لغز العاطفة

من طرف **الثلج الاسود** الأحد يوليو 07, 2013 7:56 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا قرأتهم معي هذه القصه و بعدها نتطرق للتعليق

(( لقد شاهدت مؤخرا حلقة من برنامج عن بطل من أبطال سباق السيارات أدرك عاطقتة ورغبته في السباق مبكرا وسعى وراءها بنجاح منطقع النظير ، حيث تمكن من الفوز ببطولة محلية عندما كان صغير السن . وبمرور الوقت تزوج بصديقه رحلته الطويلة التي شجعته بلا كلل طوال سنين طويلة . وسافرا معا في أرجاء المدينة وعاشوا في العربات المقطورة وتنقلوا في الفنادق حتى يتسنى له المنافسة , الأمر الذي لم يكن ليقدم عليه معظم حديثي الزواج . لقد كانا ملتزمين نحو حلم حياته . و على الرغم من الصعاب التي واجهتهما فقد استمتعا معا بوقتهما . لكن في الوقت الذي بدت فيه الأمور على خير ما يرام وقعت له حادثه أدت إلى دخوله المستشفى و قال الأطباء أنه لم يتمكن من اللعب مرة أخرى . ولما رزق الزوجان بطفلهما الأول شعرا بالالتزام نحوه وقررا أن يطيعا نصيحة الطبيب . إلا أن شيئا ما ألح عليهما بأنه من الممكن أم يعود للسباق مجددا ، و بأنه في حاجة إلى العودة ، و بالفعل ، فبعد شهور من العلاج و إعادة التأهيل أثبت خطأ نظرية الأطباء فقد عاد إلى السباق أقوى مما كان عليه وفاز بعديد من السباقات وكان في طريقة مرة أخرى للفوز ببطولة محلية أخرى . وكان من الواضح انه لا حدود لطموحه و عاطفته .

و الآن وزوجته حامل في طفلها الثاني و ابنها الأول لم يمر عليه إلا شهور قليلة وقعت حادثة أخرى للأب في نفس المضمار الذي اصب فيه في المرة الأولى . وفي هذه المرة تسبب الحادث في كسر ذراعيه . إنه لمن المؤكد الآن أنه يجب ان يعتزل . فكيف له هو أب وزوج أن يتجاهل المخاطر التي وراء السباق ؟ لقد تدبر الزوجان الاحتمالات ، و أخيرا و بعد أسابيع من التشاور أدركا ما الذي يتعين عليهما فعله . كما قالت زوجته لأحد الصحفيين إن زوجها لابد ان يتبع قلبه و أنه لا يستطيع أن يتخلى عن أحلامه . من الممكن أن تظن أن هذا الكلام هراء إلا أن مشاعرها عبرت خير تعبير عنه . لقد ادركت زوجته أنه يصير تعيسا إذا ابتعد عن المضمار ولقد ساعدت مساندتها له على رجوح كفة استمراره في السباق . وعلى العكس فقد اصبح اعتزاله و خيانته قلبه هما البديلان الأكثر خطورة .

**************************************

إذا من بين اسطر هذه القصة يكمن لغز عميق وهو لغز العاطفة ...لغز التسمك بحلم ما .

نحلم بالعديد من الأشياء و قد نرى أنفسنا إننا نريد تحقيق ما تهوي به أنفسنا الآن في أي جانب من جوانب الحياة . لدينا رغبه قويه و لكن قد تعترينا بعض العثرات ...فهل هذا يعني إننا نتخلى عما حلمنا به ....لا بالطبع ٍ فسئلوا أنفسكم بماذا حلمنا يوما وماذا تمنينا هل حققناه ..أين نحن مما حلمنا فيه ..أو الهدف الذي وضعنا ..أين الرغبة الشديدة في الوصول إلى ما نريد . ؟

أخذت يوما عهدا على نفسي بأن أفيد الجميع من خلال الكتب التي اقتنيها و كنت أريد تحقيق هذا الأمر من قلبي . و لكن أحيانا تمر على لحظات من الهم أو العثرات و اجلس أفكر مع ذاتي و اقول سأعتزل العالم و كل شي (ولكن) ما أن ألتفت إلى مكتبتي الصغيرة و أتأمل يراودني شعور غريب و اقول ( ل)ا أنا قررت ان افيد الجميع بما لدي من كتب و بما اقرء ...لن أتخلى عن هذا الهدف بسبب عثرات واجهتني .

إذا اتبع عاطفتك اتبعها تذكر ذلك الحلم الجميل مهما كانت الصعاب أنت تستطيع تحقيق ذلك الحلم الجميل .

و صلوا على سيد الخلق و انظروا كم واجه من صعاب !!

إتبع قلبك