجمة , و على رأسها هاري بوتر بالطبع , مرورا بالأفلام الأجنبية المتخصصة في الفانتازيا . و بعيدا عن خلط القراء الواضح بين آداب الفانتازيا و الخيال العلمي , فالمشكلة الأكثر أهمية تكمن في أن القارئ العربي لا يدرك أن النماذج التي يقرأها أو يشاهدها على الشاشة الكبيرة ليست إلا نماذج تابعة لاتجاهات أدبية فرعية داخل الجسد الفانتازي الكبير , لذا فحين يقرأ أي شيء يشبه ما قد قرؤه من قبل أو شاهده فسيجد في عقليته اتهاما موجها نحو الكاتب بالاقتباس من تلك الأعمال و قد يصل الاتهام إلى حد السرقة الأدبية . لذا فالصبر ثم الصبر ثم الصبر على القراء , و عدم الهجوم عليهم , فهم لا يمتلكون بعد الذخيرة الأدبية التي تمنحهم المرونة في الحكم على الأعمال الفانتازية . لكن بعد عدة سنوات من الىن ستلاحظ أن هؤلاء الذين كانوا يهاجمونك سيقفون يهللون لك . ولا تتعجب , فتلك ستكون مهمتنا في المرحلة القادمة .
المسابقات الأدبية ربما يراها البعض أنها حكرا على كتاب بأعينهم , أو أعمال بعينها , لكن ما أرغب بالحديث عنه –بعيدا عن أية أفكار أخرى – هي المسابقات الأدبية المتخصصة في أدب الفانتازيا , بالطبع خارجيا هناك العديد من المسابقات الأدبية المعروفة الموجهة لأدب الفانتازيا , و هناك المزيد غيرها غير مشهورين بعد . لكن لا يحتوي الوسط الثقافي العربي على مسابقات أدبية موجهة للفانتازيا بعد , ولا أتوقع ظهورها إلا بعد ظهور سلسلة من الأعمال صاحبة النجاح المدوي مما يجذب الانتباه بقوة إلى هذا الكنز الدفين , فستظهر سلسلة من المسابقات الخاصة لتقوم باكتشاف الأعمال المميزة باكرا و يتم نشرها تبعا لدور نشر بعينها و التي – بالطبع – ستكون راعية لتلك المسابقات .
أما عن الكتاب أنفسهم , فعلى عاتقهم يقع عبء كبير , فما بين الأصوات التي ستتصاعد هجوما على الأدب الوليد رافعين لافتات الابتعاد عن العربية و الهوية القومية , مرورا بعدم وجود من يتبعه أو يسير على دربه أو يتعلم من أخطائه أو يتعرف على أنماط و أساليب كتابية في الفانتازيا , نهاية بنظرة الوسط العربي للفانتازيا .
فالهيمنة الواقعية على الأدب العربي لن تكون سهلة المراس , لكنها لن تطول كما أعتقد , أما عن النماذج فربما من يكتب حاليا هذا اللون سيكون رائدا من رواده في المستقبل و نمطا يتبعه الكتاب القادمين من بعدنا , ودائما ما تكون الصدارة صعبة على الجميع . تتبقى نقطة واحدة .. المفهوم الخاطئ عن الفانتازيا و النظرة المجحفة للمجتمع العربي للفانتازيا .
ما تصنيف الأدب الفانتازي حاليا في الوسط الثقافي العربي ؟
بكل أسف تصنيفه يقع ضمن أدب الطفل . ربما ينظر القارئ لكلماتي باندهاش , لكني أريد أن أوضح نقطة مهمة .. أي كاتب في أي لون أدبي حين يكتب فإنه يقصد أن يوجه كتاباته صوب فئة عمرية معينة , و قد يتطور الأمر ليشمل فئة جنسية معينة كذلك . وبالنظر إلى ذلك سنجد أن هناك كتابات تكون مقصورة على العمر من سن خمسة سنوات حتى سن عشرة سنوات فقط , أي أنه من يحاول قراءة مثل تلك الأعمال في سن أحد عشر سنة لن يشعر بانجذاب نحوها ولن تعجبه , وهذا منطقي بالطبع , لأن عقلية الإنسان في تطور مستمر , و كل عام يمر على الفرد تختلف قناعاته و رؤيته للحياة و معها تتطور عقليته و خبراته الحياتية و بالتالي احتياجاته ستختلف عن احتياجاته منذ عام مضى . لذا فهناك كتابات موجهة للأطفال , و كتابات موجهة للشباب , و كتابات موجهة للبالغين , و هذا بالحديث بصفة عامة بالطبع .
لذا فحكر الفانتازيا على عمر الأطفال فقط فيه إجحاف شديد لها , نعم هناك كتابات تستهدف الفئة العمرية الخاصة للأطفال , لكن هناك أخريات تستهدف الفئات العمرية الخاصة بالمراهقين , والشباب , و البالغين , فلماذا نضعهم في فئة أدب الطفل ؟ وقياسا على ذلك هناك الفانتازيا التي تستهدف شرائح عمرية معينة , و هناك الفانتازيا التي تتطور تبعا لتطور الأجزاء داخلها , فربما تبدأ في فئة عمرية , و تنتهي في فئة عمرية مختلفة عما استهدفته في البداية .
هذا عن ربط الأدب الفانتازي بأدب الطفل , نأتي للنظرة المجحفة للمجتمع العربي نحو كتاب الفانتازيا .. باختصار هناك اتهام واجهته مرات و مرات حتى مللت من الرد عليه : أنت تكتب هراءا , مجرد خيال بعيدا عن الواقع , وليس ذو أهمية قط , و من السهل جدا جدا كتابة الفانتازيا !
بالطبع هو رأي يستخف بالفانتازيا و بالمجهود المضني الذي يبذله أي كاتب فيها , فالهراء أبعد ما يكون عن الفانتازيا , و تلك النظرة المجحفة للغاية لمن يكتبها شيء يعبر عن مدى رفض القارئ للكتابة الفانتازية , وهنا نعود لجملة لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع , فربما ما لا يعجبك قد يعجب غيرك , وما يعجبك قد لا يعجب غيرك , لذا يجب التفرقة جيدا بين الرأي الشخصي و التعميم , أي عوضا من اتهام الأدب الفانتازي ككل بأنه لا فائدة منه , لماذا لا تعترف بأنك لا تحب الأدب الفانتازي ؟ شيء طبيعي ألا تحب الأدب الفانتازي , هناك من سألني يوما عما سأفعل مع من لا يحبون الفانتازيا , حينها أجبته ببساطة وتلقائية أن في مصر وحدها أكثر من ثمانين مليون مواطن , لست أكتب الفانتازيا كي يقرؤها الثمانين مليون , أنا أكتب الفانتازيا كي يقرؤها من يحب الفانتازيا داخل الثمانين مليون , أما من لا يحبها فلا مشكلة عندي في ذلك .
وأما عن سهولة الفانتازيا و سهولة كتابتها .. ممم , أعتقد أن أبسط إجابة على مثل هذا الاتهام هو أن أدعو من يقول ذلك لقراءة الكتاب , و حينها سيدرك مدى صعوبة كونك كاتبا فانتازيا .
وأخيرا أتمنى ألا تدوم مثل هذه الصعوبات و التحديات لأنها ستعرقل كثيرا من مسيرة الأدب الفانتازي العربي الوليد.
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
وردة الحب- مؤســـــس الموقــــــع
- جنسية العضو : بحرينية
الأوسمة :
عدد المساهمات : 4059
تاريخ التسجيل : 01/03/2012
المزاج : هادئة
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
مواضيع مماثلة
» مجال صعوبات التعلم النمائية، ومجال صعوبات التعلم الأكاديمية
» نوم الطفل المتقطّع مشكلة تواجهها الأم...وحلولها بسيطة
» باسم منتدى نظرة عيونك يا قمر نقدم التعازي للملكة العربية السعودية ولانفسنا في فقيد الامتين العربية والاسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود
» صعوبات ومشاكل التوحد
» صعوبات التعلم بحث كامل عنهم
» نوم الطفل المتقطّع مشكلة تواجهها الأم...وحلولها بسيطة
» باسم منتدى نظرة عيونك يا قمر نقدم التعازي للملكة العربية السعودية ولانفسنا في فقيد الامتين العربية والاسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود
» صعوبات ومشاكل التوحد
» صعوبات التعلم بحث كامل عنهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر