المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 426 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 426 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 680 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:04 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90183 مساهمة في هذا المنتدى في 31161 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
عندما تَخترِق الظُلمة حياتك
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عندما تَخترِق الظُلمة حياتك
عندما تَخترِق الظُلمة حياتك .. وتُكبلك الدنيا بقيودها الفُولاذية .. عندما تُسحق كل أحلام الطفولة ، وتُغتَالُ البرائة في ريعان شبابها .. عندما يفيض داخلك بأنهار دموعك المحبوسة .. وتمتَصُّ جدران جسدك غضبك العارم .. وتحتضنُ أحشَائُكَ أهاتك الملتوية على نفسها من شدة الألم .. عندما تُحرَمُ مِنَ النومِ عيونكَ .. ويُبترُ لسانك بكلمة أطلقها بعفوية .. وقتها السؤال الوحيد الذي نسألُه '' مَن أنتَ يا هذا؟! '' .
دفنوا أحلام الطفولة، وقتلوا أُمنيَات المُراهقة .. سلبوه حُريَته، وانتهكوا أبسَطَ حقوقه .. بقسوتهم صنعوا لقلبِه الهَش الباكي غلاف ضِدَّ الصدمات، وأشبعوا روحه المُثقلة بالهموم مِنْ نَهْرِ سُمومِ الكلمات .. أهدروا كرامته وجعلوها تحت الأقدام .. واستوطوا حَائِطهُ بحجة حاجَتِه .. رجموا رجولته وطعنوها، وجلدوها بسياط التصغير والتحقير .. ولَم يعدُّوهُ شيءً بَيْنَ مَخلُوقاتِ الله.
خيوط الطفولة البيضاء، شَابَكها مزيجٌ من ألوان المراهقة، لتنعقد بها خيوط الشباب السوداء، لتخنقها وتخفي جمال تلك الأيام تحت عتمة هيجاء .. لتطمِس كل معالمها، وتوسِم كل ذكرى وتشوهها بحاضر الأحزان.
عجباً يا دُنيا!!، كيفَ لَكِ أن تزرعي في قلبه عِشقُ الجمال، وتَعِديه بأوهامٍ وأضغاثُ أحلام، أوما كان أجدى بِكِ أن تُرضعيه من المأسي والأحزان؟!، ليعتاد قلبه على ظلامك الدامِسِ منذ نعومة أظفاره .. صدقيني، مؤلمٌ جداً هو اغتيال الأحلام شيئاً فشيئاً وهي ما زالت في المهاد، ومُميتٌ هو سحب الروح رويداً رويداً وصاحبها يعضّ على أرض جرداء صلباء.
ها هو يتوه بغربته، ويتلذذُ بألمه، ويختنقُ بعبرَتِه، ويَعْبُر جِسرَ موته، رجل إلى الأمام ورجل إلى الوراء .. هو الذي طالما ودَّ أن يحتضن وطنه الذي احتضنه بدورِه لأعوام .. عاشقٌ هو .. نَعَم عاشق، لا .. ليس للحب ولا للأهل والأخِلاء، هو عاشقُ الوطن، يهوى ثراه وقطرات نداه، وهوائه .. ضيمهُ وصيفهُ وشتائه، مجنون هو مُولعٌ بصحرائه .. كيف لا وهو كان لهُ ذلك المرهم السحري الذي طالما شافاهُ مِن كل داء، فقط يكفيه أن يستنشق عبيره ويَنعم بقربه، ويتمرمغ بنبع حنانه.
كمّ تمنّى أن يُبريءَ جرح واحد فقط مَزّقَ خلاياه، لكنه عاجز، ليس بيده حيلة، فالظروف أجبرته على الهجران، غادره لأخرى مُتبرئةٌ من أمثاله، تستعبدهم بالقرش، فهمّ بنظرهم ليسوا من بني إنسان .. أولم يفكّروا يوماً أنه جاء فقط ليقطات لُقمة عيشه بعرق جبينه، فهو لا يعترفُ بالصدقات ... حالمٌ تخلّى عن كل رغباته ليحقق أحلام غيره بيده، فهو لا يريد لأحبائه أن تنزلق حياتهم من بين أيديهم وهم يقفون عاجزون من غير حولٍ ولا قوة، لا يريدهم أن يتذوقوا طعم الخذلان، ولا أن تُفتتَ عظامهم وهم يطرقون الأبواب المُغلقة في وجوههم بإحكام، لا يريد الذلّ لأهله، ولا يريد أن يرى عيون والدته الغارقة بدماء دموعها، ولا أن يرى ذلك الإنكسار على مُحيا والده، لا يقبل بأن يَمُدَّ يده لأي مخلوقٍ ولو وصل بهم الوضع لأن يموتوا عطشاً وجوعاً، فهو الذي ربَّاه على هذه الطباع، أن يكون شامخاً ذو عزة وكرامة، مَن يراهُ يظنُّ بأنه أغنى الخلق، وهو أحياناً لا يملكُ قوت يومه، فاللجوء لغير الله مذلة، وأي مذلة، يساعدوك لينهالوا عليكَ بكلمات طاعنات للرجولة والكرامة، وأي إنسان يقبلُ بهذا الحال؟!!.
أه لو تعلمون مقدار شوقه وحنينه لعشقه ولأهله وأقاربه والأصدقاء .. أه لو تعلمون كم هو قاسي أن يعود بلهفته متطوّق للقائهم، ليشعر بالنهاية أنه أصبح غريب عنهم، وكأنه أصبح للغربة عنوان، ضاع منه وطنه، وفقد هويته، وباعته الدنيا بأرخص الأثمان .. بحفنة تراب.
هذا هو من تسائلتم عنه.. رجل اجتمعت كل أحلامه بوطنه، لتُباغته الدنيا بالضربات، وتجبره لـِ الرحيل بعيداً عن عشقه وأحلامه التي طالما تمناها .. أخذته لوطن أصبح إسمه فيه '' أجنبي '' .. مُغترب لقي سوء المعاملة من جميع الناس، ومرمغوا أنفه بالتراب وسلبوه أقلّ حقوقه في المساواة فقط لإنه لم يولد بجنسيتهم، ولم يُخلَق وبفمه ملعقة من ذهب، وإذا ما فكّر لحظة بالإعتراض، كان الجواب '' إحمل حقيبتك وعُد مِن حيث أتيت، فهناك ألف يسد مكانك، نحن الأسياد وما عليكَ إلا السمع والطاعة، وإلا فاحجز تذكرتك وغادر قبل غياب الشمس '' .. لم يفكروا بأن ورأه أب وأمٌ سلبتهم الحياة الصحة والعافية وباتوا مطروحين الفراش، ولا أن له أخٌ بالجامعة، وأختٌ على وجه زواج، وأخوة أخرين بالمدارس، هذا غير ذلك العم المحتاج، وذلك الصديق الذي لا يجد ثمَن الدواء، من أين له الصبر، أخبروه إذا كان عندكم الجواب.
إذا ما أرهقتك الدنيا، وخارت قواك، وتكالبت عليك الهموم والمشاكل والأحزان، فركعتان فقط كفيلتان بشفاء قلبٍ سقيم على فراش الموت ينزف دمائه، لا تُفكّر يوماً بطلب العون من أيّ إنسان .. سوف تستصغر نفسك قبل أن يستصغرك الناس، إلجاء لِمَن لا يردُّ عبداً محتاج .. إلجاء بعينان تتشققان بنبع دمعٍ يشرح لخالقه الحال، بدعاءٍ يخرج من قلبٍ متفطرٍ، أوهنته الكروب، ويكفيك ما تشعر به بعدها من إرتياح.
دفنوا أحلام الطفولة، وقتلوا أُمنيَات المُراهقة .. سلبوه حُريَته، وانتهكوا أبسَطَ حقوقه .. بقسوتهم صنعوا لقلبِه الهَش الباكي غلاف ضِدَّ الصدمات، وأشبعوا روحه المُثقلة بالهموم مِنْ نَهْرِ سُمومِ الكلمات .. أهدروا كرامته وجعلوها تحت الأقدام .. واستوطوا حَائِطهُ بحجة حاجَتِه .. رجموا رجولته وطعنوها، وجلدوها بسياط التصغير والتحقير .. ولَم يعدُّوهُ شيءً بَيْنَ مَخلُوقاتِ الله.
خيوط الطفولة البيضاء، شَابَكها مزيجٌ من ألوان المراهقة، لتنعقد بها خيوط الشباب السوداء، لتخنقها وتخفي جمال تلك الأيام تحت عتمة هيجاء .. لتطمِس كل معالمها، وتوسِم كل ذكرى وتشوهها بحاضر الأحزان.
عجباً يا دُنيا!!، كيفَ لَكِ أن تزرعي في قلبه عِشقُ الجمال، وتَعِديه بأوهامٍ وأضغاثُ أحلام، أوما كان أجدى بِكِ أن تُرضعيه من المأسي والأحزان؟!، ليعتاد قلبه على ظلامك الدامِسِ منذ نعومة أظفاره .. صدقيني، مؤلمٌ جداً هو اغتيال الأحلام شيئاً فشيئاً وهي ما زالت في المهاد، ومُميتٌ هو سحب الروح رويداً رويداً وصاحبها يعضّ على أرض جرداء صلباء.
ها هو يتوه بغربته، ويتلذذُ بألمه، ويختنقُ بعبرَتِه، ويَعْبُر جِسرَ موته، رجل إلى الأمام ورجل إلى الوراء .. هو الذي طالما ودَّ أن يحتضن وطنه الذي احتضنه بدورِه لأعوام .. عاشقٌ هو .. نَعَم عاشق، لا .. ليس للحب ولا للأهل والأخِلاء، هو عاشقُ الوطن، يهوى ثراه وقطرات نداه، وهوائه .. ضيمهُ وصيفهُ وشتائه، مجنون هو مُولعٌ بصحرائه .. كيف لا وهو كان لهُ ذلك المرهم السحري الذي طالما شافاهُ مِن كل داء، فقط يكفيه أن يستنشق عبيره ويَنعم بقربه، ويتمرمغ بنبع حنانه.
كمّ تمنّى أن يُبريءَ جرح واحد فقط مَزّقَ خلاياه، لكنه عاجز، ليس بيده حيلة، فالظروف أجبرته على الهجران، غادره لأخرى مُتبرئةٌ من أمثاله، تستعبدهم بالقرش، فهمّ بنظرهم ليسوا من بني إنسان .. أولم يفكّروا يوماً أنه جاء فقط ليقطات لُقمة عيشه بعرق جبينه، فهو لا يعترفُ بالصدقات ... حالمٌ تخلّى عن كل رغباته ليحقق أحلام غيره بيده، فهو لا يريد لأحبائه أن تنزلق حياتهم من بين أيديهم وهم يقفون عاجزون من غير حولٍ ولا قوة، لا يريدهم أن يتذوقوا طعم الخذلان، ولا أن تُفتتَ عظامهم وهم يطرقون الأبواب المُغلقة في وجوههم بإحكام، لا يريد الذلّ لأهله، ولا يريد أن يرى عيون والدته الغارقة بدماء دموعها، ولا أن يرى ذلك الإنكسار على مُحيا والده، لا يقبل بأن يَمُدَّ يده لأي مخلوقٍ ولو وصل بهم الوضع لأن يموتوا عطشاً وجوعاً، فهو الذي ربَّاه على هذه الطباع، أن يكون شامخاً ذو عزة وكرامة، مَن يراهُ يظنُّ بأنه أغنى الخلق، وهو أحياناً لا يملكُ قوت يومه، فاللجوء لغير الله مذلة، وأي مذلة، يساعدوك لينهالوا عليكَ بكلمات طاعنات للرجولة والكرامة، وأي إنسان يقبلُ بهذا الحال؟!!.
أه لو تعلمون مقدار شوقه وحنينه لعشقه ولأهله وأقاربه والأصدقاء .. أه لو تعلمون كم هو قاسي أن يعود بلهفته متطوّق للقائهم، ليشعر بالنهاية أنه أصبح غريب عنهم، وكأنه أصبح للغربة عنوان، ضاع منه وطنه، وفقد هويته، وباعته الدنيا بأرخص الأثمان .. بحفنة تراب.
هذا هو من تسائلتم عنه.. رجل اجتمعت كل أحلامه بوطنه، لتُباغته الدنيا بالضربات، وتجبره لـِ الرحيل بعيداً عن عشقه وأحلامه التي طالما تمناها .. أخذته لوطن أصبح إسمه فيه '' أجنبي '' .. مُغترب لقي سوء المعاملة من جميع الناس، ومرمغوا أنفه بالتراب وسلبوه أقلّ حقوقه في المساواة فقط لإنه لم يولد بجنسيتهم، ولم يُخلَق وبفمه ملعقة من ذهب، وإذا ما فكّر لحظة بالإعتراض، كان الجواب '' إحمل حقيبتك وعُد مِن حيث أتيت، فهناك ألف يسد مكانك، نحن الأسياد وما عليكَ إلا السمع والطاعة، وإلا فاحجز تذكرتك وغادر قبل غياب الشمس '' .. لم يفكروا بأن ورأه أب وأمٌ سلبتهم الحياة الصحة والعافية وباتوا مطروحين الفراش، ولا أن له أخٌ بالجامعة، وأختٌ على وجه زواج، وأخوة أخرين بالمدارس، هذا غير ذلك العم المحتاج، وذلك الصديق الذي لا يجد ثمَن الدواء، من أين له الصبر، أخبروه إذا كان عندكم الجواب.
إذا ما أرهقتك الدنيا، وخارت قواك، وتكالبت عليك الهموم والمشاكل والأحزان، فركعتان فقط كفيلتان بشفاء قلبٍ سقيم على فراش الموت ينزف دمائه، لا تُفكّر يوماً بطلب العون من أيّ إنسان .. سوف تستصغر نفسك قبل أن يستصغرك الناس، إلجاء لِمَن لا يردُّ عبداً محتاج .. إلجاء بعينان تتشققان بنبع دمعٍ يشرح لخالقه الحال، بدعاءٍ يخرج من قلبٍ متفطرٍ، أوهنته الكروب، ويكفيك ما تشعر به بعدها من إرتياح.
سافر وخلاني- قسم تفسير الاحلام
- جنسية العضو : بحرينية
الأوسمة :
عدد المساهمات : 173
تاريخ التسجيل : 08/05/2014
رد: عندما تَخترِق الظُلمة حياتك
ويُبترُ لسانك بكلمة أطلقها بعفوية |
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 10:20 pm من طرف جنى بودى
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى