المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 301 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 301 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[size=48](( الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم ))
تحدَّث ابن القيم رحمه الله عن جملة من الآداب الواجبة مع الرسول صل الله عليه وسلم فقال: (ومن الأدب مع الرسول صل الله عليه وسلم: ألا يُتقدَّم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو وينهى ويأذن؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]، وهذا باق إلى يوم القيامة، ولم يُنسخ، فالتَّقدُّم بين يدي سُنَّتِه بعد وفاته؛ كالتَّقدُّم بين يديه في حياته ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم...
ومن الأدب معه: ألا تُرفع الأصوات فوق صوته؛ فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظنُّ برفع الآراءِ ونتائجِ الأفكارِ على سُنَّتِه وما جاء به، أتَرَى ذلك موجبًا لقبول الأعمال، ورفعُ الصَّوت فوق صوته مُوجِبًا لِحُبوطِها.
ومن الأدب معه: ألا يُجعل دعاؤه كدعاء غيره قال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63] وفيه قولان للمفسرين:
أحدهما: أنكم لا تدعونه باسمه كما يدعو بعضكم بعضًا، بل قولوا: يا رسول الله! يا نبي الله! فعلى هذا: المصدر مضافٌ إلى المفعول، أي: دعاءكم الرسول.
الثاني: أن المعنى لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضًا؛ إن شاء أجاب، وإن شاء ترك، بل إذا دعاكم لم يكن لكم بُدٌّ من أجابته، ولم يسعْكم التَّخلُّف عنها ألبتَّة، فعلى هذا: المصدر مضافٌ إلى الفاعل، أي: دعاؤه إياكم.
ومن الأدب معه: أنهم إذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ؛ من خُطبة، أو جهاد، أو رباط، لم يذهب أحد منهم مذهَبًا في حاجته حتى يستأذنه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ [النور: 62]، فإذا كان هذا مذهَبًا مُقيَّدًا بحاجة عارضةٍ لم يُوَسَّع لهم فيه إلاَّ بإذنه؛ فكيف بمَذهب مُطلَقٍ في تفاصيل الدِّين: أصولِه وفروعه، دقيقِه وجليلِه، هل يُشرع الذَّهابُ إليه بدون استئذانِه؟
ومن الأدب معه: ألا يُسْتشكل قوله؛ بل تُستشكل الآراء لقولِه، ولا يُعارض نصُّه بقياس؛ بل تُهدر الأقيسة وتُلقى لنصوصه، ولا يُحرَّف كلامُه عن حقيقتِه لخيالٍ يُسمِّيه أصحابُه معقولًا، نعم هو مجهول وعن الصواب معزول، ولا يُوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد، فكلُّ هذا من قِلَّةِ الأدب معه، وهو عين الجُرأة)[1].
وسلوك الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم يتمثَّل في الأمور الآتية:
1- التأدُّب عند ذِكْرِه صل الله عليه وسلم:
فمن الجفاء في حقِّه صل الله عليه وسلم أن يُذكَر أو يُنادى باسمه المُجرَّد؛ فلا بد أن يُوصف بالنبوة والرسالة، وهو سلوك تأدَّب به أصحابه الكرام رضي الله عنهم، واللهُ تعالى لم يُخاطبه باسمه المجرَّد في القرآن الكريم – دون سائر الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام، ولمَّا ذكره باسمه – في قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ قال - سبحانه - بعدها: ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40].
والله تعالى نهى المؤمنين أن يُخاطبوه صل الله عليه وسلم بما لا يليق به وبمقامه العظيم صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63].
قال مجاهد رحمه الله: (أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْعُوه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فِي لِينٍ وَتَوَاضُعٍ، وَلاَ يَقُولُوا: يَا مُحَمَّدُ! فِي تَجَهُّمٍ)[2]. وقال قتادة رحمه الله: (أَمَرَهُمْ أَنْ يُفَخِّمُوهُ وَيُشَرِّفُوهُ)[3].
وقال ابن تيمية رحمه الله: (خصَّ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بالمخاطبة بما يليق به، فنهى أن يقولوا: يا محمد! أو يا أحمد! أو يا أبا القاسم! ولكن يقولوا: يا رسول الله! يا نبي الله! وكيف لا يخاطبونه بذلك، والله سبحانه وتعالى أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يُكرم به أحدًا من الأنبياء، فلم يدعه باسمه في القرآن قط)[4].
2- تحريم التقدُّم بين يديه صل الله عليه وسلم بالكلام حتى يأذن:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]. قال الطبري رحمه الله: (لا تعجلوا بقضاء أمرٍ في حروبكم أو دينكم، قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله)[5].
وقال الحليمي رحمه الله: (والمعنى: لا تُقدِّموا قولًا أو فِعلًا بين يدي قولِ رسول الله صل الله عليه وسلم وفِعلِه فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمرِ دينٍ أو دنيا، بل أخِّروا أقوالكم وأفعالكم إلى أن يأمر رسول الله صل الله عليه وسلم في ذلك بما يراه؛ فإنكم إذا قدَّمتم بين يديه كنتم مُقدِّمين بين يدي الله عز وجل إذْ كان رسولُه لا يقضي إلاَّ عنه)[6]. (وهذا باق إلى يوم القيامة، ولم يُنسخ، فالتَّقدُّم بين يدي سُنَّتِه بعد وفاته؛ كالتَّقدُّم بين يديه في حياته ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم)[7].
3- تحريم رفع الصوت فوق صوته صل الله عليه وسلم:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: (هذا أدب ثانٍ أدَّب الله به المؤمنين، ألاَّ يرفعوا أصواتهم بين يدي النَّبي صل الله عليه وسلم)[8].
وعدم رفع الصوت فوق صوته صل الله عليه وسلم من الآداب الواجبة في حياته وبعد مماته سواء كان ذلك بحضرته أو بعد مماته في مسجده أو عند قبره أو تجاه سنَّته وأحكام شريعته؛ فإن رفع آراء البشر وأقوالهم ومذاهبهم على سنته من الجفاء؛ بل هو أكبر بكثير من مجرَّد رفع الصوت عنده صل الله عليه وسلم.
وقد أنكر عمر رضي الله عنه على مَنْ رفع صوته في مسجده صل الله عليه وسلم: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: (كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا. قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا - أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم!)[9].
*******************
[1] مدارج السالكين، (2/ 389، 390).
[2] تفسير الطبري، (17/ 389).
[3] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
[4] الصارم المسلول، (ص 425) بتصرف يسير.
[5] تفسير الطبري، (22/ 272).
[6] المنهاج في شعب الإيمان، (2/ 127).
[7] مدارج السالكين، (2/ 389، 390).
[8] تفسير ابن كثير، (7/ 365).
[9] رواه البخاري، (1/ 96)، (رقم 470).
§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[size=48](( الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم ))
تحدَّث ابن القيم رحمه الله عن جملة من الآداب الواجبة مع الرسول صل الله عليه وسلم فقال: (ومن الأدب مع الرسول صل الله عليه وسلم: ألا يُتقدَّم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو وينهى ويأذن؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]، وهذا باق إلى يوم القيامة، ولم يُنسخ، فالتَّقدُّم بين يدي سُنَّتِه بعد وفاته؛ كالتَّقدُّم بين يديه في حياته ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم...
ومن الأدب معه: ألا تُرفع الأصوات فوق صوته؛ فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظنُّ برفع الآراءِ ونتائجِ الأفكارِ على سُنَّتِه وما جاء به، أتَرَى ذلك موجبًا لقبول الأعمال، ورفعُ الصَّوت فوق صوته مُوجِبًا لِحُبوطِها.
ومن الأدب معه: ألا يُجعل دعاؤه كدعاء غيره قال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63] وفيه قولان للمفسرين:
أحدهما: أنكم لا تدعونه باسمه كما يدعو بعضكم بعضًا، بل قولوا: يا رسول الله! يا نبي الله! فعلى هذا: المصدر مضافٌ إلى المفعول، أي: دعاءكم الرسول.
الثاني: أن المعنى لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضًا؛ إن شاء أجاب، وإن شاء ترك، بل إذا دعاكم لم يكن لكم بُدٌّ من أجابته، ولم يسعْكم التَّخلُّف عنها ألبتَّة، فعلى هذا: المصدر مضافٌ إلى الفاعل، أي: دعاؤه إياكم.
ومن الأدب معه: أنهم إذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ؛ من خُطبة، أو جهاد، أو رباط، لم يذهب أحد منهم مذهَبًا في حاجته حتى يستأذنه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ [النور: 62]، فإذا كان هذا مذهَبًا مُقيَّدًا بحاجة عارضةٍ لم يُوَسَّع لهم فيه إلاَّ بإذنه؛ فكيف بمَذهب مُطلَقٍ في تفاصيل الدِّين: أصولِه وفروعه، دقيقِه وجليلِه، هل يُشرع الذَّهابُ إليه بدون استئذانِه؟
ومن الأدب معه: ألا يُسْتشكل قوله؛ بل تُستشكل الآراء لقولِه، ولا يُعارض نصُّه بقياس؛ بل تُهدر الأقيسة وتُلقى لنصوصه، ولا يُحرَّف كلامُه عن حقيقتِه لخيالٍ يُسمِّيه أصحابُه معقولًا، نعم هو مجهول وعن الصواب معزول، ولا يُوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد، فكلُّ هذا من قِلَّةِ الأدب معه، وهو عين الجُرأة)[1].
وسلوك الأدب مع النبي صل الله عليه وسلم يتمثَّل في الأمور الآتية:
1- التأدُّب عند ذِكْرِه صل الله عليه وسلم:
فمن الجفاء في حقِّه صل الله عليه وسلم أن يُذكَر أو يُنادى باسمه المُجرَّد؛ فلا بد أن يُوصف بالنبوة والرسالة، وهو سلوك تأدَّب به أصحابه الكرام رضي الله عنهم، واللهُ تعالى لم يُخاطبه باسمه المجرَّد في القرآن الكريم – دون سائر الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام، ولمَّا ذكره باسمه – في قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ قال - سبحانه - بعدها: ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40].
والله تعالى نهى المؤمنين أن يُخاطبوه صل الله عليه وسلم بما لا يليق به وبمقامه العظيم صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63].
قال مجاهد رحمه الله: (أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْعُوه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فِي لِينٍ وَتَوَاضُعٍ، وَلاَ يَقُولُوا: يَا مُحَمَّدُ! فِي تَجَهُّمٍ)[2]. وقال قتادة رحمه الله: (أَمَرَهُمْ أَنْ يُفَخِّمُوهُ وَيُشَرِّفُوهُ)[3].
وقال ابن تيمية رحمه الله: (خصَّ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بالمخاطبة بما يليق به، فنهى أن يقولوا: يا محمد! أو يا أحمد! أو يا أبا القاسم! ولكن يقولوا: يا رسول الله! يا نبي الله! وكيف لا يخاطبونه بذلك، والله سبحانه وتعالى أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يُكرم به أحدًا من الأنبياء، فلم يدعه باسمه في القرآن قط)[4].
2- تحريم التقدُّم بين يديه صل الله عليه وسلم بالكلام حتى يأذن:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]. قال الطبري رحمه الله: (لا تعجلوا بقضاء أمرٍ في حروبكم أو دينكم، قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله)[5].
وقال الحليمي رحمه الله: (والمعنى: لا تُقدِّموا قولًا أو فِعلًا بين يدي قولِ رسول الله صل الله عليه وسلم وفِعلِه فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمرِ دينٍ أو دنيا، بل أخِّروا أقوالكم وأفعالكم إلى أن يأمر رسول الله صل الله عليه وسلم في ذلك بما يراه؛ فإنكم إذا قدَّمتم بين يديه كنتم مُقدِّمين بين يدي الله عز وجل إذْ كان رسولُه لا يقضي إلاَّ عنه)[6]. (وهذا باق إلى يوم القيامة، ولم يُنسخ، فالتَّقدُّم بين يدي سُنَّتِه بعد وفاته؛ كالتَّقدُّم بين يديه في حياته ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم)[7].
3- تحريم رفع الصوت فوق صوته صل الله عليه وسلم:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: (هذا أدب ثانٍ أدَّب الله به المؤمنين، ألاَّ يرفعوا أصواتهم بين يدي النَّبي صل الله عليه وسلم)[8].
وعدم رفع الصوت فوق صوته صل الله عليه وسلم من الآداب الواجبة في حياته وبعد مماته سواء كان ذلك بحضرته أو بعد مماته في مسجده أو عند قبره أو تجاه سنَّته وأحكام شريعته؛ فإن رفع آراء البشر وأقوالهم ومذاهبهم على سنته من الجفاء؛ بل هو أكبر بكثير من مجرَّد رفع الصوت عنده صل الله عليه وسلم.
وقد أنكر عمر رضي الله عنه على مَنْ رفع صوته في مسجده صل الله عليه وسلم: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: (كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا. قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا - أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم!)[9].
*******************
[1] مدارج السالكين، (2/ 389، 390).
[2] تفسير الطبري، (17/ 389).
[3] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
[4] الصارم المسلول، (ص 425) بتصرف يسير.
[5] تفسير الطبري، (22/ 272).
[6] المنهاج في شعب الإيمان، (2/ 127).
[7] مدارج السالكين، (2/ 389، 390).
[8] تفسير ابن كثير، (7/ 365).
[9] رواه البخاري، (1/ 96)، (رقم 470).
§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
معاوية فهمي- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : فلسطيني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 2432
تاريخ التسجيل : 26/03/2019
مواضيع مماثلة
» مروءة النبي -صل الله عليه وسلم
» هدي النبي صلي الله عليه وسلم في المزاح
» صفة التفاؤل في النبي صلى الله عليه وسلم
» صفة وضوء النبي صلي الله عليه وسلم
» خُـلُـق النبي صل الله عليه وسلم
» هدي النبي صلي الله عليه وسلم في المزاح
» صفة التفاؤل في النبي صلى الله عليه وسلم
» صفة وضوء النبي صلي الله عليه وسلم
» خُـلُـق النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر