من طرف الثلج الاسود الخميس يناير 30, 2014 7:26 am
الطريق للسيطرة على الأفكار.. أساليب جديدة للتدريس والتقييم بقلم : ياسرمحمد غريب مجلة المعرفة تتجلى نظرية التفكير فوق المعرفي ****cogniton بوصفها واحدة من أهم النظريات التي يمكن من خلالها التحكم في التفكير كما نتحكم في أفعالنا، ومن هنا كانت أهمية هذا الكتاب الذي يحل عددًا من المشكلات في العملية التعليمية التقليدية، تلك المشكلات التي ظلت تؤرق المؤلفة أثناء ممارستها للتدريس. على رغم ما أضافته النظرية البنائية من أبعاد جديدة حول التعلم في الميدان التربوي؛ فإن الباحثين بدؤوا يتحركون إلى الأفكار الجديدة التي تعتمد على علم النفس المعرفي، ونتيجة لهذه التطورات ظهر مفهوم التفكير فوق المعرفي في بداية السبعينيات معتمدًا على أعمال بعض الباحثين مثل «John Flavell» الذي طور بعض الأفكار حول كيفية قيام المتعلمين بفهم أنفسهم، والكشف عن عمليات (فوق المعرفة) الكامنة خلف اكتساب المعرفة. وتطور الاهتمام بهذا المفهوم في عقد الثمانينيات، ولا يزال يلقى الكثير من الاهتمام على المستويين النظري والتطبيقي، إذ أثبت فعاليته في مختلف المجالات الأكاديمية والتربوية. وجدت المؤلفة في التفكير فوق المعرفي ممارسات تدريسية مميزة، يمكن أن تتوافق مع جميع أساليب التدريس واستراتيجياته، إذ صممت هذه الممارسات لتساعد المعلمين في التحكم الواعي المقصود لتفكيرهم ومن ثم أفعالهم، فيمكنهم من خلال ذلك أن ينظموا عملية تعلمهم، ويخططوا للمهمات التعليمية التي يقومون بها، فهي تدرّبهم على كيفية صياغة أفكارهم، كما تنمي لديهم الاتجاه نحو السعي والمثابرة للحصول على ما يحتاجونه من معلومات، فهو – على حد تعبير المؤلفة - كالإدارة الداخلية التي يمكن للطالب أن يستخدمها لتتولى تفكيره وتوجهه بشكل لا يتحكم فيه الاندفاع وتداعي الأفكار. منطلقات قرآنية وكانت منطلقات المؤلفة في هذا الاتجاه ذات نزعة قرآنية، إذ خرجت من قوله تعالى }إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون{ إلى أن القرآن دعانا إلى التفكر والتأمل وعدم الاكتفاء بمظاهر الأحداث أو الفهم السطحي للأشياء، بل إنه يتجاوزه إلى الفهم العميق لهذه الأشياء وتوظيف الفهم والخبرة للتأمل في الظواهر والسلوك بهدف اكتشاف الحكمة من وجودها والاتساق بينها. هناك الكثير من الدراسات التربوية التي أشار إليها الكتاب أكدت نتائجها أهمية الممارسات التدريسية للتفكير فوق المعرفي وفاعليتها في العملية التعليمية. وتزيد أهمية الكتاب بسبب قلة المراجع العربية التي تناولت هذا الموضوع بشيء من التفصيل والتطبيق. لذا اعتمدت المؤلفة على كم كبير من المراجع الأجنبية. العلاقة بين المعرفة وفوق المعرفة قامت المؤلفة في الفصل الأول بتقديم المفاهيم الأساسية المرتبطة بالتفكير فوق المعرفي، ووضحت العلاقة بين المعرفة وفوق المعرفة، مؤكدة أنهما عمليتان تربطهما علاقة وثيقة، فأي نشاط للتفكير يقوم به العقل لإنجاز مهمة معينة ما هو إلا دمج نوعين من الأنشطة وهما: أنشطة معرفية (تستخدم لاكتساب المعلومات والمعارف بأشكالها كافة أو تطويرها، وهي تتضمن مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلة والتفكير الناقد والإبداعي) وأنشطة فوق معرفية (توجه جهود الفرد وتنظمها وتضبطها وتقومها بهدف اكتساب هذه المعارف وتشكيلها وتطبيقها، وتتكون من مهارات رئيسة هي التخطيط والمراقبة والتقييم). ويعرف التفكير (فوق المعرفي) بأنه القدرة على إدارة التفكير بشكل يحقق معه الأهداف المرجوة، وهو بهذا يتضمن الوعي بالمعرفة المكتسبة وطريقة تعلمها، والقدرة على تنظيمها، وقد تعددت تعريفاته ومعانيه، إلا أن المؤلفة استطاعت أن تضع تعريفًا جامعًا لهذا المصطلح، حين عرفته بأنه: «معرفة المتعلم بالعمليات والأنشطة الذهنية التي يمارسها في مواقف التعلم المختلفة، وقدرته على التفكر والتدبر بالمعرفة التي اكتسبها من هذه المواقف، ومحاولاته لتنظيم الأنشطة ومراقبتها وضبطها في أثناء التنفيذ، إضافة إلى تقييمه الذاتي لخطة النشاط التي قام بها، وطريقة تنفيذه له والنتائج المكتسبة». وأكدت الدكتورة إيمان أن مهارات التفكير فوق المعرفي ذات أهمية كبيرة في عملية التدريس فهي عمليات ضبط عليا تستخدم لتنظيم أداء الفرد ونشاطاته العقلية والسيطرة عليها أثناء قيامه بمهمة معينة، وهي تشتمل على ثلاث مهارات رئيسة؛ هي: التخطيط والمراقبة والضبط والتقييم. وتضم كل مهارة رئيسة عددًا من المهارات الفرعية. الممارسات التدريسية في الفصل الثاني من الكتاب تطرقت المؤلفة إلى موضوع الممارسات التدريسية للتفكير فوق المعرفي وهي الإجراءات والسلوكيات التي يقوم بها المتعلم قبل التعلم، وأثنائه، وبعده؛ للتحكم بأنشطته المعرفية، وأساليب تعلمه، وزيادة قدرته على التنظيم الذاتي لما يقوم به من مهمات تعليمية بهدف مساعدته في استيعاب المعرفة بصورة جيدة، وتنمية مهارات التخطيط والمراقبة والتقييم - وهي مهارات التفكير فوق المعرفي - لديه، ما يمكّنه من التحكم في تفكيره وتوجيهه بصورة تساعده في مواجهة التحديات المستقبلية والقدرة من التعامل مع متغيرات العصر. وضربت المؤلفة أمثلة لعدد من الممارسات التدريسية للتفكير فوق المعرفي، كالتفكير وفق خطة التساؤلات الذاتية، واستخدام محكات متعددة للتقييم، والتعامل مع عبارة (لا أستطيع) على أنها عبارة غير مقبولة، وإعادة صياغة الأفكار، وتسمية سلوكيات الطلاب بمصطلحات علمية، وتوضيح المصطلحات التي يستخدمها الطلاب، وخرائط المفاهيم، والخرائط الذهنية، والمعلم النموذج، وسجلات التعلم، والاختيار القصدي الواعي، ولعب الأدوار. وتقول الدكتورة إيمان الرويثي: «من أهم المبادئ التي يجب مراعاتها عند استخدام ممارسات التفكير فوق المعرفي أن تتحول مسؤولية التعلم تدريجيًا إلى المتعلمين، وأن يكون تعلم المادة الدراسية الجديدة بشكل مرتبط بالمعرفة السابقة المتعلمة وبمفاهيمها القبْلية». وداعًا للاختبارات التقليدية كان موضوع أدوات التقييم محورًا مهمًا من المحاور التي طرحها الكتاب، فقد ذهبت المؤلفة إلى أن طرائق التدريس في العصر الحديث دائمًا في توسع، إذ تشتمل على الكثير من أساليب البحث والاستقصاء، لذلك أصبح هناك إدراك آخر مشابه في الأهمية، وهو وجوب تعديل أساليب التقييم لتتواءم مع طرق التدريس الجديدة، فلم يعد بإمكان المعلمين الاعتماد على اختبارات الورقة والقلم التقليدية على أنها الوسيلة الوحيدة لتحديد تقدم الطلاب العلمي وتحصيلهم المعرفي، فلكل أسلوب من أساليب التقييم المعدة شكل يتناسب مع نوع محدد من الأنشطة أو التدريس الذي يشترك فيه الطلاب. وعلى هذا فإن أساليب التقييم المستخدمة في التفكير فوق المعرفي تتعدد وتتنوع، ما يساعد في مراجعة الفهم، والتأكد من تحقق النتائج المرغوب فيها. ومن أهم أساليب التقييم المستخدمة في التفكير فوق المعرفي: بطاقة الملاحظة، ومقاييس التقييم الذاتي، والمقابلات الشخصية، والاختبارات الكتابية، وسجل التعلم، والحوارات وبطاقات المعرفة، وبطاقات ممارسة مهارات التفكير فوق المعرفي... وهي الأساليب التي قدمتها المؤلفة بتفصيل في ثنايا الفصل الثالث. نموذج تدريس مطور يقوم الوضع الحالي للتدريس على مستوى الوطن العربي على الاهتمام بتحفيظ المتعلمين أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تفيدهم في الحصول على أعلى الدرجات، ومعظم المقررات الدراسية يتم تنظيمها على أساس محتوى يغطي ويدرس، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فهم (غير عميق) لما يتعلمه الطلاب، وتزداد المشكلة خطورة في ظل أساليب التقييم السطحية والاختبارات التقليدية المتبعة حاليًا. من هذا المنطلق اقترحت الكاتبة في فصلها الرابع نموذجًا تدريسيًا مطورًا عن دورة التعلم فوق المعرفية التي طورتها (ليز بلانك سنة 2000م) من دورة التعلم التقليدية، إذ قدمت نموذجًا لدورة تعلم فوق معرفية تقوم على خمس مراحل، هي: تقييم المفاهيم والمعارف قبل التعلم (تقييم قبلي)، ثم اكتشاف المفاهيم المراد تدريسها وفق خطة معينة، وبواسطة التساؤلات الذاتية (اكتشاف المفهوم)، وبعد ذلك تقدم المفاهيم المكتسبة بالحوارات والمناقشات (تقديم المفهوم)، ثم تطبق هذه المفاهيم في مجالات جديدة (تطبيق المفهوم)، ومن ثمّ تقييم المفاهيم المكتسبة بعد التعلم (تقييم بعدي)، بإعادة التأمل والتفكر في المفهوم الذي تم تدريسه والطريقة التي تم التعلم بها. م / ن
|
|
أمس في 10:20 pm من طرف جنى بودى
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى