من طرف الثلج الاسود الأربعاء مايو 07, 2014 2:42 pm
ضوابط البحث الباراسيكولوجي الإسلامي
توجد ثمة ضوابط شرعية يستعين بها الباراسيكولوجي المسلم في طريق بحثه وعمله، وهذه أهمها فيما ظهر لي:
1-عقيدة الغيب: إذ من أصول الاعتقاد عندنا أن الله تعالى هو وحده من يعلم الغيب المطلق على سبيل الإحاطة والشمول: ) قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله(. النمل67. فلا يمكن أن يوجد أحد من الموهوبين يعرف الغيب بتفصيل، سواء كان بادعاء اتصال بالجن أو بمخلوق عاقل، أو بادعاء مقدرة خاصة في التنبؤ. آية ذلك في الحالة الأولى قوله سبحانه- في موت سليمان-: ) فلما خرَّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين(. سبأ 14. ولذلك يقول الهيتمي: " الخواص يجوز أن يعلموا الغيب في قضية أو قضايا، كما وقع لكثير منهم واشتهر، والذي اختص تعالى به إنما هو علم الجميع وعلم مفاتح الغيب المشار إليها بقوله تعالى: )إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث...) وينتج من هذا التقرير أن من ادعى علم الغيب في قضية أو قضايا لا يكفر … ومن ادعى علمه في سائر القضايا كفر"1.
ولهذا يخطئ العراف كثيرا، بل حتى المحدث – وهو أفضل من الأول علما وحالا- يخطئ أحيانا في ظنونه. يقول ابن تيمية: "المحدث يجوز أن يُقرَّ على بعض الخطأ، ويدخل الشيطان في أمنيته بعض ما يلقيه فلا ينسخ، بخلاف الرسول والنبي، فإنه لا بد من نسخ ما يلقي الشيطان … والمحدث مأمور بأن يعرض ما يحدَّثه على ما جاء به الرسول. ولهذا ألقى الشيطان لعمر – وهو محدث – في قصة الحديبية، وقصة موت النبي صلى الله عليه وسلم، وقصة اختلافه وحكيم بن حزام في سورة الفرقان. فأزاله عنه نور النبوة"2.
والحقيقة أن علماء الباراسيكولوجيا أنفسهم من أدرى الناس بهذه الحقيقة، بل إن بعضهم خصها بدراسات وبحوث مستقلة، ومن أبرزهم "أوستي".
فقد ركز الدكتور أوستي بحوثه وجهوده على مقدرة التنبؤ، واعتنى خصوصا بأخطاء المتنبئين ودرس عللها. ومن النتائج التي قررها:
أ-بعض التنبؤات لا تخطئ من كل وجه، كالذي يتوقع موت شخص ما، لكن الذي يموت فعلا هو أب ذلك الشخص … فهذه وأمثالها كثير في إخبارات الموهوبين.
لكن لاحظ أوستي أنه يوجد دائما عدد من التنبؤات الخاطئة الخالصة، أي التي ليس فيها أي صواب، لا قليل ولا كثير، لا من وجه قريب ولا بعيد… فهذه أخطاء محضة. ولذلك فملكة التنبؤ نسبية وظنية.
ب-وكذلك نادرا ما تتعلق نبوءات الوسطاء بأحداث عامة، فهي في الأكثر تمس الأفراد وتتعلق بوقائع خاصة. ولذلك لا يتوقع الوسيط الحرب، وإن كان يمكن أن يتنبأ بمكروه يصيب شخصا قريبا منه… ويمضي الزمان وتقع الحرب فيصاب فيها هذا القريب1.
وأخيرا فإن هذه الملكة تتغير وتتقلب، فهي ليست على الدرجة ذاتها من القوة أو الضعف، حتى بالنسبة إلى الشخص الواحد2.
2- المعجزة والظاهرة الغريبة: لا يمكن بحال أن تشبه الأعمال الخارقة – في الباراسيكولوجيا – المعجزة أو تقترب منها. كلا من الأمرين خارق للعادة الجارية، لكن طبيعتهما مختلفة: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.) الإسراء 88. يقول الهيتمي عن الظواهر الخارقة: "كلها في العالم أمور غريبة قليلة الوقوع، وإذا وُجدت أسبابها جرت على العادة فيها، وكذا أسباب السحر إذا وجدت حصل، وكذلك السيميا وغيرها كلها جارية على أسبابها العادية، غير أن الذي يعرف تلك الأسباب قليل في الناس. وأما المعجزات فليس لها سبب في العادة أصلا"3.
3- احترام النص الشرعي: وعلى الباراسيكولوجي المسلم أن يقف عند دلالة النصوص الثابتة، فلا يفسر ظاهرة ما – مثلا – بأنها من فعل روح الميت التي عادت لتختلط بالأحياء؛ اللهم إلا في الرؤى والمنامات، وهو الاستثناء الثابت بالنص أيضا.
فروح الميت لا ترجع إلى الدنيا أبدا، كما تعتقد الروحية الحديثة4. يقول الشيخ ابن باز: "هذا هو الذي عليه السلف من أن أرواح الأموات باقية إلى ما شاء الله وتسمع، ولكن لم يثبت أنها تتصل بالأحياء في غير المنام، كما أنه لا صحة لما يدعيه المشعوذون من قدرتهم على تحضير أرواح من يشـاءون من الأمـوات ويكلمونها ويسألونها، فهذه ادعاءات باطلة".1
لكن في جلسات استحضار "الأرواح" بعض الصدق، فهذا لا شك فيه2. ومن تعليلات ذلك عند العلماء المعاصرين أن الروح التي تحضر هي الجني قرين الميت3، ويشهد له قول النبي صلى الها عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن.4 والجن مخلوقات عاقلة، لها قدرة على فهم العالم الذي يحيط بها، ولذلك أجمع المسلمون على أنها مكلفة، تؤمر وتنهى5.
وليست جميع ظواهـر الروحية الحـديثة تتعلق بالجن. ولهذا كان موقف الباراسيكـولوجيا المعاصرة صحيحا حين اعترفت بهذه "الأرواح" المحضرة، لكنها – بالمقابل – اعتبرت بعض أحداث أو وقائع الروحية من آثار مقدرة بشرية غير معروفة جيدا… وهي المقدرة التي لا تبرز ولا تعمل إلا ضمن ظروف خاصة وعند أفراد قلائل هم الوسطاء Médium6.
4- ومن الضوابط أيضا ما يلي:
أ- في بعض كتـابات البـاراسيكولوجيا روح من الوضعية لا تخـفى، فهـي تسعـى جـاهـدة إلى تفسيـر كل شـيء بالقـدرات غيـر العـادية (ESP + PK)، قطـعـا للطـريق أمـام تفسيـر بعـض الظـواهـر بخلـق آخـر كالجـن7…أو ربما حتى الملك.
ب-لا تطـرح عنـدنا مشكـلة توثيق الأخبار على نحو ما تطرح عند الباراسيكولوجيين الغربيين1. ولذلك ينبغي استعمال منهج الجرح والتعديل ودراسة الروايات، سواء تعلق ذلك بأحداث مضت أو بأخرى معاصرة لنا.
ج-ينبغي أيضا أن يكون الدين أحد مصادر الباراسيكولوجيا، ولذلك فإن الرؤية المفقودة في الربط بين علم النفس والباراسيكولوجيا، وفي تقديم نظرية عامة لهذا العلم2…هذه الرؤية يمكن تلمس كثير منها في الإسلام وفي التراث البشري الذي دار حوله.
د-ويجب على الباحث المسلم في ميدان الباراسيكولوجيا أن لا يحصر أسباب الظواهر الغريبة في القدرات الباطنية للإنسان، وفي الجن… فقد يكون لبعض الظواهر علاقة بأشكال من الغيب لا نعرفها، ولم يخبرنا بها الوحي، كما لم يخبرنا عن كل الغيبيات التي لها اتصال ما بحياتنا على الأرض، ولا يوجد في النصوص ما يمنع من إمكانية وجود مخلوقات أخرى3 أو ظواهر غير عادية لا نعرفها الآن. إذن ينبغي ترك الباب مفتوحا لطريق ثالث لا أدري ما هو، فالمقصود هو عدم الجمود على نظر واحد وأسلوب واحد في هذا البحث.
|
|
أمس في 10:20 pm من طرف جنى بودى
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى