اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون

من طرف **الثلج الاسود** السبت نوفمبر 15, 2014 1:41 pm

ليست دائما خيارتنا يصنعها ما اعتادت عليه مجتمعاتنا، ربما هذه العبارة الاقرب الى اذهاننا اذا ما اكتشفنا يوماً خلال رحلة جوية ان قائد الطائرة التي نحلق على متنها ليس رجلا بل امرأة، قد تبدو صدفة تثير الاستغراب او ربما الدهشة، لكن حتماً ان تختار فتاة بحرينية ان تصبح كابتن، فالامر لم يأت بمحض الصدفة، الكابتن ياسمين فريدون شابة بحرينية قررت ان تختار ما لم يعتد عليه مجتمعها العربي وتحديداً الخليجي، ولم تترك لطموحها ان يتوقف عند التخصص الذي درسته في احدى جامعات المملكة، بل قررت ان تختار تحقيق حلمها، فرغم انها تخرجت من جامعة البحرين «تقنية ادارة الاعمال» وعملت في احد البنوك المحلية، الا انها بقيت تتطلع الى تحقيق حلمها بأن تصبح «طيارا» صانعة بذلك قراراً نحو العمل في مجال لم يسبقها اليه بمجتمعاتنا العربية سوى القليل من النساء.
في داخل مكتب الرئيس التنفيذي لعمليات الطيران بطيران الخليج ناصر السالمي التقينا الكابتن ياسمين فريدون، شابة جميلة، لها من الذكاء والثقة والعزيمة نصيب وافر، احبت الطيران دون ان ترفع سقف توقعاتها بالحصول على الفرصة المناسبة لدراسته، فاختارت في 2004 ان تتقدم لطيران الخليج لدراسة الطيران وان تتجه بذات الوقت نحو العمل في احد البنوك، استغرق الانتظار عاما واحدا قبل ان تتلقى مكالمة هاتفية من طيران الخليج تدعوها الى الخضوع لامتحانات القبول.
تقول ياسمين" لم يكن لدي أي علاقة بالطيران، لقد درست في مدارس البحرين، والتحقت بجامعة البحرين، لدراسة تقنية ادارة الاعمال وتخرجت منها في عام 2004، لم اكن واثقة من امكانية تحقيق حلمي بدراسة الطيران، لذلك تقدمت لطيران الخليج لدراسة الطيران ثم عمت في قطاع البنوك، بعد عام تم قبولي والتحقت ببعثة دراسية الى كلية علوم الطيران في العاصمة القطرية الدوحة".
وتستدرك بالقول" في الواقع لا استطيع ان اصف مشاعري حين عرفت انه تم قبولي، بصراحة لم اكن اتوقع ان تفتح امامي هذه الفرصة".
وعندما سالناها عن راي عائلتها اجابت" عندما تقدمت بطلب الالتحاق بطيران الخليج ودراسة الطيران لم تكن عائلتي على علم بذلك، بصراحة لم اكن اتوقع تحقيق هذا الحلم لذلك لم اخبرهم بأنني تقدمت بطلب لطيران الخليج،لكن عندما تمت الموافقة كان هناك احدى الاجراءات التي تتطلب ان اضع ارقام هواتف اسرتي للحالات الطارئة، وفي احدى المرات اتصلت الشركة بعائلتي كي تخبرني عن موعد احدى الامتحانات، بلا شك الامر كان اشبه بالصدمة بالنسبة لامي كأي ام ينتابها الخوف من مجرد فكرة ان ابنتها ستقود طائرة، اما بالنسبة لوالدي فقد تفاجأ هو الاخر في بداية الامر لكنه تفهمه لرغبتي شكل دعم معنوي كبير بالنسبة لي، وفي نهاية الامر عائلتي تفهمت رغبتي واحترموا خيارتي".
لكن ماذا عن فترة الدراسة؟ فتاة عشرينية تلتحق بكلية الطيران في مجال خاضوه الرجال لكن فرصه امام الخليجيات لا زالت ضيقة! تقول ياسمين انها لم تكن الفتاة الاولى من البحرين، بل عندما ذهبت الى الدوحة لدراسة الطيران كانت هناك ميساء هزيم التي لم يكن امامها سوى سته اشهر من الدراسة قبل العودة الى البحرين وكذلك نورة الدوسري التي درست مراقبة الطيران.
تقول ياسمين"لم اكن اول بحرينية هناك، بل كانت قبلي ميساء هزيم التي سبقتني لدراسة الطيران، وقضينا فترة ستة شهور قبل ان تنهي دراستها وتعود الى البحرين، بالاضافة الى الزميلة نورة يوسف التي درست مراقبة الطيران، لكن خلال الدارسة كنت الفتاة الوحيدة في الصفوف الدراسية والتدريبيات، الا انني لم اشعر بأي اختلاف بل على العكس حظيت بكل الدعم ولم يكن هناك أي احساس بالغربة، كنا جميعاً نتعامل بنضج ونتصرف بمسئولية، بلا شك قد اكون واجهت بعض التحديات لكنها لم تكن مرتبطة بكوني امراة،، بل كانت تحديات قد يواجهها أي شخص سواء رجل او امراة خلال فترة الدارسة".
بعد الانتهاء من الدراسة في الدوحة عادت ياسمين الى البحرين لكنها لم تكن استراحة طويلة فقد بدات على الفور الدراسة والتدريبات اللازمة على الطائرة التي ستقودها حيث استغرقت الدراسة 45 شهراً تدربت خلالها على قيادة طائرات 320.
لكن ماذا عن مشاعرها بعد ان تحقق الحلم وانتهت الدراسة بكل تحدياتها وصعوباتها؟ تقول ياسمين"ربما وانتي منشغلة بالدارسة قد لا يأتي هذا الاحساس لكن بعد ان انتهيت من الدارسة بالطبع شعرت ان حلمي قد تحقق واصبحت "طيار"، لا زلت حتى الان كلما ارتديت بدلة الطيران اشعر بالاحترام لعملي، هذا الحلم الذي لم ينفصل عني بات واقع في حياتي، وادرك جيداً ان تحقيقه لم يكن بالامر الهين"
كثيراً ما نضع مفردة الخوف باذهاننا مقابل كل ما يتعلق بالطيران، رغم ان جميع الاحصائيات العالمية تشير الى ان الطيران لا زال وسيلة النقل الاكثر اماناً وان حوادث الطيران تبدو نسبتها ضئيلة جداً امام حوادث وسائل النقل الاخرى وعلى رأسها السيارات، الا ان الخوف يفرض نفسه في واقع الحديث عن الطيران. الا ان لدى ياسمين اجابه حاسمه بهذا الشأن عندما تقول" هذا الخوف لا مكان له في قمرة القيادة،عندما يخاف الانسان لا يستطيع التفكير بشكل صحيح ولا تكون احكامه دقيقة، بالنسبة لي شخصيا انا اشعر بالامان بالطائرة اكثر من السيارة، والامكانيات المتوفرة بالطائرة تجعل منها وسيلة نقل اكثر امانا من السيارة، فكل شيء في الطائرة تحت السيطرة، وكل شيء فيها يقابله اجراء يمكن القيام به، لايوجد شيء فيها يترك للصدفة،،وهذا الامر غير متوفر بالسيارة".
بالعودة الى البدايات لازالت تتذكر ياسمين اول رحلة قامت بها بعد الانتهاء من الدراسة حيث كانت رحلة تدريبية بين العاصمة القبرصية "لارنكا" والبحرين، اذ بدى الامر جديداً بعض الشيء لانها كانت المراة الاولى التي سيطير بها طيارين برفقة طيار امراة، لكن بشكل عام لم يكن الامر بجديد بالنسبة لشركة طيران الخليج – بحسب راي ياسمين- فقد سبقتها لهذا المجال ميساء هزيم وكذلك طيار فرنسية تعمل لدى طيران الخليج وتدعى الكابتن فنسيا، والاهم براي ياسمين ان الطائرة لا تفرق بين رجل وامراة!.
اذا كانت الطائرة لا تفرق بين رجل وامراة لكن حتماً في مجتمعاتنا لا زالت الفروق الذهنية والاجتماعية تبدو خطوطها عريضة، حتى تضع في بعض الاحيان خط ذهني (احمر) امام بعض المهن، ربما هذا ما يفسر الموقف الذي تعرضت له ياسمين في احدى المطارات الخليجية عندما رفض احدى المسافرين الصعود الى الطائرة بعدما اكتشف ان قائد الطائرة امراة.
تقول ياسمين"عندما التحقت بهذا العمل توقعت كل شيء لذلك لا اخذ هذه الامور بشكل شخصي، واستطيع تفهم تقبل الناس لفكرة ان تكون المراة "كابتن" طائرة، اتذكر في بداية عملي كان لدي رحلة من ابوظبي الى البحرين، وكان هناك مسافر مسن عندما راى ان امراة من ستقود الطائرة رفض ان يدخل الى الطائرة لكن عندما وضعوا امامه خيار اما ان يسافر معنا على متن الرحلة ذاتها او يغادر الطائرة ويقوم بتغير حجزة الى رحلة اخرى تقبل الوضع وسافر معنا".
وتتابع بالقول" بالطبع اتفهم هذا المواقف، فالناس تأتي من خلفيات اجتماعية مختلفة ولكل فرد طريقة تفكير مختلفة، وبالتالي لا استطيع ان افترض ان الجميع سيتقبل ان تكون امراة من تقود الطائرة، لكن مهمتي في النهاية ان اوصلهم الى واجهتهم بسلام وان اقوم بعملي على اكمل وجه".
بعيداً عن قمرة القيادة وجداول الرحلات ترى ياسمين ان زوجها اكثر الاشخاص من محيط عائلتها من وقف الى جانبها في خيارتها بل هو من يشجعها دوماً ولا يرى أي تعارض بين ان تحظى بحياة اسرية وبين ان تكون امراة ناجحة بعملها.
تقول ياسمين"زوجي دائما يدعمني ويشجعني، عندما ارتبطنا كنت لا زلت ادرس الطيرن وبالتالي كان على تفهم ودارية تامة بطيعية عملي، هذا الاحترام المتبادل بيننا خلق حالة من التفاهم والثقة الدائمة، وانا بالمقابل اتفهم طبيعية عمله، اما بالنسبة للاطفال فلم ارزق بعد، لكن لا يوجد أي تعارض بين الانجاب والامومة وبين العمل في مجال الطيران ولدي زميلات لديهن اطفال،كل ما يحتاجه الامر التخطيط والتدبير الجيد، والحمدلله نحن في مجتمعات خليجية دائما هناك تقارب مع العائلة وبالتالي هناك دعم توفره العائلة وهذا يجعلنا محظوظين بمجتمعاتنا".
عندما نستحضر الذاكرة نجد ان هناك نساء عربيات دخلنا هذا المجال قبل اكثر من 30 عاماً مثل الاردنية الكابتن سمر العوران – ابنه الجنوب الاردني- التي كانت أول عربية تقود طائرات نفاثة وتقطع المحيط الاطلسي وكذلك الاردنية تغريد عكاشة والمصرية دينا الصاوي، كيف ترى ياسمين فريدون اليوم فرص المراة العربية والخليجية تحديدا مع عالم الطيران؟ ترى ياسمين انه اذا كانت اول كابتن خليجية من البحرين فهذا لا يعني عدم وجود خليجيات اخريات اخترن عالم الطيران من دول خليجية اخرى.
تقول ياسمين"الحمدلله الان المجال بات مفتوح امام النساء،وهناك نساء خليجيات اخترنا هذا المجال، انا عضوه في منظمة 99 المخصصة لدعم النساء الطيارين، وهناك عضوات من مختلف الدول العربية يصل عددهن الى حوالي 50 امراة، لذلك لم يعد الامر حكرا على الرجال، بل هناك نساء كثر اصبحن يقتحمن هذا المجال، ايضا طبيعية العمل في الطيران تغيرت، في السابق كان هناك رحلات قد تستغرق ايام قبل عودة الطاقم الى بلادهم، اليوم معظم الرحلات اعود منها في نفس اليوم، وهذا ما يجعل مهنتي قد لا تختلف من حيث ساعات العمل عن أي عمل اخر".
وتتابع بالقول"اتذكر عندما اخذت طلبات الالتحاق بطيران الخليج لدراسة الطيران لم يكن هناك ما يشير الى ان الفرص فقط موجهة فقط للذكور وليس للاناث ومع ذلك لم يتقدم لهذا المجال سوى اثنتان من النساء، لذلك القيود ليست مهنية او قانونية بل هي اجتماعية وتغير صوره ذهنية وميل نحو الخوض في هذا المجال".
وعندما سالنا ياسمين ما اذا قرر احدى ابناءها الاتجاه نحو الطيران ردت على الفور" لن امانع على الاطلاق، اذا كان هذا ما تريده ابنتي او ابني في المستقبل لن امانع بل سوف ادعم رغبتهم".
تقود اليوم ياسمين طائرة ايرباص 320 بعد ان استكملت كافة ساعات الطيران المطلوبة،وهي بدورها تشعر بالامتنان للناقلة الوطنية طيران الخليج التي فتحت امامها هذه الفرصة لا سيما انها تكفلت بدراستها وقدمت كل الدعم لتصبح اليوم اول كابتن بحرينية.
تقول ياسمين" بلا شك ان الامر ايجابي جداً بالنسبة لي، طيران الخليج هي الناقلة الوطنية لوطني البحرين، وهي من تكفلت بتدريسي الطيران، ولو لم تفتح امامي طيران الخليج هذه الفرصة لما كنت اليوم "كابتن طائرة" لذلك اشعر بالامتنان لكل الدعم الذي قدمته لي طيران الخليج، بالمقابل لو لم تثق طيران الخليج باستعدادي وقدرتي لما استئمنت على طائرة تنقل المسافرين مع طيران الخليج، هذا من ناحية كذلك لم تكن طيران الخليج لتغامر بطائرتها لو لم تثق ايضا بمن يقودها، وكما قولت سابقاً الطيران لا يترك الامور للصدف".
واضافت «اليوم مضى على التحاقي بطيران الخليج خمسة اعوام، احظى بزملاء طيبين اعمل معهم بشكل يومي، واثق بهم ويثقون بي، وبالتالي لم ولن اواجه أي تحدي يتعلق بي كامرأة - !!

اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون Jr2uJo

اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون Jr2uJo

[

اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون

اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون

رد: اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون

رد: اول كابتن طيار بحرينية - الكابتن ياسمين فريدون