من طرف الثلج الاسود الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 11:05 am
اَلَسَلآمُ عَلَيِكُمُ وَرَحَمَةُ اَللهِ وَبَرَكَـآتُةَ ج- الدين
عندما نصف المنهج الإسلامي بالعبقرية، إنما ننطلق من حقائق تقع على رأسها ما يتمتع به الإنسان في ظل المنهج الإسلامي من حرية ثم ذلك الإشباع الروحي والأمن النفسي، وإحدى القوى العامة التي تحول دون خلق الظواهر السلوكية غير السوية.
* والدين الإسلامي سياسة ومنهج يمكن أن يكون له دور مباشر وإيجابي بالنسبة لظاهرة الانحراف عن القواعد القانونية، وذلك من خلال تثقيف الشريعة الإسلامية وجعلها المصدر الأول للتشريع وذلك إيمانا بعدالة الإسلام، وإن كان الدين أحد الوسائل الهامة للضبط الاجتماعي تحقيقيا لنظام اجتماعي داخل المجتمع [18]. فإنه من المؤكد أن سيادة القيم الدينية كمنهج أو إطار فكري عام سوف يدرأ عن المجتمع في الكثير من الحالات الخطيرة من حدوث عدد كبير من الانحرافات الخلقية كالسرقة أو الدعارة أو الاختلاس .. ولقد كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على الشباب الجانح أن 97 % من عينة الدراسة كانوا من المسلمين وهي نتيجة لاشك خطيرة مقارنة يقيم الإسلام ومبادئه، كما تؤكد الأبحاث والدراسات أن هناك إيجابية بين اتجاهات السلوك المنحرف والافتقار إلى القدرة الدينية التي توجه وترشد وتقود بحكمة واستشارة الشباب ليتلقوا حولها ويسترشدون بها وهذا ما جدل المجتمعات الإسلامية عاجزة عن تحقيق التوازن بين الأخذ بأسباب القيم الدينية وتحقيق ما يسمى بالإشباع الروحي أو البدني، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتم في غيبة الصفوة المستنيرة من رجال الدين الذين يقع عليهم عبء التوجيه والقيادة والإرشاد
أما بالنسبة للنساء المنحرفات فمن المؤكد أن حاجتهن إلى الإرشاد والتوجيه الديني أمر لاشك فيه وهو دور يمكن أن تؤديه مجموعة من النساء المتطوعات من الجمعيات الدينية النسائية شريطة أن يكن على مستوى عال من الكفاءة والقدرة على التعامل مع هذه النوعية من النساء غير السويات .
فالدين عبارة عن "مجموعة من القيم والمبادئ السامية التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتستمد قوتها من مصدر غيبي هو الله سبحانه وتعالى. وعليه فإن ضعف الوازع الديني عند المرأة يعني غياب أو ضعف قيمتها الدينية والأخلاقية ومبادئها السامية، فتمسك المرآة بتعاليم دينها يعتبر مانعا حصينا يبعدها كل البعد عن ارتكاب الجريمة، حيث أن الدين يمثل جزء من المقاومة النفسية التي تعترض الدوافع الإجرامية لدى الشخص فتحد من تأثيرها . الفرع الثاني: الوسط الثقافي
عرفت عملية تحرير المرأة المغربية من آفة الجهل تطورا ملحوظا منذ بداية الاستقلال والحرية، وإبراز التحولات التي جاء بها خطاب بتعليم المرأة والتي تتمثل فيما يلي:
* إن تثقيف عقل المرأة يؤكد شخصيتها الحضرية ويفتح أمامها طريق المعرفة والإدراك بحيث تبحث وتفكر إلى جانب الرجل في سبيل تطوير أوضاع الفكر والمجتمع إلى ما هو أفضل
* السماح للمرأة بالخروج إلى عالم العلم والمغامرة الإبداعية والفكرية
* ظهرت بعض البعثات النسائية التي أرسلت إلى بلاد المهجرة لمتابعة الدراسة المتخصصة والعليا في شتى أنواع العلوم والفنون، فأغنت الساحة الفكرية المغربية برافد فكري وإبداعي له صورته ولونه الخاص في ميدان العمل الثقافي .
* بفصل تثقيف المرأة وتعليمها، عرفت صيغ جديدة للتعامل معها، لا وفق النظرية الأنانية السائدة عند الرجال وإنما وفق منطق سلوكي جديد يعترف بالمرأة ككائن حضاري له قدراته وكفاءته ودور تدبير سبر المجتمع بحسب ما تقرره أنساق التغير الاجتماعي في المجتمعات المتحضرة والواعية [19].
إن اللجنة السلكية التي اهتمت بإصلاح التعليم في المغرب تبينت سنة 1957 المبادئ الرابعة : تعميم – توحيد – تعريب التعليم – المغربية وتكوين الأطر.
ولقد أكدت اللجنة المنبثقة عن لجنة الإصلاح ضرورة تعليم البنت المغربية وتهييئها لتحمل أعباء دورها الاقتصادي والاجتماعي ورسالتها الحضارية
ويبقى السؤال المطوح ما مدى مصداقية هذه الدراسات ، وما مدى انطباقها على النساء بصفة خاصة؟ .. وعليه سنتطرق في هذا الفرع إلى أهم العوامل المؤثرة أو التي لها صلة بالإجرام وهي المدرسة، ووسائل الإعلام، والعادات والتقاليد. أ-المدرسة
لقد صدق "فيكتور هيكو" حين قال " إن فتح مدرسة يعادل فلق سجن [20] " فالمدرسة تلعب دورا لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه الأسرة في تربية وتكوين شخصية الفرد في مرحلة طفولته ومراهقته ، فالمدرسة لا يقتصر دورها في تلقين المعلومات وإعطاء المعارف ، بل يتعدى إلى التربية والتهذيب وتعليم القيم الأخلاقية والاجتماعية .. الخ فإذا فشلت المدرسة في أداء دورها كاملا فإنه قد يؤثر سلبا في تكوين شخصية الفرد وعلى سلوكه في المستقبل.
لكن الكثيرين لم تفتح لهم فرصة الالتحاق بصفوف المدرسة إما بسبب جهل أولياء الأمور لأهمية وفائدة التعليم، وإما بسبب العجز عن دفع نفقاتها – أي المدرسة -، ويمكن التسليم بان التعليم يستغرق وقتا طويلا في المدرسة يصرف الصغير عن عرض الطريق، وإن كان يختلط في هذا الوقت بمن يكون أسوء منه.
غير أن هذه القواعد ليست ذات شان بالنظر إلى ضآلة والقسط الذي يحظى به التعليم فقد وجد من خلال الإحصائيات المدلى بها من طرف المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2004 أن الفئة العمرية ما بين 35و 50 سنة تحتل المرتبة الثانية من حيث نسبة الأمية وتأتي في المرتبة الثالثة الفئة العمرية التي تتراوح بين 25 و 35 سنة وتحتل الفئة العمرية ما بين 10 و 15 سنة المرتبة الرابعة في حين تتصور القائمة العمرية ما فوق 60 سنة.
بالمقابل تعرف نسبة التمدرس تفاوتا كبيرا بالنظر إلى الوسط، حيث تفوق هذه النسبة بكثير في المجال الحضري نظيرتها في المجال القروي، مما جعل نسبة الأمية في المجال القروي أكبر من المجال الحضري .
وهكذا يتبين أن عددا كبيرا من الفتيات بمدينة تازة يعشن في عزلة عن التعليم وذلك لأسباب منها:
* صرفهن إلى أعمال البيت ومساعدة الأم
* تزويج البنت في سن مبكرة في غياب المراقبة الدقيقة لسن الزواج
* كما أن جل تفضل الولد عن البنت خاصة في حالة تعدد الأولى في الأسرة
علاوة أن الفتاة تعيش تمزقا سيكولوجيا واجتماعيا وثقافيا بين طموحها التعليمي وآمالها التربوية وبين صورتها الراهنة في الواقع المعاش، فهي عرضة لتشكيك في قدرتها وكفاءاتها لسبب أو بدون سبب، وتصورها للنصوص التربوية باعتبارها نسخة لامها تعيد إنتاج صيغة وجودها الحضاري والاجتماعي وشروط كينونتها الثقافية .
ويلاحظ أن البنت أكثر تخليا عن الدراسة إما برسوبها المتكررة إن باختيار المقاطعة بالدراسة نظرا للضغوط المباشرة أو غير المباشرة من الأسرة أو المجتمع.
وعلى الرغم من أهمية الجهود التي بذلت من أجل تحقيق ثورة تعليمية وثقافية فإن مكانة البنت في العمل التربوي ما زالت في حاجة إلى بذل جهود أكبر واهتمام من طرف الآباء من جهة والمخططين البيداغوجيين من جهة ثانية.
وبصدد هذه النقطة بينت لنا الإحصائيات التي توصلنا إليها أن نسبة المجرمات غير المتمدرسات يشكلن % 64.3 على عكس المتمدرسات فيصل نسبتهــن إلى 35.7 % وان الشهادات التعليمية المحصل عليها من طرف هذا الصنف الأخير تتراوح بين الشهادة الابتدائية وشهادة البكالوريا [21] .
لكن هذا العامل لا ينفرد لوحده في انتشار الظاهرة الإجرامية بل هناك وسائل أخرى تساهم بشكل أو بآخر في تفشي هذه الظاهرة كما هو الشأن لوسائل الإعلام والعادات والتقاليد . ب- وسائل الإعلام
إن لوسائل الإعلام المختلفة تأثير معين على إجرام المرأة ، فهي تلقن الأفراد أو تنقل لهم عن طريق ما يقدم وسائلها وخاصة المركبة، من خلال الأفلام والتمثيلات التي تظهر الأساليب والحيل التي يلجأ إليها المجرمون في ارتكاب الجريمة والقرار بعد تنفيذها وكيفية تضليل العدالة، وهذا يشجع على الفساد وخاصة القاصرات منهن ومن لديهن ضعف عقلي أو استعداد إجرامي على تقليد المجرمين أو المجرمات وارتكاب الجرائم المختلفة ، كما أن لوسائل الإعلام وخاصة القنوات القضائية في ظل انتشارها وعدم وجود رقابة توعوية وتثقيفية عليها، تحمل على تحريك وإثارة الغزيرة الجنسية عند بعض النساء ، وخاصة المراهقات والشابات منهن عن طريق ما يعرض من قصص رومانسية وأفلام غرامية فاضحة مما يكرس لدى البعض بأنها سلوكيات مقبولة ويدفع بهن إلى إرضاء غرائزهن الجنسية بطرق غير مشروعة تنشأ عنها الجرائم الأخلاقية كالزنا وهتك العرض واسحاق وخاصة في ظل ضعف تبني التربية ونشر القيم والأخلاق في تلك الوسائل ج- العادات والتقاليد
إن للعادات والتقاليد دورا مهما في الوقوع في قفص الجريمة، وهذا يبدو واضحا من خلال جرائم معينة مثل الإجهاض وقتل المولود الجديد وذلك حفاظا على العار والشرف وسمعة الأسرة أو العشيرة أو مثل تحريض المرأة لأحد أقربائها للأخذ بالثأر عن طريق القتل أو قياما بنفسها بذلك من خلال ممارسة بعض النساء وخاصة الكبيرات في السن لعمليات ختان الإنسان والتي تسبب أضرار صحية ونفسية مختلفة، كما للعادات والتقاليد دورا في ارتكاب الجريمة من خلال التنشئة الاجتماعية التي تذهب بعيدا في مراقبة سلوك وتحركات المرأة مما يشعرها بدونيتها وعدم أهليتها، وبالتالي اللجوء إلى طرق متعددة ومتنوعة لإثبات الذات ومنها ارتكاب الجريمة .
وبالرغم من أن مدينة تازة توجد في بلد إسلامي، فإنها لازالت تطغى فيها مجموعة من الاعتقادات الميثولوجية والعرفية والعادات والتقاليد تجعل من المرأة كائنا ناقصا مع أن شريعتنا السمحاء ساوت بين الذكر والأنثى بإعطاء كل ذي حق حقه من مراعاة خصوصية كل جنس على حدة وفي هذا نستحضر قوله عز وجل " يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" [22] .
فهذه الوضعية المتأزمة تغدي لدى المرأة الإحساس بالدونية الشيء الذي ينتج عنه نبد وكره وحقد على الذات يصير لا محالة موجها نحوه لأفراد المجتمع يتجلى في ارتكابها لمجموعة من الجرائم وكأنها تحاول الانتقام من نفسها ومجتمعها.
فعلى سبيل المثال لازالت كراهية البنات بادية في نسيجها الاجتماعي، وهي بالطبع كراهية بغيضة يتصل عهدها بالعصر الجاهلي وفي هذا الصدد جاء قوله سبحانه وتعالى: " وإذا بشر أحدكم بأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون " [23] المطلب الثاني: العامل الاقتصادي
قيل البؤس هو مصدر الجريمة ، و سار الاعتقاد بذلك أمرا شائعا منذ القدم ولذا نادى الكثيرون بالقضاء على الفقر لكي تزول الجريمة بزواله غير أن سبب الإجرام إلى الفقر ونفيه عن الأغنياء، أمر تجادله حقائق المجتمع، فقد أنكر العالم الإيطالي " Carofole " أن البؤس سبب الجريمة وأكد أن الإجرام في أشد صورة يتحقق في طل طبقة من طبقات المجتمع ثرية كانت أو منعدمة ، وبالرغم من هذا التصور المأساوي ، الثورة ولمساوئها لم يدخل ميدان الفقر من اتجاهات في المعنى المعاكس أي في تصوير مساوئ الفقر وفي هذا الصدد نذكر قول علي كرم الله وجهه: " لو كان الفقر رجلا لقتلته "ولعل من أقوى الأمثلة على الازدراء بالفقر لوحة زيتية في متحف بروكسيل [24] . يستفاد من عنوانها أن الجوع أخ شقيق للجريمة والجنون نوبة من الجنون راسمها " Antonio Wintez " في تلك اللوحة امرأة شرسة أصابتها بسبب الجوع نوبة من الجنون فقتلت ابنها وألقت به في وعاء الطهي لكي تطبخه، على أن إفضاء الفقر إلى الجنون الذي صوره الرسام أمر شديد الندرة وحتى إذا كان هذا الأمر فإن الجريمة تقع عندئذ كما يسلم بذلك الرسام نفسه بسبب الجنون المترتب عن الفقر لا نتيجة الفقر مباشرة.
وهذا ما صوره لنا علماء الإجرام عند دراستهم للفقر كسبب مباشر لارتكاب الجريمة أما فيما يخض محاولتنا البحث في الأسباب الاقتصادية المباشرة المرتبطة بإجرام المرأة لوجدناها راجعة إلى العوامل التالية :
- تفشي البطالة في صفوف النساء
- استفحال ظاهرة الهجرة القروية أ- البطالة
للمرأة تأثير كبير على المجتمع من خلال نزولها إلى سوق العمل، فبالعمل تشعر المرأة أن باستطاعتها تأكيد ذاتها وشخصيتها، وبإمكانها نيل حقوقها بالكامل ككائن بشري وفي نفس الوقت تحقيق رضاءها عاطفيا، وإبرازا لمواهبها خارج البيت ولذلكم في الآونة الأخيرة غزوا كاسحا من قبل المرأة لجل المهن والوظائف المختلفة، وكان آثارها الإيجابية والسلبية، ففي المقام الأول اكتسبت بنفسها واستطاعت أن تعبر عن نفسها بصوت مرتفع بكل قوة وجرأة ، أما من الناحية السلبية فاشتغال المرأة جلب لها الكثير من المشاكل منها المنافسة مع الرجل وفقد الكثير من العطف الذي كانت تحظى به من قبل، إلى أنه بالنظر إلى هذه السلبيات فلبس أكثر واقعا من سلبيات البطالة وآثارها على الفرد بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، ويعتبرها عاطلا حسب التعريف الرسمي كل فرد يزيد عمره على 15 سنة والذي لم يكن يتوفر على عمل وقت الإحصاء.
والبطالة ظاهرة تحول كما ومضمونا مع تحولات المجتمعات بحيث يعكس مضمونها في كل مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي بمختلف جوانب هذا التطور الذي يحدد جنح التوزيع الديمغرافي للسكان إلى فئات نشيطة، وفئات عاطلة، وفئات احتياطية ..
ويبين إحصاء السكن الأخير أن عدد السكان الإجمالي في المغرب وصل سنة 2006 إلى 32000000 نسمة تقريبا توزع حسب نوع النشاط والجنس ، حيث تبلغ نسبة البطالة 60 % من المجموع الإجمالي للسكان، وفيما يتعلق بتوزيع هذه البطالة حسب الجنس والسن نلاحظ أن أعلى نسبة تمس فئة الشباب ما بين 20 و 30 سنة [25] . ويعترف بأن الشهادة لم تعد واقية من الشر البطالة، فحتى حاملوا الشهادات العليا والذين يحتاجهم المجتمع كأطباء ومهندسين .. لم يستوعبهم سوق الشغل.
كما أن الإحصائيات المتعلقة بالبطالة ما هي في العمق إلى أرقام ونسب بواسطتها يمكن التعبير عن أحوال واقع معين ولكنها لا تكفي في حد ذاتها لإدراك ما هو خفي، ولهذا يتوجب علينا لإدراك خبايا الواقع أن نبحث فيما تيسر وراء الأرقام والإحصائيات.
إن البطالة مرض من الأمراض الخطيرة التي تصبب حياة الفرد والمجتمع في نفس الوقت بمعنى أنه إذا تفاقمت نسبتها بمجتمع ما تكون لها انعكاسات ومضاعفات وخيمة, لا على التوازنات الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل على حياة المجتمع ككل.
ففي المغرب الذي يعد من خانة الدول المتخلفة لا يوجد نظام التعويض على البطالة كما هو الشأن بالنسبة لدول الرأسمالية كفرنسا مثلا ولا يوجد قانون يجبر الرد على الشغل على الأقل من الناحية المبدئية كما هو الشأن للدولة الاشتراكية . وهنا نتساءل عن مصادر عيش العاطلين ومن يعولهم ؟ إن الإجابة على هذا التساؤل صعبة للغاية خصوصا وان العاطل رغم عدم توفره على دخل قار يستهلك حدا أدنى من الموارد، فإذا استثنيتا مصادر العيش غير القارة والمصادر غير الشرعية نجد إن هناك " نظاما طبيعيا "فرضته ولا زالت تفرضه طبيعة العلاقات العائلية والاجتماعية ، التي تستقي أصولها من التراث العربي الإسلامي، ويمكن أن تسمية "بالتضامن العائلي"
فالبطالة إذن في الدول المتخلفة لا يتحملها العاطل وحده، بل يتقاسمها أفراد العائلة الأشد قرابة إلى العاطل، وخصوصا أولئك الذين يتوفرون على مداخيل داخل العائلات التي تعطل بعض أفرادها. وكلها انخفضت نسبة البطالة ارتفعت مداخيل العائلات لان تموج نسبة البطالة يولد حركة نقل المداخيل بين الأفراد والعائلات.
إن الإنسان كائن حي باشر خلال حياته من مراحل تبدأ بالضعف وتنتهي به مرورا بمراحل القوة والعطاء ، فإذا تعطلت سواعد الشباب مدة طويلة تنقص قوتها مع ارتفاع السن ولذلك يتسبب انتشار البطالة في تقليص قدرة المجتمع على الإنتاج وفي تفشي أمرا اجتماعية وأخلاقية ترهن الحاضر والمستقبل وفي ضعف القدرات الفيزيولوجية والفكرية للأفراد نظرا لقلة المواد المغذية للجسم .
ومن خلال مدينة تازة باعتبارها مدينة في بلد نامي يتخبط في عدة مشاكل حيث أن الفتيات بعد فشلهن في الدراسة يصطد من بواقع في سوق العمل والتوظيف مغلق ، وهنا تواجه الفتيات عمليات إحباطية وصراعية قد تدفع بهن إلى السلوك المنحرف إذا لم يجدن من يساعدهن ويوجههن وعليه فالمرأة التازية خاصة والمغربية عامة يجب أن تتاح لها فرصة العمل لكي لا تؤدي بها الضغوط الاجتماعية إلى الانحراف [26]. ب- الهجرة القروية
ترجع ظاهرة الهجرية القروية التي تعرفها المدن المغربية عامة منذ مطلع القرن العشرين إلى عدة عوامل خلقها الاستعمار حيث تركزت جل الأنشطة الاقتصادية الحديثة بالمدن كما أدت الظروف السيئة في البوادي التي تتمثل في الجفاف وقلة الإنتاج الزراعي وصغر حجم الملكيات الزراعية إلى قيام حركة هجرة واسعة عن البوادي صوب المدن بحثا عن فرص الشغل، ويزيد في حجم الهجرة توالي سنوات الجفاف الذي يعرفه المغرب
فمدينة تازة كغيرها من المدن المغرية التي تعاني من اكتظاظ مهول ناجم عن هجرة القرويين نحوها بحثا عن فرصا العمل وكان من نتائج هذه الظاهرة تكدس سكاني بالمدينة القيمة ونمو مجالات تشبه حضرية متمثلة في الدواوير المحيطة بالمدينة. ينتقل هذه العدوى إلى الحزام الأخضر المحيط بها ليتوسع بدلك المجال في ظروف سرية وبطريقة غير قانونية في إطار ما يسمى بأحياء الصفيح
وهكذا أصبحت الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لهؤلاء المهاجرين مهيأته بهم إلى الانحراف والجريمة بكافة أشكالها وأنوعها.
خلاصة الباب:
فعلى ضوء سابق نخلص إلى القول بأن جل العوامل سواء منها البيولوجية أو الفيزيولوجية أو الاجتماعية والاقتصادية، تتفاعل فيها بينها في التأثير على السلوك الإجرامي للمرأة بصفة خاصة، ذلك أن الظاهرة الإجرامية هي ظاهرة معقدة إذ تتداخل كل العوامل فيما بينها فلا يكفي عامل واحد أو عدة عوامل لتفسيرها مهما حاولت مخالف التيارات التأكيد على ذلك، بالإضافة إلى أن هذه الظاهرة تختلف باختلاف البواعث والدوافع لدى الفرد وغن كانت الحقيقة تجعلنا نؤكد على تشابك العوامل وتداخلها والتي تحدد في نهاية المطاف السلوك الانحرافي لديه، إذ لا يمكن مثلا تفسيرها في ضوء العوامل البيولوجية وحدها لان هناك مجرمين أسوياء من الناحية البيولوجية وفيما يخص المجال الأخير فإنه لا يمكن ربط ظاهرة الإجرام بكل العناصر التي تكون الوسط الاجتماعي كالعمل والسكن والرفاق ... الخ ، طالما إن هناك أشخاص يخضعون لنفس الظروف دون أن يسقطوا في براثين الجريمة.
, ~
|
|
أمس في 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر