من طرف الثلج الاسود السبت مايو 24, 2014 6:27 am
كان موقفاً محيراً ولحظة مربكة لم أدر ساعتها كيف تمكنتُ من مواجهتها حين صرفتُ ابنتي عن الاستغراق في تخيلاتها وأفكارها، بل وحزنها على غياب معلمتها التي تعلقت بها كثيراً منذ بداية الفصل الدراسي، ووجدت فيها ربما ملاذاً نفسياً وعاطفياً كانت تبحث عنه، مما ساعد على تقدمها واندماجها وتكيفها بصورة ملحوظة مع بيئتها المدرسية وصفها الجديد. إلا أن ابنتي التي عادت إلى صفها بعد إجازة الفصل الثاني فوجئت بغياب معلمتها التي أحبتها كثيراً، ووجدت أن عليها أن تتعامل مع معلمة جديدة ووجه جديد قابلته وعدد من زميلاتها بالنفور المعتاد في مثل هذه الحالات، بغض النظر عن كفاءة المعلمة الجديدة أو خبرتها، والتي ربما احتاجت وقتاً طويلاً قبل أن تطوع هذه الكائنات الصغيرة وتفلح في إقناعهن بأن الحال لا يختلف كثيراً عن حالهن مع معلمتهن الغائبة. دفعني الأمر إلى السؤال عن مآل المعلمة السابقة، حيث علمت أن غولاً جديداً ظهر في ساحة المدارس الخاصة، وأصبح يهدد باستمرار بالتهام الكفاءات التربوية، وتهريبها وتسريبها من مدرسة إلى أخرى في غمرة التنافس المحموم بين هذه المؤسسات التربوية والتعليمية من أجل تعزيز مواقعها في حلبة السباق نحو التميز والتفوق، الذي يزيد من حجم الإقبال عليها وتفضيلها على المدارس الأخرى مهما ارتفع حجم مصروفاتها وأقساطها المدرسية .. هذا الغول اسمه (ظاهرة تسرب المعلمين)! درجت العادة أن نكتب عن ظاهرة التسرب الدراسي وتسلق بعض الطلاب جدران المدارس هرباً من الحصص المدرسية، وقضاء وقتهم في الأسواق والمراكز التجارية باعتبارها ظاهرة سلبية استمرت عدة سنوات، واستغرق علاجها وقتاً طويلاً بذلت خلاله جهود كبيرة أدت في نهاية المطاف إلى انحسار الظاهرة أو الحد منها بدرجة كبيرة. وهروب الطلاب وغيابهم عن الحصص المدرسية يترتب عليهما أضرار بالغة تنعكس على الطالب ومستوى تحصيله الدراسي ونتائجه الصفية، مما يهدد بشكل عام مستقبله الدراسي، وهو أمر بلا شك يقض مضاجع الأسر والآباء وأولياء الأمور، الذين أنفقوا العمر وحصيلته من جهد وطاقة ومال في سبيل أبنائهم وضمان تعليمهم ونجاحهم وتفوقهم حتى يصبحوا قادرين على شق طريقهم في الحياة، ومغالبة تحدياتها وتحمل مسؤوليتهم في الغد، إلى جانب رفد المجتمع بأجيال صالحة ورجال قادرين على الاستمرار بمسيرته والنهوض بأعبائه. أما ما نتحدث عنه اليوم فهو تسرب من نوع آخر، أبطاله هذه المرة بعض معلمي ومعلمات المدارس الخاصة الذين نجدهم لسبب أو لآخر يفاجئون مدارسهم وتلاميذهم بتقديم استقالاتهم عند بداية أو منتصف العام الدراسي، تاركين مدارسهم تعاني فراغاً يهدد المدرسة ويخل بنظامها الدراسي، وتاركين تلاميذهم وقد درسوا على أيديهم ووفق أسلوبهم ومنهجهم نصف مقررات الفصل الدراسي كي يتعين عليهم الانتظار ريثما تدبِّر المدرسة معلماً جديداً يحل محل المعلم المستقيل، ويطول انتظارهم ريثما يفهمون أسلوبه ويتعودون على طريقته ومنهجه، حيث يكون العام الدراسي قد شارف الانتهاء قبل أن يتأقلم التلاميذ مع معلمهم الجديد ويتكيفوا مع طريقته، بينما معلمهم السابق قد باشر عمله في مدرسة أخرى وبين تلاميذ جدد أصبحوا تلاميذه الآن بعد أن انتقل إلى مدرستهم، وأصبح عليهم بدورهم أن يتكيفوا مع معلم جديد وأسلوب جديد وطريقة أخرى. الرحيل المفاجئ للمعلمين وتنقلهم بين مدرسة وأخرى قد تكون له أسبابه ومبرراته التي سوف نعرض لبعض ما وقفنا عليه منها لاحقاً، ولكنه قبل ذلك أمر ينطوي على العديد من السلبيات التي تنعكس على واقع التلاميذ وتؤثر فيهم وفي مستويات تحصيلهم واستيعابهم للدروس، إلى جانب التغيرات النفسية التي تصاحب عادة غياب معلم وظهور معلم جديد في حياة الطالب، وبالإضافة إلى ذلك ما ينشأ عن غياب المعلم المفاجئ من إرباك لخطط الإدارة المدرسية واضطراب النظام الدراسي، وفوق هذا وذاك فقدان الإدارة لكل ما أنفقته من جهد ووقت ومال، وما قامت به من إجراءات لاستقدام المعلم من بلده وحتى قبوله وتعيينه في المدرسة. من حق كل موظف وكل إنسان أن يبحث عن وضع أفضل وعن راتب أعلى، وعن معاملة كريمة، ولكن ذلك ينبغي أن يتم بطريقة لا تتعارض ومصالح الآخرين وحقوقهم وخصوصاً إذا كان هؤلاء الآخرون من تلاميذ المدارس، الذين يضحي المجتمع كله لأجل مستقبلهم ناهيك عن معلميهم، كما أن وظيفة المعلم خصوصاً تنطوي على نوع من المسؤولية الأخلاقية التي تستوجب التضحية ونكران الذات، بل والتفاني إلى الحد الذي شاهدنا معه معلماً يقدم على الانتحار بعد أن شاهد تلاميذه يموتون أمام عينيه في حادثة غرق العبارة الكورية المعروفة منذ عدة أسابيع. هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن لجوء بعض المدارس الخاصة إلى البحث عن المعلمين الجيدين لدى المدارس الأخرى، وتقديم الإغراءات والحوافز المادية وغير المادية بهدف تشجيعهم على ترك مدارسهم، والانتقال إليها من وراء ظهور الإدارات المدرسية التي قامت بجلبهم وتمكينهم من العمل في الدولة، لهو أمر غير مقبول ويتعارض مع القيم العامة التي ينبغي أن يتواضع عليها المجتمع التربوي. الأمر بحاجة في تقديرنا إلى تدخل قانوني ومعالجة وزارية تؤكد من ناحية ضمان حصول معلمي المدارس الخاصة على حقوقهم والتزام الإدارات المدرسية بشروط العقود الموقعة معهم، سواء من ناحية الحقوق المادية أو الشروط المتعلقة ببيئة العمل، وتحول من ناحية أخرى دون الإخلال بشروط العقد من جانب المعلم واستجابته للإغراء المادي أو المعنوي. وإلى جانب ذلك تشرع العقوبات لحالات التعدي والتغول على الآخرين من جانب الجهات التي تذهب من وراء ظهور الإدارات المدرسية سعياً لتهريب الكفاءات .. حتى لو كان ذلك بحجب الجوائز عن إدارات ثبت أنها استقطبت كفاءاتها من المعلمين بطرق ملتوية عن طريق اقتناصهم من مدارس أخرى.
|
|
أمس في 10:20 pm من طرف جنى بودى
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى