الحب مثل الشطرنج.

الحب مثل الشطرنج.

الحب إذا انتهى لا يعود.. ينطفئ.. يتلاشى.. إنه يشبه سحابة أمطرت وذهبت.. يشبه وردة ذبلت.. يشبه دمعة نزلت.. يشبه نسمة دافئة عبرت.. إنه تمام كالبطارية التي
لا يعاد شحنها.

يحب الناس بطرق مختلفة... ولكن النهاية واحدة... قاسية ومفجعة. عندما يذهب الحب لا تحاولوا استعادته.. مطاردته.. استجداءه.. حينها ستتضاعف آلام الفراق وأحزانه.. عندها يصبح العاشق كمن يمد يديه ليمسك بالحب الذي كان فلا يقبض إلا على الهواء أو السراب، القلب إذا انكسر أو انجرح لا يمكن شفاؤه، فإن نزف الحب منه انتهى..

فالقلب ليس بناءً يعاد ترميمه أو بناؤه من جديد.. الحب معادلة كيميائية بين شخصين.. بين قلبين.. الحب «كيميا» كما يقولون.. وعندما يلتقي رجل وامرأة وتتجاوب عناصر «كيميا» هنا وهناك يظهر الحب في أنبوبة الاختبار... تماماً يختلط الأيدروجين والأكسجين في الأنبوبة فيظهر الماء.. «مسألة كيميا»، وكما ترى شخصاً ترتاح إليه فيقال: إن «الكيميا» متوافقة فتقبل عليه.

وبالمقابل قد تلتقي بشخص آخر لا ترتاح إليه، فيقال إن الكيمياء متباعدة أو متنافرة. ليس لك يد في كيمياء هذا الآخر، وليس للآخر يد فيما تحمله «كيميا».

وقد تلتقي المرأة برجل كامل الأوصاف، ولكن الكيمياء فيها وفيه غير متوافقة فلا تحبه، ولو وضع تحت قدميها كنوز الأرض!!
إذن إنها الكيمياء التي تجمع بين المحبين، فإذا تغيرت الكيمياء بعد شهور أو أعوم لا يمكن إعادة تركيب المحاليل.. لقد تغيرت «الكيميا» فتغير الشخص وتغير الحب، خلاص فشلت المعادلة.. وكلمة «خلاص» هذه مريرة ومؤلمة ولكنها الحقيقة بكل قسوتها.. إنها اختصار لكل ما قبلها، وما بعدها. إنها تشبه نهاية الفيلم عندما تضاء الأنوار ويخرج المتفرجون وتبقى الصالة فارغة.

خلاص العرض انتهى! انتهى الحب، ولا يمكن استعادته لسبب بسيط. هو أن الحب لا يُستجدى ولا يُشحذ. فلا أحد يحترم نفسه يقول للآخر: «أحبني»؛ فالحب كرامة.. الحب كبرياء.. ولا يجوز أن نهدر كرامتنا وكبرياءنا ونحن نستجدي الهارب

أشياء أخرى:
.. الحب مثل الشطرنج.. حركة واحدة تفقدك اللعبة..!!