المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 436 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 436 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
أهمية إبراز القدوات في حياة الأبناء
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أهمية إبراز القدوات في حياة الأبناء
أهمية إبراز القدوات في حياة الأبناء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[size=48]((أهمية إبراز القدوات في حياة الأبناء ))
محمد علي الخلاقي
أمر الله نبيَّه عليه الصلاة والسلام بأن يقتدي بمن سبقه من الأنبياء، وأن يسير على نهج من جاء قبله من الأصفياء؛ فهم عنوان الهداية والكمال، وهم الذين اختارهم الله لتبليغ رسالته، وإيصالِ كلمته للناس؛ فأنبياء الله هم النماذج الكاملة، والقدوات العالية الذين ذكرهم الله في كتابه، وأمرنا بقراءة قصصهم واتباع آثارهم، وأخذ العبرة مما وقع لهم؛ يقول تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4].
ومن هنا يأتي دور القدوات في حياة الأطفال، وأهمية إبرازها عند تربية الأبناء، فالأبناء يتطلعون إلى شخص يقلدونه ويتعلمون منه أساسيات حياتهم، فإذا عرضت لهم شخصية يحاكونها ويقلدونها في الخير فإن ذلك يسهل علينا تربيتُهم، ويؤدي إلى تنشئتهم تنشئة سليمة، وتربيتهم تربية صالحة، وأكبر دليل ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من تقليدهم لممثلين ولاعبين ومغنين تقليدًا أعمى؛ بسبب قلة القدوات الصالحة في حياتهم، وعدم تربية الأبناء من قِبَلِ والديهم، فأخذوا يبحثون عن قدوات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى شاشات التلفاز وفي دور السينما؛ لعلها تكمل ذلك الفراغ الذي يجدونه، والحاجة الملحة التي يشعرون بها.
ومن هنا يتوجب على الآباء والمربين إبراز القدوات الصالحة ونشر سيرهم بين الناس، ومحاولة إظهار جوانب الخير في حياتهم؛ حتى يتم تقليدهم في الخير الذي كانوا يعملونه؛ يقول الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله: (الحكاياتُ عن العلماءِ ومحاسنِهم أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آدابُ القوم).
فانظر كيف جعل قراءة سير الأنبياء والصالحين أحب إليه من كثير من الفقه؛ لأن في قراءة سيرتهم اقتداء بهم، ومحاولة تقليدهم والسير على طريقتهم، وفيه إيقاظًا للهمم واستجماع القوى في طلب العلم والعبادة.
ورحم الله أبا الفرج بن الجوزي عندما أوجز فوائد القدوات، وفضائل إبرازهم للناشئة بقوله في كتابه "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم": "واعلم أن في ذكر السير والتاريخ فوائد كثيرة، من أهمها أن يطلع بذلك على عجائب الأمور، وتقلبات الزمن، وتصاريف القدر، وسماع الأخبار، فالنفس تجد راحةً بسماع الأخبار، قال أبو عمرو بن العلاء: قيل لرجل من بكر بن وائل قد كبر وذهبت منه لذة المأكل والمشرب والنكاح؛ قيل له: أتحب أن تموت؟ قال: لا، قيل له: فما بقي لك من لذة الدنيا؟ قال: أستمع أخبار الرجال وأستمع العجائب".
وقد نظرت اليوم إلى الشباب فإذا هم لا يعرفون أحدًا من سلفهم الصالح الذين كانوا منارة للعلم، وآية من آيات الله في الخير، يسهرون الليالي في طلب العلم، ويقطعون الفيافي للبحث عن حديث لم يصل إليهم، ويهجرون الفُرُش، ويفارقون المضاجع، يسهرون الليالي للمذاكرة والطلب، حتى شهد لهم الأعداء بالفضل والإمامة، ولولا أنها نقلت إلينا أخبارهم من الثقات لما صدَّق العقل ذلك، ولكنها الهمم العالية.
وإذا كانت النفوسُ كبارًا تعبتْ في مرادها الأجسامُ
فكيف بأنفس معلَّقة بالسماء؟ تطمح لما عند الله، سمَتْ حتى جاوزت الثريا لا تلتفت لتفاهة الدنيا، ولا يشغلها شاغل عن سعادتها بالأنس بربها، ولا تلتفت لما أصابها في سبيل طاعة ربِّها وطلب العلم، وفعل الخير الذي به تسعد البشرية، وينعم الناس.
إن إظهار القدوة للأبناء أمر في غاية الأهمية، وخصوصًا لأولئك الصغار الذي لا يعرفون شيئًا في الحياة، ويقلدون ما يسمعونه ويرونه، فينبغي للآباء أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم، لا يرون منهم إلا الجميل، ولا يسمعون منهم إلا الصالح من القول.. يقول الشاعر:
مشى الطاوسُ يومًا باختيال
فقلَّد شكلَ مشيته بنوهُ
فقال علامَ تختالون قالوا
بدأتَ به ونحن مقلِّدوهُ
فخالِفْ مشيك المعوج واعدِلْ
فإنَّا إنْ عدلت معدِّلوهُ
وينشأ ناشئُ الفتيان فينا
على ما كان عوَّدَه أبوهُ
صدَقَ؛ الأبناء يقلِّدون الآباء في كل شيء؛ فإن كان خير تبعوهم عليه، وإن رأوا شرًّا لحقوا بهم وسارعوا إليه، فالقدوة جانبٌ مهم في حياة الأبناء من عدة جوانب:
أولًا: لأن الاقتداء بالأنبياء مما أمرنا الله به، وحثنا نبيُّه عليه الصلاة والسلام عليه؛ يقول الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وأكد لنا ربُّنا سبحانه أهمية اتباع النبي والاقتداء به في جميع أقواله وأفعاله فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21]، وحذرنا أن نخالفه ونتبع مَن ضل من غيره فقال: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27].
فيندم على تركه الاقتداءَ بالنبي عليه الصلاة والسلام واتباعه في ما يأمر أو ينهى، ويندم أنه اتبَع أناسًا جعلهم له قدوة أوصَلوه إلى فعل المحرَّمات واقتحام المنكرات، فيندم يوم القيامة حين يرى عمله السيئ أمامه، وقدوته السيئة شاخصة أمام ناظريه.
ثانيًا: القدوة الصالحة هي الميزان التي نقيس بها مدى تمسكنا بديننا وقيمنا، أو معرفة مدى انحرافنا عن هذا الدين وتلك القيم، فكيف يعلم المرء أنه مقصر إلا إذا قرأ سير هؤلاء الأوائل وعاش معهم في تفاصيل حياتهم، وطريقة عيشهم؟ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من كان متأسيًا فليتأسَّ بأصحاب رسول الله؛ فإنهم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا، اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاتبِعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
ثالثًا: أن القدوة تبعث في نفوس الأبناء حب التنافس في الخير، والمسابقة إلى فعله، فقصص الأنبياء والصالحين والمبدعين في الأمة وسيرهم تُذكي في روح الناشئة الرغبةَ في منافستهم، ومحاولة محاكاتهم في أفعالهم، فإذا عرضت عليه هذه النماذج المشرقة اشرأبَّتْ نفسُه لتقليدهم، وعلَتْ همته لمنافستهم في الخير، فإذا قصَّر في فعل تذكَّرَ تلك الشخصية التي يحبها والسيرة العطرة التي قرأها، وكيف أنها بدأت كما بدأ هو، وأين وصلت في سلم العلا، وارتقت في طريق الكمال، حتى أصبحت سيرهم تُقرأ، وحياتهم تُدرس، ما الذي عملوه حتى بلغوا ذلك الفضل، ووصلوا إلى هذه المنزلة؟ ثم يستنتج أن لا يأنس بحاله ولا يرضى بواقعه الذي هو فيه، والعمل الذي يعمله... حتى يبلغ ما بلغوا، أو يحاول أن يلحق بهم في هذا الطريق.
فتَشبَّهوا إن لم تكونوا مِثلَهم إن التشبُّهَ بالكرام فلاحُ
رابعًا: تنمية السلوكيات الحسنة وغرس الأخلاق الفاضلة.... فالأبناء اليوم يملون كثيرًا إذا أكثَرَ عليهم الآباء من النصائح والمواعظ التي يكررونها عليهم كل يوم، وقد يسأمون منها فلا ينتفعون بها، وإن كانت النصيحة مطلوبة، ولكنها يجب أن تعطى للأبناء بعناية وفي أوقات مدروسة حتى ينتفع بها، والأفضل والأجمل أن يحث الأبناء على التحلي بالصفات الحسنة، والأخلاق الفاضلة بقراءة سير الأنبياء والعلماء والمصلحين الذين برزوا في هذا الجانب؛ فهي تفعل ما لا تفعله كثيرٌ من الخطب والنصائح في تغيير سلوك الأبناء، وإعادة رسم أولوياتهم في الحياة، وتفتح أذهانهم على كثير من جوانب الخير، وتفتح لهم أبواب الإبداع والاختراع، فعندما نتكلم عن العدل نقرأ سيرة الفاروق عمر، وعندما نتكلم عن الحياء نضرب مثلًا بعثمان رضي الله عنه، وعندما نذكر الإيمان والتقوى نذكر أبا بكر الصديق، وإذا أردنا غرس الشجاعة في نفوس الأبناء تكلَّمْنا عن شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهكذا في كل جانب من الجوانب التي نريد للأبناء أن يلتزموا بها، أو يسلكوا طريقها.
خامسًا: أن القدوة تعلِّم الأبناء الجدية في الحياة، وعدم الإكثار من الهزل، والبعد عن الكلل، فاليوم يعاني كثير من الأبناء من الفراغ الذي يقتل الإبداع، ويطمس نور الحياة وجمالها، فترى الأوقات تذهب سدى، والابن يتقلب بين هاتف يتصفح فيه ما يضره لا ما ينفعه، أو تلفاز يعرض السم الزعاف في برامجه، أو يتسكع في الطرقات لا يدري ماذا يريد ولا أين يذهب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).
وانظر إلى معاناة الآباء بسبب فراغ الأبناء وضياع أوقاتهم، ولكن عند قراءة سير الأنبياء والصالحين والمبدعين في الأمَّة يتعلم الابنُ غايته من الحياة، وأنه خُلِق لهدف وغاية عظيمة، هي عبادة الله ونفع الناس ونشر الخير، وأن الحياة ليست للعب والتسكع بلا عمل، وإنما هي مرحلة اختبار يفوز فيها العاملون، ويخسر فيها المبطلون، فيعمل ويسعى ويشغل نفسه بما يفيده ويعود على مجتمعه وأمَّتِه بالخير.
سادسًا: رفع الهمم وشحذ النفوس للمعالي:
فمطالعة سير القوم وقراءة إنجازاتهم محفزةٌ للهمم، باعثة على الجد والبحث، فإذا أردت أن تنشأ أمَّة ابعث فيها روح روادها، وأبرز إنجاز أعلامها السابقين الذين كان لهم بصمات في العلم والعمل وإسعاد الخلق، ولعلي أنقل لكم كلامًا نفيسًا لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله وهو يتحدث عن كيف نشعل همم الأبناء، ونذكي فيهم روح المنافسة والبحث، فيقول رحمه الله: "فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاعُ على الكتب، التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة؛ فإنه يرى من علوم القوم، وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة... فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤيةٌ لهم" (صيد الخاطر [453]).
ثم ذكر كيف أفادته هذه المطالعة وغيَّرت رؤيته وتفكيره في واقع حياته، وأصبحت مصنفاته تربو على ثلاثمائة مصنف في شتى العلوم، فقال رحمه الله: "فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم: ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب" (صيد الخاطر، لابن الجوزي [453]).
ومن الغريب أنك إذا ذهبت إلى بلاد الغرب وجدتهم يبرزون علماءهم، فيضعون لهم التماثيل، وينصبون لهم الميادين، ويعرِّفون الناس بإنجاز كل واحد منهم؛ حتى يُعرَفَ فيُقتدى به، ولا أقول: أن ننصب لهم الثماثيل مثلهم، ولكن لنبرز أعمالهم، ونقيم الندوات بالتعريف بهم وبأعمالهم التي استفادت منها الإنسانية جميعًا.
سابعًا: تسهيل التربية على الآباء... فالتربية اليوم أصبحت صعبة مجهدة؛ بسبب كثرة المربين في المجتمع، فلم يعد للأسرة ذلك الدور المحوريُّ الذي كانت تقوم به من قبل، فالمدرسة اليوم تربي، والتلفاز يربي، ومواقع التواصل التي فتحت علينا أبوابًا من الفساد لم نكن نتصورها يومًا من الأيام، وسهَّلت الطرق للفساد والولوج إلى كل باطل، فأفسدت المجتمع بما تبثه من سموم، وما تحمله من خبث، مما صعب مهمة التربية على الآباء، وعقَّد الوضع بين الآباء والأبناء.
متى يبلُغُ البنيانُ يومًا تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدمُ
فكيف لو كان واحد يبني، وعشرات بل مئات يهدمون ما تبنيه، ويخربون ما تزرعه؟ إنها محنة عظيمة لا يمكن تجاوزها إلا بالالتجاء لله بالدعاء، ثم الأخذ بأسباب النجاة من الاجتهاد بالتربية والحرص على الأبناء.
هذا بعض من إبراز أهمية القدوة في تربيتنا لأبنائنا، وهي كثيرة لا تحصى، وإنما اقتصرت على بعضها، وأشرت إلى جزء منها؛ لكي لا ينسى الآباء أهميتها، ولا يغفلوا عن الإشارة لها في تربيتهم وعلاقتهم مع أبنائهم، ولنتذكر هذه الآية دائمًا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[size=48]((أهمية إبراز القدوات في حياة الأبناء ))
محمد علي الخلاقي
أمر الله نبيَّه عليه الصلاة والسلام بأن يقتدي بمن سبقه من الأنبياء، وأن يسير على نهج من جاء قبله من الأصفياء؛ فهم عنوان الهداية والكمال، وهم الذين اختارهم الله لتبليغ رسالته، وإيصالِ كلمته للناس؛ فأنبياء الله هم النماذج الكاملة، والقدوات العالية الذين ذكرهم الله في كتابه، وأمرنا بقراءة قصصهم واتباع آثارهم، وأخذ العبرة مما وقع لهم؛ يقول تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4].
ومن هنا يأتي دور القدوات في حياة الأطفال، وأهمية إبرازها عند تربية الأبناء، فالأبناء يتطلعون إلى شخص يقلدونه ويتعلمون منه أساسيات حياتهم، فإذا عرضت لهم شخصية يحاكونها ويقلدونها في الخير فإن ذلك يسهل علينا تربيتُهم، ويؤدي إلى تنشئتهم تنشئة سليمة، وتربيتهم تربية صالحة، وأكبر دليل ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من تقليدهم لممثلين ولاعبين ومغنين تقليدًا أعمى؛ بسبب قلة القدوات الصالحة في حياتهم، وعدم تربية الأبناء من قِبَلِ والديهم، فأخذوا يبحثون عن قدوات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى شاشات التلفاز وفي دور السينما؛ لعلها تكمل ذلك الفراغ الذي يجدونه، والحاجة الملحة التي يشعرون بها.
ومن هنا يتوجب على الآباء والمربين إبراز القدوات الصالحة ونشر سيرهم بين الناس، ومحاولة إظهار جوانب الخير في حياتهم؛ حتى يتم تقليدهم في الخير الذي كانوا يعملونه؛ يقول الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله: (الحكاياتُ عن العلماءِ ومحاسنِهم أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آدابُ القوم).
فانظر كيف جعل قراءة سير الأنبياء والصالحين أحب إليه من كثير من الفقه؛ لأن في قراءة سيرتهم اقتداء بهم، ومحاولة تقليدهم والسير على طريقتهم، وفيه إيقاظًا للهمم واستجماع القوى في طلب العلم والعبادة.
ورحم الله أبا الفرج بن الجوزي عندما أوجز فوائد القدوات، وفضائل إبرازهم للناشئة بقوله في كتابه "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم": "واعلم أن في ذكر السير والتاريخ فوائد كثيرة، من أهمها أن يطلع بذلك على عجائب الأمور، وتقلبات الزمن، وتصاريف القدر، وسماع الأخبار، فالنفس تجد راحةً بسماع الأخبار، قال أبو عمرو بن العلاء: قيل لرجل من بكر بن وائل قد كبر وذهبت منه لذة المأكل والمشرب والنكاح؛ قيل له: أتحب أن تموت؟ قال: لا، قيل له: فما بقي لك من لذة الدنيا؟ قال: أستمع أخبار الرجال وأستمع العجائب".
وقد نظرت اليوم إلى الشباب فإذا هم لا يعرفون أحدًا من سلفهم الصالح الذين كانوا منارة للعلم، وآية من آيات الله في الخير، يسهرون الليالي في طلب العلم، ويقطعون الفيافي للبحث عن حديث لم يصل إليهم، ويهجرون الفُرُش، ويفارقون المضاجع، يسهرون الليالي للمذاكرة والطلب، حتى شهد لهم الأعداء بالفضل والإمامة، ولولا أنها نقلت إلينا أخبارهم من الثقات لما صدَّق العقل ذلك، ولكنها الهمم العالية.
وإذا كانت النفوسُ كبارًا تعبتْ في مرادها الأجسامُ
فكيف بأنفس معلَّقة بالسماء؟ تطمح لما عند الله، سمَتْ حتى جاوزت الثريا لا تلتفت لتفاهة الدنيا، ولا يشغلها شاغل عن سعادتها بالأنس بربها، ولا تلتفت لما أصابها في سبيل طاعة ربِّها وطلب العلم، وفعل الخير الذي به تسعد البشرية، وينعم الناس.
إن إظهار القدوة للأبناء أمر في غاية الأهمية، وخصوصًا لأولئك الصغار الذي لا يعرفون شيئًا في الحياة، ويقلدون ما يسمعونه ويرونه، فينبغي للآباء أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم، لا يرون منهم إلا الجميل، ولا يسمعون منهم إلا الصالح من القول.. يقول الشاعر:
مشى الطاوسُ يومًا باختيال
فقلَّد شكلَ مشيته بنوهُ
فقال علامَ تختالون قالوا
بدأتَ به ونحن مقلِّدوهُ
فخالِفْ مشيك المعوج واعدِلْ
فإنَّا إنْ عدلت معدِّلوهُ
وينشأ ناشئُ الفتيان فينا
على ما كان عوَّدَه أبوهُ
صدَقَ؛ الأبناء يقلِّدون الآباء في كل شيء؛ فإن كان خير تبعوهم عليه، وإن رأوا شرًّا لحقوا بهم وسارعوا إليه، فالقدوة جانبٌ مهم في حياة الأبناء من عدة جوانب:
أولًا: لأن الاقتداء بالأنبياء مما أمرنا الله به، وحثنا نبيُّه عليه الصلاة والسلام عليه؛ يقول الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وأكد لنا ربُّنا سبحانه أهمية اتباع النبي والاقتداء به في جميع أقواله وأفعاله فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21]، وحذرنا أن نخالفه ونتبع مَن ضل من غيره فقال: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27].
فيندم على تركه الاقتداءَ بالنبي عليه الصلاة والسلام واتباعه في ما يأمر أو ينهى، ويندم أنه اتبَع أناسًا جعلهم له قدوة أوصَلوه إلى فعل المحرَّمات واقتحام المنكرات، فيندم يوم القيامة حين يرى عمله السيئ أمامه، وقدوته السيئة شاخصة أمام ناظريه.
ثانيًا: القدوة الصالحة هي الميزان التي نقيس بها مدى تمسكنا بديننا وقيمنا، أو معرفة مدى انحرافنا عن هذا الدين وتلك القيم، فكيف يعلم المرء أنه مقصر إلا إذا قرأ سير هؤلاء الأوائل وعاش معهم في تفاصيل حياتهم، وطريقة عيشهم؟ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من كان متأسيًا فليتأسَّ بأصحاب رسول الله؛ فإنهم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا، اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاتبِعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
ثالثًا: أن القدوة تبعث في نفوس الأبناء حب التنافس في الخير، والمسابقة إلى فعله، فقصص الأنبياء والصالحين والمبدعين في الأمة وسيرهم تُذكي في روح الناشئة الرغبةَ في منافستهم، ومحاولة محاكاتهم في أفعالهم، فإذا عرضت عليه هذه النماذج المشرقة اشرأبَّتْ نفسُه لتقليدهم، وعلَتْ همته لمنافستهم في الخير، فإذا قصَّر في فعل تذكَّرَ تلك الشخصية التي يحبها والسيرة العطرة التي قرأها، وكيف أنها بدأت كما بدأ هو، وأين وصلت في سلم العلا، وارتقت في طريق الكمال، حتى أصبحت سيرهم تُقرأ، وحياتهم تُدرس، ما الذي عملوه حتى بلغوا ذلك الفضل، ووصلوا إلى هذه المنزلة؟ ثم يستنتج أن لا يأنس بحاله ولا يرضى بواقعه الذي هو فيه، والعمل الذي يعمله... حتى يبلغ ما بلغوا، أو يحاول أن يلحق بهم في هذا الطريق.
فتَشبَّهوا إن لم تكونوا مِثلَهم إن التشبُّهَ بالكرام فلاحُ
رابعًا: تنمية السلوكيات الحسنة وغرس الأخلاق الفاضلة.... فالأبناء اليوم يملون كثيرًا إذا أكثَرَ عليهم الآباء من النصائح والمواعظ التي يكررونها عليهم كل يوم، وقد يسأمون منها فلا ينتفعون بها، وإن كانت النصيحة مطلوبة، ولكنها يجب أن تعطى للأبناء بعناية وفي أوقات مدروسة حتى ينتفع بها، والأفضل والأجمل أن يحث الأبناء على التحلي بالصفات الحسنة، والأخلاق الفاضلة بقراءة سير الأنبياء والعلماء والمصلحين الذين برزوا في هذا الجانب؛ فهي تفعل ما لا تفعله كثيرٌ من الخطب والنصائح في تغيير سلوك الأبناء، وإعادة رسم أولوياتهم في الحياة، وتفتح أذهانهم على كثير من جوانب الخير، وتفتح لهم أبواب الإبداع والاختراع، فعندما نتكلم عن العدل نقرأ سيرة الفاروق عمر، وعندما نتكلم عن الحياء نضرب مثلًا بعثمان رضي الله عنه، وعندما نذكر الإيمان والتقوى نذكر أبا بكر الصديق، وإذا أردنا غرس الشجاعة في نفوس الأبناء تكلَّمْنا عن شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهكذا في كل جانب من الجوانب التي نريد للأبناء أن يلتزموا بها، أو يسلكوا طريقها.
خامسًا: أن القدوة تعلِّم الأبناء الجدية في الحياة، وعدم الإكثار من الهزل، والبعد عن الكلل، فاليوم يعاني كثير من الأبناء من الفراغ الذي يقتل الإبداع، ويطمس نور الحياة وجمالها، فترى الأوقات تذهب سدى، والابن يتقلب بين هاتف يتصفح فيه ما يضره لا ما ينفعه، أو تلفاز يعرض السم الزعاف في برامجه، أو يتسكع في الطرقات لا يدري ماذا يريد ولا أين يذهب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).
وانظر إلى معاناة الآباء بسبب فراغ الأبناء وضياع أوقاتهم، ولكن عند قراءة سير الأنبياء والصالحين والمبدعين في الأمَّة يتعلم الابنُ غايته من الحياة، وأنه خُلِق لهدف وغاية عظيمة، هي عبادة الله ونفع الناس ونشر الخير، وأن الحياة ليست للعب والتسكع بلا عمل، وإنما هي مرحلة اختبار يفوز فيها العاملون، ويخسر فيها المبطلون، فيعمل ويسعى ويشغل نفسه بما يفيده ويعود على مجتمعه وأمَّتِه بالخير.
سادسًا: رفع الهمم وشحذ النفوس للمعالي:
فمطالعة سير القوم وقراءة إنجازاتهم محفزةٌ للهمم، باعثة على الجد والبحث، فإذا أردت أن تنشأ أمَّة ابعث فيها روح روادها، وأبرز إنجاز أعلامها السابقين الذين كان لهم بصمات في العلم والعمل وإسعاد الخلق، ولعلي أنقل لكم كلامًا نفيسًا لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله وهو يتحدث عن كيف نشعل همم الأبناء، ونذكي فيهم روح المنافسة والبحث، فيقول رحمه الله: "فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاعُ على الكتب، التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة؛ فإنه يرى من علوم القوم، وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة... فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤيةٌ لهم" (صيد الخاطر [453]).
ثم ذكر كيف أفادته هذه المطالعة وغيَّرت رؤيته وتفكيره في واقع حياته، وأصبحت مصنفاته تربو على ثلاثمائة مصنف في شتى العلوم، فقال رحمه الله: "فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم: ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب" (صيد الخاطر، لابن الجوزي [453]).
ومن الغريب أنك إذا ذهبت إلى بلاد الغرب وجدتهم يبرزون علماءهم، فيضعون لهم التماثيل، وينصبون لهم الميادين، ويعرِّفون الناس بإنجاز كل واحد منهم؛ حتى يُعرَفَ فيُقتدى به، ولا أقول: أن ننصب لهم الثماثيل مثلهم، ولكن لنبرز أعمالهم، ونقيم الندوات بالتعريف بهم وبأعمالهم التي استفادت منها الإنسانية جميعًا.
سابعًا: تسهيل التربية على الآباء... فالتربية اليوم أصبحت صعبة مجهدة؛ بسبب كثرة المربين في المجتمع، فلم يعد للأسرة ذلك الدور المحوريُّ الذي كانت تقوم به من قبل، فالمدرسة اليوم تربي، والتلفاز يربي، ومواقع التواصل التي فتحت علينا أبوابًا من الفساد لم نكن نتصورها يومًا من الأيام، وسهَّلت الطرق للفساد والولوج إلى كل باطل، فأفسدت المجتمع بما تبثه من سموم، وما تحمله من خبث، مما صعب مهمة التربية على الآباء، وعقَّد الوضع بين الآباء والأبناء.
متى يبلُغُ البنيانُ يومًا تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدمُ
فكيف لو كان واحد يبني، وعشرات بل مئات يهدمون ما تبنيه، ويخربون ما تزرعه؟ إنها محنة عظيمة لا يمكن تجاوزها إلا بالالتجاء لله بالدعاء، ثم الأخذ بأسباب النجاة من الاجتهاد بالتربية والحرص على الأبناء.
هذا بعض من إبراز أهمية القدوة في تربيتنا لأبنائنا، وهي كثيرة لا تحصى، وإنما اقتصرت على بعضها، وأشرت إلى جزء منها؛ لكي لا ينسى الآباء أهميتها، ولا يغفلوا عن الإشارة لها في تربيتهم وعلاقتهم مع أبنائهم، ولنتذكر هذه الآية دائمًا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
معاوية فهمي- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : فلسطيني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 2432
تاريخ التسجيل : 26/03/2019
مواضيع مماثلة
» قصة تدل على أهمية الألعاب في بناء شخصية الأبناء
» اللباس له أهمية في تكوين شخصية الأبناء
» تربية الأبناء على منهج القرآن
» قصص في أهمية الوالدين في بناء شخصية الأبناء
» أهمية اختيار الاسم في بناء شخصية الأبناء
» اللباس له أهمية في تكوين شخصية الأبناء
» تربية الأبناء على منهج القرآن
» قصص في أهمية الوالدين في بناء شخصية الأبناء
» أهمية اختيار الاسم في بناء شخصية الأبناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر