ماذا يقصد بتغيير مسار للمعدة وهل هناك مضاعفات ؟

من طرف **روميو** السبت يونيو 08, 2013 9:50 am

ماذا بقصد بتغيير مسار المعده وهل هناك خطوره لان اخوي قالوا له ان يعمل عملية تصغير معدة او تغيير مسار للمعدة وهو خايف

من طرف **mbelrem** الثلاثاء يونيو 11, 2013 11:27 am

عملية تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass) هي من أكثر الطرق المستخدمة بنجاح لإنقاص الوزن. وهي من أكثر العمليات الجراحية شيوعا في امريكا. نشأت فكرة هذه العملية الجراحية عندما لاحظ دكتور أوتو ودكتور ماسون أن المرض الذينأجروا لهم استئصال جزء من المعدة أثناء علاج قرحة المعدة الشديدة قد فقدوا جزءا كبيراً من وزنهم. وتطورت العملية الجراحية تدريجيا واخذت اشكالا مختلفة حتي وصلنا الان الي نوع من العمليات يسمي (Mini Gastric Bypass).

تعتمد فكرة العملية علي تحويل مجري الطعام من المعدة من جهة و العصارة الصفراوية البنكرياسية من الجزء الأول من الأمعاء من جهة اخرى إلى بقية الأمعاء متجاوزين مسافة 150 سم من الأمعاء , في هذه المسافة يمر الطعام بدون أن يمتزج بالعصارات الهاضمة فلا يحدث امتصاص للطعام في هذا الجزء من الأمعاء وبالتالي لا يستفاد من الطعام ويقل الوزن. هذا بالاضافة إلي ان تصغير حجم المعدة المصنعة ينقص حجم وجبة الطعام إلى العشر لذا يشعر الشخص بالشبع المبكر مع كمية طعام قليلة. كما يرافق هذه العملية حدوث إلى انخفاض ملحوظ في حجم وظيفية من المعدة، يرافقه تغيير في الاستجابة الفسيولوجية والبدنية للغذاء.

ويتم قطع (تدبيس) و تقسيم المعدة الي كيس معدي علوي صغير (على شكل جيب صغير بحجم 25 مل تقريبا) و كيس معدي سفلي كبيير ويتم اعادة وصلهم بالامعاء الدقيقة. يحول الطعام من المعدة من جهة و العصارة الصفراوية البنكرياسية من الجزء الأول من الأمعاء من جهة اخرى بطريقة (Roux-en-Y ) إلى بقية الأمعاء متجاوزين مسافة 150 سم من الأمعاء. تختلف مسافة التجاوز من عملية لأخري. فهناك من يتجاوز 150 سم ليصل مائتي سنتمتر، حتي اكثر من مائتين وخمسين سنتمتر.

وهناك عدة أنواع من عمليات تحويل مسار المعدة يحدد الجراح الماهر النوع المناسب للمريض حسب حالته. فهناك تحويل المسار البسيط و هو عبارة عن تحويل مجرى الأمعاء الدقيقة مع المعدة بدون تصغيرها، أو التصغير الطولي للمعدة، أو التصغير العرضي للمعدة، وهناك عمليات تحويل العصارة الصفراوية مع عصارة البنكرياس وتقصير الأمعاء بدون استئصال جزء من المعدة أو مع استئصال ثلث المعدة بتحويل الاثنا عشر أو بدون تحويلها. كما يمكن إجراء هذه الجراحة بالمنظار باستخدام عدة شقوق صغيرة، واحد لادخال التلسكوب الجراحي والاخر لوصله بجهاز كاميرا الفيديو، وغيرها للسماح للألات الاخري الخاصة بالتشغيل. ويستطيع الجراح أن يري عمليته على شاشة الفيديو. وتوصف هذه العمليات لعلاج حالات السمنة المرضية (كما هو موضح مؤشر كتلة الجسم أكبر من 40 أو إذا كان مؤشر الجسم اكثر من 35 مع وجود حالات مرضية أخري)، وعلاج مرض السكري من النوع 2 وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وعلاج توقف التنفس أثناء النوم، بالإضافة لظروف مرضية أخرى بشرط أن يكون المريض قد فشل في الطرق التحفظية لإنقاص الوزن.

أما عملية تغيير مسار المعدة البسيطة (Mini Gastric Bypass) فهي عملية سريعة يتم إجراؤها عادة بأقل من ساعة واحدة ويمكث المريض عادة بالمستشفى فترة أقل من العملية العادية (حيث يقل وقت إجراء العملية من ساعتين إلى ما يقارب 45-60 دقيقة) ويتلوها شفاء سريع ومخاطر قليلة فهي بذلك تماثل بمخاطرها عملية ربط المعدة ولكنها تضاهي عمليات قص أو تحويل مسار المعدة أو تكميمها من حيث النتائج (نسبة نجاح 95%). وتتم هذه العملية بإستخدام المنظار الجراحي عن طريق 4-5 فتحات صغيرة في أعلى البطن وعن طريقها ستتم العملية والتوصيل، والمكوث بالمستشفى سيستغرق عادة 3-4 أيام. ولقد تمت العملية لأول مرة علي يد الدكتور روبرت رتليدج من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1997. حيث قام بتعديل العملية التقليدية حيث تشمل عملة انبوب ضيق طويل من المعدة علي الجانب الايمن للمعد في المنحني الأصغر ثم يتم إحضار جزء من الأمعاء الدقيقة لأعلي ويثبت معه علي بعد 180 سم من بداية الأمعاء الدقيقة. و هي عملية نسبياً سريعة وبسيطة وتساعد في نزول الوزن غير المرغوب فيه. وهي كسائر عمليات التحويل الأخرى فجزء من الأمعاء لا يمتص الطعام مما يساعد في تقليل إمتصاص الدهون والسعرات الحرارية ولكنها مثل بقية العمليات يحتاج فيها المريض إلى مكملات غذائية مثل الفيتامينات والمعادن التي لا يمتصها الجسم من الطعام. وقد أوضحت الإحصائيات الطبية أن المريض قد ينزل 50-70% من وزنه الزائد في السنة الأولى. وتتميز هذه العملية بعدد من المزايا منها أنها تجرى عن طريق المنظار ويستفيد المريض من كل مميزات الجراحة التنظيرية من تحسين ندبة العمل الجراحي والعطلة عن العمل والتقليل من جميع مضاعفات الجراحة بشكل كبير. كما أن نقص الوزن فبها افضل من العمليات المحددة للحجم كالحزام و التكميم (sleeve)وقد يصل نقص الوزن الي 80% من الوزن الزائد في بعض الأحيان. بالإضافة إلي حدوث نقص بالشهية ويقل التعلق بالطعام نتيجة لقلة إفراز هرمون الجوع (Ghrelin). كما أن نقص العناصر و الفيتامينات يحدث فيها بصورة محدود مقارنة بالعمليةالتقليدية. هذا بالإضافة إلي أن المحافظة على الوزن الجديد يستمر لسنوات اكثر من العمليات المحدد للحجم. وتعطي نتائج ممتازة طويلة الأمد. كما أن تكلفة العملية أقل من عملية تحويل المعدة التقليدية نظراً لتفادي عملية التوصيل.

المضاعفات:
أي عملية جراحية كبرى تنطوي على إمكانية حدوث مضاعفات السلبية قد تزيد من خطر طول الإقامة في المستشفى،أو حتي حدوث وفيات. وهناك بعض المضاعفات الشائعة في جميع عمليات البطن، في حين أن بعض المضاعفات قد تحث بشكل خاص أثناء إجراء الجراحة لعلاج البدانة.

1- مضاعافات تحدث لكل عمليات جراحة الجهاز الهضمي:

عدوي مكان اجراء العملية, الجلطات الدموية الوريدية, نزيف داخل الجهاز الهضمي, فتوق الشق الجراحي(في الجراحة المفتوحة), الانسداد المعوي.

2- مضاعفات خاصة بجراحة علاج البدانة:

تسريب بمكان الوصلة بين المعدة والأمعاء, تضيق بمكان الوصلة, حدوث قرحة بمكان الوصلة,حدوث متلازمة الإغراقالغذائي, وحدوث أنواع مختلفة من الخلل الغذائي.

وتختلف المضاعفات من حيث وقت حدوثها الي مضاعفات تحدث مبكرا وأخري تحدث متأخرة بعد الجراحة:

1- مضاعفات تحدث مبكراً:

تسريب بمكان الوصلة, عدوي مكان اجراء العملية, الجلطات الدموية الوريدية, نزيف داخل الجهاز الهضمي.

2- مضاعفات تحدث متأخراً:

فتوق الشق الجراحي, فتق داخلي, تضيق بمكان الوصلة, حدوث قرحة بمكان الوصلة, و نقص العناصر الغذائية.

النتائج الصحية المكتسبة بعد اجراء عملية تغيير مسار المعدة:

يتم فقدان حوالي 65-80٪ من وزن الجسم الزائد في معظم أنواع عمليات تغيير مسار المعدة . ولها بالإضافة لنقص الوزن آثار طبيا أكثر أهمية في تحسن الكثير من الظروف المرضية المصاحبة للبدانة مثل:

1- يتم تصحيح اختلال الدهون المصاحب للبدانة في أكثر من 70٪ من المرضى.

2- يتم التخلص من ارتفاع ضغط الدم الأساسي في أكثر من 70٪ من المرضى، وعادة ما يتم تخفيض الحاجة للدواء في الجزء المتبقي.

3- يتم تحسين اضطراب وتوقف التنفس أثناء النوم بصورة ملحوظة مع فقدان الوزن بالإضافة إلي تحسن الشخير في معظم المرضى.

4- يتم الشفاء من مرض السكري من النوع 2 في ما يصل الى 90٪ من المرضى مما يؤدي عادة إلى مستوي طبيعي للسكر في الدم دون الحاجة إلي دواء، و قد يحدث أحيانا في غضون أيام من الجراحة.

5- يتم الشفاء من مرض إرتجاع المرئ في جميع المرضى تقريبا.

6- يتم الشفاء أو علي الأقل تحسن لعلامات جلطات الساق وتورمها.

7- يتم تحسن آلام أسفل الظهر وآلام المفاصل في جميع المرضى تقريبا ويشعرون براحة أكثر.

ولقد أظهرت دراسةمقارنة أجريت في سلسلة كبيرة نسبية من المرضى على انخفاض 89٪ من معدل الوفيات على مدى السنوات الخمس التالية للعملية الجراحية، مقارنة مع بطرق العلاج غير الجراحي للمرضى. كما أن ألإكتئاب المصاحب للسمنة عادة ما يتحسن بل قد يتم التخلص منه نهائياً بعد العملية وتحسن الثقة بالنفس ويتحسن التعامل مع المجتمع بالإضافة إلي حدوث تحسن في الأداء الوظيفي والإجتماعي. ويتمتع معظم المرضى قادرين على بقدر أكبر من المشاركة في الأنشطة الأسرية والاجتماعية.

التعايش مع العملية الجراحية:

إن جراحة تغيير مسار المعدة قد يكون لها تأثير على سلوك الفرد العاطفي والنفسي والوظيفي. حيث يعاني العديد من الذين خضعوا لتلك العملية الجراحية من الاكتئاب في الأشهر التالية للعملية نتيجة للتغيير في الدور الذي يلعبه الغذاء في حياتهم العاطفية الصحه العامة. ما أن وضع قيود صارمة على النظام الغذائي للمريض يضيف عبئا وتوترا عاطفيا ونفسياً كبيراً على المريض. كما أن طاقة المريض وقدرته قد تقل نظرا لقلة كمية الطعام المتناولة بالاضافة للتغيرات النفسية والعاطفية السلبية المصاحبة. وقد تستغرق تلك التغيرات قرابة الثلاثة شهور حتي تبدأ في التحسن والإختفاء.

كما أنه من الشائع أن يعاني الشخص الذي أجريت له الجراحة من ضعف ووهن عضلي في الأشهر الأولي بعد الجراحة. ويحدث لهذا بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك فرض قيود على البروتين، مما يؤدى إلى فقدان كتلة العضلات وانخفاض في مستويات الطاقة. وقد يؤدي ضعف العضلات إلى مشاكل في التوازن، وصعوبة صعود السلالم أو رفع الأشياء الثقيلة، وزيادة التعب عند أداء مهام بدنية بسيطة. إلا أن العديد من هذه االمشاكل تتحسن مع الوقت بازدياد الاستهلاك الغذائي تدريجيا. ومع ذلك، يمكن الأشهر الأولى بعد الجراحة يكون من الصعب جدا، وهذه مسألة لا كثيرا ما يذكر من قبل الأطباء مما يشير إلى عملية جراحية. ومع ذلك، يمكن أن تكون الأشهر الأولى بعد الجراحة لصعبة جدا، إلا أن هذه المسألة كثيرا ما يتجاهلها الأطباء ولا يخبرون بها المريض قبل إجراء التدخل الجراحي.

ومع أن فوائد ومخاطر هذه الجراحة واضحة ومعروفة، إلا أن الآثار النفسية ليست مفهومة بصورة جيدة بعد. فحتي ولو تحسن النشاط البدني فقد يعاني المريض من آثار النفسية على المدى الطويل بسبب الجلد المترهل والدهون الزائدة.

وغالبا ما يحتاج المريض الذي خضع لعملية تغيير مسار المعدة لإجراء عمليات جراحية أخري لشد الجلد ولشفط الدهون. هذه العمليات تضيف إلي معامل الخطورة بل قد تكون أكثر خطورة من المعتاد غذا صاحبها خلل غذائي أثناء فترة النقاهة لعملية تغيير المعدة.

نصائح للمرضى بعد عملية تحويل مجرى المعدة:

تعد هذه العملية من أهم عمليات البدانة من حيث جودة النتائج وقلة المضاعفات والأكثر قبولا من قبل المرضى. لذا يجب الإلتزام بتعليمات الطبيب بدقة وخاصة في الشهر الأول بعد الجراحة. كما يجب التعود علي تناول الطعام بهدوء و ممارسة مضغ الطعام بصورة جيدة وتناول لقيمات صغيرة. كما يجب ترك الطعام بمجرد الشعور بالإمتلاءحيث أن الإستمرار بالطعام يؤدي إلي حدوث قيء. ويجب تفادي تجنب تناول السوائل و الماء بعد الطعام مباشرة وخاصة المشروبات الغازية.

هذا بالإضافة الي تجنب شرب السوائل كثيرة الدسم (الحليب ) أو شديدة الحلاوة (العصائر المركزة ) بسرعة حيث تؤدي إلي حدوث ما يسمي بمتلازمة الإغراق. ويجب علي الشخص ممارسة التمارين والرياضة باستمرار وأقلها المشي السريع لنصف ساعة يوميا وتعتبر السباحة من أفضل انواع الرياضة عند البدين لأنها تحرك كل عضلات الجسم دون تأثير على المفاصل. بالنهاية يجب علي الشخص التعلم والتعود على هذا النمط الجديد من الحياة والتغذية وعدم العودة إلى نمط الحياة التي سبقت إجراء الجراحة حتى يستمر اكتساب الوزن المثالي لسنوات طويلة.

اللهم علمنا مَا ينفعنا ، وَانفعنا بمَا علمتنا ، ربَنا زدنا علمًا

الأستاذ الدكتور/ محمد البلتاجي استاذ مساعد طب الأطفال وقلب الأطفال بكلية الطب جامعة طنطا مصر واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والمراهقين بمستشفي البحرين الدولي

ماذا يقصد بتغيير مسار للمعدة وهل هناك مضاعفات ؟

ماذا يقصد بتغيير مسار للمعدة وهل هناك مضاعفات ؟

رد: ماذا يقصد بتغيير مسار للمعدة وهل هناك مضاعفات ؟