نظرة عيونك يا قمر
 إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات نظرة عيونك يا قمر يشرفنا أن تقوم "بتسجيل عضوية جديدة ...

أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل تسجيل الدخول .

  لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط  فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نظرة عيونك يا قمر
 إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات نظرة عيونك يا قمر يشرفنا أن تقوم "بتسجيل عضوية جديدة ...

أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل تسجيل الدخول .

  لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط  فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
المواضيع الأخيرة
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى

» احسن موقع لمختلف الحجوزات
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر

» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى

» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى

» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى

» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان

» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى

» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 557 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 557 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
جنى بودى
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 
مدام ششريهان
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 
سها ياسر
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 

حكمة اليوم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط نظرة عيونك يا قمر على موقع حفض الصفحات

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
جنى بودى
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 
سها ياسر
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 
مدام ششريهان
حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Love_b10 


حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Empty حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني

مُساهمة من طرف الثلج الاسود الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 5:31 pm

2- سعدت برؤيتك

الغضب الذي شعرت به مالون كان عارماً فصاحت به :
- كان عليك أن تتكلم . تركتني أخبرك بكل شيء بينما كنت تعلم طوال الوقت...
فقاطعها بحدة دون أن يؤثر فيه غضبها :
- ألم تكن تلك الحقيقة ؟ هل تقولين الآن إنك كنت تكذبين؟
ردت عليه بحدة. هل ظن أنها خرجت تتنزه مرتدية ثوباً قطنياً في ذلك الجو العاصف؟
فسألها : "ما الذي يغضبك إذن؟"
- لان......... لان
تلعثمت قبل ان تتمالك نفسها: "ماكنت لاخبرك بشي لو علمت أنه قريب لك"
- يقربني بالمصاهرة.
وصرف بأسنانه . بدا واضحاً أن فكره قرابته لذلك الرجل جرحته.
- هل ستقول شيءاً لأختك؟
- أعطيني سبباً وجيهاً يمنعني من أن أخبرها.
حدقت إليه غاضبة " إذا كنت لاتستطيع أن ترى أن ذلك يضر بزواجها..."
- لقد حصل الضرر فعلاً، فأختي وذلك الرجل انفصلا منذ ثلاثة أشهر.
تلاشى عضب مالون بنفس السرعة التي تصاعد بها،وتمتمت :"لم يقل ذلك قط. جعلني اعتقد انها سافرت لتوها في رحلة عمل".
- هل رأيت في المنزل ما يثبت وجود فاي؟
فتمتمت بملل "ها قد عدنا الآن. بعد ان صرت أعلم، يمكنني أن أرى أنه لا يوجد أي دلائل أنثوية في ذلك البيت."
- هل كان البيت بحاجة إلى ترتيب عندما وصلت؟
- كان فعلاً كذلك. هل هما منفصلات قانونياً؟
فهز رأسه:" إنه انفصال مؤقت بالنسبة إلى فاي، وهي تأمل في أن يعودا إلى بعضهما بعد هذه التجربة".
- هذا مؤلم حقاً. لن ينفع بشيء أن تخبرها عني.
تملكتها الحيرة لوقوع امرأة تملك ذرة من الذكاء في حب رجل مثل رولاند فيليبس ، فكيف بأن تتزوجه وتبقى معه؟
فسألها عابساً :"أتقترحين ألا أخبرها؟ أتظنين أنه من الأفضل لها أن تعود إليه وهي لا تعلم بما قد يفعل مستقبلاً؟".
- قد تكون على علم بالأمر، لكن حبها له يجعلها تصفح.........
فقاطعها بخشونه:"ما حاوله معك لا يقبل الصفح"
تنفست مالون وهي ترتجف :"أنا... لن أناقسك بهذا".
- هل أنت مستعدة؟ سنذهب ونحضر أمتعتك.
شعرت فجأة بالنفور من أن ترتدي الثوب الذي مزقه رولاند عليها.و أدركت انها لن ترتديه مره أخرى أبداً. لم تعتزم استعارة مشط، لأنه لم يعرض عليها ذلك وهي لم تشأ ان تطلبه منه وتمتمت تقول "أبدو مثيرة للسخرية".
- هل يهمك الأمر؟
أغاظها أنه يراها أيضاً مثيرة للسخرية. ما كان له أن يوافقها واجابت باختصار : " أبداً".
وتأخرت قليلاً لتنتعل حذاءها الخفيف ثم لحقت به إلى الردهة.
عندما اقتربا من "آلموزا لودج" توترت أعصابها. وبينما كان هاريس يوقف السيارة أمام الباب ، ابتدأت ترتجف.
- هل ستدخل معي؟
سألته وهي ترتجف مستعيدة كل الأمور الفظيعة التي حدثت في ذهنها.
وفجأة، شعرت بالخوف يمنعها من مغادرة السيارة .
وأجابها متجهم الوجه " سأبقى معك خطوة خطوة".
كان الباب الخارجي مشرعاً. ولم يزعج هاريس نفسه بطرق الباب بل دخل بطوله الفارع . ولكن ، لم يكن ثمة أثر لرولاند فيليبس ، فقال لها : " سأغيب دقيقة واحدة ، فإذا رأيت رولاند قبلي ، إصرخي".
انتظرت مالون اسفل السلم بينما توجه هاريس إلى غرفة الاستقبال. وعندما غاب عن بصرها انتظرت بقلق.ثم، خيل إليها أنها سمعت صوتاً قصيراً خافتاً قد يكون أهة مكتومة ثم صوت ارتطام . لكنها لم تشأ ان تغامر لمعرفة ما يجري.
و كما وعد، ظهر هاريس بعد دقيقة واحدة، ولازمها في كل خطوة وهما يصعدان إلى الطابق الأعلى. وقف بجانبها وهي تحزم حقائبها وتستعيد حقيبة يدها.
كانت متشنجة ، واثقة من أن رولاند فيليبس سيظهر أمامهما في أي وقت، ليرى من يغزو بيته، لكنها عادت إلى السيارة وجلست بجانب هاريس من دون أن ترى مخدومها السابق، وقد إبتدأت تشعر بتحسن. وعندما خلفا "آلمورا لودج " وراءهما ، قالت له "شكراً".
- بكل سرور.
أجابها بنبرة غريبة وكأنه كان مسروراً حقاً. استفر بصرها على يديه الممسكين بالمقود ورأت أصابع يده اليمنى محمرة قليلاً. تذكرت فجأة تلك الآهه والارتطام، فهتفت به " هل رأيت رولاند فيليبس؟ لم يكن لطفياً منه أن يطبع هذا الأثر على يدك ".
تكلمت قبل أن تستطيع منع نفسها . فقال مؤيداً قولها:" إنه يستحق ذلك وأكثر".
التفتت تنظر إلى فكه الصارم، وقمه الحازم، وعينيه الثابتتين. كانت تشعر نحوه بالمودة " لست بحاجة إلى عذر لكي تضربه".
قالت له هذا وقد تكهنت بأنه كان يكبح حافزاً لمعاقبة صهره لأنه يعلم أن أخته تريد أن تعود إلى زوجها ومنحه هذا الوضع اليوم العذر الذي كان يتطلع إليه ليضربه.
أجابها " هذا صحيح. ولسوء الحظ، لا يزال تحت تأثير الشرب، ولهذا اضطررت لضربة مره واحدة فقط."
لم تستطع مالون إلا أن تبتسم وهي تتصور رولاند يتهاوى على الارض.
وعندما وصلا إلى هاركورت هاوس. حمل حقائبها صاعداً بها السلم. الغرفتان الصالحتان كانتا متجاورتين . وضع حقائبها في الغرفة التي لم تكن تحوي سريراً بعد ثم أرها الغرفة الأخرى.
- وضعت فيها فاي الملاءات والمناشف.
وعندما وقفت مالون مترددة عند العتبة، تابع بعفوية :" سأرتب أمر وضع قفلين لهاتين الغرفتيين غداً".
ثم حمل حقيبته التي بدا واضحاً انها لليلة واحدة، قائلاً:" علي أن أذهب ".
ابتدأت مالون ترتاب في أن لديه موعداً هاماً الليلة، وتمنت له التوفيق. نزلت معه إلأى الطابق الأسفل، متطلعة إلى اللحظة التي يخرج فيها، لتغير ملابسه التي ترتديها . عندما رافقها إلى المطبخ، قالت له:" كنت في غاية الشهامة معي.. لا أدري ما كنت سأفعله لو أنك لم تعد أدراجك لتنتشلني".
فقال وهو يخرج مخفظة نقوده ليناولها رزمة منها:" وانت ساعدتني أيضاً. هل نسيت؟ نظراً إلى خبرتك السابقة، من الافضل أن تأخذي راتبك مقدماً على أن تأخذية متاخراً"
فابتدأت بالاحتجاج :" لاأريد أن ...."
- لا تصعبي الأمور، يامالون . أنا أعلم أنك ستستحقين كل فلس منه. لن يكفي أجرك حتى لتموين العمال بالقهوة والشاي يومياً.
ثم ابتسم ، وهي المرث الثانية التي تراه مالون فيها يبتسم فاحدث تأثيراً غريباً على نيتها بالاحتجاج. وكان يقول :" بما أننا نتكلم عن الطعام والشراب، أعدي لنفسك وجبة من المعلبات واللحوم التي في الثلاجة . أنها محفوظة لاستعمالك الشخصي فكلي جيداً".
تحولت نظراته إلى قوامها الذي بدا رشيقاً حتى في ملابسها الشنيعة. وجمدت مالون مكانها ، محاولة كبح شعور بالذعر، ثم تقابلت عيناها الواسعتان بعينية الرماديتين ، فتوقف عن الابتسام: لديك وجه رائع الجمال، يا مالون، وكذلك قوام بديع للغاية. لقد أصبت بذعر بالغ، ولكن، صدقيني، لن يحاول كل رجل تتعرفين إليه اغتصابك".
إيه يكشف بذلك ما كان يرعبها، فابتلعت ريقها بصعوبة . هذا الرجل رغم إيجازة في الحديث وحدة طباعه يظهر لها كل رقة وشهامة.
- ولو بعد مليون سنة؟
عند ذلك ضحك.وفجأة ، شعرت بالارتياح معه حتى أنها ابتسمت له. أدركت انه تذكر من دون جهد، قوله لها عندما تلكأت في النزول من سيارته خوفاً من نواياه المبيته. واجابها :" شيء كهذا".
فقالت بلهجة آمرة : " اذهب إذن".
ثم عادت فتذكرت أنه أصبح الآن رئيسها في العمل ، فأضافت :"يا سيدي".
نأولها بطاقته : " اتصلي بي عند الحاجة. هل ستكونين بخير وحدك؟ ألا تخافين؟".
كانت لهجته جادة، فأجابت :" سأكون بخير. في الواقع ، ابتدأت ، أشعر بأنني أحسن مما كنت عليه منذ فترة طويلة ".
حدق هاريس كويليان إليها متأملاً ، ثم أومأ راضياً وهو يتناول حقيبته الصغيرة ومفاتيح سيارته :" قد أحضر يوم الجمعة".
ثم خرج.

تلك الليلة راودتها أحلام مزعجة جعلتها تستيقيظ مرات عدة شاعرة بعدم الأمان وبأن حياتها مهددة، ثم أستيقظت مره اخرى في الربعة صباحاً عند بزوغ الفجر وابتدأت تشعر بالاطئنان.
استلقت مستيقظة تتأمل الغرفة بسقفها العالي ونوافذها الخالية من الستائر. كان هناك بساط كبير على الأرض وخزانة كبيرة.
أدركت مالون أن المنزل سيعود إلى مجده السابق بعد أن يتم إصلاحه . كانت تحب المنازل الأثرية الفسيحة .. فقد نشأت في واحد منها.
وغامت عيناها . لم تكن تحب الاستسلام للذكريات ، لكنها لم تستطع منع نفسها من التفكير في أيام طفولتها السعيدة ، ووالديها المحبين و خططهما لمستقبلها.. لقد استحال كل ذلك إلى سراب.
كانت هي وأمها تضطران لتناول العشاء من دون والدها الذي كان جراحاً يكد طوال ساعات اليوم، وغالباً ما يتأخر عن وجبات الطعام.
وذات يوم قالت أمها:"سنبدأ من دونه".
وإذا بجرس الباب يدق ليطل أحد زملائه الذي جاء ليخبرهما بأن سيرس بريتويت تعرض لحادث سيارة. بذل طاقم المستشفى كل ما بوسعه لإنقاذه، لكنهم علموا من خطورة إصاباته أنهم سيفقدونه.
وفاة الأب حطمت ابنته تماماً، وكذلك أمها التي عجزت عن مواجهة ما حدث. وبقضل المعونه الطبية، تجاوزت الأم محنتها ولكن مالون لم تستطع منع نفسهامن التفكير في أن أمها كانت تتمنى لو ماتت مع زوجها .. وانها من أجل ابنتها فقط، تناضل لكي تشفى..
مرت أيام كانت مالون تمتنع فيها عن الذهاب إلى المدرسة كيلا تترك أمها بمفردها ، فا نحدر مستواها بعد أن كانت في القمة .
وبعد مرور سنتين تعرفت امها إلى أمبروز جنكنز. وكان نقضياً لأبيها الهادئ كان مفاجراً متباهياً بينما كان أبوها متواضعاً، يتجنت العم لبينما كان أبوها مجداُ نشيطاً. لكنه، في البداية ، بدا قادراً على إسعاد أمها، ولهذا تسامحت مالون معه كثيرا.لم تستطع أن تحبه ، ولكنها حاولت جهدها أن تكون منصفة ، مدركة أن حبها البالغ لأبيها جعها غير قادرة على مقارنة أي رجل أخر به.
وهكذا ، عندما أخبرتها أمها بعد أسابيع من لقائهما أنهما سيتزوجان ، عانقتها مالون وتظاهرت بالابتهاج، ولأجل أمها، رضت بانتقاله إلى بيتهم ، وكان لديه إبن في السابعة والعشرين من عمره اسمه لي وجدته مالون بغيضاً.
أما ما لم تتوقعه مالون فهو أن ينتقل لي جنكنز معه أيضاً. كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وبدلاً من أن تكون مزهوة بجمال شعرها الأشقر وقوامها، وقوامها، أصبحت ميالة إلى إخفاء قوامها في كنزات فضفاضة، وتمشيط شعرها إلى الخلف وعقده بسبب تحرش لي المتكرر بها.
لم تستطع أن تخبر أمها، وهي التي عانت كثيراً، رغم أنها أوشكت على ذلك ذات يوم حيث دخل لي غرفتها.صرخت به:" اخرج من هنا".
لكن، وبدلاً من أن يترك غرفتها تقدم أكثر إلى الداخل وحاول معانقتها.
عضته... فانهال عليها بالسباب ، لكنها لم تهتم. وعندما اجبرته على تركها لم تبق في غرفتها.
كانت ترتجف، فأرادت أن تلوذ بأمها وتخبرها، لكن رغبتها بحماية أمها كانت تمنعها. وبلاً من ذلك، وضعت كرسياً تحت مقبض الباب في غرفتها.
ثم حثت مصيبة المصائب بعد مرور سنة واحدة على زواج امها إذ أخخذ زوجها يلحظ مالون. لم تصدق في البداية ما حدثتها به غريزتها، إلى أن قال لها مره:" مالون الصغيرة، لم تعودي صغيرة بعد الآن، كما أرى". واقترب منها محاولاً معانقتها ولعابه يسيل من فمه المسترخي.
وقالت له بصدق: " أشعر بالغثيان!" ثم هربت .

وفيما بعد جلست على سريرها وبكت، لانها عرفت أنها لاتستطيع أن تخبر أمها.
تلهفت إلى مغادرة بيتها، فهو لم يعد كذلك علىكل حال. ولكن المال أصبح قليلاً منذ فترة. كانت تعلم أن أباها تركهما في حالة مالية جيدة، ولكن منذ أيام اقترحت عليها أمها أن تبحث عن عمل ، فسألتها مالو عما إذا كان لديهم مشكلة مؤقته ، فأجابت أمها :" بل هي مشكلة دائمة، يا مالون".
بدت عليها التعاسة وهي تقول ذلك على حد لم تستطع مالون احتماله.
علمت،دون سؤال، أين ذهب المال. فقد كان أمبروز جنكنز ينفق بسخار من المال الذي تركه أبوها لهما، ولم يبق منه سوى النزر القليل .
أما ابنة فكان كارهاً للعمل كأبيه، وبالتالي كان يستنزف باستمرار مال أمها. عند ذلك، قررت مالون أن لا تشارك في استنزاف المورد الذي بقى لأمها، فتركت المدرسة ووجدت عملاً.
لم يكن ذلك العمل مهماً، ولكن الاجر لم يكن سئياً بالنسبة إلى سنها. رغم أنه لم يكن كافياُ لدفع أجرة سكن لها لو تركت بيتها كما كانت تتمنى أن تفعل.
مرت السنتان الأخيرتان ببطء، وعندما رأت تدهور زواج أمها شعرت بالسرور لعدم تركها البيت، أردكت الأم حجم الخطأ الذي اقترفته بالزواج من أمبروز جنكنز، لكنها لم تكن تملك القوة للقيام بأي شيء لمواجهة انغماسة في اللهو والعبث، كانت مالون تعرف أن أمها تتألم ، ولكن عجزها هي الأخرى عن القيام بأي شي لتخفف عن امها جعلها تبقى لمواساتها.
كانت مالون من ناحيتها ،تقوم بما في وسعها لصد الاب والبن دون أن تحس أمها بشيء.
كان الاب وابنه غائبين ذات اربعاء عندما عادت مالون من العمل فوجدت أمها تبكي.
اندفعت مالون إليها هاتفة : " حبيبتي ماذا حدث؟"
وعملت أن أمبروز وأمها انفصلا، ولكن يبدو أن هذا الامر لم يكن سبب يأس امها، كما أوضحت لها ، بل لانها أصغت، بحماقة ، إلى أمبروز الذي حثها عن مشروع مثير قد يضاعف ربحهما على الفور، فيصبحان من الأثرياء.
لم تكن امها معتادة على التعامل بالمال، فأقنعها بأن تستدين ، واضعه منزلها الجميل كضمانة .
بعد ثمانية عشر شهراً انتهت المغامرة بالفشل. وعندما فرغ المال ، تركها أمبروز، حتى أن المنزل لم يعد ملكاً لأمها، قالت الام باكية :" علينا أن نترك المنزل الجميل الذي اشتراه أبوك لنا".

من الغريب أن الام ظلت تتمتع بالقوة رغم وصول الأمور إلى الحضيض ، وتكهنت مالون بأن السبب يعود إلى العذاب الداخلي الذي كانت تعانية قبل أن تبوح لها بما حدث. في الصباح التالي، وقبل أن تتمكن مالون من أن تقول أنها تنوي أن تبحث عن بيت تستأجرانه، أخبرتها أمها أنها تنوي الاتصال بشركة محامات لتى إن كان ممكنا القيم بشي ما بشأن المنزل.
أسرعت مالون تلك الليلة إلى البيت لتكتشف أن جون فورست، رئيس شركة المحاماة التي كانت أبوها يتعامل معها يهتم شخصياً بأمها . بعد دراسة التفاصل والأوراق اعتبر أن أمها تلقت من زوجها نصيحة سيئة ، وأن هناك احتمال أن يكون زوجها قد وضع المال في جيبة دون ان يستغله في أي مشروع، وبإمكان أمها أن ترعليه دعوى.
- من الافضل ان اطلقه .
وهتفت مالون استحسانا لهذه الفكرة .
انتقلت مالون وامها إلى شقة صغيرة استهلكت أجرتها معظم راتب مالون. ولكنها لم تتذمر ، فقد كانت مبتهجة بالعيش في مكان بعيد عن جنكنز وابنه.
تم طلاق أمها يوم عيد مولد مالون العشرين ، فأخذهما جون فروست بصفته صديقاً لهما، للعشاء أحتفالاً بالمناسبة .
كان ضيقهما المالي شديدا للغاية، وحاولت الام أن عيل نفسها ، لكن لم تكن معتادة قط على العمل خارج البيت. ولم تستطع مالون احتمال ذلك . لابد أن أباها كان ليصدم للطريقة التي تعامل بها الحياة مع حبيبته إيفلين.
قالت مالون " أنت لست مضطرة للعمل، يمكننا أن نتربر أمرنا".
فنظرت إليها أمها غير واثقة :" ولكن علي ان أساهم بشء، أنه ليس إنصافا....."
- لكنك تساهمين، فانت ربة منزل زائعة.
اخيرا أذعنت أمها، بعد ان استعملت مالون كل طرق الاقناع التي تعرفها. وعاشتا على راتب مالون. وبدأ كل شي يتحسن فجأة خرجت مالون و أمها لتناول العشاء مع الأرمل جون فروست مرات عدة ثم بادلتاه الدعوة إلى شقتهما الصغيرة . أدركت مالون أن جون فروست يهتم بأمها واعجبها فيه قدرته على حمايتها .
في المرة التالية التي دعاهما فيها إلى العشاء، وجدت مالون عذراً مناسباً لعدم الذها ، وتركت لجون فروست أن يقنع أمها بأنه سيكون مسروراً لو رافقته من دون ابنتها .
وفي العمل أحرزت مالون تقدماً جيداً كوفئت عليه بزيادة راتبها، فأصبح بإمكانهما تجديد بعض الأثاث القديم.لم يودعا أمولاً بالمصرف .. غير ان زيادة راتبها حسنت حياتهما.مع انتقالها إلى قسم أخر تعرفت مالون على
شخصين هما ناتاشا و الاس ، وهي فتاة في مثل سهنا أي في الثانية والعشرين تقريباً، وكيت مورغان الذي يكبرهما بثلاث سنوات.
وبما أن جون فروست وامها يخرجان معاً ، وكان جون يحرص على عدم استعجال إيفلين ،فقد ابتدأت مالون تخرج مع ناتاشا، وكان كيت يخرج معهما أحياناً . كانت مالون تتجنب الرجال بناءً على خبرتها السابقة بأمبروز جنكنز وابنه لي، ولم تستطع أن تتصور نفسها متورطة في علاقة مع أي رجل . ولهذا زادت دهشتها عندما أدركت أنها وبعد أربعة أشهر من الصداقة بينها وبين ناتاشا وكيت أصبحت تشعر بنوع من المودة نحو كيت . و أكتشفت أنه شعور متبادل بينهما ما زاد في دهشتها وسرورها.
وبدأت ناتاشا تكثف تدريبها على العزف علىالكمان، فكان كيت ومالون يخرجان وحدهما معاً .
شعرت بالغثيان وهي تستلقي على سرير هاريس كويليان، متذكره مشاعرهما نحو بعضهما البعض والتي أوشكت أن توصلهما إلى الالتزام الرسمي.
ذات سبت وبينما كانت ناتاشا مشغوله بموسيقاها ذهب كيب ومالون إلى السينما. وفجأة راح يتوسل إليها أن ترافقه:"أريدك، و أريد أن نبقى معاً".
رباه ، يا لها من خطوة كبيرة!.
رفضت، لكنه لم ينفك أثناء الشهرين التاليين عن دعوتها للذهاب،معه.ثم أخبرها ذات يوم أنه يحبها.
وافقت، رغم انها كانت ترتجف قليلاً: "نـ........نعم "
لم يضيع كيت وقته، واخبرهابأنه رتب أمر لقائهما الشاعري في العطلة الاسبوعية القادمة، وسيأتي لأخذها من بيتها صباح السبت.
عادت مالون يوم الجمعة إلى بيتها من العمل ، وقررت أن تخبر أمها تلك الليلة، فكيت سيأتي ليأخذها صباح السبت .
لم تكن أمها موجودة لكنها تركت ورقة تقول فيها إن جون اتصل بها ويريد ان يحدثها بأمر خاص ، بعد الظهر. وهي لا تظن أنها ستتأخر في العودة.
تمنت مالون ذلك . كانت متوترة لذا ادركت أن ذلك الشعور لن يتبدد إلى بعد أن تخبر أمها وعندما مرت الساعات ولم تحضل امها أدركت أن جون اصطحبها إلى العشاء.
ثبتت صحة كلامنها فبعد أن اعاد جون أمها إلى البيت عند العاشرة مساءاً، هتفت الوالدة " لدينا شي نريد أن نخبرك به".
وقال جون:" سنتزوج . هل تمانعين يا مالون؟"
منذ سنوات لم تر أمها بهذه السعادة فإبتسمت :" تعلم إني موافقة ".
نسيت كل شي عن كيت عندما تقدمت وتعانقوا هم الثلاثة. بقى جون معهما وتحدثوا دهراً قائلين لمالون إنهما يعرفان بعضهما بعضاُ منذ سنوات ، فلم يريا سبباً يجعلهما ينتظران. سيتزوجان الشهر القادم وستترك مالون الشقة.
- اترك الشقة ؟
- أمك ستنتقل إلى بيتي يا مالون، وامنيتي أن تنتقلي أنت أيضاً معنا .
- شكراً لك.
أجابته بذلك ، فهي لا تريد أن تفسد عليهما فرحتهما . لكنها كانت تعلم أن مكانها ليس في بيت أمها الجديد.
- إذن استقر الأمر.


ابتسم جون وهو يقول ذلك ثم أخذ يتحدث عن ابنته المتزوجة في اسكوتلندا، والتي ستأتي بالطائرة غداً لحضور عشاء عائلي احتفالاً بالمناسبة.
- آه........!
هتفت مالون وهي ترى انها نسيت كل شي عن كيت
- لا تقولي إنك لا تستطيعين الحضور،يا عزيزتي . هل لديك موعد يمنعك من الحضور؟
- كيت...
- أنا واثقة من أنه سيتفهم الأمر، فهذه مناسبة عائلية.
- طبعاً ، سأتصل به.
قالت مالون باسمة وهي تدرك أنها لم تشعر بأسف كبير لإلغاء عطلتها الاسبوعية مع كيت.
وعندما اتصلت به ، لم يتفهم الامر ، بل ثار غضبه :" لقد حجزت في الفندق! لقد تزوجت أمك من قبل... فلماذا تبدين هذا الاهتمام الآن؟"
إذا لم يستطع أن يفهم ، فلن تحاول مالون أن تشرح له الأمر.
- آسفه . سأراك يوم الاثنين.
كان العشاء رائعاً للغاية .
يوم الاثنين ، شعرت مالون بعدم الارتياح لتخليها عن كيت ، فذهبت تبحث عنه لتعتذر له وتحاول ان تجعله يتفهم أهمية وجودها هناك مع امها.
توجهت إلى مكتبه :"كيت"
- مالون ، أنا....
قال اسمها في الوقت نفسه وبدون سبب واضح، وبدا عليه الخجل .
- صباح الخير يا كيت.
والتفت الاثنان إلى ناتاشا اليت كانت واقفة هناك، مفعمة بحيوية لم يسبق لمالون أن رأتها فيها من قبل. منحتهما ناتاشا ابتسامة واسعة ، لكنها خاطبت كيت قائلة :"أريدك أن تعلم أنني لم اتعرض لأي مشكلة حين دخلت شقتي الليلة الماضية ".
حملقت مالون فيها، ثم أبتسمت . وماذا في ذلك ؟ ناتاشا هي صديقة قديمة حميمة لهما:" هل خرجت مع كيت الليلة الماضية".
سألتها وهي تشعر بالضيق، لكنها سرت لان كيت لم يمض عطلة كئيبة تماماً، وفجأة ، انبأتها غريزتها إلى أمر ما جعلها ترتجف . كانت تعلم انها تشعر بالضيق ، ولكن لم يشعر بذلك هو أيضاً؟ وسألتها ببطء:" سبق وخرجت مع كيت من قبل، ما الفرق بين تلك المرة والليلة الماضية ؟".
فأجابت ناتاشا :" لم أعد إلى البيت ليلة السبت".
جمدت مالون وجهدت ليبدو صوتها مرحاً وهي تقول :" لقد اختلف الامر الآن، هل استمتعت مع كيت؟"
تألقت عينا ناتاشا :" كان الامر رائعاً، أليس كذلك يا كيت ؟"
فلم يجب.
بقى سؤال واحد لم تتصور مالون، في الاحوال العادية ، أن تلقية فسألتها بصوت خافت :" هل بقيتما معاً؟".
بدا التردد على ناتاشا، ولكن صداقتهما القديمة جعلتها تجيب بصدق وشي من البرودة :" نعم ، لهذا خرجنا معاً".
نظرت مالون إلى كيت، لم يحاول الانكار، بل قال " من الافضل أن نباشر عملنا".
تركتهما و جلست إلى مكتبها، لم تستمع إلى توسلاته وهو يشرح لها أنه كان غاضباُ منها لانها خذلته وانها هي ، مالون، التي يحب .
أدركت ، حينذاك ، انها في مفترق طرق في حياتها . لم تعد تريد أن تعمل مع كيت وناتاشا . شعرت باستحالة السكن مع أمها وجون حين يتزوجان، لكنها كانت تعلم بأنها إذا اصرت على البقاء وحدها في الشقة ، ستتكدر أمها وهي التي عانت ما فية الكفاية .
واخيراً قررت أن ما تريدة هو بداية جديدة ، عمل جديد، و...
وفجأة ،جاءها الحل . العذر الوحيد الذي يمكن أن يجعل أمها تقبل بعدم انتقالها للسكن في بيتها الجديد مع جون هو انتقالها للعمل في وظيفة جديدة في منطقة أخرى.
أردت أن تشتري لأمها ثوباً جميلاً ترتدية عند الزواج . ماذا لو وجدت عملأ مع مسكن ؟ سيكون بإمكانها، حينذاك ، أن نتفق كل أجرها على ثوب جميل لأمها وتأمين مسكن بما بقى لديها من نقود يكفيها حتى يحين موعد أجرها.
ووقع اختيارها على إعلان يطلب مدبرة منزل تجيد الأعمال الادارية، ففضلتها على وظيفة عاملة استقبال في فندق لعدم خبرتها بذلك..أتراها أخطأت؟ كانت تشعر بأن كيت خذلها بتصرفه، وإذا بها تتعرف إلى ذلك الحيوان زولاند فيليبس ما جعلها تمقت الرجال.
سارت إلى النافذة لتنظر منها إلى الخارج . لقد توقف المطر الحمد لل. إذا استمر الصحو ربما يتمكن العمال من القدوم لإصلاح السطح.. وجدت نفسها تفكر فجأة في ان هاريس كويليان شهم، بل أكثر من شهم . لو أنه أوصلها إلى بيت أمها الجديد، لتملك الرعب أمها. يجب أن تشكره خصوصأ على ذلك المبلغ الكبير الذي أعطاها إياه، ذلك الراتب ، كما دعاه. أنه واثق من انها لن تهرب عند أول فرصة ، وهذا يعني ، من وجهة نظره ، انه يثق بأنها لن تهرب بما يتيسر لها أخذه التفتت لتنظر إلى الغرفة العارية وابتسمت.. فلا يوجد هنا ما يستحق السرقة .
قررت ان تفحص جهاز تسخين الماء ، فاكتشفت انه يعمل، وامضت وقتاً ممتعاً تحت الدوش .هاريس كويليان يظن أن وجهها رائع الجمال وجسمها بديع. ووجدت نفسها تفكر في ذلك .. وفجأة خرجت من تحت الدوش.. وماذا يهمها من أمره؟
ملاحظاته لا تحمل صفة شخصية ، ونبذت تعليقاته تلك من ذهنها
إنها واثقة من أن لديه موعدأ هاماً الليلة الماضية مع أمرأة محنكة منمقة ، وهو لا يهتم مثقال ذرة بواجدة تدعىمالون بريتويت. لقد صرح بوضوح انه يريد هذا البيت لقضاء عطلاته الاسبوعية÷، وناسبها الامر تماماً.
تنهدت من دون ان تبتسم .
كانت قد اقفلت الباب الأمامي والأبواب الخلفية وأخذت تتفحص محتوى الثلاجة ، شعرت بالسرور وهي ترى ان فاي ملأت ثلاجة شقيقها بمشتقات اللبن التي تدوم شهوراً. تبينت وصول العمال، فسرعان ما سمعت قرعاً على باب المطبخ :" الآنسة بريتويت؟ شركتي هي التي تقوم بالإصلاح هنا، أن بب ميلر. لقد حضر إلينا السيد كويليان أمس".
انسجمت مع المدعو بوب ملير، وهو رجل يناهز الخمسين من عمره. لم يسألها من تكون أو لماذا هي هنا.
- حسناً، هل من الممكن أن أدخل وأرى السقف الذي أنهار أمس؟
- طبعاً.
وتذكرت ما قاله هاريس أمس عن تموين جيش العمال بالقهوة والشاي، فقالت له :" هل أعد لك كوب شاي؟".
منحها بوب ابتسامة عريضة :" هذه هي الطريقة المناسبة لنبدأ الأسبوع".
كان أسبوعاً حافلاً بالعمل، حتى انها مل تجد صعوبه في ملء ساعات اليوم بالعمل . خلال هذا الاسبوع، تعرفت على النجار الذي وضع قفلين في بابي غرفتي النوم وأصلح النوافذ في عرف النوم . كما تعرفت إلى شارلي ودين وباز وررون، وهم سباكون ممتازون ، وكين الذي يحب العمل في الهواء الطلق. وتعرفت أيضا إلى ديل الذي يتحلى بصوت جميل. وكان يغني معظم النهار واخيراً كيفين الذي أوصلها بالفان عندما ذهب ليجلب بعض الأغراض ، من المدينة.
قال لها ببشاشة وهو ينزلها أمام السوبر ماركت :"تأخري قدر ما تشائين، فأنا سأغيب دهراً".
اشترت مالون فاكهة طازجة وخضاراً واطعمة احتياطية وجريدة أيضاً بالإضافة إلى أدوات مكتبية وطوابع بريد، وعندما عادت ، أخذت تتفحص إعلانات العمل في الصحيفة، ولكن لم يخذبها شي منها. على أي حال، لم يكن هناك داع للعجلة لأن هاريس قال إن العمال سيبقون ثلاثة أشهر، قمل تشأ ان تندفع بقبول أول عمل تراه.عدا عن السرير الذي وعد به هاريس ، وصلت معه عدة قطع من الأثاث. وضعت مالون كرسيين في الصالون الذي كان عارياً كغرف النوم ، من الستائر أو السجاد. أما خزانه الثياب والمكتب والكراسي الأخرى فنقلوها إلى غرفة النومها، وبما أنها تجلس ، عادة، في المطبخ ، وضعت كرسياً مريحاً آخر فيه.
وجدت أنها تفكر في أمها وزوجها جون فروست ، وفي هاريس كويليان أيضاً، محاولة أن لا تفكر في أمثال كيت مورعان ورولاند فيليبس.
ورغم تعليقه على احتمال إصابتها بالإلتهاب الرئوي ، لم تعطس مره واحدة. وبسبب الأحلام المرعبة التي تراودها ، كانت تضطر عدة مرات أثناء الليل إلى النزول من سريها لتلوذ بالمطبخ الأمن. عموماُ، لم تشعر يوماً بأنه صحتها أفضل مما هي عليه الآن.
قال هاريس انه قد يأتي يوم الجمعة ، لذا حزمت مالون صباح الجمعة حفيبتها استعداداً لقضاء عطلة الاسبوع بعيداً، ثم ذهبت تبحث عن كيفين الذي غالباً ما يذهب غلى دكان القرية وسألته :" هل يمكنك ان توصلني معك إلى شروين في المره التالية التي تذهب فيها إليها؟"
- بكل سرور.
اجابها ببشاشتة المعادة، وبعد عشرين دقيقى حاء إلى المطبخ يبحث عنها .
اشترت من القرية أشياء مختلفة . وعندما حل الليك وضعت الأزهار في آنية فوق مدفأة الصالون وعدة بسط في انحائة فاصبح الصالون مكاناً مريحاً .
لكن هاريس لم يحضر، وذهبت مالون إلى سريرها في تلك الليلة واعية لشعورها الغريب بخيبة الأمل . وسرعان ما أخمدت هذه الفكرة من رأسها، لكن نومها كان متقطعاً.
سرها أن تغادر سريرها صباح السبت فاغتسلت وارتدت بنطلون جينز وقميصا ، ثم نزلت إلى الطابق الاسفل لتبدأ العمل.
كان أحد الرجال قد اخضر لها كيساً يحوي خوخاً. وعندما انتصاف النهار صنعت فطرتي خوخ ، وكانت تفكر في تحضير الكعك ، مدركة أنه سينفد في ثوان، عندما نظرت من نافذه المطبخ ورأت سيارة يقودها هاريس. لم تتوقع رؤيته قبل يوم الجمعة التالية ، وابتسمت فجأة . لقد أدركت أنها مسرورة برؤيته.
نهاية الجزء الثاني
روايات Novel Love rain رواية

روايات تعبر عن الحب,رواية كلها حب,روايات حب تحت المطر,جميع اجزاء رواية حب تحت المطر


3- شيء في عينيه

سمعت مالون وقع خطوات هاريس في الردهة، وشعرت فجأة بالخجل عندما دخل المطبخ، قامته الطويلة وكتفيه العريضتين .
إنعقد لسانها، أما هو فلم يتكلم على الفور، بل وقف عند العتبة بنظر إليها، وكأنه يراها لأول مره عندئذ، لاحظت ان عينيه مستقرتان على شعرها الاشقر ثم نظر إلى قميصها المقفل وبنطلونها الذي يغطي ساقيها الطويلتين. وأدركت انها المره الاولي التي يرى فيها شعرها غير مبلل أو ملفول بمنشفة.
قالت بسرعة، شاعرة فجأة بالخجل:"لقد هذبت مظهري وأصلحته جيداً".
كانت المره الاولى التي يراها فيها بملابس جافة أنيقة.
أجفلت حالما افلتت هذه الكلمات من فمها، خشية أن تستدعي تعليقاً شخصياً منه . ابتسم فأدركت أنه عرف انها تتمنى لو بقيت صامته.
تبدد شعورها بالتوتر بسرعة عندما قال لها:" كنت صاعداً بحقائبي إلى غرفتي، لكنني لم أستطع مقاومة رائحة الفطائر العابقة في البيت".
شعرت بالخجل مره أخرى. ما الذي بمنعها من أن تتمالك نفسها ووجدت نفسها تجيب:" أحضر لي ديل كيس خوخ. هنالك بعض الدلاء على فسحة السلم تحسباُ لتسرب المياه".
لم تستطع ان تتوقف عن الكلام:" أٌصلح جزء من السقف، ولكن هناك بعض التسربات الجديدة، والعامل المسؤول عن ذلك لا يمكنه الحضور قبل يوم الاثنين، هل تريد قهوة؟"
خشيت ان يحرجه هذا التغيير المفاجئ في لهجة حديثها المائل إلى الحدة.
لكنه أجاب:"أور فنجاناً. سآخذ حقيبتي إلى غرفتي، ومن بعدها تزودينني بكل ما أحتاج معرفته".
سرها أن ذهب لانه منحها فرصة لتتمالك نفسها، رباه، ماذا حدث لها؟ لم يسبق لها أن شعرت بالخجل أو بعقده اللسان في وجود رجل . هل انعقد لسانها؟ كما أن الثرثرة التي لم تتوقف هي مسألة أعصاب على الأرجح؟ من المؤكد أن تجربتها مع رولاند فيليبس لم تحطم ثقتها بنفسها إلى هذا الحد! أنها تتمنى ألا يكون ذلك قد حصل رغم اعترافها بمعاناتها السابقة مع رجال كزوج أمها السابق و ابنه، وصديقها الخائن كيت مورغان. كانت لاتزال تضمد جرحها عندما حصل ما حصل من صهر هاريس .
عندما عاد هاريس على المطبخ، كانت القهوة جاهزة، وبدأت مالون تظن أنها عادت متماسكة عندما قال :"لقد وصل السرير".
فسألته على الفور بلهجة عدائية :"وهل كنت في غرفتي؟".
تلاشت العفوية من صوته "أليس مسموحاً لي أن اتحقق من تنفيذ تعليماتي بشأن النوافذ والأبواب؟".
رد بشي من الخشونه،، فنظرت إليه ثم إلى قهوتها.ما الذي جرى لها؟ هذا بيته ويمكنه ان يفعل في مايريد ساد الصمت بينهما
ثم تبددت الخشونه في صوته وسألها برفق : "هل أنت مستاءة؟"
نظرت إليه تعتذر، محاولة ان تفسر سلوكها :" آسفة ، أبدو حساسة أكثر مما يجب أن فقط..... أحب عزلتي."
لم تشأ أن تزيد فتشرح له ما حدث لها منذ سنوات، حين كان عليها أن تضع كرسياً تحت مقبض الباب كي تمتع دخول المتطفلين.
لم تشكره :"هل لي أن أسأل ما معنى هذا"؟
لم تؤثر عليه رغبتها في المشاكسة :"انت رحبت بي برائحة الطهي....وإذا بك تعاملينني بحدة لئلا اكون فكرة خاطئة عنك".
رات أن لا شيء يفوته، لكنها لم تهتم لذلك بل ردت عليه بحدة :" لم يكن الطعام من اجلك بالذات، حتى ولو اسعدني تقديمة لك ".
وشعرت فجأة بأنها لم تعد تستطيع ان تتحمل ، فتابعت تقول:"لدي حقيبة جاهزة ، سأذهب".
فسألها بدهشة وقد تصلبت ملامحه :" إلى أين ؟ لا أعتقدك ترحلين فقط لأن...."
- أنا لست راحلة، بل ذاهبة لأبيت هذه الليلة في فندق.. هل نسيت؟ .
- لا، لم أنس. لكنني طنت فقط، نظراً لبدايتنا الفاشلة، أنت لن تعودي.
ولانت لهجته مره أخرى:" أهلاً بك إذا شئت أن تبقي...."
فقاطعته بخشونه :" لا أريد ذلك".
فرد عليها بحدة " سامحيني لأنني ذكرت ذلك ، سامحيني لشعوري بالذنب إلى حد جعلني أبدو و كأنني أريدك أن ترحلي".
لم تشأ مالون أن تعتذر ، لم تشأ أن تكون هي المخطئة دوماً.. ودون أن تنظر إليه ، وتعبأ بقهوتها ، خرجت من المطبخ وصعدت إلى غرفبتها .
بعد ثوان فقط، نزلت إلى الطابق الاسفل حاملة حقيبتها. وعندما وصلت إلى الردهة كان هاريس قد خرج من المطبخ ووقف هناك حاملاً مفاتيح السيارة ، عندما أدركته، مد يده ليحمل عنها حقيبتها لكنها قالت وهي تتمسك بالحقيبة :" سأطلب من كيفين أن يوصلني إلى المدينة "ز
فأجاب بهدوء :" سآخذك انا".
وقبل أن تبدأ الجدال ، أخذ منها حقيبتها وأجلسها في سيارته ثم انطلقا من المنزل. ولكن لما كانت تجادوله؟ وجد مالون نفسها تتساءل بصمت . إنها لم تر منه غير الشهامة والتهذيب وتملكها فجأة شعور بالسوء .
فقالت له من دون تفكير :"آسفة ".
وعندما حول عينية لحظة عن الطريق لينظر إليها ، تابعت تقول :"لا أدري لما أنا...."
وفتشت عن كلمة فلم تجد أفضل من كلمة قالها لها وبدت لها مناسبة الآن
" .........فظة بهذا الشكل".
- أنا أعرف.
أدهشها جوابه الرقيق وقد حول نظراته الى الطريق، وحدقت الى جانت وجهة "أنت ؟"
- مازلت تعانين من الأذى الذي لحق بك الأحد الماضي ؟
فكرت مالون في ذلك ، فما عانته من رعب وفزع وهي تركض تحت سيل المطر المنهمر ، كان وحده كافياً بغض النظر عم حدث من قبل. أمضت طوال الاسبوع في استعادة الصورة المروعة لوجه فيليبس الشهواني وهو يحاول أن يمزق ملابسها . عندئذ، خطر في بالها ، أن لا أحد يمكنه أن يشفى على الفور من شي كهذا . فقالت متنازلة :" قد تكون على حق . أرهقتني الذكريات وراودتني الكوابيس".
- ألم تنامي جيداً؟
- يختلف الأمر عندما أنهض باكراً لأذهب إلى العمل".
قال ببطء " حسب بوب ميلز الذي اتصلت به الخميس، انت دوماً مستيقظة وتعدين إبريق الشاي أو القهوة عندما يصل عند الساعة الثامنة إلى ربعاً"
- لم أكن أعلم ان لديك جواسيس هنا.
- هل عدت إلى الفظاظة مره أخرى؟
لكنها لم تجد في لهجته أي انزعاج بل مجرد دعابة واحبت تصرفه.
فقالت باسمة :" لن أقول آسفة مره أخرى".
لكنها تابعت بجد :" بالرغم من شهامتك ولطفك ، أنت ..........."
- هيه...... سوف تمنحينني هالة قديس الآن!
- أشك في قداستك.... إنها شهامة منك أن تتوقف الأحد الماضي كما فعلت.
- يهمنا أن نرى إمكانية علاج لتلك الذكريات والأحلام، أتحبين أن تري طبيباً نفسياً؟ يمكنني أن أرتب لك ...
- رباه ، هذا ليس ضرورياًّ لو عرفت انك ستهتم بالأمر جدياُ لما أخبرتك.
- الأمر جاد ، يا مالون،فأنت متوترة معي أغلب الاحيان. لا اريد أن يتأصل فيك الخوف من الرجال بسبب صهري..
فهتفت بضيق :" أنا لست خائفة من الرجال!أتحدث إلى العمال طوال النهار"

وعندما لم يقاطعها هاريس، وجدت نفسها تقول بغضب:" قد أكون حذرة أحياناً ، وعلى شي من الاحتراس، ولكن ليس بسبب فيليبس وحده ........."
وسكتت فجأة، كارهة هاريس لأنه أغضبها إلى حد جعلها لا تنتبه إلى ما تقول .
و زادت كراهيتها له عندما نظر إليها وسألها بخشونه:" هل حدث لك تجربة مماثلة ؟ سيضاعف ذلك من شناعة تصرف فيليبس".
فأجابت بحده : " لا أريد أن أتحدث عن ذلك ، كما أنه لم يكن بنفس السوء . انتبه إلى الطريق".
وعندما رأت أنهما أصبحا في الشارع الرئيسي، قالت :" يمكنك أن تنزلني هنا و أنا سوف ......."
تجاهلها ... فأرادت أن تضربة بقبضة يدها . لم تعرف قط مثل هذا الرجل .كانت تريد أن تبحث عن نزل مناسب يقدم سريراً وإفطاراُ ، في حين أنه يريد أن يأخذها إلى اجمل فندق في المدينة.
عندما أوقف سيارته في موقف فندق كليفتون، صممت أن لا تدخل إليه . نظرت إليه بعناد ، فبادلها النظر قال :" لا تصعبي الامور، يا مالون".

أحست بشي من الضجر في لهجته.. فشعرت بالذعر. لاشك أنه يجهد نفسه في العمل ويمضي ساعات طويلة ليحقق النجاح الذي يتمتع به . ربما ترك لندن ليأتي إلى " هاركورت هاوس" آملاً في أن يجد الراحة والاسترخاء عدة ساعات قبل أن يعود للكفاح في عالمه.
- أنا...
فتحت فهمها لتقول أنها اسفة ثم ترددت غير واثقة من السبب الذي يجعلها تعتذر، وبدلاً من ذلك قالت:" يبدو الفندق مترفاً بعض الشي، هل تظن ان بنطلون الجينز والقميص القطني سيتناسبان معه؟"
وفجأة ابتسمت العينان الرماديتان الودودتان لعينيها الواسعتين، وقال مداعباً :" انت متكبرة، يا مالون بريتويت"
- لا لست كذلك . كل ما في الأمر أن تربيتي سليمة .
أخذت ابتسامته تتسع، فخفق قلبها بشكل غير متوقع .ت تحولت نظراتها بعيدا، وأمسكت بمقبض الباب . وفي الوقت الذي أحضر هاريس حقيبتها ودار حول السيارة ليفتح لها الباب ، خرجت منها .
وبدأ واضحاً أنه كان ستعمل هذا الفندق كثيرا فقد تبادل التحية مع الموظفيين بالاسم.
وفي غمضة عين، وجدت أن غرفة حجزت لها في هذا الفندق المزدحم فيما وقف هاريس ينظر إليها وهو يقول :" سأحضر غداً لأخذك ".
وشعرت بالذنب لتحميلة هذا العبء فقالت بإصرار :"بل سأستقل سيارة أجرة".
- أتطعنين في قيادتي؟
- لا أجؤ على ذلك . وضحكت
وشعرت بالأمان، وبقي هذا الشعور حتى عندما استقرت عيناه على فمها .

بعد ذهابه تملك مالون شعور غريب، ليس شعور بالحرمان بالضبط. لم تستطع أن تحدد هذا الشعور ، لكنها افتقدته.
في غرفتها في الفندق، نبذت من ذهنها هذا الهراء ، كانت تشعر بالوحدة لا اكثر،
فتذكرت أمها، رفعت سماعة الهاتف . منذ عشرة أيام ، اتصلت بها أمها إلى " آلمورا لودج" لذا من الأفضل أن تتصل بها .
جاء اتصالها في الوقت المناسب لا امها قالت لها " كنت على وشك ان اتصل بك " وقد بدت السعادة في صوتها والسرور بسماع صوت ابتنها .

سألتها مالون " هل تسير الأمور على مايرام؟"
- بل على أحسن ما يكون، وجون رقيق للغاية . لقد نسيت تماما كيف يتصرف الرجل المهذب الحقيقي.
سألتها أمها " كيف الحال معك ؟ هل رأيت مخدومك كثيرا هذا الاسبوع؟"
أدركت مالون انها تعني رولاند لانها اخبرتها في آخر اتصل بينهما انها نادرا ما تراه.
لم تستطع مالون ان تفسد لى امها سعادتها الجديده فأجابت :" لم أراه منذ الاحد الماضي".
ستتألم إذا عملت بما حدث لها مع رولاند ، وربما ستلح عليها للعيش معها ومع جون لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر
تحدثت مالون طويلا إلى أمها، ثم وضعت السماعة أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من جون الذي لا يقارن بأمبروز حينكنز .
أدركت أن أجزة هذ الفندق ستحدث شرخاً كبيراً في ميزانيتها ، فاختارت أن تخرج وتشتري شطيرة لغدائها.
عادت لغرفتها في الفندق قبل العشاء ، ففكرت في الخروج وتناول طعام خفيف في مكان ما، ثم وجدت نفسها تتساءل عن المكان الذي يتناول هاريس فيه طعامه، تمنت ان يأكل من فطيرة الخوخ.. ثم أدركت أنها تفكر في شي من العطف.

افرغت حقيبتها ثم سارت إلى الخزانه واخرجت بنطلوناً انيقاً وبلوزة.

عندما نزلت، كانت غرفة الطعام مزدحمة بالزبائن، ورأت مجموعة كبيرة تحتفل بشيء ما، كما يبدو .
شرعت مالون بتناول الوجبة التي طلبتها ، وعندما أخذت تتناول الحلوى، أدركت أن الحفلة كانت احتفالا باليوبيل الذهبي لزوجين .لم تكن تنظر باتجاههم بشكل خاص، ولكن لم يفتها رؤية باقات الأزهار الضخمة التي تحفل بها المائدة ، أو رؤية الزوجين المرحين اللذين لم يبد عليهما انهما كبرا في السن .
تناولت قهوتها في قاعدة الجلوس وقد خف اضطرابها . وجدت وهي ترشف قهوتها أنها تفكر في هاريس. ومره أخرى، وجدت نفسها تتساءل إن كان لديه صديقة في هذه المنطقة ليستري أملاك " ابرماسي" لكنها بعد التفكير ملياً، استبعدت الامر ‘ اذا كان راضيا تماما عن حياة العزوبة ،فمن غير المحتمل أن تيخذ صديقة دائمة.
- هل هذا المقعد مشغول؟
رفعت بصرها فرأت رجلا وسيما في حوالي الخمسة والعشرين ن فقالت له باسمة:"لا بأس ، خذه".
ثم اكتشفت انه غير متعجل للذهاب إلى ان ذكره شخص ما بواجبه.
وبعد دقائق، وفيما كانت مالون تهم بالعودة إلى غرفتها عاد الرجل فظنت انه جاء ليأخذ كرسياً آخر. لكنه، بدلا من ذلك ، احضره إلى جابنها:" هل لديك مانع في أن أجلس عدة دقائق؟ قولي لا ، فأذهب".
بدأ لطيفاً، فسألته :" ألا يتوقع أصحابك عودتك؟"


انه اليوبيل الذهبي لزواج جدي . كل الأسرة منغمسة في الذكريات. لكنني لست كبيراً إلى حد يكفي لمشاركتهم بذلك .
أعجبت مالون بتوني ويلسن. كان شاباً مرحا ًسهل المعشر فلم تجد سبباً يمنعها من أن تصارحة عندما سألها أن كات تمضي إجازة في المنطقة ، فأخبرته بأنها هنا لليلة واحدة.
- ماهو العمل الذي تقومين به؟
- حالياً أقولم بعمل مؤقت (كمشرفة) في منزل . أراقب عمال البناء وما شابه ذلك.
- هل أصحاب البيت متغيبون معظم الوقت؟
- جاء صاحت البيت هذا الصباح.
- ومنحك إجازة الاسبوع؟
فكرت مالون في ان الوقت حان لتذهب فقالت:
- بعض افراد اسرتك ينظرون في اتجاهنا ، أظنهم يريدونك.
نظر توني إلى الخلف ولوح بيده ثم التفت إليها يدعوها :" تعالي معي ، تعالي والتحقي بالحفلة ".
- لا يمكن
- سيرحبون بأن تجلسي معهم.
هزت رأسها واوشكت أن تقول إنها تود قراءة كتاب جيد، ثم أدركت أن ذلك يدل على قلة تهذيب.
- لا ، ولكن شكرا.
لم يكن الكتاب بمستوى التعريف به . ولكنها شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى، حاولت الاستغراق في قراءته دون نجاح ، فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام لتستلقي في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى انتبهت فجاة إى لانها تفكر في هاريس كويليان..
صحيح انه كان شهم معها .. بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقوبل أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه كان أحياناً بالغ الحدة معها، قررت انه لا يستحق كل هذا الاهتمام منها.
في تلك الليلة غزا نومها المزيد من الكوابيس، وعندما استيقطت ، سرها أن تغادر سريرها . اغتسلت وارتدت ثيابها، فرأت من حالة الجو أنه لن يكون مشرقاً كالامس
ابتدأ المطر ينهمر بينما كانت في صالة الطعام تتناول إفطارها .. إذا استمر المطر، فسيكون عليها غداً أن تمضي معظم الوقت في إفراغ الدلاء.
ابتسمت للفكرة ، وأدركت بحماقة ، بنها رغم رفاهية الفندق، مستعدة للعودة إلى " هاركورت هاوس" مع أن المنزل مازال بعيداً عن الاكتمال ، إلا انها تتطلع بشوق للعودة إليه.انتبهت إلى نفسها عليها ألا تتعلق بالمكان لانها ستعادرة بعد نحو ثلاثة اشهر.
سارت إلى غرفتها وجمعت حاجياتها القليلة ولكنهالم تكن واثقة متى سيصل هاريس ليأخذها . تركت حقيبتها في غرفتها ثم نزلت إلى مكتب الاستقبال لتدفع أجرة الليلة .
وعندما طلبت الحساب قالت لها الموظفة :" الحساب مدفوع".
- مدفوع ؟ لا بد أن هناك خطأ ما .... أنا لم ...
- ترك السيد كويليان خبراً بأن نرسل إليه الفاتورة ، وأنا لا أجرو على تسليمك إياها
أوشكت مالون على اعتراض، عندما ظهر توني ويلسن أمامها، فالتفتت الموظفة إليه.
- كنت أرجوا أن أراك هذا الصباح .
تكلم بصراحة ، صم اضاف :" استعجلت في الصعود إلأى غرفتك الليلة الماضية فلم تسنح لي فرصة طلب موعد منك للخروج ذات ليلة . يمكننا ان نتعشى معاً في مكان ما ".
- آسفة ، يا توني .
أوقفته عند حده على الفور،بنفس لطفه ورقته. سيمضي وقت طويل قبل أن تفكر في الخروج مع رجل مره أخرى، ولكن لطفه وصراحته حملاها على أن توقل له بصدق " أنهيت علاقتي مع صديق من وقت قريب ، وما زلت غير مستعدة لعالقة جديدة بعد".
- أنا أسف.
ولكنه لم يكن مستعداً للتخلي عنها:" ربما إذا أعطيتني رقم هاتفك ، يمكننا أن نتحدث هاتفياً فنتصادق مع بعضنا قليلاً. يمكنك ن بهذا ، ان تعرفيني...."
فقاطعته بحزم مقنع :"لا"
لكنه لم يذعن :" هل ستكونين في هذا الفندق في العطلة القادمة ".
وضحكت مالون.
وفي هذه اللحظة ، شعرت بأنهما لم يكونا وحدهما ، فالتفتت لترى عينين رماديتين حادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة :"هاريس؟"
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب كما لم تكن تتوقع حضوره إلى الفندق بهذه السرعة .
لا حظت أنه لم يكن متحمساً تماما لوجوده هناك. لم يتحرك توني كما أن هاريس لم يقل شيئا وهو ينظرإليه. وادركت هي أن الخيار خيارها فقالت :" توني، هذا رئيسي في العمل هاريس كويليان . وهذا توني ويلسن".
تنحت جابنا بينما حيا الواحد منهما الاخر بتهذيب
قال هاريس بخشونة :"إذا كنت جاهزة؟".
ومره أخرى، شعرت بدافع إلى ضربه. لكنها قالت بأدب:"سأصعد لاحضر حقيبتي"
ثم سارت نحو المصعد برفقة توني.
عاد يسألها وهما بانتظار المصعد :" هل أنت واثقة بشأن رقم الهاتف؟"
- نعم .
والتفتت إلى حيث كان هاريس ينظر إليهما من دون أن يبتسم .وبعكسه ، أدركت أنها لن ترى توني ويلسن مره أخرى بعد الآن فمنحته أجمل ابتسامه. لكنها في المصعد لم تكن تبتسم . قد كان هاريس مستعجلا في الذهاب إلى لندن ، ولكن لم يكن ذبنها انه مضطر للحضور ليأخذها . كان ليسرها أكثر لو عادت في سيارة أجرة . وقد قالت له رأيها ، فالذنب إذن ذنبه هو .

بعد أن استقرت على هذا الرأي ، احضرت حقيبتها والكيس البلاستيك الذي يحوي مشترياتها ومن ثم هبطت بالمصعد. تضايقت حين لم تره واقفا ينتظرها بفروغ صبر، بل كان يتحدث مع موظفة الاستقبال التي بدت مشدوهة به.
قاطعتهما مالون ببشاشة :" انا جاهزة عندما تريد".
استدار اليها ونظر إلى كيس مشترياتها، ومع انه حيا الموظفة مودعاً وهو يأخذ الحقيبة من مالون، فقد بدأ عليه أنه ودع ايضا ظرفه. قررت عدم الاهتمام، وخرجت من الفندق.
توقعت ان يمضيا رحلتهما بصمت إلى البيت، واذا به يسألها بلهجة غير ودودة :" من هو ذلك الرجل ؟"
- من ؟
كانت تعلم جيداً من المقصود ولكن، بما أنه مستعجل ليعود الى لندن ، فلم تكن مستعجلة لمساعدته أيضاً.
- ويلسن!
- إنه نزيل في الفندق.
- هل تعرفت عليه أمس؟
وقررت ألا تجيب . لم كل هذه الأسئلة ؟ ولكنها بعد التفكير مليا رأب أن لديه غرضاً من ذلك :" هذا صحيح".
- هل تعشيت معه؟
- لا.
- لكنكما تواعدتما على اللقاء مره آخرىز
فقالت بحدة :" لا. هذا لم يحصل".
- أين يعيش.
- في الجوار.
- هل أخبرته أين تعيشين؟
- وهل من المحتمل أن أفعل ؟
ردت عليه بحدة وحرارة . لقد نالت ما يكفي من الاسئلة . ولكن ، ربما لا يريد هاريس أن يعطي عنوانه لأحد على الاطلاق . وربما هو يحب عزلته كما تحبها كذلك.
ظنت أن جاوبها كاف ، وان هاريس انتهى من الموضوع. لكنها تبينت أنها مخطئة عندما صاح مزمجرا:"وهل أعطيته رقم هاتفك ؟"
شعرت بسرور بالغ وهي تجيبة بغطرسة :" ربما غاب عن ذهنك اننا لا نملك واحداً".
ظنت أن لهجتها المتغطرسة ضايقته ، ولكنها اكتشفت الآن خطأها. في الواقع ، فقد صوته خشونته وهو يسألها:"أليس لديك هاتف خلوي؟"
- "لا"
مضت دقيقتان كان ينظر فيها إلى كيس مشتريات :" أرى أنك كنت تتسوقين. لم أفكر في ذلك قط، علي أن اعطيك نقوداً لنفقات البيت".
يالهذا الرجل ! سألته مشاكسة :" هل تتعمد استفزازي"؟
فالتفت إليها بحيرة صادقة :"وماذا فعلت؟"
- يكفي أنك دفعت فاتورة

الثلج الاسود
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

جنسية العضو جنسية العضو : يمني
الأوسمة الأوسمة : الوسام الذهبي
ذكر عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Empty رد: حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني

مُساهمة من طرف عيون الريم الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 8:54 pm

حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  13535842424
عيون الريم
عيون الريم
مشرفة قسم المعجنات
مشرفة قسم المعجنات

جنسية العضو جنسية العضو : سعودية
الأوسمة الأوسمة : الوسام الذهبي
انثى عدد المساهمات : 482
تاريخ التسجيل : 13/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  Empty رد: حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني

مُساهمة من طرف الثلج الاسود الأربعاء أكتوبر 02, 2013 5:33 pm

حب تحت المطر - جيسيكا ستيل الجزء الثاني  252573_1324049478

الثلج الاسود
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات

جنسية العضو جنسية العضو : يمني
الأوسمة الأوسمة : الوسام الذهبي
ذكر عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى