نقطة التوازن في حياتك العملية

"تحقيق التوازن لا يعني إدارة الوقت بشكل أفضل وإنما يعني تحديد الحدود الفاصلة بشكل أفضل. التوازن يعني اتخاذ القرارات والاستمتاع بها." – بيتسي جايكوبسون

لدى كل منا أدوار عديدة عليه أن يؤديها بشكل يومي: على سبيل المثال الدور الأم أو دور الأب، دور الموظف، دور زميل العمل، دور شريك الحياة، دور الشقيق أو الصديق. وكل دور من هذه الأدوار يتطلب وقت وجهد والتزام. وعندما تزداد متطلبات كلا من الحياة العملية والحياة الشخصية في الوقت ذاته بشكل كبير، أو يؤدي تأدية أحد الأدوار إلى جعل القيام بدور آخر أكثر صعوبة، هنا قد يحدث تعارض من شأنه أن يجعل الحياة أكثر توترًا وغير صحية. والآن دعنا نحدد ما إذا كانت حياتك غير متوازنة!

هل تشعر بأنك تقضي الكثير من الوقت في العمل؟ هل تفوت قضاء الكثير من الأوقات المميزة مع أصدقائك بسبب انشغالك في العمل؟ هل لديك مشكلة في إيجاد فرصة لقضاء بعض الوقت مع عائلتك؟ هل تشعر بأنك في حاجة لممارسة هواية أو نشاطًا إيجابيًا من شأنه أن يساعدك على الاسترخاء والراحة؟ هل تستكمل عملك في المنزل غالبًا؟ هل تشعر بأنك غارق في المسئوليات في المنزل والعمل على حد سواء؟ هل تفوت الكثير من المناسبات العائلية الهامة بسبب مسئوليات العمل؟ هل لديك أي أجازات لم تأخذها متبقية في نهاية العام ولا يمكن ادخارها للعام المقبل؟ هل تضيع الكثير من الوقت في أشياء ليست ذات أهمية بالنسبة لك؟

أذا كانت إجابتك على معظم هذه الأسئلة نعم، فإن حياتك بكل تأكيد غير متوازنة!

جميعنا نحتاج إلى خلق نوع من الإتزان في حياتنا، ولكن السؤال هو، كيف نحقق هذا الاتزان؟ والإجابة على هذه السؤال هو أن لكل واحد منا نقطة التوازن الفريدة والخاصه به؛ ليس هناك قاعدة عامة تصف كيف يتم الوصول إلى التوازن أو ما هي أفضل طريقة للموازنة بين العمل والحياة. وعلى الرغم من هذا، هناك 7 أفكار من شأنها أن تساعدك في إيجاد الموازنة بين العمل والحياة المثالية لك والتي تناسبك أكثر:

تتبع الوقت: حاول أن تتبع وقتك وتسجل كل ما تقوم به خلال يومك أو أسبوعك، متضمنًا ما تقوم به من واجبات ومسئوليات في الحياة الشخصية أو العملية. وعندما تنتهي من عملية التتبع تلك، اختر الأنشطة المهمة وتلك التي تشعرك بالرضا في مقابل تلك التي تعتبرها مضيعة للوقت. اعمل على إسناد هذه المهام التي لا تستمتع بها أو لا طاقة لك بالقيام بها بنفسك لآخرين أو قم بإلغائها من جدولك نهائيًا. كما يمكنك أيضًا أن تضع في اعتبارك مناقشة إمكانية اكتشاف احتمالات أخرى متعلقة بواجبات معينة والتزامات تقع على عاتقك مسئوليتها مع مديرك أو شريك حياتك.

إدارة الوقت: إذا نجحت في تعلم تنظيم وقتك فإن هذا سيساعدك على أن تصبح أكثر إنتاجية وأكثر كفاءة وفعالية. وبدلًا من مراكمة واجباتك جميعها في يومٍ واحد، تعلم أن تقوم بتوزيعها على مدار الأسبوع بطريقة تجنبك وضع كل شيء في يومٍ واحد أو في يوم عطلتك الأسبوعية. درب نفسك لتكتسب عادة تدوين الأشياء على النتيجة لتسهيل عملية جمع شتات عقلك وتذكر ما تود تذكره، وبهذا تعطي نفسك وقت ومساحة أكبر لفعل أشياء أخرى. الاحتفاظ بنتيجة سيوفر عليك الكثير من التفكير وسيجنبك الكثير من القلق، وسيساعدك على أن تصبح أكثر تنظيمًا فيما يتعلق بإدارة وقتك.

استغل الخيارات المتاحة لك: إذا كان لديك الخيار في العمل من المنزل أو من بعض الساعات الغير مخصصة لشيء بعينه قم بالاستفادة منها في سبيل تيسيير جدولك اليومي، وقم بالاستفسار من مديرك على السيناريوهات والخيارات الممكنة. وكلما شعرت بأنك تتحكم في وقتك كلما قل إحساسك بالتوتر في كلا من المنزل والعمل.

قل "لا" عندما يتطلب الأمر: تعلم أن تقول لا للأعمال والمشروعات الإضافية والتي لا يمكنك تحملها كحمل إضافي. عندما تتمرن على قول لا، وتتوقف عن قبول فعل الأشياء بدافع الإضطرار والشعور بالذنب، ستتمكن بكل تأكيد من إيجاد وقت أكثر ومساحة أكبر في حياتك لتقوم بأشياء أكثر من شأنها أن تجلب عليك البهجة وتجعلك سعيدًا.

افصل نفسك عن العمل تمامًا بعد انتهاء ساعات العمل المحددة: بعد الغزو التكنولوجي لحياتنا المتمثل في الهواتف الذكية وتكنولوجيا البريد الإليكتروني، والتي تبقينا في مكاتبنا حتى لو لم نتواجد فيها فعليًا وتجعل الوصول إلينا سهلًا في أي مكان وفي أي وقت بعد انقضاء ساعات العمل، تبقينا في مكاتبنا 24 ساعة يوميًا طوال أيام الأسبوع. والطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها فصل نفسك عن العمل هي أن تتخذ قرارًا جديًا بأن تترك العمل في العمل! سيتطلب منك هذا ألا تجيب على أي مكالمات أو رسائل بريد إليكتروني متعلقة بالعمل عندما تكون مع عائلتك. قد يكون من المفيد أن تفكر في غلق هاتفك المحمول والابتعاد تمامًا عن جهاز الحاسب الآلي.

عزز منظومة الدعم الخاصة بك: من الجيد دائمًا أن تعمل على بناء منظومة دعم خاصة بك في العمل بحيث تقوم من خلالها مساعدة زملائك ودعمهم، وبالتالي تجد من يدعمك إذا ما وقعت أمور طارئة.

اهتم بغذائك: وغذائك هنا لا يعني فقط أن تأكل طعامًا صحيًا وإنما يتضمن أن تحيا حياة صحية وتشعر بمشاعر صحية. هذا بالطبع إلى جانب الإهتمام بتناول الطعام الصحي والإهتمام بالصحة العقلية والجسمانية، تَعَلَمْ أن تخصص بعضًا من الوقت كل يوم لتقوم بنشاط ممتع من شأنه أن يجعلك سعيدًا. سيكون أيضًا أكثر فائدة أن تكتشف نشاطًا تستطيع القيام به مع عائلتك أو أصدقائك.

إن الوصول إلى التوازن بين الحياة والعمل يعني تحقيق الموازنة بين كل أولويات حياتك، هذه الحالة من التوازن تختلف من شخص لآخر. ولذلك أود أن أدعوكم جميعًا إلى اتخاذ خطوة وتخصيص بعضًا من الوقت خلال عطلة هذا الأسبوع لتفكر فيه بخصوص نقطة التوازن الخاصة بك والتزم أمام ذاتك باتخاذ خطوة في سبيل الوصول إليها.