الطقس والشمس واثرها علي الجني المتلبس ببدن الانسي

-أثر الطقس والشمس وضوء النهار على الجني
الصائل المتلبس ببدن المريض

(( من الثابت لديَّ بيقين من خلال تجاربي العملية في علاج المرضى أثر الطقس على الجن الصائل المتلبس ببدن المريض ؛ فإن الجن يتأثرون بعوامل الجو وتقلباته فما من شكٍّ عندي بل هو من المقطوع به فلا يقبل الجدل أن الجني يتأثر بالأحوال الجوية والشمس وضوء النهار فإذا تلبدت السماء بالغيوم ـ شتاءً أو خريفاً ـ وأظلمت فإن الجني في بدن المريض يتأثر ويتأذى بذلك ويأخذه الغم ، ويداخله الضيق ، وينزل به الكرب ؛ فتضطرب نفس المريض لذلك ، وتغشاه غمة ، ويتعكر مزاجه ، فهذا من العلامات الدالة عندي على المس.
كذا الريح المعروفة بـ (( الشرقي )) ـ (( ريح الصَّبا ))( 1 ) ـ إذا عَصَفَتْ واشتدَّت فإنها تؤذي الجني المتلبس ببدن الممسوس إلى درجة الصرع( 2 ) ، فيُصرع المريض بسبب ذلك ويظهر أثر هذه الريح على الجني بما يظهر على المريض.
وقد كان لي جار في زمن قَدُمَ عهده يشكو المس فكان إذا عصفت الريح يُصرع وتحضر الجنية المتلبسة به فتجحظ عيناها ، وتَحْمَارُّ ، وتقذف الزبد ، ويعصف بها الكرب ، والضيق وتنزل بها شدة لا تخفى على بصر ذي لُبٍّ رشيد.
وكانت تقول لي : (( الشرقي يا أبا عبيد يتعبني ، ويؤذيني )).
وقد رأيتها في إحدى المرات التي عصفت فيها الريح بشدة فَصُرِعَتْ وظهر لعيني من سوء حالها ما ظننت معه أنه مهلكها ومودي بها لا محالة.
من هنا كنت أسأل المرضى دائماً وأبداً هل يؤذيك تقلُّب الجو(؟) هل إذا أظلمت السماء يُدَاخِلُكَ الضيق ، ويأخذك الغم،وتحس بالتعب ، وتعلوك الكآبة(؟).
فكان الجواب دائماً : نعم هذا صحيح(!) إذا اضطرب الجو تضطرب نفسي له.
ونستطيع أن نقسم الأثر إلى قسمين :
● أثر عام.
● وأثر خاص.
● فالعامُّ له ارتباط بحال السماء وهبوب الريح.
● والخاصُّ له ارتباط بالشمس وضوء النهار.
وهذا التقسيم يفيدنا لا محالة في معرفة الحالة عند التشخيص.
● فالأثر العام يدخل فيه جميع أنواع الجن ولا فرق بين كبير وصغير أو ذكر وأنثى فكلهم في هذا سواء ، بخلاف الخاص وسيأتي.
وهذا التشخيص ليس قَطْعِيّاً فقد أكون مخطئاً فيه من حيث التعميم لا من حيث الأثر فالأثر ضَرْبَةُ لازِبٍ ـ شديد الثُّبُوت ـ وعلى هذا أسأل :
مَنِ الذي يتأثر تحديداً أو قَطْعاً هل كل الجن ، أم الكبار في السن(؟).
في رأيي أن الجميع يتأثرون بدليل الجنية التي كانت تصرع إذا هبَّ (( الشرقي )) فينالها منه ما ينالها وقد كانت صغيرة السن ، وقد قالت لي مرة : (( الشرقي )) يا (( أبا عبيد )) يؤذي الجن.
كذا إحساس المرضى بهذا الشعور عند تقلب الجو وعصف الريح فإنهم يتأثرون على اختلاف أنواع الجن المتلبس بهم وتفاوت أعمارهم وأسنانهم فهم في التأثر سواء.
إذن الأحوال الجوية الشتوية أو الخريفية لها تأثير على الجن بما يجد المريض في نفسه وبدنه علم ذلك أم لم يعلم ، فهم ما يقع معه أم لم يفهم.
فهذا هو الأثر العام الذي له ارتباط بحال السماء ، وتحرك الريح ، إذا اضطربت السماء ، وأظلمت لغيم اضطربت نفس المريض ، وأظلمت كذلك ، وإذا تحركت الريح وعصفت ؛ تحركت نفسه وعصف بها الهم والضيق( 3 ).
إلى هنا انتهينا من الأثر العام ، والفائدة المترتبة على هذا التشخيص معرفة أن هذا علامة من علامات المس فحتى لا تضيع خُطَى المريض على غير سبيل صحيح فعليه إذن أن يعلم سبب علته ودائه الذي يجد وخاصة أن بعض الممسوسين لا يجد أكثر من هذه العلامة بمعنى أنه لا أثر للجن عليه ، فكيف إذا صاحب هذا شكوى من أعراض أو أدواء أخرى.
● وأما الخاص فله ارتباط بالشمس وضوء النهار وأثر ذلك يظهر على الجني الكبير المسن فقط وشرطه إن كان الجني يشتكي بصره وعينيه وإلا فلا ( 4 ).
فقد تبين لي من خلال التجارب المتكررة المتكاثرة أن الجني إن كان شيخاً عجوزاً فإنه سيشكو أحد شيئين ـ وخاصة أن في أعمار الجن طول فليسوا كبني آدم ـ:
● سيشكو ضعف البصر.
● أو يشكو ضرراً في عينيه كأن يكون أعمى ، وعينه أَضَرَّ بها المرض فليست بالعين القائمة( 5 ).
فعيناه لذلك لا تقوى على رؤية الشمس وضوء النهار ، وخاصة في الصباح( 6 ).
قد يسأل سائل فيقول : وكيف أعرف أن الجني كبير ويشتكي عينيه(؟).
وأقول : هذا سهل ؛ تعرفه من شكوى المريض عينيه ، فالملبوس بهذا الجني سيشتكي عينيه أيضاً ، فهذا الجني الكبير غالباً ما يسكن عيني المريض أو الرأس ومكانه المحبب الأثير عنده هو العينان( 7 ) ، وقد ينتشر في البدن وهذا قليل.
وعلامة انتشاره في بدن المريض أن يجد المريض به برودة خفيفة في عامة بدنه.
ولا يخفى على لبيب أريب فائدة معرفة أن الجني كبير مسن يشتكي عينيه ، فثمرة ذلك يعود نفعها على المريض نفسه إن كان لا يعرف سبب علته.
وهذا الجني سهل كسره ، هين قهره ، ودفعه ، وإبعاده عن العينين إن كان قد غلب عليهما ، فليس بمعجز من أراد ذلك( 8 ).
وهنا ملاحظة أختم بها لا بد من ( التنبيه ) إليها ( فأبصر ) وهي : ليس شرطاً حصر الأثر الخاص في أذى الشمس وضوء النهار فقط بل قد تكون الشكوى دائمة فالمريض بهذا الجني قد يجد ألم العينين بشكل دائم غير أنه يزيد ويشتد عند رؤية الشمس،وضوء النهار صباحاً ، وقد يجده أيضاً عند قراءة الكتب ، والمطالعة فيها ، ويتأكد له إِنْ صَاحَبَ القراءة النوم أو الرغبة فيه بعد فترة قصيرة من النظر فيها.انتهى( 9 ) )) ( 10 ). 1 ) سبق لي أن ذكرت هذا في كتاب : ( الجُنَّةُ مِنَ الجِنَّةِ ) كعلامة دالة على المس انظر ( ص 34 ) الطبعة الأولى.
( 2 ) ولا يقع هذا مع كل مريض فأقل أحوال بعضهم الضيق والغم الذي ينتابه ولا يفهم ما به.
( 3 ) أقصد أن هذا إنما يقع له بالتبعية فالحال أنه مع الجني لا مع المريض فهو يجد ما يجد الجني المتلبس به فهم في الإحساس سواء.
( 4 ) بمعنى إن كان الجني كبيراً في السن صحيح العينين سليمهما فسيدخل في الأثر العام لا في الخاص.
( 5 ) العين القائمة : هي التي ذهب بصرها ونورها وبقيت حدقتها صحيحة سليمة.
( 6 ) سبق وذكرت هذه العلامات في ( ص 6 ).
( 7 ) راجع ( ص6 ) من هذا الكتاب.
( 8 ) ذكرت الكيفية في كتاب : ( الجُنَّةُ مِنَ الجِنَّةِ )( فصل في العلامات الدالة على المس ) للطبعة الثانية يسر الله إخراجها.
( 9 ) ذكرت في آخر كتاب : ( الجُنَّةُ مِنَ الجِنَّةِ ) قصة لأحد المرضى وقد عافاه الله انظرها هناك.
( 10 ) أبو عبيد العمروني ( ضوء الفانوس بكيفية إخراج الجن من بدن الممسوس )( ص 27 ).
لا تنسوني من صالح دعائكم و الله ان محتاج لدعائكم

منقول عن شيخي الفاضل أبو عبيد العمروني حفظه اللهع