المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 426 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 426 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
وصايا لحجّاج بيت الله الحرام، أسأل الله - تعالى - أن ينفع بها
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
وصايا لحجّاج بيت الله الحرام، أسأل الله - تعالى - أن ينفع بها
وصايا للحجّاج
فهذه وصايا لحجّاج بيت الله الحرام، أسأل الله - تعالى - أن ينفع بها:
الوصيَّة الأولى: الإخلاص : وهو أن يريد المسلم بعمله وجه الله والدار الآخرة.
فعلى الحاجّ أن يكون باعثه إلى الحجّ وجهَ الله - عزّ وجلّ - والدار الآخرة؛ فإن الله - عزّ وجلّ - لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، فيجب على الحاجّ أن يقصد بحجّه وجه الله والدار الآخرة والتقرّب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة؛ فإن الله - تعالى - يقول: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البينة: 5]، وليحذرْ كل الحذر من أن يقصد بحجّه الدنيا وحطامها أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك؛ فإن ذلك من أقبح المقاصد وسببٌ لحبوط العمل وعدم قبوله، يقول الله - تعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، ويقول الله - تعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18، 19].
وقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال الله - تبارك وتعالى -: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [أخرجه مسلم].
فمن حجّ لعمل من الأعمال الدنيويَّة أو السمعة لا يريد الحجّ وإنما يريد عمله ذلك، وجعل الحجّ تقيةً فلا نصيب له فيه! يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].
ومما تجدر الإشارة إليه تذكير الذين يأخذون النفقات ليحجّوا عن غيرهم، فعلى من فعل ذلك تصحيح قصدهم بأن يكون الحامل له هو نفع أخيه المحجوج عنه، ومشاركة إخوانه المسلمين في المشاعر وأداء المناسك، ولا يكون قصده ما يأخذه من نفقات الحجة؛ فإن من أخذ ليحجّ فهو على خير، ومن حجّ ليأخذ فهو على خطرٍ عظيم.
الوصيَّة الثانية: التوبة:
وهي الإقلاع عن الذنب.
وهي واجبة كل حين وآنٍ؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
وقد روى أبو بردة قال: سمعت الأغرّ - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يحدّث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا إلى الله؛ فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرّة» [أخرجه مسلم].
وعلى التائب الإقلاعُ عن الذنب بفعل المأمور وترك المحظور فوراً؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، والندم على ما فات، والعزم على ألاّ يعود، وإن كان عنده مظالم للناس من نفسٍ أو مالٍ أو عرضٍ ردّها إليهم أو تحلّلهم منها قبل حجّه؛ لما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمةٌ لأحد من عرضه أو شيءٍ فليتحلّله منه اليوم قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» [أخرجه البخاري].
الوصيَّة الثالثة: التقوى:
وهي أن تعبد الله على نورٍ منه ترجو ثوابه وتخشى عقابه.
وإن شئت قلت: هي فعل أوامر الله واجتناب نواهيه.
وسأل بعض السلف عن التقوى فقال لسائله: أرأيت من سار في طريق به شوك كيف يسير؟ قال: يتّقي أن يقع فيه، فقال: كذلك التقوى.
فالتقوى محاذرة الإنسان من ترك أوامر الله أو فعل نواهيه.
والآيات في الأمر بها كثيرة، منها: قول الله - تعالى -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
وهي خير زادٍ لكلّ مسلم، وخير زادٍ يتزوّد به الحاجّ: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
ففي الآية أمرٌ للحاجّ باستصحاب زاد التقوى مع ما يحتاجه من زادٍ يقوم ببدنه ويعينه على وصوله إلى مكّة حتى يعود.
الوصيَّة الرابعة: انتقاء النفقة الطيّبة الحلال:
الحجّ يجمع بين العبادة البدنيَّة والماليَّة؛ فمن العبادات ما هو عبادة محضة كالصلاة والصيام، ومنها ما هو عبادة ماليَّة محضة كالزكاة، ومنها ما يجمع بينهما كالحجّ، فهو عبادة بدنيَّة ماليَّة.
ولذا وجب على الحاجّ أن ينتخب لحجّه النفقة الطيّبة من المال الحلال؛ حتى يكون حجّه مقبولاً وسعيه مشكوراً ودعاؤه مستجاباً، وقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيها الناس، إن الله طيّب لا يقبل إلا طيّباً...» [أخرجه مسلم].
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خرج الرجل حاجًّا بنفقةٍ طيّبة ووضع رجله في الغرز فنادى: (لبيك اللهم لبيك) ناداه مُنادٍ من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجّك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: (لبيك) ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجّك غير مبرور».
الوصيَّة الخامسة: تعلّم ما يشرع له في حجّه:
الحجّ عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام، فليحرص على أدائه أداءً صحيحاً حتى يكون حجّه مبروراً وسعيه مشكوراً - إن شاء الله -؛ فإن الله - عزّ وجلّ - لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، وصوابُه أن يكون وفق ما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى من أراد الحجّ أن يتعلّم ما يشرع له في حجّه على وفق الكتاب والسنّة، وسبيلُ ذلك:
أ- حضور حلقات دروس تعليم الحجّ التي تُعقد بهذه المناسبة سواء كان ذلك في بلده أم في مكّة.
ب- إن كان ممن يستطيع القراءة والفهم فعليه أن يقرأ كتاباً مناسباً في تعليم صفة الحجّ وما يجب له، وقد كتب كثيرون في هذا، ومن ذلك: ما كتبه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، في كتابه: (التحقيق والإيضاح لكثيرٍ من مسائل الحجّ والعمرة)، وكذا ما أُصْدر باسم: (دليل الحاجّ والمعتمر)، وهو يوزّع من قِبَلِ الجهات المختصّة ومنها وزارة الشؤون الإسلاميَّة، وغير هذه الكتب.
جـ- السؤال عما أشكل عليه في حجّه؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].
وعلى المسلم الحرص على تطبيق أحكام الحجّ من أركانه وواجباته وما أمكن من السنن.
والحرص على أن يكون قدوة صالحة في كلّ شيء سواء في تطبيق أحكام الحجّ أو غيرها من سائر العبادات والآداب الإسلاميَّة.
فما أقبح الإنسان أن يكون على حالٍ مخالفةٍ للشرع، يقول الله - تعالى -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].
الوصيَّة السادسة: مصاحبة الرفقة الطيّبة الصالحة:
للرفقة تأثير على المرافق سلباً أو إيجاباً، والصاحب ساحب، ولذا قال الشاعر:
عن المرء لا تسألْ وسلْ عن قرينه ♦♦♦ فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي
وقد دلّ كتاب الله - عزّ وجلّ - على الحثّ على مصاحبة الأخيار، ونهى عن مصاحبة الأشرار، فقال - تعالى - مخاطباً نبيّه محمّداً صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيّبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً مُنْتِنَة».
وإذا كان الرفيق الصالح بهذه الصفة فإن أحرى الناس بالحرص على صحبته واختياره من يريد الحجّ، فينبغي له مصاحبة الأخيار في سفره وإقامته في الحجّ، وأن يكونوا من أهل الطاعة والتقوى والفقه في الدين، فإنه إن جهل علّموه، وإن اتّجه إلى فعل الخير أعانوه وشجّعوه، وإن حاد عن الحق ردّوه فأمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر، وليحذر من صحبة السفهاء والفسّاق.
الوصيَّة السابعة: الرفق بإخوانه الحجّاج:
الرفق في الأمور كلّها مما أمر به الشرع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كلّه» [متفق عليه]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» [رواه مسلم].
ويجب على الحاجّ أن يرفق بزملائه ورفقته وسائر إخوانه الحجّاج، وللرفق بهم مظاهر:
أ- عدم مزاحمتهم عند أداء المناسك، وبعض الناس لا يكترث لهذا الأمر فيحدث من الزحام والقتال ما لا تحمد عقباه.
ب- العفو عمّن صار منه خطأٌ عليك، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].
الوصيَّة الثامنة: كفّ الأذى عن إخوانه الحجَّاج:
من طبيعة المسلم أن يكون محبًّا للخير محترماً لغيره، فلا أذى ولا سخرية بغيره، يقول الله - تعالى - في تحريم الأذى مطلقاً: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 57، 58]، وكفى بذلك زجراً وتنفيراً عن هذا الفعل.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب...» [أخرجه البخاري].
وإذا كان هذا متأكداً على المسلم في كلّ حين وفي كلّ آن فإنه يكون أشدّ تأكيداً على الحاجّ؛ إذ يجب أن يظهر أواصر المحبّة والاحترام والقيام بالحقوق بين المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «يا عمر، إنك رجل قويّ، لا تزاحمْ على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوةً فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلّل وكبّر» [أخرجه أحمد، والبيهقي في سننه، وعبدالرزاق في مصنّفه].
والمراد بذلك: النهي عن المزاحمة على الحجر الأسود، وهذا يعمّ غيره.
الوصيَّة التاسعة: أن يَخْلُف في أهله خيراً وأن يترك لهم من النفقة ما يكفيهم حتى يعود:
فعلى الحاجّ إذا عزم على السفر إلى الحجّ أن يخلف في أهله من يرعاهم ويقضي حوائجهم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلف عليًّا على المدينة وعلى أهله عند سفره، وكان يقول له: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» [متفق عليه].
كما إن على المسلم أن يترك لأهله ما يكفيهم من النفقة حتى يعود، وكفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول.
الوصيَّة العاشرة: الإيصاء بما لَه وما عليه من الحقوق وكتابتها:
فيكتب ما لَه من الديون وما عليه منها، ويُشهد على ذلك، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما حقّ امرئٍ مسلمٍ له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده» [متفق عليه]، زاد أحمد: «قال عبدالله: فما بِتُّ ليلةً منذ سمعتها إلا ووصيتي عندي مكتوبة».
وإذا كانت الوصيَّة المُطْلقة على القُرَبِ مستحبًّا توثيقها بالكتابة فمن بابٍ أولى كتابةُ الحقوق الواجبة مما هو له أو عليه.
الوصيَّة الحادية عشرة: القيام بالدعوة إلى الله - تعالى - بالحكمة والموعظة الحسنة والتواصي بالحقّ والصبر:
فإن المسلم مأمور بالدعوة إلى الله - تعالى - تعليماً ونصحاً وبياناً للحقّ، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، كما في قول الله - تعالى -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].
أما التواصي بالحق فهو شأن المسلم في كلّ مكان، ويتأكّد في هذا الموقف الذي يلتقي فيه الحجّاج من كلّ مكان، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.
فقوله: «إلا الذين آمنوا»: أي: بقلوبهم.
وقوله: «وتواصوا بالحقّ»: أي: أداء الطاعات وترك المحرّمات.
وقوله: «وتواصوا بالصبر»: أي: على المصائب والأقدار، وعلى الصبر على الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويقول الله - تعالى - في صفة أصحاب الجنة: ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 17، 18].
الوصيَّة الثانية عشرة: القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الاستطاعة:
والأمر بالمعروف من دعائم الإصلاح في مجتمعات المسلمين، وعدّه بعضهم ركناً من أركان الإسلام، فهو ذو مكانة عظيمة، فقد أوجبه الله على الأمة المسلمة، فقال: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].
وبه حازت أمة الإسلام الخيريَّة، فقد قال الله - تعالى -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]، وبالإعراض عنه استحقّ بنو إسرائيل اللعن، يقول الله - تعالى -: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].
ولذا وجب على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
الوصيَّة الثالثة عشرة: الاشتغال بما ينفعه من الذكر والدعاء وقراءة القرآن، والإعراض عمّا يضرّه:
على الحاجّ أن يغتنم الوقت أثناء اتّجاهه إلى مكّة وفي طريقه إليها ومدّة إقامته بها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن وسائر ما ينفعه وما يشرع له في المناسك من الأعمال والأذكار.
وعليه أن يحفظ لسانه عن كثرة القيل والقال، والخوض فيما لا يعنيه والإفراط في المزاح، ويصون لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وسائر قول الزور، فالإنسان مأمور بحفظ لسانه في كلّ وقت وحين، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [متفق عليه]، ويقول الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنسان وصايا للحجّاج
لا يلدغنك إنه ثعبانُ وصايا للحجّاج
كم في المقابر من قتيل لسانه وصايا للحجّاج
كانت تهاب لقاءه الشجعانُ وصايا للحجّاج
الوصيَّة الرابعة عشرة: وصيَّة المرأة المسلمة:
وذلك بالتزام حجابها وجلبابها والابتعاد عن الزينة عند تعرّضها للرجال في كلّ حينٍ وآن، ويتأكّد ذلك في الحجّ، حيث تختلط بالرجال في الطواف وبعض المشاعر.
فلا بُدّّ أن تكون ملتزمة بحجابها مُسبغةً جلبابها وعباءتها وملاءتها مُخْفِيةً زينتها؛ فإنها جوهرة ثمينة ودرّة مكنونة، وذات خلق مصونة، والله - عزّ وجلّ - خاطب بالحجاب والجلباب في كلّ حين وآن كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].
ويتأكّد التزام المسلمة بحجابها إذا كانت محرمة، قالت عائشة - رضي الله عنها -: «كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه» [أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه].
ومما ينبغي أن تتنبه له المرأة المسلمة الحذر كلّ الحذر من الطواف بالزينة والروائح الطيّبة وعدم التستّر، وهي عورة، فيجب عليها ترك الزينة حال الطواف وغيرها من الأحوال التي يختلط فيها النساء مع الرجال؛ لأنها عورة وفتنة.
الوصيَّة الخامسة عشرة: الاستفادة من دروس الحجّ لمصالح الدنيا والآخرة:
ومنها:
أ- تقوية أواصر الأخوّة الإسلاميَّة.
ب- أن يتذكر باجتماع الحجاج الجمع يوم الحشر والحساب فيُعدّ العدّة للقاء ذلك اليوم.
الوصيَّة السادسة عشرة: مواصلة العمل الصالح بعد الحجّ:
فإن المسلم لا ينقطع عن القيام بالفرائض والسنن والواجبات، بل عليه المحافظة عليها، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [أخرجه مسلم].
فليس للعمل نهاية إلا الموت أو قيام الساعة، فعلى المسلم الاستمرار عليه حتى يلاقي ربّه.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذه وصايا لحجّاج بيت الله الحرام، أسأل الله - تعالى - أن ينفع بها:
الوصيَّة الأولى: الإخلاص : وهو أن يريد المسلم بعمله وجه الله والدار الآخرة.
فعلى الحاجّ أن يكون باعثه إلى الحجّ وجهَ الله - عزّ وجلّ - والدار الآخرة؛ فإن الله - عزّ وجلّ - لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، فيجب على الحاجّ أن يقصد بحجّه وجه الله والدار الآخرة والتقرّب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة؛ فإن الله - تعالى - يقول: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البينة: 5]، وليحذرْ كل الحذر من أن يقصد بحجّه الدنيا وحطامها أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك؛ فإن ذلك من أقبح المقاصد وسببٌ لحبوط العمل وعدم قبوله، يقول الله - تعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، ويقول الله - تعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18، 19].
وقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال الله - تبارك وتعالى -: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [أخرجه مسلم].
فمن حجّ لعمل من الأعمال الدنيويَّة أو السمعة لا يريد الحجّ وإنما يريد عمله ذلك، وجعل الحجّ تقيةً فلا نصيب له فيه! يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].
ومما تجدر الإشارة إليه تذكير الذين يأخذون النفقات ليحجّوا عن غيرهم، فعلى من فعل ذلك تصحيح قصدهم بأن يكون الحامل له هو نفع أخيه المحجوج عنه، ومشاركة إخوانه المسلمين في المشاعر وأداء المناسك، ولا يكون قصده ما يأخذه من نفقات الحجة؛ فإن من أخذ ليحجّ فهو على خير، ومن حجّ ليأخذ فهو على خطرٍ عظيم.
الوصيَّة الثانية: التوبة:
وهي الإقلاع عن الذنب.
وهي واجبة كل حين وآنٍ؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
وقد روى أبو بردة قال: سمعت الأغرّ - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يحدّث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا إلى الله؛ فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرّة» [أخرجه مسلم].
وعلى التائب الإقلاعُ عن الذنب بفعل المأمور وترك المحظور فوراً؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، والندم على ما فات، والعزم على ألاّ يعود، وإن كان عنده مظالم للناس من نفسٍ أو مالٍ أو عرضٍ ردّها إليهم أو تحلّلهم منها قبل حجّه؛ لما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمةٌ لأحد من عرضه أو شيءٍ فليتحلّله منه اليوم قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» [أخرجه البخاري].
الوصيَّة الثالثة: التقوى:
وهي أن تعبد الله على نورٍ منه ترجو ثوابه وتخشى عقابه.
وإن شئت قلت: هي فعل أوامر الله واجتناب نواهيه.
وسأل بعض السلف عن التقوى فقال لسائله: أرأيت من سار في طريق به شوك كيف يسير؟ قال: يتّقي أن يقع فيه، فقال: كذلك التقوى.
فالتقوى محاذرة الإنسان من ترك أوامر الله أو فعل نواهيه.
والآيات في الأمر بها كثيرة، منها: قول الله - تعالى -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
وهي خير زادٍ لكلّ مسلم، وخير زادٍ يتزوّد به الحاجّ: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
ففي الآية أمرٌ للحاجّ باستصحاب زاد التقوى مع ما يحتاجه من زادٍ يقوم ببدنه ويعينه على وصوله إلى مكّة حتى يعود.
الوصيَّة الرابعة: انتقاء النفقة الطيّبة الحلال:
الحجّ يجمع بين العبادة البدنيَّة والماليَّة؛ فمن العبادات ما هو عبادة محضة كالصلاة والصيام، ومنها ما هو عبادة ماليَّة محضة كالزكاة، ومنها ما يجمع بينهما كالحجّ، فهو عبادة بدنيَّة ماليَّة.
ولذا وجب على الحاجّ أن ينتخب لحجّه النفقة الطيّبة من المال الحلال؛ حتى يكون حجّه مقبولاً وسعيه مشكوراً ودعاؤه مستجاباً، وقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيها الناس، إن الله طيّب لا يقبل إلا طيّباً...» [أخرجه مسلم].
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خرج الرجل حاجًّا بنفقةٍ طيّبة ووضع رجله في الغرز فنادى: (لبيك اللهم لبيك) ناداه مُنادٍ من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجّك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: (لبيك) ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجّك غير مبرور».
الوصيَّة الخامسة: تعلّم ما يشرع له في حجّه:
الحجّ عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام، فليحرص على أدائه أداءً صحيحاً حتى يكون حجّه مبروراً وسعيه مشكوراً - إن شاء الله -؛ فإن الله - عزّ وجلّ - لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، وصوابُه أن يكون وفق ما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى من أراد الحجّ أن يتعلّم ما يشرع له في حجّه على وفق الكتاب والسنّة، وسبيلُ ذلك:
أ- حضور حلقات دروس تعليم الحجّ التي تُعقد بهذه المناسبة سواء كان ذلك في بلده أم في مكّة.
ب- إن كان ممن يستطيع القراءة والفهم فعليه أن يقرأ كتاباً مناسباً في تعليم صفة الحجّ وما يجب له، وقد كتب كثيرون في هذا، ومن ذلك: ما كتبه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، في كتابه: (التحقيق والإيضاح لكثيرٍ من مسائل الحجّ والعمرة)، وكذا ما أُصْدر باسم: (دليل الحاجّ والمعتمر)، وهو يوزّع من قِبَلِ الجهات المختصّة ومنها وزارة الشؤون الإسلاميَّة، وغير هذه الكتب.
جـ- السؤال عما أشكل عليه في حجّه؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].
وعلى المسلم الحرص على تطبيق أحكام الحجّ من أركانه وواجباته وما أمكن من السنن.
والحرص على أن يكون قدوة صالحة في كلّ شيء سواء في تطبيق أحكام الحجّ أو غيرها من سائر العبادات والآداب الإسلاميَّة.
فما أقبح الإنسان أن يكون على حالٍ مخالفةٍ للشرع، يقول الله - تعالى -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].
الوصيَّة السادسة: مصاحبة الرفقة الطيّبة الصالحة:
للرفقة تأثير على المرافق سلباً أو إيجاباً، والصاحب ساحب، ولذا قال الشاعر:
عن المرء لا تسألْ وسلْ عن قرينه ♦♦♦ فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي
وقد دلّ كتاب الله - عزّ وجلّ - على الحثّ على مصاحبة الأخيار، ونهى عن مصاحبة الأشرار، فقال - تعالى - مخاطباً نبيّه محمّداً صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيّبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً مُنْتِنَة».
وإذا كان الرفيق الصالح بهذه الصفة فإن أحرى الناس بالحرص على صحبته واختياره من يريد الحجّ، فينبغي له مصاحبة الأخيار في سفره وإقامته في الحجّ، وأن يكونوا من أهل الطاعة والتقوى والفقه في الدين، فإنه إن جهل علّموه، وإن اتّجه إلى فعل الخير أعانوه وشجّعوه، وإن حاد عن الحق ردّوه فأمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر، وليحذر من صحبة السفهاء والفسّاق.
الوصيَّة السابعة: الرفق بإخوانه الحجّاج:
الرفق في الأمور كلّها مما أمر به الشرع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كلّه» [متفق عليه]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» [رواه مسلم].
ويجب على الحاجّ أن يرفق بزملائه ورفقته وسائر إخوانه الحجّاج، وللرفق بهم مظاهر:
أ- عدم مزاحمتهم عند أداء المناسك، وبعض الناس لا يكترث لهذا الأمر فيحدث من الزحام والقتال ما لا تحمد عقباه.
ب- العفو عمّن صار منه خطأٌ عليك، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].
الوصيَّة الثامنة: كفّ الأذى عن إخوانه الحجَّاج:
من طبيعة المسلم أن يكون محبًّا للخير محترماً لغيره، فلا أذى ولا سخرية بغيره، يقول الله - تعالى - في تحريم الأذى مطلقاً: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 57، 58]، وكفى بذلك زجراً وتنفيراً عن هذا الفعل.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب...» [أخرجه البخاري].
وإذا كان هذا متأكداً على المسلم في كلّ حين وفي كلّ آن فإنه يكون أشدّ تأكيداً على الحاجّ؛ إذ يجب أن يظهر أواصر المحبّة والاحترام والقيام بالحقوق بين المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «يا عمر، إنك رجل قويّ، لا تزاحمْ على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوةً فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلّل وكبّر» [أخرجه أحمد، والبيهقي في سننه، وعبدالرزاق في مصنّفه].
والمراد بذلك: النهي عن المزاحمة على الحجر الأسود، وهذا يعمّ غيره.
الوصيَّة التاسعة: أن يَخْلُف في أهله خيراً وأن يترك لهم من النفقة ما يكفيهم حتى يعود:
فعلى الحاجّ إذا عزم على السفر إلى الحجّ أن يخلف في أهله من يرعاهم ويقضي حوائجهم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلف عليًّا على المدينة وعلى أهله عند سفره، وكان يقول له: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» [متفق عليه].
كما إن على المسلم أن يترك لأهله ما يكفيهم من النفقة حتى يعود، وكفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول.
الوصيَّة العاشرة: الإيصاء بما لَه وما عليه من الحقوق وكتابتها:
فيكتب ما لَه من الديون وما عليه منها، ويُشهد على ذلك، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما حقّ امرئٍ مسلمٍ له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده» [متفق عليه]، زاد أحمد: «قال عبدالله: فما بِتُّ ليلةً منذ سمعتها إلا ووصيتي عندي مكتوبة».
وإذا كانت الوصيَّة المُطْلقة على القُرَبِ مستحبًّا توثيقها بالكتابة فمن بابٍ أولى كتابةُ الحقوق الواجبة مما هو له أو عليه.
الوصيَّة الحادية عشرة: القيام بالدعوة إلى الله - تعالى - بالحكمة والموعظة الحسنة والتواصي بالحقّ والصبر:
فإن المسلم مأمور بالدعوة إلى الله - تعالى - تعليماً ونصحاً وبياناً للحقّ، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، كما في قول الله - تعالى -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].
أما التواصي بالحق فهو شأن المسلم في كلّ مكان، ويتأكّد في هذا الموقف الذي يلتقي فيه الحجّاج من كلّ مكان، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.
فقوله: «إلا الذين آمنوا»: أي: بقلوبهم.
وقوله: «وتواصوا بالحقّ»: أي: أداء الطاعات وترك المحرّمات.
وقوله: «وتواصوا بالصبر»: أي: على المصائب والأقدار، وعلى الصبر على الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويقول الله - تعالى - في صفة أصحاب الجنة: ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 17، 18].
الوصيَّة الثانية عشرة: القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الاستطاعة:
والأمر بالمعروف من دعائم الإصلاح في مجتمعات المسلمين، وعدّه بعضهم ركناً من أركان الإسلام، فهو ذو مكانة عظيمة، فقد أوجبه الله على الأمة المسلمة، فقال: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].
وبه حازت أمة الإسلام الخيريَّة، فقد قال الله - تعالى -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]، وبالإعراض عنه استحقّ بنو إسرائيل اللعن، يقول الله - تعالى -: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].
ولذا وجب على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
الوصيَّة الثالثة عشرة: الاشتغال بما ينفعه من الذكر والدعاء وقراءة القرآن، والإعراض عمّا يضرّه:
على الحاجّ أن يغتنم الوقت أثناء اتّجاهه إلى مكّة وفي طريقه إليها ومدّة إقامته بها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن وسائر ما ينفعه وما يشرع له في المناسك من الأعمال والأذكار.
وعليه أن يحفظ لسانه عن كثرة القيل والقال، والخوض فيما لا يعنيه والإفراط في المزاح، ويصون لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وسائر قول الزور، فالإنسان مأمور بحفظ لسانه في كلّ وقت وحين، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [متفق عليه]، ويقول الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنسان وصايا للحجّاج
لا يلدغنك إنه ثعبانُ وصايا للحجّاج
كم في المقابر من قتيل لسانه وصايا للحجّاج
كانت تهاب لقاءه الشجعانُ وصايا للحجّاج
الوصيَّة الرابعة عشرة: وصيَّة المرأة المسلمة:
وذلك بالتزام حجابها وجلبابها والابتعاد عن الزينة عند تعرّضها للرجال في كلّ حينٍ وآن، ويتأكّد ذلك في الحجّ، حيث تختلط بالرجال في الطواف وبعض المشاعر.
فلا بُدّّ أن تكون ملتزمة بحجابها مُسبغةً جلبابها وعباءتها وملاءتها مُخْفِيةً زينتها؛ فإنها جوهرة ثمينة ودرّة مكنونة، وذات خلق مصونة، والله - عزّ وجلّ - خاطب بالحجاب والجلباب في كلّ حين وآن كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].
ويتأكّد التزام المسلمة بحجابها إذا كانت محرمة، قالت عائشة - رضي الله عنها -: «كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه» [أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه].
ومما ينبغي أن تتنبه له المرأة المسلمة الحذر كلّ الحذر من الطواف بالزينة والروائح الطيّبة وعدم التستّر، وهي عورة، فيجب عليها ترك الزينة حال الطواف وغيرها من الأحوال التي يختلط فيها النساء مع الرجال؛ لأنها عورة وفتنة.
الوصيَّة الخامسة عشرة: الاستفادة من دروس الحجّ لمصالح الدنيا والآخرة:
ومنها:
أ- تقوية أواصر الأخوّة الإسلاميَّة.
ب- أن يتذكر باجتماع الحجاج الجمع يوم الحشر والحساب فيُعدّ العدّة للقاء ذلك اليوم.
الوصيَّة السادسة عشرة: مواصلة العمل الصالح بعد الحجّ:
فإن المسلم لا ينقطع عن القيام بالفرائض والسنن والواجبات، بل عليه المحافظة عليها، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [أخرجه مسلم].
فليس للعمل نهاية إلا الموت أو قيام الساعة، فعلى المسلم الاستمرار عليه حتى يلاقي ربّه.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حب مش محسوب- عضو جديد
- جنسية العضو : غير معروف
عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/09/2014
منى- مراقبة عامة
- جنسية العضو : سعودية
الأوسمة :
عدد المساهمات : 918
تاريخ التسجيل : 24/05/2012
مواضيع مماثلة
» آيات الله العظيم وتدبرها لعل الله أن ينفع بما لدينا ..
» إبراهيم عليه السلام هو الذي دعا إلى بيت الله الحرام
» بيت الله الحرام
» حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
» أثر أبي بكر رضي الله عنه في تورعه من أكل الحرام
» إبراهيم عليه السلام هو الذي دعا إلى بيت الله الحرام
» بيت الله الحرام
» حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
» أثر أبي بكر رضي الله عنه في تورعه من أكل الحرام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر