المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 80 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 80 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90173 مساهمة في هذا المنتدى في 31151 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
الايمان بالرسل
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الايمان بالرسل
[b]
معنى الإيمان بالرسل
وقد اتفقت دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم في أصل الدين وهو توحيد الله عز وجل بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، ونفي ما يضاد ذلك أو ينافي كماله.
وأما فروع الشرائع من الفرائض والحلال والحرام فقد تختلف، فيفرض على هؤلاء ما لا يفرض على هؤلاء ويُخفف على هؤلاء ما شدد على أولئك ويحرم على أمة ما يحل للأخرى وبالعكس لحكمة بالغة وغاية محمودة قضاها ربنا عز وجل ليبلوكم فيما آتاكم، وليبلوكم أيكم أحسن عملا.
وقد ذكر الله تعالى منهم :
آدم ونوحاً وإدريس وهوداً وصالحاً وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوطاً وشعيباً ويونس وموسى وهارون وإلياس وزكريا ويحيى واليسع وذا الكفل وداود وسليمان وأيوب، وذكر الأسباط جملة، وعيسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم، وقص علينا من أنبائهم ونبأنا من أخبارهم ما فيه كفاية وعبرة وموعظة إجمالاً وتفصيلاً.
ثم قال :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) غافر(78)
فنؤمن بجميعهم تفصيلاً فيما فصل وإجمالاً فيما أجمل (1)
والإيمان بالرسل إيمان مجمل.
والإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم إيمان مفصل يقتضي ذلك منهم إتباعه فيما جاء به على وجه التفصيل.
الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل ركن من أركان العقيدة ، وعليه فيجب على الإنسان أن يؤمن بجميع رسل الله دون تفريق بينهم، قال تعالى: ( قولوا آمنا بالله ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )سورة البقرة 136
وبين الله أن هذا هو إيمان المؤمنين فقال سبحانه: ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غُفرانك ربنا وإليك المصير ) سورة البقرة 285
وأخبر أن البِرّ في هذا الإيمان ، فقال سبحانه: ( ليس البر أن تولوا وُجوهكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكن البِرَ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيين ... ) سورة البقرة 177
وإذا آمن الإنسان ببعض الرُسل ولم يؤمن بالبعض الآخر، وفرّق بينهم في الإيمان بهم فهو كافر ، قال سبحانه: ( إنّ الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقّا واعتدنا للكافرين عذاباً مُهيناً * والذين آمنوا بالله ورسله ولم يُفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيماً ) النساء 150-152
الحكمة من إرسال الرُسُل
1- أرسل الله الرسل لتعريف الناس بربهم وخالقهم ولدعوتهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يُعبَد من دونه ، قال تعالى: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) سورة النحل 36
" الطاغوت ": كل معبود باطل يعبد من دون الله وكل داع إلى الضلالة.
وقال سبحانه: ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) سورة الزخرف 45
وقال : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نُوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون ) سورة الأنبياء 25
2- أرسلهم لإقامة الدين ، وللحفاظ عليه ، والنهي عن التفرق فيه ، وللحكم بما أنزل الله، قال تعالى: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ... ) سورة الشورى 13
وقال: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً ) سورة النساء 105
3- أرسلهم لتبشير المؤمنين بما أعد لهم من نعيم مُقيم جزاء طاعتهم ، وإنذار الكافرين بعواقب كفرهم وإسقاط كل عذر للناس وإقامة الحُجة عليهم من ربهم، قال تعالى:
( رُسُلاً مُبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حُجَّة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ) سورة النساء 165
4- أرسلهم لإعطاء الأسوة الحسنة للناس في السلوك القويم والأخلاق الفاضلة والعبادة الصحيحة ، والاستقامة على الهدى الله مثل قوله تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم:
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) سورة الأحزاب 21
" أسوة حسنة ": القدوة الصالحة.
5- أرسلهم الله لإنقاذ البشر من الاختلاف في أصول حياتهم ، وهدايتهم إلى الحق الذي يُريد خالقهم ، قال تعالى: ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) سورة النحل 64
6- أرسلهم لبيان الأعمال الصالحة الني تزكّي النفس الإنسانية وتطهرها وتغرس فيها الخير ، قال تعالى: ( هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا قبل لفي ضلال مبين ) سورة الجمعة 2
عند نزول الوحي على النبي ( في غار حراء، عاد النبي مسرعًا خائفًا إلى بيته يقول: زملوني، زملوني. فاستقبلته زوجته الوفية المخلصة السيدة خديجة -رضي الله عنها- وهَدَّأَتْ من روعه، وخفَّفت عنه ما هو فيه، فقالت له: (كلا يابن العم، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتصدق الحديث، وتعين على نوائب الحق).
ثم أخذته وذهبت مسرعة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقصَّت عليه ما حدث لزوجها محمد، وكان (ورقة) قد اعتنق النصرانية في الجاهلية، ودرس الإنجيل، فقال ورقة للنبى (: هذا الناموس الذي نزل على موسى، وإنك لنبي هذه الأمة. [البخارى].
فالإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان التي وضحها النبي ( عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإيمان، فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله...) [متفق عليه].
وقد أرسل الله -سبحانه- الكثيرين من الرسل، ذكر بعضَهم القرآنُ الكريم ولم يذكر الآخرين، وعلينا أن نؤمن بهم جميعًا، يقول تعالى: {فآمنوا بالله ورسله} [النساء: 171]. ويقول أيضًا: {والذين آمنوا بالله ورسوله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رحيمًا} [النساء: 152].
النبي والرسول:
النبي رجل حر من بني آدم أُوحِيَ إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول رجل حر من بني آدم أوحِىَ إليه بشرع وأمر بتبليغه، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.
عدد الرسل:
أرسل الله تعالى رسلا وأنبياء كثيرين، وذكر الله سبحانه في القرآن أسماء خمسة وعشرين نبيًّا ورسولا وهم: آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، ويونس، وموسى، وهارون، واليسع، وذو الكفل، وداود، وزكريا، وسليمان، وإلياس، ويحيى، وعيسى، ومحمد -(-. قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [غافر: 78].
وظيفة الرسل:
لما أنزل الله تعالى قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]. صعد الرسول ( جبل الصفا ثم نادى: (يا صباحاه!) فاجتمع الناس إليه، فقال (: (يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب!) فاجتمعوا إليه، فقال لهم: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح (أسفل) هذا الجبل أكنتم مُصدِّقِىَّ؟) قالوا: ما جربنا عليك كذبًا. قال: (فإنى نذير لكم بين يدى عذابٍ شديد) [مسلم].
فالله سبحانه قد أرسل الرسل لدعوة الناس إلى توحيده وطاعته، فيبشرونهم برضوان الله وجنته إن آمنوا وأطاعوا، وينذرونهم من عذاب الله إن خالفوا وعصوا. قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25].
وقال تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون} [الأنعام: 48-49].
الأنبياء بشر:
الأنبياء بشر مثل باقي البشر يأكلون ويشربون، ويفرحون ويحزنون، ويمشون في الأسواق، وعندما كان المشركون يطلبون من الرسول ( أشياء لا يقدر عليها، كان ( يتعجب منهم، ويذكر لهم دائمًا أنه بشرٌ: {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولاً} [الإسراء: 93]. ويقول تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي} [الكهف: 110].
عصمة الأنبياء:
اختار الله الرسل وفضَّلهم على خلقه، ونزَّههم عن السيئات، وعصمهم من ارتكاب المعاصى كبيرها وصغيرها، وميَّزهم بالصفات الكريمة، والأخلاق العظيمة من حلم وصدق وأمانة؛ حتى يكونوا قدوة لغيرهم، فيسير الناس على نهجهم ويقتفوا آثارهم، لذلك فقد عصمهم الله من الإثم، ونزَّههم عن الوقوع في المعاصي، فهم خيرة خلق الله، وأفضل من عبد الله -عز وجل- وأطاعه، وهم المثل الأعلى الذي يسترشد به الناس. يقول تعالى: {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر به هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 89-90].
صفات الأنبياء:
هناك صفات واجبة في حق الرسل، يتساوون فيها وإن كانوا يتفاضلون في غيرها، والصفات الواجبة في حق الرسل هي:
الصدق:
فيجب أن نعتقد بصدق الرسل جميعًا، وأنه يستحيل عليهم الكذب والله -عز وجل- يقول: {وصدق المرسلون} [يس: 52] وسيرة الأنبياء جميعًا وصفاتهم تشهد لهم بالصدق؛ فقد كانت قريش تلقب الرسول ( قبل البعثة بالصادق الأمين.
الأمانة:
الرسل يتصفون بالأمانة، ويستحيل عليهم الخيانة؛ فهم محفوظون ظاهرًا وباطنًا من فعل أي معصية سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: 361].
الذكاء:
فالرسل يخاطبون كلَّ البشر على اختلاف عقولهم ودرجات ذكائهم، ويواجهون أصعب المواقف، وهو مطالب بدعوة كل هؤلاء والتأثير فيهم والتغيير من سلوكهم، ولذا فضل الله الرسل بنعمة الذكاء.
وفي قصة الحجر الأسود خير دليل على فطنة نبينا محمد (، فعندما تنازع زعماء القبائل من قريش فيمن يحمل الحجر الأسود ليضعه مكانه، لأن كلا منهم يريد الحصول على هذا الشرف العظيم، كادت أن تقع مشاجرة بينهم، ولكنهم اقترحوا أن يحكِّموا بينهم أول من يدخل عليهم، فكان الداخل هو الرسول (، فاطمأن الجميع لعلمهم بصدقه ورجاحة عقله. وتتجلى فطنة النبي ( وذكاؤه حينما خلع رداءه ووضع الحجر عليه، وجعل كل واحد من رؤساء القبائل يمسك من الثوب طرفًا؛ فحملوه جميعًا وانتهي الموقف دون اختلاف أو مشاجرة بذكاء نبينا محمد (.
وهذا إبراهيم ( يدعو الملك الكافر النمروذ ويقول له: {ربي الذي يحيي ويميت}. فيقول هذا المعاند: أنا أحيي وأميت. ويحضر رجلين سجينين فيقتل أحدهما ويطلق الآخر ولكن ذكاء إبراهيم -عليه السلام- قد فاجأ النمروذ بأمر لا جدال فيه فقال له: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} فوقف النمروذ عاجزًا حائرًا لا يستطيع أن يفعل هذا الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله. قال تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} [البقرة: 258].
التبليغ:
يجب على الرسل إيصال كل ما أمرهم الله به وتبليغه إلى الناس، لأنه يستحيل عليهم أن يكتموا شيئًا من شرع الله سبحانه. وقد قام الرسل بدورهم خير قيام فجزاهم الله عنَّا خير الجزاء. قال تعالى: {ما على الرسول إلا البلاغ}
[المائدة: 99] وقال أيضًا: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}
[المائدة: 67].
وقال الله عن نوح: {ولكني رسول من رب العالمين. أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 61-62].
وعندما نزل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، وقف الرسول ( خطيبًا، فقال: (يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا. يا بني عبد مناف،لا أُغني عنكم من الله شيئًا. يا عباس بن عبد المطلب،لا أُغني عنكَ من الله شيئًا) [البخارى].
أولو العزم من الرسل:
فضّل الله -سبحانه- بعض الأنبياء، لأنهم صبروا وتحملوا الإيذاء والتكذيب في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله أكثر من غيرهم من بقية الرسل، وهؤلاء سماهم الله -عز وجل- بـأولى العزم من الرسل وهم: محمد، وإبراهيم، ونوح، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم، يقول تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} [الأحقاف: 35] . ويقول تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا} [الأحزاب: 7].
1. الصفات المستحيلة في حق الرسل هي:
يستحيل على الرسل كل نقص يُخل برسالتهم، أو يؤدى إلى نفور الناس منهم، فيستحيل عليهم أن يتصفوا بالصفات الآتية:
الكذب:
فقد أرسل الرسول ( إلى هرقل ملك الروم يدعوه إلى الإسلام، وكان بالشام حينئذ أبو سفيان وبعض قريش، فأرسل هرقل في طلب من كان في بلده من العرب، فجاءه أبو سفيان وذلك قبل أن يسلم، فسأله هرقل عن النبي (، وكان مما سأله: هل يكذب؟ قال أبو سفيان: لا. فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس، ثم يكذب على الله. فالرسل لا يجوز في حقهم الكذب، بل كيف يصطفي الله ويؤيد من هو كاذب. فالرسل صادقون مصطفون، وعندما أُسْرِيَ بالنبي ( وأخبر المشركين بذلك، جاءوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة، والناس يذهبون في شهر، ويرجعون في شهر، فقال أبو بكر: إن قال ذلك فقد صدق.
الخيانة:
والخيانة لا تجوز في حق الرسل، فكيف يأتمن الله -عز وجل- من ليس أمينًا، فالله -سبحانه- اصطفي الرسل ليقوموا بأعظم مهمة، ألا وهي الدعوة إلى الله، قال تعالى: {إن الله اصطفي آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}[آل عمران: 33] .
عدم التبليغ (الكتمان):
كتمان الرسالة لا يجوز في حق الرسل، لأن الله -عز وجل- يأمر بأداء الأمانة، وهذا رسولنا ( يقول في حجة الوداع وهو يودع أمته: (ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد) [متفق عليه].
البلادة:
أرسل الله -عز وجل- الرسل لهداية الناس إلى صراط الله المستقيم، فيستحيل عليهم أن يتصفوا بالغباء والبلادة لأن الرسول لو كان بليدًا؛ فلن يؤثر في قومه، ولن يهدي الضالين، ولن يقتنع أحد بحجته، فلابد إذن أن يكون الرسول ذكيًّا، يدعو الناس، ويفتح قلوبهم للإيمان. قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125].
الرسل : جمع (رسول) بمعنى : (مُرسَل) أي مبعوث بإبلاغ شيء .
والمراد هنا : من أوحي إليه من البشر بشرع وأُمر بتبليغه .
وأول الرسل نوح - عليه السلام - وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبـِـيِّـيـنَ مِن بَعْدِهِ) [سورة النساء : 163] .
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك t في حديث الشَّفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ؛ ليشفع لهم ، فيعتذر إليهم ويقول : ائتوا نوحـًا أول رسولٍ بعثه الله ) وذكر تمامَ الحديث (1) .
وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبيِّينَ) [سورة الأحزاب ] .
ولم تخلُ أمةٌ من رسول ، يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه ، أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ؛ ليجـددهـا ، قـال الله تعـالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَـا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [سورة النحل : 36]
وقال تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ) [سورة فاطر : 36] .
وقال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بـِهَا النَّبـِـيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُـواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ) [سورة المائدة : 44].
والرسل بشر مخلوقون ، ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل ، وأعظمهم جاهـًا عند الله : (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نـَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ
مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنـَاْ إِلاَّ نـَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأعراف : 188].
وقال تعالى : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَن يُجـِـيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجـِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا) [سورة الجن : 21 ، 22] .
وتلحقهم خصائص البشرية : من المرض ، والموت ، والحاجة إلى الطعام ، و الشراب ، وغير ذلك ، قال الله تعالى عن إبراهيم - عليه الصلاة و السلام - في وصفه لربه تعالى : ( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْـتُ فَهُوَ يَشْفِيـنِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثـُمَّ يُحْيِينِ) [سورة الشعراء : 79 ، 81] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون ؛ فإذا نسيت ؛ فذكِّروني) (2) .
وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم ، وفي سياق الثَّناء عليهم ؛ فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [سورة الإسراء : 3] وقال في محمد صلى الله عليه وسلم : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [سورة الفرقان : 1] .
وقال في إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب - صلَّى الله عليهم وسلَّم - : (وَاذكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بـِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ) [سورة ص : 45 ، 47] .
وقال في عيسـى ابن مريـم صلى الله عليه وسلم : (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَــا عَلَيْـــهِ وَجَعَلْنَـاهُ مَثَـلاً لِّبَنِـي إِسْرَائِيــلَ ) [سورة الزخرف : 59] .
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بأن رسالتهـم حق من الله تعـالى ، فمن كفر برسالة واحد منهم ؛ فقد كفر بالجميع ، كما قال الله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) [سورة الشعراء : 105] ، فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل ، مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذَّبوه ، وعلى هذا فالنصارى الذين كذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه ؛ هم مكذِّبون للمسيح ابن مريم ، غير متبعين له أيضـًا ، لا سيَّما أنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ، ينقذُهم الله به من الضَّلالة ، ويهديهم إلى صراط مستقيم .
الثاني مما يتضمنه الإيمان بالرسل : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل : محمد ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ونوح - عليهم الصلاة والسلام - وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل ، وقد ذكرهم الله -تعالى - في موضعين من القرآن في قوله : (وَإِذ أَخَذْنـَا مِنَ النَّبيِّينَ مِيثـَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [سورة الأحزاب : 7] ، وقوله :
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بـِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بـِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [سورة الشورى : 13] .
وأما من لم نعلم اسمه منهم ؛ فنؤمن به إجمالاً ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَــا عَلَيْـــكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْـكَ) [سورة غافر : 78] .
الثالث مما يتضمنه الإيمان بالرسل : تصديق ما صحَّ عنهم من أخبارهم .
الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم ، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس ، قال الله تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجـِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمـًا ) [سورة النساء : 65] .
وللإيمان بالرسل ثمراتٌ جليلة منها :
الأولى : العلم برحمة الله تعالى ، وعنايته بعباده، حيث أرسل إليهم الرسل ؛ ليهدوهم إلى صراط الله تعالى ، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله ؛ لأنّ العقل البشري ، لا يستقل بمعرفة ذلك .
الثانية : شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى .
الثالثة : مَحبَّةُ الرسل - عليهم الصلاة و السلام - وتعظيمهم ، والثَّناء عليهم بما يليق بهم ؛ لأنهم رسل الله تعالى ، ولأنهم قاموا بعبادته ، وتبليغ رسالته ، والنُّصحِ لعباده .
وقد كذَّب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر ! وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم ، وأبطله بقوله سبحانه : (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَــا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَــاء مَلَكًا رَّسُولاً) [سورة الإسراء : 94 ، 95] .
فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لابد أن يكون الرسول بشرًا ؛ لأنه مرسـل إلى أهل الأرض ، وهم بشر ، ولو كان أهل الأرض ملائكة ؛ لنزَّل الله عليهم من السماء ملكـًا رسولاً ؛ ليكون مثلهم ، وهكذا حكى الله تعالى عن المكذبين للرسل أنهم قالوا : (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بـِسُلْطَانٍ مُّبينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بسُلْطَانٍ إِلاَّ بإِذنِ اللّهِ) [سورة إبراهيم : 10 ، 11].
الفرق بين النبي والرسول
* النبي:
لغة: من النَّبِيءُ: المُخْبِرُ عن الله تعالى، وتَرْكُ الهمزِ المختارُ، ومنه: المُتَنَبِّئُ،وهو من ادَّعَى النُّبُوَّةَ، والنَّبِيء: الطريقُ الواضِحُ، والمكانُ المُرْتَفِعُ المُحْدَوْدبُ،
والنبي بغير همز، فقد قال النحويون: أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبييء سوء. وقال بعض العلماء: هو من النبوة، أي: الرفعة , وسمي النبي نبيا لرفعة محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: {ورفعناه مكانا عليا} (مريم/57). فالنبي بغير الهمز أبلغ من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، والنبي بترك الهمز أيضا الطريق، فسمي الرسول نبيا لاهتداء الخلق به كالطريق...( لسان العرب , مفردات الفاظ القرآن , القرطبى)
* الرسول:
لغة: أصل الرسل: الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرسول المنبعث، وتصور منه تارة الرفق، فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول ، و"رسول" أي مرسلا، وهو فعول من الر
لغة: من النَّبِيءُ: المُخْبِرُ عن الله تعالى، وتَرْكُ الهمزِ المختارُ، ومنه: المُتَنَبِّئُ،وهو من ادَّعَى النُّبُوَّةَ، والنَّبِيء: الطريقُ الواضِحُ، والمكانُ المُرْتَفِعُ المُحْدَوْدبُ،
والنبي بغير همز، فقد قال النحويون: أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبييء سوء. وقال بعض العلماء: هو من النبوة، أي: الرفعة , وسمي النبي نبيا لرفعة محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: {ورفعناه مكانا عليا} (مريم/57). فالنبي بغير الهمز أبلغ من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، والنبي بترك الهمز أيضا الطريق، فسمي الرسول نبيا لاهتداء الخلق به كالطريق...( لسان العرب , مفردات الفاظ القرآن , القرطبى)
* الرسول:
لغة: أصل الرسل: الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرسول المنبعث، وتصور منه تارة الرفق، فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول ، و"رسول" أي مرسلا، وهو فعول من الر
عطارد- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : غير معروف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 945
تاريخ التسجيل : 18/12/2012
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 3:27 pm من طرف سها ياسر
» عملية الحقن المجهرى
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 12:08 am من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 24, 2024 2:23 pm من طرف سها ياسر
» Real Estate in hurghada
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 9:12 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور حقن مجهري في مصر
الأحد أكتوبر 13, 2024 8:48 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور نساء و توليد في مصر
السبت أكتوبر 12, 2024 12:01 am من طرف جنى بودى
» حلويات دزرت الطبيعية لتخلص من التدخين
الأحد أكتوبر 06, 2024 6:35 pm من طرف مدام ششريهان
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:19 pm من طرف جنى بودى
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:17 pm من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الخميس أكتوبر 03, 2024 5:03 pm من طرف سها ياسر