سلامتك العقلية والعاطفية مطلب

جميعنا نبحث عن الوصفة التي تجعلنا نتقدم في العمر ونحن بكامل صحتنا ... ولكن مع كل هذا الكم من التوتر والقلق والاكتئاب الذي نواجهه بشكل يومي يصبح الحفاظ على صحتنا مهما تقدمنا في العمر وكذلك الحفاظ على التوازن العقلي والعاطفي أكثر صعوبة. والتقدم الصحي في العمر لا يقتصر على مظهرنا ولا كيف نبدو وإنما يمتد ليشمل كيف نشعر وكيف نفكر أيضًا فهذه الأشياء هي التي تمكننا من أن نعيش حياة أفضل وأكثر صحةً.وهنا يأتي السؤال ... ما الذي نحتاجه لكي نتقدم في العمر بشكل صحي؟ ما هي الوصفة السرية لهذه؟أن يتمتع الإنسان بالصحة العقلية والعاطفية أمرٌ في غاية الأهمية لكي يعيش حياة خالية من التوترات، فالصحة العقلية والعاطفية معًا تمثلا ما نعبر عنه بسلامة حالتنا النفسية الكلية. فهي تشمل ما نشعر به تجاه أنفسنا، مدى جودة علاقاتنا بالآخرين، قدرتنا على إدارة والتعامل مع مشاعرنا المختلفة والتصرف في المواقف الصعبة. كل هذا ينعكس على أجسادنا في النهاية؛ كما ينعكس على عقولنا وأرواحنًا مما يجعلنا نشعر شعورًا إيجابيًا أو سلبيًا تجاه أنفسنا. ولذلك فإن العمل على تحقيق الرفاهية الداخلية لعقلنا وعواطفنا والحفاظ عليها وعلى اتزانها هي الوصفة السرية للتقدم في العمر بشكل صحي.ولكي نصل إلى رفاهية العقل والمشاعر ينبغي علينا أولًا أن نتعلم الاستماع إلى أجسامنا وكيف نهتم بها. فعقولنا وأجسامنا ببساطة متصلين ، وعندما تبدأ بتحسين صحتك الجسمانية فإنك بالتبعية ستحسن حالة عقلك ومشاعرك.بطبيعة الحال فإن إشباع حاجاتنا الجسدية فقط ليس كافيًا لتحقيق رفاهية العقل والعاطفة؛ ولكن إذا أردت تحسين ذلك فعلًا يجب أن نرعي حاجاتنا ومشاعرنا اهتمامًا. إذا سمحنا للتوتر والقلق والاكتئاب بالتسلل إلى دواخلنا فهذا لن يؤدي إلا لبناء مشاعر وأفكار سلبية. ولهذا تعلم دائمًا أن تحقق التوازن بين واجباتك والوقت الذي تقضيه لفعل الأشياء التي تحب القيام بها. وتذكر أنه كلما اهتممت بذاتك، كلما ستتعلم التعامل مع المواقف الصعبة والتحديات إذا ما ظهروا في طريقك. اهتم بذاتك فأنت في حاجة إلى القيام بأنشطة تجعلك في مزاج أفضل. وإليك بعض الأشياء التي بإمكانها أن تعزز رفاهيتك وسلامتك العقلية والعاطفية: قم بالتحكم في ذاتك: عندما تتمكن من ممارسة التحكم في الذات وضبط النفس فإنك سستمكن من التحكم في مشاعرك السلبية والأفكار الغير مرغوب فيها التي قد تقفز إلى ذهنك فجأة. وعندما تصبح متمرسًا في التحكم في الذات سيساعدك هذا على تخطي أي مشاعر بالإحباط أو العجز أو اليأس أو حتى الاكتئاب. ويمكنك الوصول إلى التحكم في الذات عن طريق تحليل حياتك وتحديد المناطق التي تفتقر فيها إلى التحكم في الذات وبناءً على هذه التحليلات اتخذ الخطوات المناسبة. السيطرة على التوتر: يعتبر القلق هو العدو رقم واحدبالنسبة لعدد كبير من الناس. ولذلك فإنه من المهم أن نتعامل مع التوتر بشكل فعال قبل أن يتحكم بحياتنا بشكل سلبي. لا تعود نفسك أبدًا على كتمان مشاعرك لإن ذلك قد يؤدي إلى المزيد من اليأس والإحباط. بل على النقيض؛ فإنه من المفيد أن تشارك مشاعرك السلبية ومخاوفك مع شخص تثق به ولديه استعداد كامل على الاستماع إليك بحرص واهتمام في أي وقت. وعلى الرغم من أن الحديث لن يساعد في إيجاد مخرج فوري من الموقف الذي أنت بصدده إلا أن ذلك له أهمية كبيرة في معظم الأحيان لتهوين الأمر ودفع التوتر بعيدًا. وإذا كنت لا تشعر أنك تريد الحديث عما تمر به فإن أفضل شيء يمكنك فعله حينها هو كتابة عواطفك ومشاعرك في ورقة ... سيساعدك هذا في التنفيس عن مشاعر. حد من القلق: تجنب القلق كثيرًا فإن هذا لن يساعد وسوف يتحول إلى مشاعر وأفكار سلبية مما سيستهلك طاقتك مولدًا المزيد من مشاعر القلق والتوتر والإحباط وهي أشياء أنت بالتأكيد أبعد ما تكون عن الحاجة إليها. حاول أن تضع يدك على مصادر القلق والأفكار المشتتة واستبدلها بعبارات إيجابية ومشجعة. أحدث تأثيرًا إيجابيًا على الآخرين: عندما تكون مُساعدًا وداعمًا للآخرين عن طريق مد يد العون لهم سيشعرهم هذا بأنهم محبوبين وهناك من يهتم بهم؛ ولذلك سيقدروا كثيرًا صنيعك ومعروفك. هذا الشعور بالتقدير والامتنان سينعكس أوتوماتيكيًا على تقديرك لذاتك بشكل إيجابي ويجعلك تشعر شعورًا جيدًا حيال ذاتك. اعط لوقت فراغك أولويةً واهتمامًا: ببساطة قم بالأشياء التي تشعرك بشعور جيد وتجعلك في مزاج جيد. فهذه الأشياء ضرورية أكثر مما تتخيل لتحسين حالتك النفسية والروحية والفكرية. هذه الأشياء قد تكون بسيطة جدًا، كأن تلتقي بأصدقائك أو تقرأ كتابًا أو تتمشى قليلًا أو تتمرن أو تشاهد فيلمًا في السينما أو حتى تستمع إلى الموسيقى في منزلك. اشترك في نشاط إبداعي:إن الاتصال بالجانب الإبداعي في ذاتك سيساعدك لكي تصبح شخص أكثر إيجابية وحماسًا ولذلك تحدى ذاتك، وشجعها على القيام بعمل إبداعي مثل عزف الموسيقى أو الكتابة أو الرسم أو أي نشاط آخر من شأنه أن ينشط إبداعك. استمتع بالفن والطبيعة: الطبيعة والفن ينطقان بالجمال. عندما نتواصل بشكل جيد مع الطبيعة فإن ذلك له مفعول كعلاج مداوٍ لجسدك وعقلك وروحك على حد سواء؛ هذا الأمر من شأنه أن يمنحك طاقة وقدرةً على الحياة. ولقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن المشي في المساحات الخضراء من شأنه أن يقلل الإحساس بالضغوط النفسية كما يساعد على تهدئة الأعصاب. الكلام ذاته ينطبق على مشاهدة الأعمال الفنية، فإن هذا يساعد على تحجيم مستوى الضغط النفسي كما يقلل من إحساس القلق الذي قد يصيب الإنسان. اعمل على إثراء حواسك: اعمل على اثراء حواسك الخمسة عن طريق الاستماع الى الموسيقى والتي ستساعد على تحسين مزاجك وجعل حالتك النفسية أفضل. احرص دائمًا على أن ترى عيناك مشاهد جميلة ومبهجة حتى ولو تطلب الأمر ملئ منزلك بالورود. احصل على تدليك، ودلل جسدك. تأمل واسعر بالامتنان: خصص بعضًا من الوقت للتأمل وتحرير عقلك من كل الأفكار المبعثرة والتي تحول بينك وبين التركيز والوعي الكامل. تعلم أن تقدر جمال الطبيعة والتفكر فيها. خصص بعض من وقتك يوميًا لتقدر صنائع الآخرين وما قدموه لك وكذلك لتعدد الأشياء الجيدة التي تمتلكها في حياتك. اجعل الشعور بالامتنان سلوكا دائمًا وأحد الطقوس اليومية لك. التقدم في العمر بشكل صحي مهم جدًا، أهم بكثير من الصحة الجسمانية؛ فهو يتعلق بالحفاظ على الاتزان الفكري والشعوري. كما يتعلق أيضًا بالإبقاء والحفاظ على شعورك بأهميتك في الحياة وكذلك استمتاعك بها. ورغم أن الوصفة السحرية للتقدم في العمر بشكل صحي تختلف من شخص لآخر إلا أنه هنا عاملًا مشتركًا وهو القدرة على التحكم في الضغوط وتعزيز الحالة العاطفية والفكرية.إن معرفة الطرق الأساسية للتقدم في العمر بشكل صحي ستساعدك على أن تعيش حياةً ذات معنى وكذلك ستساعدك على الاستمتاع بحياتك أكثر كلما تقدمت في العمر.