من طرف الثلج الاسود الأربعاء يوليو 02, 2014 10:22 pm
اَلَسَلآمُ عَلَيِكُمُ وَرَحَمَةُ اَللهِ وَبَرَكَـآتُةَ
بعضهم يفتقد أجواءه القديمة.. وآخرون «يأكلون التراث» رمضـان بـين زمنـين.. اللقيمـات والبيتزا "
التطور الذي شهدته الإمارات لم يطمـس التقاليد للشهر إيقاعه المختلف، وفي رمضان ينتاب الناس مزاج آخر، فأيام الصيام لا تشابه جاراتها، في روزنامة المسلمين، وتحل في النفوس حالة من الورع والتقوى، وتغلب الروحانيات على تصرفات الناس، ويترافق شهر رمضان المبارك في كل عام مع طقوس وعادات ارتبطت به ، وميزته عن غيره من الأشهر، إذ ترتبط سلوكيات رمضان غالبا بعادات توارثتها الأجيال،إلا أن التطور الذي أثر في المجتمع، غير من بعض هذه العادات، وحافظ الناس على بعضها، خصوصاً تلك التي ارتبطت بروح العائلة ودور المرأة أو الأم، خصوصاً خلال اليوم الرمضاني.
فبعض العادات مثل الاجتماع لأداء صلاة التراويح، ومآدب الإفطار، وإعداد الوجبات الشعبية الإماراتية، وازدحام الشوارع بعد الانتهاء من صلاة التراويح، كانت ظواهر ملازمة لأيام الصيام، إلا أن التغير الذي اصاب المجتمع، ولحق بتفاصيل الحياة، وأثر في علاقات الناس وتقاربهم الاجتماعي، سواء لطبيعة الحياة أو لتغير عقليات الأفراد،تسبب باندثار عدد من العادات التي عرفها أجدادنا في رمضان.
وتذكر فاطمة سعيد (ربة منزل) رمضان في الماضي قائلة «أذكر أن رمضان قديماً كان يختلف اختلافاً كلياً عن رمضان في الوقت الحالي، فقد كان أهالينا يستعدون لشهر رمضان لمد أيديهم لكل محتاج، ولم يكن الأمر مقتصرا على أنفسهم فقط، وكان الناس يتواصلون مع بعضهم البعض»، وتكمل عن استعدادات رمضان «الأمهات كن يجهزن للموائد الرمضانية قبل حلول رمضان بفترة طويلة، فمائدة رمضان تختلف عن الموائد اليومية طوال السنة، فعلى سبيل المثال الهريس والفريد و(الفرني) واللقيمات أكلات لا تعمل إلا في شهر رمضان».
أما عن رمضان الحاضر فتذكر، «أدخلت عادات وتقاليد غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، وقد اندثرت بعض المأكولات الإماراتية لتحل محلها مأكولات لبنانية وغربية وخليجية و هندية ، وأصبحت الأبواب مغلقة وإذا أراد أحدنا أن يزور جاره فعليه أخذ موعد مسبق، تاركين عادة البيوت المفتوحة التي يدخلها من شاء ووقت ما أراد».
من جهتها،قالت سميرة سالم، موظفة، إن رمضان الذي كان يمتاز بمائدته العامرة بأطيب الأكلات الإماراتية «تزدحم على موائده الآن وجبات سريعة مثل البيتزا والمعجنات والمشاوي،وربما تحضر بعض الوجبات الصغيرة من قبيل الاهتمام بالفلكلور والتراث، يأكلها الناس وهم يضحكون ويتندرون عليها»، مضيفة ان هذا التغير «بسيط لو اقتصرت الامور على ذلك،لكن رمضان أصيب للأسف بمعناه وبمضمونه، ولم تعد الناس تراعي حرماته او تمتثل لقدسيته».
أطعمة شعبية : --- وأشارت حصة محمد (ربة منزل) إلى العادات التي كانوا يقومون بها في شهر رمضان قديما: «كانت طبيعة الأحياء السكنية (الفرجان) أن البيوت بجانب بعضها بعضا ومفتوحة للجميع،وتجتمع الجارات والأطفال عند إحداهن بعد صلاة التراويح، ليتبادلوا أطراف الحديث ويتناقشون في أمور الحياة»، وتتابع «وخلال أحاديثهم تقوم ربات البيوت بصنع الأعمال اليدوية، مثل التلي أو البراقع أو خياطة الملابس استعداداً للعيد، متناولين الأطعمة الشعبية الإماراتية من الساقو والدنقو والباجلا والبلاليط والهريس، مع شرب الشاي والقهوة العربية».
تواصل محدود :----- وعن رمضان في الوقت الحاضر ترى ربة المنزل علياء محمد أنه «يطغى عليه الاهتمام بالأطعمة فقط،متناسين أو جاهلين للعادات التي كان أهل الإمارات يمارسونها من قبل، فقد كانت زيارة الأهل والأقارب حلقة تواصل فيما بينهم، ولكن الآن أصبحت الزيارات نادرة بل معدومة لكثرة مشاغل الناس، بالإضافة إلى عمل المرأة».
وتكمل «هناك بعض الأهالي يمارسون هذه العادات والتقاليد لتبقى في ذاكرة أبنائهم، ويعلمونهم تراث آبائهم وأجدادهم، والحمد لله فهناك جهات وطنية تمسكت بهذه العادات الرمضانية وإقامتها واحيائها في تظاهرات عارمة، ما يسهم في نقل التراث الرمضاني للأجيال الجديدة».
زيارات لاتنقطع :----- وتحدثت ميرة سالم (ربة منزل) عن رمضان «كان أكثر بساطة من الوقت الحالي، والناس يتواصلون مع بعضهم بعضا وزياراتهم لا تنقطع لأي سبب فإذا كانت المرأة مريضة تكون جارتها متواجدة لخدمتها»، وتابعت «رب الأسرة عادة ما كان يقيم في المجلس لاستقبال الضيوف والأهل، فإذا جاء زائر للحي يستقبله ويكرمه حتى يرحل، ولكن في الوقت الحالي أصبح الأشخاص في رمضان منغلقين على أنفسهم، مبتعدين عن صلة الرحم».
المستوى البسيط :---- وعن سبب اختلاف رمضان القديم عن الحاضر يقول مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرةالثقافة والإعلام بالشارقة عبدالعزيز المسلم إن «التطور العمراني الذي شهدته الإمارات، واختلاط الأحياء أدى إلى اختلاف الطقوس في شهر رمضان، هذا بالإضافة إلى المستوى الاجتماعي»، وأضاف «فالحي كان يُبنى على ركائز المسجد أو الجامع، أوالحصن، أو على أطراف السوق، وكانت الأزقة أو (السكيك) تؤدي إلى هذه الأماكن، وكانت البيوت لصغرها وقربها من بعضها بعضا متلاصقة، وكان المستوى الاجتماعي بسيطاً وطيباً». وأضاف عن أسس التعامل بين الناس «كانت من دون طبقية، حيث لم نكن نميز التاجر من الشخص البسيط أوالفقير، وكان التواضع بارزاً في التعامل». وقال «كانت الروحية الايمانية والبذل والعطاء هي ميزات السلوك الرمضاني، وكان بعيدا كل البعدعن التظاهر والرياء والطبقية في تعامل الناس في ما بينهم، وقد كانت الموائد الرمضانية ممتدة للكل وتحفل بالأطعمة الإماراتية تحديدا من هريس وفريد ولقيمات وخنفروش». وعزا المسلم النقطة الأساسية في تحول هذا السلوك الى «البناء الاجتماعي الذي بدأ بالتغير اتساقاً مع تطور البناء الاجتماعي العالمي ما أدى إلى دخول الكثير من العادات التي تتنافى مع السلوك الإماراتي». ووصف مديرإدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة رمضان في فترة الاتحاد إلى منتصف الثمانينات بقوله «احتفظت هذه الفترة بالذات بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت تمارس في القدم، وكان يغلب على طابعها الروحانيات،بالإضافة إلى الإفطار الجماعي، وتوزيع أطباق الأغذية بين الجيران، وبعد صلاة التراويح كان الأطفال يلعبون في ساحات المساجد و(البراحة)، والناس تمتاز بالعطاء بلا حدود والجود والكرم». وأضاف «بعدمنتصف الثمانينات «تغيرت الأحوال، فقد هجرت المناطق القديمة إلى مناطق جديدة وظهرنظام الفلل والبيوت الكبيرة، وقد سبق أن ذكر غراهم أندرسون في كتاب له عن دولةالإمارات أن «نفسيات أهلها قد تغيرت نتيجة لتغيرات طرأت على سلوكهم». وقال المسلم «تأثر رمضان في الإمارات بجو الدول الأخرى، وانعزل الإماراتيون بعاداتهم وتقاليدهم في رمضان لتقتصر عليهم فقط، مع أنني أرى أن على المؤسسات الثقافية والمجتمعية أنتعكس وتؤثر في المقيمين في الدولة بعادات وتقاليد البلد وليس العكس».
رمضان الريف والمدينة :------
يقول اختصاصي علم الاجتماع في جامعة الشارقة حسين العثمان إن «رمضان له خصوصية معينة في استقباله، ولكن بعض الناس ابتعدوا عن المعنى الرئيس له وعن الواجبات المترتبة على الصائم التي عليه القيام بها»، وتابع أن رمضان «ارتبط بالاستهلاك الغذائي، واختلفت طرق الإنفاق فيه حسب دخل الفرد، وأدى الغلاء إلى أنماط استهلاكية غذائية مرهقة جداً للفقراء ومحدودي الدخل». وأشار إلى أن أهل الإمارات «مازالوا يمارسون عادات إيجابية ومنها إفطار الصائم والمنتشرة في الأحياء والخيام المتواجدة قرب المساجد في الإمارات المختلفة، بالإضافة إلى المساعدات المقدمة للمحتاجين فهو عمل محمود مازال الناس يتبعونه».
أما عن اختلاف مظاهر استقبال رمضان لدى الأشخاص فقال إن هذا يرجع حسب المجتمعات التي ينتمي إليها الفرد، فإذا كان ينتمي إلى مجتمع الريف فله عاداته وتقاليده، ويكون أكثر تماسكاً والتواصل بين الأقارب أقوى، أما إذا كان الفرد ينتمي إلى مجتمع المدن فطبيعة علاقةا لأفراد في رمضان تختلف لطبيعة المدن من السرعة والعمل».
,
~
|
|
أمس في 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر