ليس المؤمن باللعـان :

ليس المؤمن باللعـان :

المؤمن بحق يجب ان يكون عف اللسان ... يتخير الالفاظ الحسنة , ولا يلعن مسلم .. ولا يلعن حتى الحيوان .. ولا يلعن الدنيا .. لان كل شىء بتدبير وبأمر الخالق العطيم , وكل ما يلفظ به العبد محاسب عليه يوم القيامة ... وخير الناس احسنهم اخلاقا .
روى الترمذى عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء ) .... اى ليس المؤمن الكامل الايمان بالطعان الذى يطعن الناس فى اعراضهم , وانسابهم , او يغتابهم ,او يذمهم , ولا باللعان الذى يلعن ويسبالناس بحق وبغير حق, وبسبب وبدون سبب , ولا بالفاحش الذى يقول الفحش من القول , والفعل, ولا بالبذىء الذى يتكلم بأسلوب خارج , جارح , فاضح , وان كان صادقا .
كما روى البخارى عن ابن مسعود ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر ) . سباب المسلم اى شتيمته , وعرضه لما يعيبه هوفسوق , اى خروج عن طاعة الله تعالى , وقتاله اى مقاتلتة او مشادتة اثم كالكفر او كفران لنعمة الله , وعدم اداء حق الاخوة فى الله .
فان اللعن كما قال الطبرى : هو الابعاد عن رحمة الله ... اما القتل هو الابعاد عن الحياة , وكلاهما غير مرغوب فيه للمسلم .... كما يكره ايضا سب حتى الذين فارقوا الحياة ( الموتى ) لانهم رحلوا عن دار الدنيا ( اذكروا محاسن موتاكم ) .. والمقصود اموات المسلمين , واذا طعنت فى احد تعرف كفره مثل / ابو لهب , ابى جهل , اما من لا تعرف كفره فلا تطعنه ربما كتم حقيقة اسلامه .
روى البخارى عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ماقدموا اى وصلوا ماعملوا من خير او شر ) ... وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن لعن الدابة ... فقد روى مسلم عن عمران بن الحصين قال :
بينما الرسول صلى الله عليه وسلم فى بعض اسفاره , وامرأة من الانصار على ناقة فضجرت ( من معالجة الناقة ) فلعنتها , فسمع ذلك فقال : خذوا ما عليها ( اى ماعلى الناقة من رحال وامتعه ) ودعوها فأنها ملعونة , وكان هذا عقاب للمرأة على لعنها الدابة .. ان حرمها منها .. فلابد ان يحسن المسلم معاملة الحيوان , ويصبر عليه لانه اعجم يحس ولا يتكلم ... فلنتقى الله فى اعراض الناس واسرارهم , ولا نتكلم الا بخير , ولنتذكر ان كل مايخرج من اللسان محاسبون عليه . اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , واجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه .