النقد الأدبي :
هناك مدخلان لتناول النقد , الأول تاريخي , والثاني هو مدخل آني . والمقصود بالمدخل التاريخي : تاريخ النقد العربي منذ بداياته حتى وصوله إلينا في هذه اللحظة . والمقصود بالمدخل الآني : هو النظرة الحالية التي نفهم فيها النقد ونعرف فيها هذا النقد والمجال الذي يشتغل فيه . تعريف النقد الأدبي : النقد يوافق حياة الإنسان بغض النظر عن المجال الذي يشتغل فيه ولذلك دارس الأدب ودارس الفلسفة والتاريخ ...... إنّما يمارس أعمال نقدّية على الدوام سواء كان متخصصاً أو غير متخصص , ويظهر هذا أثناء القراءة , أو أثناء انتقاء كتاب معين , أو في قراءة قصيدة معينة دون أخرى . فهو يمارس عملاً نقدياً بداية من حيث الاختيار , ثانياً من التوجه إلى أعمال دون أعمال أخرى , ثالثاً : من خلال إعطاء بعض الملاحظات والتعتيمات حول معين قرأهُ واشتغل فيه , وهذا لا نريده لأنّه لا يشكل منهجيّة , فهذهِ المراحل الثلاث ممارسات نقدية بحدود دُنيا , فالمنهجية تقوم على أشكال محددة . فالنقد الأدبي :
هو إنشاء لغوي عن إنشاء لغوي آخر هو الأدب , وهذا ما يميز النقد الأدبي عن النقد الآخر أي ( اللغة ) , فالناقد الأدبي هو شخص ينشأ نص لغوي ويعتمد على نص لغوي , بينما الناقد التشكيلي يعتمد على اللوحة والناقد الفني يعتمد على الموسيقى . فالنقد الأدبي يتشارك مع موضوعهِ الذي هو الأدب من خلال اللغة , لكن الفرق الآن بين اللغتين في الوظيفة , لذلك أي شخص يستطيع أنْ يفرق بين اللغتين ( لغة الأدب ولغة النقد ) من خلال قراءة لغة معينة منذ البداية . الفرق الأساسي بين لغة الأدب وبين لغة النقد : وظيفة الأدب تسيطر عليها الجماليات التي يمكن رصدها على مستوى التشكيل والتصوير والإيقاع فلا يوجد ناقد يكتب نصاً على شكل قصيدة أو رواية أو مسرحية فالنقد تسيطر عليه الوظيفة النقدية التي فيها المصطلحات والمفاهيم والتحليل والتركيب والتقديم والعرض والاستنتاج لاحقاً والتقييم في مرحلة لاحقةٍ . عناوين ضمن التعريف : تعريف النقد : يعتمد على مجموعة من المكونات لابدّ من وجودها في النّص لنقول أنّه نقد . أولاً : المكوّن اللغوي : أي كيف هي لغة النقد ؟! أضيف إلى لغة النقد فكرة الكتابة أي أنّ النقد نصّ مكتوب وبالتالي النقد الشفهي لا يمكن أن يحمل صفة النقد بشكل كامل لأنّه لا يعتبر وثيقة , ويضيع في اللحظة التي يقال فيها . مثال : ناقد يلقي محاضرة في لقاء تلفزيوني , ممكن أن يضع في ذهن القارئ , ولاحقاً الناقد نفسه لا يستطيع تثبيت الأفكار التي قالها أو تعديلها , والقارئ لا يستطيع رصد هذا التطور النقدي الذي حصل لهذا الناقد أو أن يحدد المنهج .
ثانيا : المجتمع العربي: النقد مرتبط بالمجتمع الذي يكتب فيه , فالمجتمع له ُ قيم وأعراف وأهداف ولهُ قوانين , وعلى الناقد أنْ يأخذَ بالحسبان كل هذه التفصيلات في أثناء نقده لذلك نادراً ما نجد ناقد عربي يتعرض لنقد أدب آخر بالنجاح الذي يمكن لأبناء اللغة نفسها الذين يكتبون هذا النقد أو ناقدْ إنكليزي يتعرض للنقد العربي وهو لا يعرف طبيعة المجتمع العربي , والسبب كما في التعريف إنشاء عن إنشاء , الذي هو الأدب , والأدب ابن المجتمع ضمن نصوص أدبية , والناقد مطالب أن يعرف كل هذه التفصيلات الموجودة داخل النص الأدبي وإذاً هو ليس مرتبطاً بالمجتمع( أي الناقد ) فلا يمكن لهُ أن يعرف هذه التفصيلات والمكونات . ثالثا : العلاقة مع الخارج : المقصود ( بالخارجي ) غير العربي والسبب أنّ النقد العربي الحديث يعتمد بشكل كبير جداً على ما نطلق عليه هذا الآخر أو الثقافة الغربية أو النقد الغربي أي ( الخارج) معنى هذا الكلام : أنه لا يوجد نقد عربي حديث تشكل ضمن السياق الثقافي العربي , أو ضمن المجتمع العربي , وإنّما يمكن أنْ نقول وبثقة / إنه نقد مستورد وجرى تطويرهُ وتكيفه لاحقاً ليتواءَم وليتوافق مع طبيعة المجتمع حضور الأدب في النقد الأدبي : أي كيف نرصد هذا الحضور , ناقد يمارس العملية النقدية الآن على نصوص أدبية معينة , هل الأدب يجب أن يكون موجوداً داخل النص النقدي ؟ ! فهذا ليس بالضرورة , فعندما أتعرض بالنقد لقصيدة ما أو لرواية ما فبمجرد ذكر اسمها حضرتْ استشهدت بنصوص منها أم لم استشهد , لذلك يمكن أن نبين أربعة أنواع من الحضور : 1- الحضور الصريح : هذا يظهر في النقد التطبيقي من خلال المقبوسات أو الاستشهادات التي يقوم بها الناقد في نقده ، وكأننا هنا نميز الآن بين النقد التطبيقي والنقد التنظيري . النقد التطبيقي : أي أنّ النص واضح ومحدد , أسلوبه كذا وجنسه الأدبي كذا ..... ونقوم فيه بتحليل النصّ . النقد التنظيري : لا يتعرض لنصوص بعينها إنّما يتكلم عن الظواهر أو القواعد العامة دون أن يذكر المسميات ويقول أنّ الأدب العربي تطور خلال العقد الثالث من القرن العشرين مثلاً , وهذا نتيجة كذا وكذا وانحرفت اللغة وبدأت تتشكل مفاهيم في اللغة ولا يذكر نصوص بعينها . 2- الحضور الضمني : هو الأقرب إلى النقد التنظيري , وهنا لا يشير الناقد صراحة إلى أعمال أدبية محددة أو يذهب إلى نصوص محددة , وإنّما يتعاطى مع الظواهر العامة التي تنظِمُ الأدب في مرحلة ما من المراحل , لكن هذا النوع ليس بالسهل وربما يكون أصعب على الناقد من النقد التطبيقي فالناقد هنا مطالب أنْ يرجع إلى كل ما كُتب في الموضوع الذي يكتب فيه ويختزنهُ في ذاكرته ويحاول أن يتوصل إلى النتائج . 3- الحضور الحقيقي ( الفعلي ) : هنا يشير الناقد إلى نصوص محددة لكن ليسَ بالضرورة أنْ يحلل هذه ِ النصوص تحليلاً كاملاً , وهنا الناقد يمارس العملية النقدية ويشير إلى قصيدة ما أو رواية ما ويعطينا أحكام مجتزأة منها أو مكثفة دون أنْ يستشهد منها مباشرةً ,أو أنْ يحللها من البداية إلى النهاية . 4- الحضور بالقوة : في المراحل الثلاث السابقة الناقد يتعامل مع أعمال منجزة ومنتهية ويرجع إلى الوراء ويمارس شيء إرجاعي , وهنا في الحضور بالقوة , الناقد لا يتوقف عند هذا الحد وإنّما يذهب إلى كل ما هو ممكن . بمعنى أنّ وظيفة النقد ليست فقط وصد الظاهرة المنجزة لأنّه هنا نوع من التنظير لمستقبل الأدب ومستقبل الكتابة الأدبية , وعلى هذا الأساس يصبح عمل النقد ليس التقييم فقط بل أيضا رسم خطة مستقبلية يقترحها الناقد أو يعتقد أنّها صحيحة في مجال أعمال ستأتي لاحقاً وليست موجودة في السابق , وهذا جزء من وظيفة النقد ( التنظير لمستقبل الظاهرة الأدبية ) وليس فقط الكتابة عمّا هو منجز وما هو مكتوب . قيمة الحضور بالقوة : هناك علاقة تكاملية بين الناقد والكاتب فلا غنى للناقد عن الأديب ولا غنى للأديب عن الناقد , ولذلك الكاتب يمارس فعل القراءة والنقدية والناقد يجب أن يقرأ النقد وبإمعان أيضاً , وهذا يُفهِم في تطوير إنتاج ومعرفة التطورات التي تحصل في مجال الكتابة في معرفة أعمال أدبية أخرى وملاحظات النقاد عليها حتى يحسن ويجود الأسلوب , ولذلك الكاتب عندما يقرأ هذهِ التنظيرات يأخذ منها ما نعتقد أنّه صحيح , تحت مسمى تطوير الأسلوب وسدّ النقص فيه , فهذا الشكل يراقب هذا الحضور للأدب داخل النقد وهذا الأدب ينبغي أن لا يلغي اختلاف الوظيفة واختلاف الإنشاء بين النقد والأدب , فلو حضرت الاستشهادات بشكل كبير جداً هذه لا تنفي أنّ النص نص نقدي طالما وضِع بين قوسين ولا علاقة لهُ بلغة الناقد فاللغة مختلفة تماماً بين الاستشهاد وما هو قبل الاستشهاد وبعده , إذ ينتقل الشاعر مباشرة من لغة النقد إلى اللغة الجمالية ثم يعود إلى اللغة النقدية , فهما لغتين لا ارتباط بينهما . وجوه النقد : يمكن أن ننظر إلى النقد من أكثر من وجه : أولاً : الوجه الاجتماعي : هل يوجد قيم اجتماعية في النقد ؟ هل يحمل الأدب العربي وجهاً من وجوه القيم في المجتمع العربي وليس اللغة العربية فقط ؟ لذلك يظهر هذا الوجه فيما يلي : 1- من خلال اللغة : 2- من خلال الموضوع : الذي هو موضوع اجتماعي , فاللغة تمييز النقد لأنّه مكتوب بالعربية ولا يوجد نقد عربي مكتوب باللغة الإنكليزية أو الفرنسية ونطلق عليه نقد عربي من حيث الموضوع , فموضوع الأدب هو المجتمع , ويكون المجتمع موضوع النقد من خلال أنّ / الناقد نفسه والكاتب نفسه ابن هذا المجتمع يفكر بتفكيره وبعاداته أي يمارس النقد ضمن السياق الاجتماعي ( بالوعي ) أي يحمل قيم المجتمع وطرائق تفكيره داخل النص النقدي لأنّ الناقد في النهاية هو ابن المجتمع يحافظ على أنظمة هذا المجتمع وطرائق تفكيره وممارساته العقلية والتحليلية . مثال : النقد العربي مر بمراحل كثيرة جداً وصولاً إلى هذه المرحلة ( النقد التاريخي ) فلماذا ظهر في مرحلة معينة ؟ لأنّ المجتمع العربي كان أدبياً أي الظاهرة الأدبية ظاهرة تقليدية أو ظاهرة تاريخية , بالتالي الناقد تكيف مع هذه الظاهرة لأنه ابن هذا المجتمع. لاحقاً يتطور النقد التاريخي إلى( نقد ماركسي) . لأنّ كل المجتمع يتحول إلى هذا الاتجاه العقيدي السياسي والأدب تكيّف مع المجتمع الذي تبنى هذه الفكرة وكان النقد الماركسي . فالنقد هو ابن المجتمع وله وجه اجتماعي فيفترض أن يكون هناك علامة تفاعلية بين الاثنين وبالتالي لا يمكن الجزم بأن تطور الأدب يؤدي إلى تطور النقد وتراجع الأدب يؤدي إلى تراجع النقد لأن الناقد شيء والكاتب شيء آخر , فالناقد هو مرحلة لاحقة من الكاتب , فالناقد ليس مرتبط بالأدب , فالكاتب معاصر لما يكتب , والناقد ليس بالضرورة أن يكون معاصر لما يُكتب . فيمكن للناقد أن يذهب بأعمال أدبية مرَّ عليها ألف سنة . 3- من خلال الوظيفة الاجتماعيه : فهدف الناقد ليس العمل الأدبي بل المجتمع ككل 4- في الأعراف الجمالية : فوظيفة الناقد تحديد قيمة العمل الأدبي ومستواه (أي جميل أو غير جميل ) , أي تحديد الجمال الموجود في النص الأدبي خاضع للأعراف الجمالية السائدة في المجتمع في مجتمع معين ينتمي إليه الناقد , فعندما يقول الناقد : هذه الصورة جميلة . لأن المجتمع والعرف الجمالي السائد يشجع على هذه الصورة , ونراقب هذا لو كان الناقد غير ابن المجتمع , كأن نقرأ دراسات نقدية لنقّاد غير عرب وهم يفضلون معايير جمالية معينة في النصّ الأدبي وهي معايير غربية ليس بالضرورة أن توافق ثقافتنا وأدبنا وربما تكون غير موجودة لدينا , جميلة بالمفهوم ذاك قبيحة لدينا , وهذا يناقش ضمن الأدب نفسه . وإذا أردنا تحليل مستوى صورة ما : فإن النقد ليس خطه كيف نحلل الصورة ( نوع من الإسناد مؤلفة من مشبه ومشبه به وقد تكون حسية أو بصرية ...........) . فهذا موجود في كل النقد , وتركيب الأدب بين حسي وعقلي موجود في الأدب العربي وكذلك الرموز والإشارات ( الترميز داخل النصوص الأدبية ) مثل صورة الطائر ( البوم - الغراب ) وهو واقف فوق القبر فهذه الصورة محزنة وتراعي الذوق العام في الأدب العربي , ولكن لو قلنا لشخص صيني إن الشاعر هنا يضع صورة فوق القبر فهو سيفهمها ولكن لن تشكل له أي شيء على مستوى الوعي و مستوى الذوق الجمالي , وبالتالي أي مبدع عندما يبني النص على إشارات ورموز معينة فإن الناقد يقوم لاحقاً بتفكيك هذه الرموز وينطلق من هذا المجتمع حتى لو اكتشفت لاحقاً , وإذا كانت ليست من هذا المجتمع لن تشكل أي ذائقة جمالية لا للناقد ولا للقارئ الذي يقرأ . سواء كانت القراءة في النقد أو في الأدب لذلك هذا له علاقة بالأعراف الجمالية السائدة والذوق السائد . فالذوق الجمالي حصراً مرتبط بالثقافة وهو متغير داخل الثقافة نفسها من فترة لفترة لذلك لا يمكن إجراء هذا التقاطع ما بين ثقافتين لمرة واحدة دائما ً . فالوجه الاجتماعي متغير بحسب تغير الذوق طالما أن هدف النقد في الدرجة الأولى ( المرحلة العليا ) هو متابعة هذه الجماليات فهو لا يبحث في سيرة الكاتب ولا في حياته الذّاتية ولا المواضيع التي كتب فيها وإنّما يهمهُ شيء واحد هو إدراك القيمة الجمالية والأعراف الموجودة في نصوص الكاتب التي أعطته هذه القيمة وبالتالي تكون أهم صفة ملازمة للأدب أنّه جميل أو غير جميل , ونحن نمارسها كقرّاء عاديين , وكل واحد حتى لو أنّه انطباعي يصل إلى المرحلة العليا سواء كان قارئ عادي أو كان ناقد متخصص لكن الفارق بينهما أنّ الناقد قادر على تفسير الجمال والقارئ العادي غير قادر على تفسير الجميل يدركه بالحس والآخر يدركه بالحس والعقل معاً . 5- أنّه موجّه إلى الآخر : أي النقد له وجه اجتماعي لأنّه موجّه لشخص آخر غير الناقد , والشخص الآخر هو المجتمع نفسه لذلك له وجه اجتماعي والناقد هنا يراعي المستوى الثقافي للقراء ويراعي المستوى الاجتماعي ومستوى تربيتهم داخل مجتمعاتهم لذلك لا يوجد نقد يبقى في عقل الناقد أو يكتب كتاب ويضعه في مكتبته مثل الكاتب تماما فكل منهما لا يكتب لنفسه , وكذلك الناقد يجب أن يراعي هذا القارئ , لذلك إنّ لنقده وجه اجتماعي لأنّه موجه إلى مجتمع ويجب أن يحمل صورة هذا المجتمع , فالأدب يقرب المسافات أكثر من النّقد لأن النقد له طبيعة علمية ويتميز بلغة جافة بما فيه من مفاهيم ومصطلحات . 6- النقد يمارس ضمن مؤسسات اجتماعية : مثل ( الجامعات – التلفزيون – المجلات – الإذاعية – منتدى ثقافي – بين الأصدقاء ............) . لذلك له مؤسسة اجتماعية وعلى هذا يجب أن يراعي قيم هذه المؤسسة التي يكتب فيها, يعني أن لا يكون ضمن هذه المؤسسة ويعارضها , وإلا لماذا هو فردٌ فيها ؟ ولأنه ضمن مؤسسة تؤثر وتتأثر ويتأثر الناقد بظروفها وقيمها وأفكارها , وهنا مشكلة لها علاقة بتوجه النقد لأنّ المؤسسة تفرض على الناقد أفكار معينة أو اتجاه معين أو مقولات معينة أو نتائج معينة يجب أنْ يصل إليها , إذْ لا يمكن لناقد ينتمي إلى مؤسسة الثقافة مثلاً ويكتب شيء ضد توجهاتها فلذلك تمارس هذه المؤسسة على الناقد نوع من التحديد أو الضغط لأنّه يتوجب عليه أن يساير عقيدة هذه المؤسسة وتوجهاتها وخطتها وبالمقابل هناك الكثير من النقاد أكثر حرية , وبعض النقاد ضمن مؤسسة رسمية معينة ويتعرض بالنقد للكاتب من نفس المؤسسة فيسيطر على نقدهِ المديح ونوع من الإعلاء وبالعكس إذا كان الكاتب من مؤسسة ثقافية أخرى فنجد نوع من التجريح وانتقادات حادة وسلبيات كثيرة مع أنّ كلاهما ناقد وكلاهما أديب , ولكن الفرق بينهما اختلاف المؤسسة واختلاف القيم .
ثانيا : الوجه الإنساني : يظهر في أشياء : 1- في أنّ أداته إنسانية وهي اللغة , فلا يمتلكها إلا الإنسان ونقصد بها اللغة الطبيعية البشرية وليس لغة الرموز أو الإشارات أو الأصوات غير اللغوية ......, فاللغة هي التواصل بين طرفين أو فردين , واللغة الطبيعية هي اللغة العربية والفرنسية والإنكليزية ونستبعد اللغات الأخرى , فلا نقد يتم بالإشارة أو الأصوات التي هي مجرد انطباعات لا تعطي أي قيمة نقدية حقيقية , فهي انطباعات نقدية آنية قد تتغير بعد لحظة لذلك لا يمكن أنْ نطلق عليها صفة النقد . 2- فيتجه الإنسان الذي هو الناقد , وهذا الإنسان قد يكون رجل وقد يكون امرأة , وهذا الإنسان عنده ثقافة وحاجات عادية ونفسية وروحية ....... ولديه عقيدة ووجهة نظر فهو فرد بشري مكوّن من خصائص نفسية وسيكولوجية وبالتالي تظهر هذهِ الأشياء داخل النص النقدي الذي يكتبه , فنقد العقاد غير نقد طه حسين من حيث أنهما شخصان وليس من خلال المنهج لأنّ الأشخاص مختلفون من حيث الروح ليس فقط من حيث العلمية وهذا ما نشاهدهُ في المناهج الحديثة ( كالمنهج البنيوي ) كأن يكون الناقد صعب اللغة نحتاج لقراءة مقاله أكثر من مرة لنفهم ما يريد , وآخر يكتب بنفس الاتجاه , لغته بسيطة وواضحة الأفكار , وكلاهما يتبع إجراءات منهجية واحدة وكلاهما ناقد وكلاهما تربى في وسط ثقافي واجتماعي واحد لأنّ المنتج كبشر وكإنسان فرضت شخصيته هذا الأسلوب وذاك فرضت شخصيته أسلوب آخر , لذلك اختلفت السّبل وربما المنهج واحد والأدب واحد . وتحت تأثير هذه الفكرة يوجد لدينا مصطلح نقدي يطلق عليه : نقد النساء : يختلف عن نقد الرجال ويجب أن يكون لهذا النقد مصطلح , ويجب أن يكون كنقد مستقل ومختلف عن نقد الرجال وتحت تأثير المنتج نفسه باعتبارات , وهناك آراء معارضة لأن النقد واحد وأنّ الرجل كتب عن المرأة أكثر مما عرفت المرأة , وهذه المرأة كتبت عن الرجل أكثر مما يعرف الرجل نفسه : 3- مُسْتَقْبِلُهُ الإنسان : أي قارئ النقد هو إنسان لذلك يجب أن يكون له وجه إنساني مثله مثل المنتج , فالناقد يجب أنْ يراعي تشكيل هذا القارئ ( مسْتقبِل النقد ) ضمن نصّه النقدي وإلاّ سيفقد التواصل وبالتالي يفقد النقد الهدف الذي يسعى إليه . 4- محكوم بالأدب والأدب محورة الإنسان : أي النقد محكوم بالأدب ولذلك يجب أنْ يكون للنقد وجه إنساني أي عماد الأدب له هو الإنسان , وهدف الأدب في النهاية هو الإنسان , فلا يوجد أدب ليس هدفه الإنسان حتى لو كان يتكلم عن أكثر الموضوعات تجريداً أو فلسفةً ففي النهاية هدفه هو الإنسان أي الهدف البعيد ( ما وراء الكتابة ) , فلو قرأنا عمل أدبي يتحدث عن الطبيعة ( أشجار وحيوانات , طيور .....) وليس فيه ذكر لأي شيء بشري فالهدف الرمزي هو الإنسان سواء كان ظاهراً أو متضمن بشكل غير مباشر داخل النص , فإنّ الناقد يخفي الفكرة هنا هو أيضا ولا يقول هذا الإنسان , النقد إجراءاته واحدة والمادة تختلف حتى لو كانت تتعرض لعمل أدبي وعرفنا كيف يفكر هذا الكاتب اتجاه قضية معينة ( اقتصادية مثلا ) وكيف أثرت هذه القضية على ذهن الكاتب وأدت إلى هذا التحول ضمن شخصيته الأدبية . فالقارئ يستفيد من هذا فهو فرد مثل الشخص الذي يعيش في النص الأدبي وعنده ظروف اقتصادية مشابهة ويمكن أن يكون الحل بهذه الطريقة التي اقترحها الناقد لذلك هو كمستقبل استفاد من النقد رغم أنه لا يتعرض له أدبيا , يريد تصحيح أمر معين في الحياة أو مواجهة صعوبة معينة في الواقع لذلك هو محكوم بالأدب والأدب محوره الإنسان .
• سؤال ضمن هذه الأفكار :/ كيف يستجيب المسْتَقبِل ( القارئ ) لهذا النوع من المؤثرات ( النقد ) تحديداً ضمن أنّ النقد إنشاء إنساني ؟! أ ) بإيجاد الحلول لمشكلات إنسانية يتعرض لها سواء ضمن الأدب أو ضمن الحياة العادية . ب) تطوير آليات التفكير لدى القارئ . مثال : الناقد يحلل رواية من الروايات , هذا المجال الأكثر إنسانية لمراقبة هذه الفكرة , وفي هذه الفكرة هناك شخصية أو بطل وهذا البطل مثل أي شخص في المجتمع وبالتالي عندما الناقد يحلل شخصية البطل ويعرف لماذا فعل ذلك ولم يفعل ذلك , يمكن لنا أنْ نستفيد ونفكر لماذا فعلنا ذلك ولم نفعل غيره إذا قمنا بهذا الإسقاط . لذلك فرويد في منهجه النفسي عندما يذهب إلى شخصيات أدبية يطور من خلالها علم النفس والطب النفسي , فجعل الأدب معالج لمريض نفسي من خلال هذه الإسقاطات , والكاتب إذا قرأ علم النفس فيمكن أنْ يستفيد في بناء شخصياته في العمل الأدبي لأنّ الاثنين يشتركان في الوجه الإنساني . فعلى هذا الوضع الأمر يتعلق بآلية التفكير وبآلية البحث نفسه في تشابه تجربة القارئ مع تجربة بطل النص الأدبي , ويمكن اختصار كل هذه الأشياء من خلال السيرة الذاتية للقارئ , السيرة الذاتية للعمل الأدبي والسيرة الذاتية للناقد نفسه وكل منهم يشكل المجتمع وبالتالي المجتمع القارئ هو قارئ وكاتب يكتب ما يقرأ وهذا المكتوب إمّا أن يكون نقداً أو أدباً .
أولا )) المكون الداخلي والخارجي : والمقصود فيهما أنّ النقد العربي كلغة تتشكل هذهِ اللغة من مفهومين : الأول : التراث النقدي الغربي الثاني : التراث النقدي العربي الكلاسيكي ( القديم ) هذان المكونان هما ما يشكلان النقد الحديث والمعاصر نتيجة تزاوج معجمين في المفاهيم والمصطلحات والإجراءات والآليات القديمة والغربية فأنتج هذا المنتج واسمه حديث لدى كل النقّاد , إلّا من تكون هذان العنصران بدرجات وبنسب متفاوتة , بمعنى هناك ناقد حديث أقرب إلى التقليدية وهناك ناقد حديث أقرب إلى الغربية وهذا يظهر في لغة النقد التي يكتب بها هؤلاء النقاد , فلا يمكن أن نجد ناقد مثل العقاد وناقد آخر مثل صلاح فضل مختلفان رغم أنّهما من النقاد العرب المحدثين المعاصرين . كيف يمكن رصد هذا المكون والحضور داخل لغة النقد العربي الحديث ؟ من خلال : 1- النقد العربي والمؤثر الغربي : أي كيف يحضر كلا النقدين في النقد العربي ( كيف هو حضور النقد القديم ) وكيف هو حضور النقد الغربي ) ؟ أولاً )) بالإشارات الصريحة: أي الإشارة إلى مصادر غربية في هذا النقد وإلى اقتباسات واستشهادات وإشارات صريحة وترجمات من كتب نقدية من خلال استخدام مصطلحات ومفاهيم غربية , فنقول أن هناك حضور للتراث النقدي الغربي في النقد العربي الحديث . ثانياً )) الإشارات الضمنية : ففي الضمني لا ننسب إلى الأصل وهي تظهر من خلال روح النقد واستخدام مصطلحات ومفاهيم وعبارات دون نسبتها إلى النقد الغربي لكن هي بنت النقد الغربي منشأة ومكونة فيه دون أن أضع رقم ( 1 ) في الحاشية وأقول هذا كتاب كذا ولكن واضحة من خلال المتابعة أنّ أصولها ترجع إلى النقد الغربي توضيح : ما نمارسه الآن هو ما يطلق عليه ( نقد النقد ) فالناقد يذهل إلى العمل الأدبي ليكشف الإشارات الصريحة والمباشرة والضمنية , ونقد النقد أيضا يذهب إلى الأعمال النقدية ليكشف هذه الإشارات وهناك نقاد تخصصوا بهذا المجال وهناك مؤلفات كثيرة في نقد النقد فنص الناقد بحاجة إلى نقد . ثالثا )) الاعترافات الصريحة : التي يقوم بها الناقد في الإشارة إلى أنّه يعتمد على النقد الغربي . رابعاً)) التكوين الثقافي للناقد العربي : والمقصود به المؤثر الغربي الذي يظهر من خلال العيش في المجتمع الغربي , القراءة , الترجمة ,........إلخ . أي أنّ ناقد عربي لكن تكوينه الثقافي تكوين غربي لسبب من الأسباب , فالضرورة يجب أن تحضر هذه المكونات الغربية في نقده , وأوضح مثال على ذلك هو نقد المغرب العربي ( نقد المغاربة ) فقد أصبح لدينا مدرستان مدرسة مشرقية ومدرسة مغربية , والعامل الموجه في هذا هو التأثير الفرنسي في نقاد المغرب العربي (( اللغة )) تحديداً , أو التكوين الثقافي لهم فقسم كبير منهم عاش في فرنسة والغرب والقسم الآخر يمتلك اللغة الفرنسية بطلاقة , فهي لغة البحث عندهم إلى جانب اللغة العربية فهذا التكوين واضح من خلال العيش أو اللغة أو الترجمة أو استخدام المصطلحات والمفاهيم لذلك أعرف أن هذا الناقد تكوينه انكليزي أو فرنسي ....... حتى من خلال مصطلحاته ومفاهيمه ليس فقط من خلال الطرائق فبعض الكتب النقدية يضع الكلمة بالعربية وبجانبها المصطلح الأجنبي وبعض المصطلحات الغربية والثاني الإنكليزية على اعتبار أنّ الأول يعرف الإنكليزية والثاني يعرف الفرنسية , فنعرف هذا التكوين مباشرة . مثال : موضوع المصطلح النقدي : لا يكفي حضور هذا المكون لكي أقول أنّ الناقد قد فهم هذا المكون , أي أنّ النقّاد والذين تواصلوا مع الثقافة الغربية بشكل أو بآخر أحيانا يكونوا قد أساؤوا فهم المصطلح المغربي في التطبيق على النص العربي والحالات كثيرة جداً . السبب اختلاف السياق ما بين الثقافتين ولذلك نشير أنّ بعض المصطلحات والمفاهيم ليست بالضرورة أن تطبق كما هي أو كما فهمت بالغرب لأنّ نظرية النقد الغربية هي نظرية فلسفية بالدرجة الأولى , وإذا لم ندرك هذا البعد الفلسفي الذي يحيط فيها لا يمكن أن نفهم جوهر هذه النظرية النقدية . المصطلح هو ( الوحدة العضوية ) . والناقد هو ( محمود عباس العقّاد ) وكيف أنه فهم بشكل خاطئ معنى الوحدة العضوية كما طرحت في النقد الغربي وحاول تطبيقها على النقد العربي ! يقول في كتاب الديوان : (( " القصيدة ينبغي أن تكون عملاً فنياً تاماً يُكمِّلُ فيها تصويرُ خاطرٍ أو خواطر متجانسة , كما يكمِّل التمثال بأعضائه ِ والصورة بأجزائها واللحن بأنغامه , فالقصيدة الشعرية كالجسم الحي يقوم كل قسمٍ منها مقام جهاز من أجهزته )) - نريد أن نعرف من هذا الشاهد أنّ العقاد فهم مصطلح الوحدة العضوية كأجزاء متجانسة وهذهِ الأجزاء تجتمع لتشكل الكل والشواهد كثيرة جداً التي يمشي فيها على هذا الشكل هذا الفهم هو نفسه الموجود لدى العرب القدماء عندما يشبهون القصيدة بالسبيكة أو بالجسم , فالوحدة العضوية في النقد الغربي لا تعني هذا الفصل بين الأجزاء فعندما يفصل بين اللفظ والمعنى وبين الشكل والمضمون وتلازم اللفظ والمعنى وتلازم الصياغة والدلالة ولذلك يصبح مفهوم الوحدة العضوية عند العقاد أقرب إلى الوحدة المعنوية أو الشكلية وليس الوحدة العضوية , فتقسيم القصيدة أي العمل الأدبي إلى أجزاء لا نعني الوحدة العضوية نعني الوحدة المعنوية أي المعاني والأفكار الجزئية والثانوية , أو الوحدة الشكلية ( الوزن _ القافية _ اللغة ) لكن لا نقصد الوحدة العضوية , فالمقصود بالوحدة العضوية في النقد الغربي ( النمو الداخلي ) أي تطور الأجزاء كلها من الصفر حتى تصل إلى الذروة بشكل ينتقل دفعة واحدة , فالوحدة العضوية لا تقول إن القافية تتناسب مع المعنى , فالوحدة العضوية تقول : " إنّ النص هو جزء واحد وهذا يتنافى ويكبر شيئاً فشيئاً حتى يصل بالقارئ إلى النهاية ." يعني الأجزاء تعمل على مبدأ التفاعل وليس على مبدأ التكامل . مثال : شخصية في رواية نحن لا ندرسها من حيث ألفاظها أو من حيث معانيها وإنّما ندرس كيف تنمو باللفظ والمعنى معاً . مثال : مصطلح التفاعل النصّي أو التداخل النصّي ( التناص) المقصود فيه العلاقة بين النصوص , أي تفاعل النصوص وتداخلها مع بعض ( نص مع نص آخر ) ولكن ّ هذا المصطلح يُفهم عند بعض النقّاد العرب الحديثين بمفهوم السرقات أو استعارة الشاعر لنصّ ووضعه في نصّه الشعري فيقولون هذا ليس تفاعل نصوص بل سرقة . لذلك الفهم الخاطئ ممكن أن يجعل الناقد يبني مصطلح معين بسبب الترجمة فقط ويتعامل فيه على أساس سلوك وهو سلوك عربي قديم والمصطلح عبارة عن مصطلح غربي , فتكون إشكالية المكون .أنه يتشكل من مكون قديم ومكون غربي وطريقة الاصطدام والتفاعل بين المكونين أن نأخذ المصطلح من الثقافة الغربية ونأخذ الطريقة من النقد العربي القديم , هنا نقول لا فائدة من كلا المكونين لذلك يجب أن نأخذ المكون الحديث سياقه الحديث وفي استخدامه الحديث . الثاني : المؤثر العربي القديم : حضور النقد القديم في النقد العربي الحديث , وهذا الحضور من خلال عدة مستويات . أولاً ) : نص أدبي عربي قديم ثانياً) : نص يعود إلى القرنين السابقين ( كلاسيكي أو تقليدي) قياساً للنقد الحديث المعاصر ثالثاً) : نص نقدي أجنبي كلاسيكي أو تقليدي ,كأن يذهب ناقد عربي معاصر إلى نصل لأرسطو الفكرة الأساس هنا :على الناقد أن يوائم ما بين طبيعة هذه المادة التي يتوجه إليها ( تشكيلاتها وخلفيتها وفلسفتها ووظيفتها ......) وبين التكوين الثقافي للناقد نفسه كشخص عربي ضمن مجتمع وثقافة عربي فمرحلة الاكتمال ( الجودة في النقد ) تتم بهذا المزج والانتقاء بشكل ينسجم ويتكيف مع بعضه دون إساءة لا للنقد الغربي ولا للنقد العربي أي لا أفرغ الوحدة العضوية من المضمون ولا أن أقول : إنّ في النقد العربي أشياء غير موجودة في الحقيقة فقط لأنّ المصطلح استخدم هناك . مثال : أحد الباحثين يقول : " إنّ الجاحظ أعظم عالم سيميائي في تاريخ النقد العربي والغربي " فالباحث الذي وصل إلى هذه النتيجة دَرَسَ السيمياء كمنهج وذهب إلى التراث العربي وقرأ مقالات الجاحظ , وقال : هي ما يقولها الغرب الآن , فالجاحظ هو الأب لهذا المنهج . هذا الكلام مبالغ فيه لأنّه ما علاقة الجاحظ بهذا العلم ؟!!!! فالجاحظ عندما يكتب بقيمهِ ومعاييرهِِ قد يكون أشار إلى بعض القضايا التي بحثت فيها السيميائية , لكن ما حلل ولا فكك نص ولا درس الإشارات في هذا النص , فمن الصعب أن نطلق عليه هذا الحكم الكبير . هذا خاضع إمّا : أنَّ ذلك الباحث لم يفهم المصطلح جيدا أو نظر إلى التراث العربي بشكل آخر ولم يفهمه كما يجب فنحن لا نريد المبالغة لأن الاعتدال ضروري جداً في مثل هذه المسألة . مثال : على حضور القديم في النقد العربي الحديث والمعاصر : - حضور الجرجاني في كتاب ( الديوان ) للمازني " يقال أنّ هذا الكتاب للمازني والعقاد " فقد درس المازني نصاً حديثاً هو ( أدب المنفلوطي ) باستخدام آلية نقدية قديمة , يقول المازني عن المنفلوطي : " (( مُتَكَلِّف , مُتَعَمِّل , يتصنع العاطفة كما يتصنع العبارة )) (( لا يزال يعالج الإقناع والتأثير بضروب من الـتأكيد والغلوّ والتفصيل وأول ما يستوقف النظر فيه من هذا ( المفعول المطلق ) )) (( هذا يذهب رونق الكلام ويفقده المزِيَّة والتأثير )) (( وقد عددنا له إلى الآن خَمسُ مئةٍ واثنين وسبعين مفعولاً مطلقاً )) (( كثرةُ النعوت والأحوال , مثلا: خرجْتُ منه شريداً طريداً ملتاعاً .....)) نرصد حضور الجرجاني من خلال : الرجوع إلى الجرجاني في استخدام المصطلحات الخاصة به في أثناء دراسة المنفلوطي من مثل ( صحة التأليف , النظم , الوصف , الكل والجزء , المزّية ( وهي تكاد تمييز نقد الجرجاني , رونق الكلام , الترادف , الجرس , الصدى , ....) تصنيف هذا الحضور : 1- على المستوى النصي : من خلال استخدام المصطلحات كما استخدمها الجرجاني ومن خلال بعض العبارات التي تأتي أحياناً مقبوسةً عن الجرجاني بحذافيرها . 2- على المستوى الاصطلاحي والمفهومي : فالاصطلاح : ثابت وهو واحد والمفهوم متغير ومتعدد 3- على المستوى المنهجي : ( على مستوى طريقة البحث ) فالجرجاني درس الدلالات والألفاظ والمعاني والظواهر اللغوية الموجودة , ( التقديم والتأخير , الصفة , المبتدأ ....) من الزاوية البلاغية وليس النحوية ..... الخ . والمازني اتبع نفس طريقة البحث في الإشارة إلى المفعول المطلق , وفي نقد الأسلوب وفي مقارنة الأدب بالفنون الجميلة وهذه موجودة بكثرة في دلائل الإعجاز كمقارنة القصيدة باللوحة . النقد العربي الحديث حقيقة يتكامل من النقد القديم الكلاسيكي والنقد الغربي , كل واحد له حضوراً معيناً قديماً أو غربياً , تبقى المشكلة الأساسية في الالتقاء هي مشكلة المصطلح الغربي إذا لم تحكم إدارة هذا المصطلح داخل النقد العربي , والمشكلة الأخرى ( وهي ليست موجودة عند المازني) بعض النقاد التقليديين الذين لا يزالون مزودين بالخبرة العربية النقدية القديمة يواجهون نصوص حديثة في النقد وبنفس الشاكلة , فمثلا المصطلح النقدي الغربي ابن البيئة فالمصطلح النقدي العربي هو ابن البيئة أيضا لذلك قد يكون صالح في وقته لدراسة النصوص لكنه ليس صالحاً . الآن لدراسة رواية أو فن أو جنس أدبي معين إذا ما فهمنا ماذا يقصد فيه , مَنْ مِنَ النقاد لا يعرف معنى النظم كما استخدمه الجرجاني في وقته وفهم اللفظ على أنّه اللفظ والمعنى فقط , ولذلك وضع المنفلوطي عبارات وبنى أسلوب يتصف بصفة أساسية وحيدة وهي التصنع , لا يوجد فيها دلالات , والكلمات لا تؤدي أي وظيفة داخل النص هي فقط كجرس موسيقي وعبارة أقرب إلى القديم .
|
|
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر
» عملية الحقن المجهرى
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 12:08 am من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 24, 2024 2:23 pm من طرف سها ياسر
» Real Estate in hurghada
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 9:12 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور حقن مجهري في مصر
الأحد أكتوبر 13, 2024 8:48 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور نساء و توليد في مصر
السبت أكتوبر 12, 2024 12:01 am من طرف جنى بودى
» حلويات دزرت الطبيعية لتخلص من التدخين
الأحد أكتوبر 06, 2024 6:35 pm من طرف مدام ششريهان
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:19 pm من طرف جنى بودى
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:17 pm من طرف جنى بودى