المعلمة والطالبة

من طرف **الثلج الاسود** السبت مايو 24, 2014 6:28 am

التواصل بين المعلمة والطالبة

في العملية التعليمية هناك بعض الأخطاء والمشاكل التي يعاني تبعيتها الطلاب والطالبات، مثل أن تدخل معلمة الفصل وتترك الابتسامة خارجه، وتكون في حالة عصبية مصطنعة في أكثر الأحيان. وبحجة أنها مضغوطة بالعمل أو أجبرت على أخذ حصص إضافية لنقص عدد المعلمات، لتأتي وترمي ثقل عصبيتها على الطالبات. ما ذنب الطالبة التي تحضر المدرسة لتدرس؟ وهل هناك فرق في المعاملة بين الطالبة المحترمة والطالبة المسيئة للأدب في مثل هذا الجو؟
من وجهة نظري، الأمر كله بالنهاية يعود إلى أسلوب المعلمة، فهي حين تأتي للتحدث مع طالبة مشاغبة وتتكلم معها بحزم وقسوة ستكون النتيجة عناد الطالبة وزيادة سوء الأدب، بينما حينما تتحدث معها بأسلوب جميل، وتثني على ما هو جميل في شخصيتها فإنها ستسعى لتطور ذاتها وتصلح أخطاءها. وهذا الأمر ورد في كتاب «للمراهقين ثورة» للكاتبة حصة علي البواردي، بحيث إن المراهقة تمر في مراحل نفسية مختلفة يجب عليك حينها أن تحترم ذاتها وأن تبتعد كلياً عن الصراخ. فهو لن يصلح من الأمر بل يزيده سوءاً ويزيد المراهقة عناداً، بل قد تطلق الطالبة على المعلمة ألقاباً مأخوذة من شخصيتها ومن طريقة تعاملها معها.
فمثلاً لدينا معلمة في مدرستنا تلقب بـ»أوباما» لصرامتها الزائدة، واللقب أطلق عليها من قبل طالبات هن الآن على عتبات التخرج، حتى إن دفعة الصف السادس ممن لا يعرفون اسم المعلمة الحقيقي يعرفون لقبها. ما الذي تستفيده المعلمة من عصبيتها وشدتها على الطالبات. بل هي ودون أن تعلم تنشر سمعة سيئة عنها وتجعل نفسها موضوع فكاهة بين الطالبات ولا تُذكر بخير أبداً. لا نعلم حقيقة ما دافع المعلمة من تلك التصرفات المرفوضة، ربما كانت بداعي التفاخر بين المعلمات بقدرتها على ضبط الفصل، وربما بداعي إظهار القوة المصطنعة التي لا فائدة منها.
وأود الإشارة إلى أن أسلوب بعض المعلمات بوجود الموجه وفي غيابه مختلف اختلافاً كلياً سواء أكان بطريقة الشرح أو طريقة التعامل مع الطالبة، بحيث تزيد من الأنشطة بالفصل وتقوم بفعل الكثير ليوم واحد فقط للحصول على تقييم جيد يزيدها تشبثاً بوظيفتها، وكأنها تخاف من ورقة تقييم ولا تخاف من رب العباد.
وتأتي معلمة أخرى للفصل لتؤكد أن نجاح الطالبة أو رسوبها لا يهمها بقدر ما يهمها نزول الراتب وتشتري وتلبس، ويقمن هي وزميلاتها المعلمات بمسابقة أجمل زي كل يوم، بل وفي بعض الأحيان تتفاخر بنزول راتب أكثر في حسابها البنكي. ولا نعلم حقاً إن كانت تعتبر التدريس مهنة سامية أم متاجرة.
إجازة آخر الأسبوع هي وقت راحة للطالب، ولا شيء غير ذلك، ولكن بعض المعلمات يحسبن أن نهاية الأسبوع تعني واجبات كثيرة ومشاريع كالجبال وكمية امتحانات ينفر منها العقل. فتجد الطالبة تنفر من الدراسة لعدم حصولها على راحة.
كما أن بعض المعلمات يتلفظن بكلمات بذيئة، وهنا تعلم المعلمة الطالبات الخطأ بدلاً من واجبها بتعليمهن وإرشادهن للصواب، وحتى إن كانت منزعجة من شيء أو شخص ليس من داخل الفصل، لم لا تدخل على الطالبات وعلى وجهها الابتسامة وتقول: صباح الخير طالباتي أو ما شابه ذلك.
وهناك معلمات سرعان ما يفقدن الأمل بالطالبة، فبمجرد حصول الطالبة على درجة غير جيدة في امتحان واحد، تأخذ المعلمة فكرة سيئة عن الطالبة وهي أنها لا تستطيع الفهم أو القيام بأي شيء، وكلما أرادت القيام بأنشطة أو رفع درجتها تحبط المعلمة الطالبة أكثر وكلما أرادت التحدث للمعلمة سواء لتنبيهها إلى شيء أو إعطائها فكرة لا تستمع لها المعلمة، وهذا كله بسبب الدرجة التي حصلت عليها من قبل. هل تعلم المعلمة ماذا كانت ظروف الطالبة ذلك اليوم؟ وهو سبب رسوبها؟ إذاً كيف حكمت عليها بامتحان واحد.
وتفرق بعض المعلمات من حيث المعاملة بين طالبة أو طالبتين عن فصل كامل بحيث تقوم بالثناء عليهن ومدحهن لأنها كانت قد سمعت إحدى المعلمات قد مدحتهن من قبل، قد تكون هذه الطالبة قمة في الامتياز عند تلك المعلمة على عكس المواد الأخرى. يجب عليها أن تعلم أن الناس قدرات، فلماذا الظلم. إذا أرادت أن تمدح وتثني أو أن تفضّل، لا تثني على الطالبة نفسها في كل مرة وتشعر البقية بأن لا أحد يستطيع الإنتاج والتميز وحصد الدرجات غيرها.
من ناحية أخرى، دائماً ما نرى البعض يتساءلون عن سبب تطور الأجانب وتقدمهم، السبب هو أن عقلياتهم متفتحة وواعية ومتمكنين في التعامل مع الطلبة ولديهم الولاء المطلق، وعلى قدر المسؤولية. الأجانب ليسوا أفضل منا نحن العرب ولكن نحن ينقصنا أسلوب تواصل بين المعلم والطالب، وكيف يجب أن يكون، كما أن الدولة هنا لم تقصر بشيء من ناحية التعليم، جميع الأشياء متوفرة لدينا، ولدينا أجهزة تعليمية نتفوق بها ولدينا مناهج قوية. فقط اكتمال أساسيات المعلم هو ما يحتاجه بعض المعلمين. المعلم هو أساس التدريس الناجح، فإذا لم يكن المعلم جيداً فلا تنتظروا شيئاً مميزاً من الطالب.
نحن طالبات المستقبل الباهر إن شاء الله، وعندنا رؤية واضحة، فنحن نريد أن نصبح من أفضل دول العالم بحلول العام 2021، والمعلم جزء أساسي مهم للنجاح وتحقيق رؤيتنا.

من طرف **رحيق الورد** الأربعاء مايو 28, 2014 11:01 am

المعلمة والطالبة

المعلمة والطالبة

رد: المعلمة والطالبة