عقوق الامهات

( عقوق الامهات )
عن المغيرة بن شعبة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
0
(ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ومنعا وهات ، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، واضاعة المال . )
رواه البخارى
الابحاث العربية :

عقوق الامهات :
مصدر عق اذا عصى واساء المعاملة ، والامهات جمع ( امه ) وهى خاص بمن يعقل ومن لا يعقل ، ويقال اماه ) قال تعالى ( وامهاتكم اللاتى ارضعنكم ) واما لفظ الام فانه يشمل من يعقل ومن لا يعقل
.
منعا وهات :
اى يمنع ما وجب عليه من حق للغير ، ويطلب مالا حق له فيه ، كالشخص الذى يمتنع عن وفاء الدين ، ويطلب اعطاءه حقوق الاخرين .. فهو ظالم معتد من وجهين : 1 ـ لانه مانع للحق الواجب عليه 2 ـ مغتصب لما ليس له بحق قال تعالى ( ويمنعون الماعون )
وأد البنات :
أى دفنهن على قيد الحياة، وقد كان هذا من صنيع اهل الجاهلية ... قال تعالى ( واذا المؤودة سئلت بأى ذنب قتلت ) ...وقال تعالى ( ايمسكه على هون ام يدسه فى التراب ؟ الا ساء ما يحكمون )
واول من وأد البنات ( قيس التميمى )حين اسرت ابنته ثم اطلق سراحها فوأدها تخلصا من العار ،اول من فدى المؤودة (صعصعة ) جد الفرذدق
قيل وقال :
اى كثرة الكلام او الجدل بالباطل ، وهذا من نوع اللغو المنهى عنه .. قال تعالى ( والذين هم عن اللغو معرضون )
كثرة السؤال :
المراد ان يسأل عما لا يعنيه .. قال تعالى ( لاتسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم ) او المراد معارضة اوامر الرسل الكرام ففى الحديث ( انما اهلك من قبلكم كثرة مسائلهم واتلافهم على انبيائهم .

الابحاث النحوية:
1ـ 1
ـ ( ان الله حرم ) ان حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلاله اسمها ، وجملة حرم عليكم فى محل رفع خبر ان ، و ( عليكم) الجار والمجرور متعلق بحرم .
2ـ ( منعا وهات ) منعا مصدر منع وهو فى محل نصب مفعول به معطوف على ( عقوق) و(هات) اسم فعل امر بمعنى اعطنى
3ـ ( قيل ) مفعول به للفعل ( كره ) فهى اسم ومثلها ( قال ) كما تقدم .
الابحاث البلاغية :
ـ قوله( منعا وهات ) فيه ( طباق ايجاب ) وهو من المحسنات البديعية والطباق ان يجمع بين لفظيين متقابلين فى كلام واحد فلفظه (هات ) بمعنى اعطنى تقابل لفظة المنع فى قوله ( منعا )
2ـ قوله ( عقوق الامهات ، ووأد البنات ) فييه من المحسنات البديعية مايسمى بالسجع ومثله ( قيل وقال ،واضاعة المال ) فيه سجع
3ـ قوله ( كره لكم قيل وقال ) جملة خبرية من الضرب الابتدائى والغرض من الخبر افادة المخاطب الحكم الذى تضمنته الجملة ويسمى ( فائدة الخبر
).

الشرح الادبى :
يهتم الاسلام بتربية افراده على اساس من الفضيلة والخلق القويم ، ويهتم كذلك بتنشئة الجيل الاسلامى تنشئه عالية تبعد عن روح الانحلال والميوعة وتدفع به الى معالى الامور . ولهذا نجد فى هذا الحديث النبوى الشريف سمو الغاية ، ونبل الدعوة ، وقدسية الهدف الذى يسعى اليه الاسلام من اجل ان يبقى افراده مجتمعين متماسكين متعاونين ، تحكمهم المحبة ، وتربطهم الاخوة ، ويجمعهم الاسلام فى اطاره الانسانى الرحيم ، اطار المحبة والمودة والاخاء . فالرسول الكريم يبين فى هذا الحديث الامور التى يكرهها الله ويبغض ان يرى عليها عباده .
واول هذه الامور ان يسىء الانسان الى اولى الناس بالرعاية ، واحقهم بالعناية ، الا وهى
(الام )
الام التى حنت عليه فغذته بلبنها ، وغمرته بحنانها ، وآ ثرته على نفسها وراحتها ، فشقيت من اجل راحته ، وتعبت من اجل سعادته ، وتحملت الاثقال والالام فى سبيل ان ترى وليدها زهرة يانعة ، فكم من ليلة سهرت من اجل راحته ، لتطرد عنه شبح الخوف ، او تزيل عنه الم المرض ، وكم من ساعة قضتها بين جدران البيت تحمله على يديها ، متعبه مثقلة لتواسيه فى وقت شدته ومحنته ، فهل يليق به بعد كل هذا ان يسلك طريق العقوق او يجنح الى الاساءه والعصيان ؟ ! وصدق الله حيث يقول : ( حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )وذلك لعظم حقها على ولدها ، وضخامة شأنها اذ هى السبب المباشر فى حياة هذا الطفل بعد الله تعالى .. فلولارعايتها وحنانها ، ولولا تحملها المتاعب والالام فى سبيل تربية هذا الوليد الناشىء ... لما تربى طفل ولما عاش انسان !!فلا عجب اذن ان نرى العناية بالام تبلغ ذروتها وان تصل الى درجة ان يقول فيها الرسول الكريم الجنة تحت اقدام الامهات )... فمن اولى من الام بالتعظيم والتكريم ؟؟
واما الامر الثانى :
الذى ينبغى اجتنابه فهو ان يكون الانسان ظالما يمنع ماوجب عليه من حق ، وطلب ماليس له به حق ،فهذا هو عين الظلم والعدوان ، الذى عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( ومنعا وهات ) فهناك تاليف مالية وتكاليف اجتماعية واجبة على الانسان ، عليه ان يؤديها على الوجه المطلوب فاذا منعها كان ظالما .
واما الامر الثالث :
مما يبغضه الله ويحرمه الدين فهو ذلك الامر الشائن المتناهى فى القبح والاجرام الا وهو ( وأ د البنات ) فقد كان عادة شائعة عند العرب فى ايام الجاهلية فمنهم من يئد ابنته تخلصا من العار ، ونهم من يئدها خشية الفقر ، ومنهم من يئدها سفها وحماقة حيث كانوا يقولون : (الملائكة بنات الله فألحقوا البنات بالبنات ) وفى امثال هؤلاء يقول القرآن الكريم ( قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم )
واما الامر الرابع :
الذى حذر منه الرسول الكريم والذى يبغضه الله فهو كثرة القيل والقال ، وكثرة الجدل والخصام ، فكثرة الكلام تجر الى الوقوع فى المعاصى والمحرمات وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله ( والذين هم عن اللغو معرضون )
واما الامر الخامس :
فهو كثرة السؤال عما لا يعنى الانسان وعما ليس منه فائده ، فالمؤمن يشتغل بما يهمه ويدع مالا يعنيه وقد قال صلى الله عليه وسلم (من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه ) واخيرا ....... فان النبى صلى الله عليه وسلم ينهى عن تبذير المال وصرفه فى غير الوجوه المشروعة ، فان ذلك يدعوا الى الحسرة والندم ، ويدفع الانسان الى ذل السؤال كما قال الله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )

سبانك اللهم وبحمك اشهد ان لا اله الا انت وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

عقوق الامهات

عقوق الامهات

رد: عقوق الامهات