من طرف الثلج الاسود الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 7:38 am
لمدرسة الأسلوبية التعبيرية: قطب هذه المدرسة بلا منازع هو العالم اللغوي (شارل بالي) وهو مؤسس علم الأسلوب الحديث انطلق مفهومه للأسلوبية من مفهوم أستاذه (دوسويسر 1857-1913) للغة باعتبارها حدث من نتاج جماعي قديم في نظامها وقواعدها وبلاغتها، كما أهتم شارل بالي بالقيم العاطفية والتغيرات اللغوية الحادثة على مستوى اللغة المنطوقة التي تكشف عن قيم أسلوبية، وعاد في أواخر أيامه ليبرز أهمية اللغة المكتوبة (المقصودة) في احتوائها كذلك على قيم عاطفية تبرز قيم أسلوبية وهو ما أشاد به تلاميذه (جول ماروزو، ومارسيل كريسو)، وأهم النقاط البارزة في الممارسة النقدية لهذه المدرسة ما يلي: - الأسلوبية عندهم سمات وخصائص داخل لغة تعبر عن جوانب عاطفية وانفعالية. - تتم عملية رصد هذه السمات وفق مستويات لغوية منتظمة (صوت، معجم، دلالة) بالإضافة إلى ظواهر الصورة والمجاز(26). - تقصي الكثافة الشعورية العاطفية التي يشحن بها الكاتب نصه في استعمالاته النوعية. - عملية الكشف والتوصيف لكل خصوصية لغوية لتحقيق جانب المتعة الجمالية والدقة الموضوعية
========================
المدرسة الأسلوبية النفسية (الفردية):
قطب هذه المدرسة العالم النمساوي (اليوسبتزر) وتلميذه العالم اللغوي الألماني (كارل فوسلير) وقد أسهمت كتبه وأهمها (دراسات في الأسلوب) عام 1928م، والأسلوبية والنقد الأدبي(27). في بلورة الاتجاه النفساني في البحث الأدبي وأهم ما يميز بحوث هذه المدرسة ما يلي: - تنطلق هذه الأسلوبية من نتاج وإبداع الفرد وليس من الجماعة ومن اللغة الفردية الأدبية وليس من اللغة الجماعية(28). - تتجاوز البحث في أوجه التراكيب اللغوي ووظائفه في النسيج اللغوي إلى العلل والأسباب الفردية. - المنهج النفساني ينبع من الإنتاج وليس من مبادئ مسبقة يسقطها الناقد على النص. - الإنتاج الأدبي عمل متكامل، والبحث ينصب في الالتحام الداخلي في نفس وروح الكاتب. - تحكيم الحدس في البحث عن محور العمل الأدبي، وهذا الحدس يستند إلى الموهبة والتجربة(29). - الإيمان بالتحول اللفظي اليومي المستمر، والمعبر عن مقاصد المتكلم. - رصد مواقع ووقائع الكلام واكتشاف الانحراف الفردي والأسلوب الخاص. - الإنزياح أو العدول ظاهرة انتقالية بين النصوص. ومن أهم رواد هذا الاتجاه النفساني:: (داماسو ألونسو، وازهاتزفيلد).
=========================
المدرسة الأسلوبية البنائية (الهيكلية):
تؤمن البنائية بأن لا وجود للموضوع في الأدب إلا من خلال البنى التي تظهر في ثوب أشكال لغوية وصورية وعلاميه، عكس الأسلوبية التي تؤمن بوجود الموضوع في النص الأدبي، لكنها تسلم بمشروعيته من خلال نسيجه اللغوي(30). ولقد استمدت الأسلوبية من هذا المنهج البنيوي انطلاقا من اهتمام البنويين بمصطلح البنية والتعبير معا ومن هؤلاء (رومان جاكيسون) وغيرهم من الشكلانيين الروس، وبذلك ساعدوا على تأسيس الأسلوبية البنائية التي تهتم بدراسة الأسلوب الفعلي في ذاته لا بدراسة الأسلوب كطاقة كامنة في اللغة بالقوة يقوم الكاتب بتوجيهها إلى غرض معين. ومن أعلام هذه المدرسة العالم الفرنسي (ميشال ريفاتير) الذي وجه أبحاثه الأسلوبية نحو المتلقي وركز على أهمية القراءة في كتابه (محاولات في الأسلوبية البنيوية) سنة 1971م(31). إلى جانب وصفه للأسلوب كبنية شكلية ترسم بها أفعال الكاتب وتستدعي المقاربات اللسانية ومن أبرز النقاط التي ترتكز عليها هذه المدرسة ما يلي(32): - تنطلق من مبدأ أن الأسلوبية تتطلب القارئ النموذجي والسياق الذي يفاجئه. - الإنزياح قائم على أساس السياق، وليس على أساس المعيار اللساني. - لا يمكن إنكار أي قيمة أسلوبية لبنية من النص مهما كانت بسيطة. - الإحصاء يعطل دور المحلل الأسلوبي، ولا يعد التواتر في الكلمات مقياسا أو سمة أسلوبية. - القيام بعملية الانتخاب أو الاختيار في أثناء التحليل الأسلوبي لجمع العناصر ذوات السمات الأسلوبية(33). - لخص ميشال ريفاتير الإجراءات البنيوية في التحليل الأسلوبي ضمن خطة في مرحلتين وهما: مرحلة الوصف، ثم محلة التأويل والتفسير. ونشير هنا أن أبرز التحاليل الأسلوبية البنائية ما قدمه (جاكبسون- وكلود ليفي شتروس) في قصيدة (القطط) لبودلير عندما بحثا عن أسس البناء الصرفي وتراكيب الجمل والدلالة والوزن. مدارس أخرى: بالإضافة إلى الهياكل والمدارس الأسلوبية الفاعلة والعامة ظهرت بعض الأسلوبيات أو التطبيقات الأسلوبية التي حاولت فرض مناهجها على الساحة النقدية لكنها ظلت حبيسة مناهج أتخذها أصحابها ومن أهمها: المدارس الإحصائية: تعتمد على منهج الإحصاء الرياضي وبها يتم قياس الانحراف أو الإنزياح أو السمات الأسلوبية المنتظمة وغير المنتظمة داخل الخطاب الأدبي، وقد مثل هذا الاتجاه في فرنسا (بيارجيرو) و(مولر) ومن أهم نقاطها البارزة: - لا يصلح هذا المنهج إلا لبعض النصوص التي تتوافر فيها سمات أسلوبية بارزة وظاهرة لا تخفى على قارئ عادي. - رصد دواعي وأسباب توارد وتكرار هذه السمات. - رصد مناطق توارد وتكثيف هذه السمات في النصوص على شكل جداول . ومن أهم النقاد العرب المولعين بهذا المنهج الدكتور (سعد مصلوح) والدكتور(محمد الهادي الطرابلسي)، ومن أبرز رواد هذا المنهج في أوروبا الباحث والناقد (زامب Zemab) صاحب مصطلح القياس الأسلوبي (stylOmètre ) والعالم (فول فوكس Facks).
المدارس الوظيفية(34):
تهتم بالتجديدات الأسلوبية التي تتجاوز حدود التعبير عن الخصائص الفنية إلى التعبير بشكل أوسع عن الشعور، أو رد الفعل وتهدف إلى بناء هيكل واسع وتنظيم محكم يظم مجموعات لغوية ثابتة، وأخرى غير لغوية في نص معين، وهو عمل بعيد المنال وشاق يتجاوز قدرات الأسلوب المعنوية والمادية في أغلب الأحيان. المدارس التوليدية(35): تعتمد عل قواعد العالم واللساني (نعوم تشومسيكي) التوليدية التحويلية، فتتخذ بذلك الجمل الجديدة بمثابة اختيارات جديدة وطاقات تعبيرية كامنة في اللغة وبها يتم تحديد الاختيارات الجديدة وفق قواعد التحويل ثم الاختيار الذي يمثل صورة منتقاة من بين الصور الواردة وهي أسلوبية صعبة التحقيق لصعوبة تعيين النواة أو الجملة المحورية الأصلية ومن أهم نقاطها: - تقوم هذه الأسلوبية على الطرف الأول وهو الكاتب(المرسل) - اعتبار الجمل الأولى هي محور ونواة الفعل الأسلوبي تتولد منها بيانات و جمل أخرى. ومن أهم روادها ( ستيقان اولمان – 1914 - ) و ( ثورن).
المدارس الأدبية (36): و هي مدرسة ترى في الأسلوبية نقداً أدبيا بل قد تكون الأسلوبية خادمة للنقد الأدبي مادامت تتناول موضوعاً واحداً معه ويمثل هذا الاتجاه في أوروبا الشاعر الإنجليزي ( رونالد ديفي) الذي يرى أنه لا بد من الفهم الأدبي، والفعالية الأدبية للدراسة الأسلوبية أمام مقولات علم اللغة التجريدية و قد أوحى هذا الأخير إلى الكلام عن ما يسمى بعلم الأسلوب الأدبي الذي هو الوريث الشرعي لعلم البلاغة القديم(37). الخلاصة: من الصعب علينا، وفي هذا الموقف أن نحكم، أو نصدر أحكاما نهائية بخصوص هذه الأسلوبيات، وتكمن الصعوبات في أمرين وهما: - إسهام الأسلوبيات في أغناء البحث الأسلوبي بشتى مدارسها - تنوع هذه الدراسات الأسلوبية وتفرعها من بعضها البعض فأصبح من المتعذر ضبط دراسة واحدة تجمع بين عدة اتجاهات. ويكفي هنا أن نرصد إحصاء الذي أجراه العالم اللغوي (هاتزرفيلد Hatzfeld) عن مؤلفات التي كتبت في علم الأسلوب خلال النصف الأول من القرن الماضي (1902-1952) إذ تصل إلى حوالي ألفي (2000) مؤلفا(38). ويرى الدكتور صلاح فضل أن جملة ما كتب من بحوث نظرية وتطبيقية في اللغات الأوروبية يربو الآن عن أربعة آلاف (4000) بحث وكتاب مما يجعل الإلمام والإحاطة بها مستحيلا على أي طالب أو باحث في علم الأسلوب(39). أما الدراسة الأسلوبية العربية فتتجه الآراء إلى عدم تمكننا من إيجاد منهج عربي أسلوبي يستمد خصائصه، ومقوماته من واقعنا الشعري والسردي معا(40). رغم حضور أهم الجوانب الضرورية في الممارسة الأسلوبية العربية الحديثة. |
|
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر
» عملية الحقن المجهرى
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 12:08 am من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 24, 2024 2:23 pm من طرف سها ياسر
» Real Estate in hurghada
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 9:12 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور حقن مجهري في مصر
الأحد أكتوبر 13, 2024 8:48 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور نساء و توليد في مصر
السبت أكتوبر 12, 2024 12:01 am من طرف جنى بودى
» حلويات دزرت الطبيعية لتخلص من التدخين
الأحد أكتوبر 06, 2024 6:35 pm من طرف مدام ششريهان
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:19 pm من طرف جنى بودى
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:17 pm من طرف جنى بودى