المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 542 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 542 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
الثلج الأسود 8
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الثلج الأسود 8
ورفع حاجبيه فبدا لون عينيه أكثر زرقه من المعتاد وأخذ يتفحص تعابير القلق على وجهها .
- لا نستطيع ترك السخان يعمل طوال الليل يا جوان .
اتسعت عيناها وقد أصابتها الحيرة :
- ولِمَ لا ؟ أعني أن بإستطاعتنا ترك النافذة مفتوحة للتهوئة .
استدار براندت ومشى نحو الضوء وتوقف إلى جانب الكرسي الذي تجلس عليه ورمق وجهها المنقبض :
- ليس هناك خطر من الإختناق ولكن ليس عندنا من الوقود ما يكفي لتشغيل السخان الليل بطولة ونحن لا نعرف متى يعود التيار الكهربائي .
نظرت جوان إلى يديها وقاومت كي لا تنقبض أصابعها في قبضة شديدة مثلما فعلت معدتها .
بللت شفتيها الجافتين وقالت بعصبية :
- لم أكن أعرف .
جعلت تعابير وجهه الجوفاء من الثعب قراءة أفكارة :
- لأني لم أخبرك ، لم يكن هناك من داع كي أجعلك تقلقين من دون ضرورة.
فتمتمت جوان :
- لم أكن لأقلق تماماً.
تابع برادنت التحديق بها . كانت يداه المندستان في جيوب سرواله وسترة بدلته المفتوحة
تعززان وسامته . ثم أخذ نفساً عميقاً واستدار مبتعداً وقال لها وهو يفتح باب المكتب الداخلي :
- سأجلب معاطفنا كي تدفئنا أمام السخان قبل أن نخلد إلى النوم .
جعل تيار الهواء البارد المفاجئ جوان ترتعش قليلاً : لم يكن هناك ما يمكنها أن تعترض عليه وها هي الآن تشعر بعدم الأمان والضياع .
كان قلبها يدق بشدة مثل مطرقة بين ضولعها عندما رجع براندت إلى الغرفة حاملاً معه المعطفين . تمنت بيأس لو كان بإستطاعتها استعارة القليل من رباطة جأشة .
شعرت جوان بالحاجة إلى التكلم ولكن هذه الرغبة اختفت عندما نظر إليها براندت وابتسم ابتسامة كسولة دلت على أنه يتفهم مخاوفها التي تشبة مخاوف تلميذة مدرسة .
نهضت من مكانها وساعدته في بسط المعطفين على الكرسي بصورة تعرض داخلهما المبطن إلى الحرارة .
ثم فركت يديها ووضعتهما فوق السخان وكأنهما يحتاجان إلى التدفئة .
قالت وعلى وجهها ابتسامة ضعيفة :
- لو أخترنا الجلوس داخل مكتبك في النهار لأصبح المكان أكثر دفئاً الآن .
ركز برادنت نظره على كتفيها من الخلف ، فشعرت جوان بذلك وكأن لها عينين خلف رأسها .ثم قال بصوت هادئ مطمئن :
- لو لم تكن الكنبة ثقيلة الوزن ومزعجة لكنت نقلتها إلى هذه الغرفة .
سوف آخذ السخان إلى غرفة مكتبي كي يخفف من صقيعها قبل أن ندخلها .
ازدادت دقات قلبها حتى ظنت أن صداها يتردد في أرجاء الغرفة .
لم تتسن لها فرصة حقيقية الليلة الماضية كي تتمعن في مسألة النوم إلى جانب براندت فذلك لم يحدث عمداً .
أما الآن فقد خافت أن تكشف عن شعورها العميق نحوه .
جفلت بصورة ظاهرة عندما تقدم براندت وأخذ المعطفين عن الكرسي .
ولم يطلق أي ملاحظة عدا نظرة سريعة إليها وهو يطوي المعطفين . راقبته بعينين شبه مغمضتين وهو يحمل السخان ويأخذه إلى غرفة مكتبة.
أدركت جوان عندما لم يرجع بعد دقائق قليلة أنها لا تستطيع الإنتظار أكثر .
أطفأت كل الشموع ماعدا واحدة ثم حملت المعطفين على ذراعها والتقطت الشمعة الباقية المشتعله .
قال لها براندت من دون أن ينظر إلى من دخل الغرفة :
- أتركي الباب مفتوحاً .
كان منحنياً فوق السخان وتكهنت جوان أنه يطفئة . وضعت الشمعة على طاولة إلى جانب الكنبة
دون أن تسمح بانجذاب نظراتها إلى الجاذبية المغناطيسية لحضوره .
كان البرد في الغرفة ما يزال قارساً على الرغم من الحرارة التي بثها السخان في إرجائها .
جاءها صوته من ناحية الباب المفتوح :
- سأذهب إلى مكتبك وأغلق النافذة هناك فيما أنت تتحضرين للنوم .
لم تجد جوان ما تعبر به غير كلمة ( حسناً ) لأنه بدا أن لا حاجة للإجابة على صرامة أقوالة .
أخذت موقعها في مؤخرة الكنبة ومدت المعطف فوق رجليها ،
وحاولت أن تترك فسحة كافيه لبراندت تحت المعطف وعندما رجع إلى المكتب ،أصبح الجو في الغرفة وكأنه مليء بشحنة كهربائية .
اطفأت الشمعة وغرقت الغرفة في الظلام ، فشعرت جوان للحظة أنها عمياء تماماً .
ثم شعرت بحركة مدروسة فيما كان براندت يضع ثقلة فوق الصوفا ، وانكمشت على نفسها لتفسح له متسعاً .
عندما رجع لها تنفسها كان لاهثاً متقطعاً من فوق الألم الذي شعرت به بسبب قربها منه .
سألها بصوت أجش عميق وبقوة :
- هل أنت مرتاحة ؟
أجابت جوان وهي تتنفس بصعوبة : أجل .
فقال لها بنبرة خفيفة مطمئنة :
- إن الليلة أكثر دفئاً من ليلة أمس .
أجابته : نعم أنها أكثر دفئاً .
ولكن الحرارة التي دبت في عنقها ووجنتها كانت هي التي تجعلها غير مرتاحه .
وأخيراً قال براندت :
- تصبحين على خير يا جوان .
- تصبح على خير ..يا براندت .
تردد قبل أن تلفظ أسمه الأول ..ومع ذلك سيكون من السخف في هذه الظروف أن تناديه بالسيد ليون .
أغمضت عينيها وشعرت بالإرتفاع والإنخفاض الثابت لصدره ،
فأسكر أنفيها مزيج من رائحة السجائر ولوسيون ما بعد الحلاقة ورائحته النفاذة .
صلت كي تستطيع النوم ولتهرب من أحاسيسها . آلمتها عضلاتها من كثرة ما حاولت أن تبقى نفسها بعيداً عنه .
أو على الأٌل أن لا تستند عليه .
كانت ذراعه اليمنى مستقرة بخفة فوق خصرها . فراودتها أفكار وتساؤلات من دون استئذان . وشعرت برجفة من أخمس قدميها حتى رأسها .
استعلم براندت منها بلطف :
- هل تشعرين بالبرد ؟
تحرك رأسها بصورة ألية بإتجاه الصوت ، وقالت كاذبة لأنها لم تقدر على تفسير ارتعاشها بطريقة أخرى : نعم ؟
فقرب نفسه منها ليدفئها فكاد قلبها يتوقف ثم أخذ يدق بعنف شديد .
- هل تشعرين بتحسن ؟
لن تستطع أن تتلفظ بكلمة ( نعم ) لأنها أحست بإلاختناق وزادتها حيرة نبرته الهادئة المتحفظة : ما الأمر ؟
فتحت عينيها وهي تحاول من دون جدوى أن تركز نظرها على الوجه القريب منها وأنكرت بصوت ضعيف مضطرب : لا شيء !
أرجعت رأسها إلى الوراء لتلصقة بزاوية الكنبة في محاولة منها للتحرر من قرب وجهه المزعج من وجهها ،
رفع يده اليسرى عن خصرها وأزاح خصلة شالشعر العنبري المنسدلة على خدها وقال لها برقة :
- أنت ترتجفين .
همست فيما دموع الذل تحرق عينيها :
- لا ، أبداً ، إني بخير .
رد عليها بصرامة :
- أنا لا أصدق ذلك يا جوان .
أصرت بصوت مرتعش متقطع :
- أرجوك ! دعنا ننام يا براندت .
- ليس قيل أن تخبريني ما الخطب .
سبب صوته الخفيض الثابت تقلصات الهستيريا في حلقها .
كيف يمكنها أن تخبره أنها ترغب بعناقة ؟
تنهدت بألم ولفظت أسمه بطريقة كشفت عن مكنونات نفسها :
براندت .
ولم تستطع أن تشعر في الظلام إلا بحركة رأسة البطيئة وهو يقترب منها وارتعشت عندما عانقها .
حانت اللحظة كي تمنعه عندما ابتعد عنها قليلاً ولكنها لم تستطع ، لقد قاومت جاذبيته كثيراً ولم تبقّ عندها قوة إرادة لتردعه عنها .
عانقها ثانية وانفجرت عواطفها الدفينة دفعة واحدة ، فبادلته العناق ولم يعد يهمها إلا البقاء أسيرة ذراعية .
وفيما هي على هذه الحال امتلأت الغرفة بالنور . فكرت جوان للحظة أنها تخيلت النور المافاجئ الذي أضيء فوق عينيها المغمضتين ، ولكن أبتعاد براندت جعلها تفتح عينيها
لتجد أن المصباح الكهربائي المعلق في السقف قد أَضيء .
بقى في مكانه للحظة قصيرة ثم همس ببعض الشتائم ونهض من مكانه وابتعد عنها .
فنظرت إليه وهو يجلس على طرف الكنبة ، كان تنفسه متقطعاً وغير متوازن فيما كان يمشط شعره البني بيديه قبل أن يغطي وجه بهما .
- إن مفعوله أشبه بمفعول ضوء النهار الساطع !
جعلت كلماته التي نطقها بمرارة جوان تفغر فمها من الأستياء .
لم يشعر براندت بشيء إلا الندم على ما كاد يفعله . ولغباوتها اعتقدت أن اشتعال عواطفها كان أكثر من رغبة مؤقتة فقط .
أنهمرت دموع الذل على خديها .
بدا أن صوته يأتي من أعماق سوداء لم تعرفها .
- آسف يا جوان . لا شك أنك تظنين أني ..
قطعت عليه الكلام بحدة وهي تدرك أنه لا يجب أن تقلل من قدرها أكثر من ذلك :
- أرجوك لا تعتذر . في الحقيقة ليس هناك ضرورك لذلك .
نهضت عن الصوفا مدفوعه برغبة هائلة للهروب قبل أن تغرق الدموع خديها ووجهها .
وقبل أن تنهض تماماً وتقف على قدميها ثبتها ذراعا براندت على الصوفا وقبضت أصابعه بشدة على ذراعيها .
كانت النيران الزرقاء تشتعل في عينيه وتكاد تلتهم وجهها المجفل وشفتيها المرتعشتين .
- لن تذهبي إلى أي مكان قبل أن نناقش هذا الأمر وننتهي منه .
أشارت قسمات وجهه القاسية إلى أنه أمسك بإحكام بزمام غضبه وعواطفه ،
وحافظت جوان على مظهر الكبرياء والبرودة .
قالت له وهي تمتنع عن إظهار ألمها من جراء قبضته :
- ليس هناك ما نناقشه .
أجابها بهدوء :
- أنت تعرفين جيداُ أن هناك ما يجب أن نناقشة !
- أرجوك !
لم تلفظ هذه الكلمة المهذبة تعبيراً عن التوسل فيما كانت تدفع يديه عن ذراعها .
- أنت تعطي أهمية أكثر من اللازم لما جرى .
ذكرها براندت بلهجة قاطعة :
- أنت تقصدين لما كان يمكن أن يحدث .
تلون خديها باللون الأحمر على الرغم منها لأنها كانت توافقه الرأي .
وأشاحت بوجهها بسرعة .
وردت عليه بشدة :
- ولكن ذلك لم يحدث . كلانا إنسان طبيعي وبصحة جيدة وصدف أن كلاً منا ينتمي إلى الجنس الآخر .
حاورته بمنطق وهي تحاول أن تسترجع أحترامها لنفسها .
- بكل بساطه . لقد دفعنا الظرف الغير طبيعي إلى القيام بأعمال لا تسمح لأنفسنا أن نفعلها في الظروف العادية
ضاقت عيناه ، وسحب يده عنها .
- هل تؤمنين بما تقولين ؟
- بالطبع أنا أؤمن .
كان جوابها صحيح جزئياً ، من ناحية براندت وليس من ناحيتها .
هز براندت رأسه عابساً وعيناه الزرقاوان تلمعان بالغضب ثم أشاح بنظره عنها ونهض :
- لم أقابل أبداً فتاه تحلل الأمور ببرودة أعصاب مثلك .
أنت تفتحين وتغلقين عواطفك كما شئت ،أليس كذلك ؟
منعتها قوة أعصابها أن تتحول إلى كتلة منتحبة من الدموع وتحدته فيما كانت التدفئة المركزية تعود وترسل من الهواء الحار إلى الغرفة :
- ألست كذلك يا سيد ليون ؟ لقد أعطيتني عملاً لأني قديرة وعملية ولا أصاب بالهلع
في ظروف مفاجئة . هل أنت على وشك طردي للأسباب ذاتها التي دعتك لتوظيفي ؟
تمنت لو أنه يفعل . وفي الواقع صلت من أجل ذلك ، إذ أنه لن يتوجب عليها أن تقابلة بعد اليوم وتتذكر دائماً لحظات عناقة لها .
- كلا يا آنسة سومرز ،لن أطردك من العمل .
كان هناك تهكماً في التعبير الرسمي الذي ناداها به فيما كان يبتعد .
انتهت لحظات عدم الحراك واجتازت خطواته العريضة المسافة بينه وبين الباب الموصل بين الغرفتين .
أدركت جوان بغريزتها أنه ينهي الحديث ليسترجع مكان هالسابق بالنوم على الكرسي الهزاز في مكتبها .
دفعتها قوة الأنتقام المريرة للتهجم مرة أخرى عليه .
فطلبت منه وكأنها تأمره :
- هل من الممكن أن تطفئ النور قبل أن تخرج ؟ أريد أن أخلد إلى النوم .
تصلب براندت وتوقف عند الباب قبل أن يمد يده ألى مفتاح الضوء ويديره ، ثم فتح الباب ودخل مكتبها وأغلق الباب وراءه بعنف .
ساد الظلام في الغرفة فرغبت جوان أن تتكوم فوق جلد الصوفا الأسود وتموت .
عوضاً عن ذلك انكمشت داخل معطفها وسمحت لدموع اليأس والخجل وحرقة القلب يغسل وجهها .
ولك نهذا لم يستطع أن يحررها من الألم الفظيع . إذا لا شيء يمكنه أن يفعل ذلك .
في الحقيقة ، لا أحد منهما يلام ، كلاهما ساهم فيما جرى ولو لأسباب مختلفة .
ومع ذلك فقد تخطت جوان الحاجز الذي يفصل بين عمله وحياته الخاصة .
وهي لن تنسى أنها تحبه بغباء ومن دون هدف ومن دون جدوى ....ببساطة أنها تحبه .
4-لكل شيء ثمن
لم يكن لون الغيوم في الخارج، ذلك اللون الرمادي الذي ينذر بتساقط الثلوج بل كان لونا رماديا يميل إلى البياض / وكانت حدة الرياح قد خفت فأصبحت أشبه بنسيم عليل يتلاعب بطبقات الثلج الذي تكوم تلألأ بفعل الرياح الشمالية القاسية .
بهت لون شعر جوان الذهبي الطويل عندما عقصته بشكل كعكة خلف رأسها . وضعت نظاراتها فوق عينيها لا ليتحسن نظرها . بل لتخفي احمرارهما الفاضح الذي سببته دموعها والهالات الزرقاء حولهما بسبب قلة النوم .
عاد إليها الكثير من شجاعتها عندما غسلت وجهها بماء فاتر وعلى الرغم من هذه الشجاعة لم تستطع النظر إلى وجه براندت بثبات عندما دخلت غرفة مكتبها قادة من الممر الخارجي . ولحسن الحظ لم تضطر لذلك لأنه رمقها بنظرة خاطفة سريعة وباردة .
قال براندت بينما كان يرتدي سترته الثقيلة :
-تقوم الجرافات بإزالة الثلوج من الشوارع لتصبح سالكة سأذهب وأزيل الثلج المتكوم على سيارتي كي أستطيع الذهاب .
كان على جوان أن تعلمه أنها فهمت ما يقول بكلمة " حسنا " وفيما اتجهت نحو طاولتها سار براندت نحو الباب الخارجي .
اختفى مزاحه ومراعاته لها بالرغم من عدم مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة على صباح الأمس الذي قدم لها فيه براندت طعام الفطور بكل اهتمام وأقنعها أن تبقي شعرها منسدلا وملقا على كتفيها ، أحست جوان بالرغبة في البكاء . ولكن الدموع لم تخفف من ألمها تماما كما حدث لها ليلة البارحة ، الغلطة غلطتها كان يجب أن لا تسمح لجاذبيته أن تؤثر على منطقها السليم كانت تدرك ما تشعره نحوه وكان يجب أن تحترس أكثر في مواجهته . ولكن تصرفاته الودودة الدافئة أذابت كل تحفظاتها .
لقد قال براندت أنه لن يطردها من العمل ، ولكن أليس من الأفضل لها أن تقدم استقالتها ؟ وإذا فعلت فهل ذلك يوحي بأنه إقرار من جانبها بأن ما حدث قد أثر فيها أكثر مما يظن ؟
بدا أن اجواب على هذه الأسئلة متعلق بمدى قدرتها على مواجهته يوميا خلال روتين العمل في المكتب من دون أن تجعله يكتشف مدى عمق عواطفها تجاهه ، يمكنها أن تستقيل بعد بضعة أشهر إذا وجدت عملا أفض في شركة أخرى .فالعمل معه إلى الإبد سيكون نوعا من الانتحار إذا عرف مدى حبها له .
ضربت يداها الطاولة باستياء ، فلمشكلة كيف ستجتاز هذه الأسابيع محافظة على كبريائها .
أخيرا أقنعت جوان نفسها بأن توقف هذا الشعور المستمر بالذنب تجاه تصرفاتها ، لم تكن تعرف متى سيعود براندت ولكن كان يجب أن تشغل عقلها في أمور أخرى غير التفكير به ، فأراحت الغطاء البلاستيكي عن الآلة الطابعة وبدأت تطبع الرسائل التي أملاها عليها في الليلة الأولى .
- لا نستطيع ترك السخان يعمل طوال الليل يا جوان .
اتسعت عيناها وقد أصابتها الحيرة :
- ولِمَ لا ؟ أعني أن بإستطاعتنا ترك النافذة مفتوحة للتهوئة .
استدار براندت ومشى نحو الضوء وتوقف إلى جانب الكرسي الذي تجلس عليه ورمق وجهها المنقبض :
- ليس هناك خطر من الإختناق ولكن ليس عندنا من الوقود ما يكفي لتشغيل السخان الليل بطولة ونحن لا نعرف متى يعود التيار الكهربائي .
نظرت جوان إلى يديها وقاومت كي لا تنقبض أصابعها في قبضة شديدة مثلما فعلت معدتها .
بللت شفتيها الجافتين وقالت بعصبية :
- لم أكن أعرف .
جعلت تعابير وجهه الجوفاء من الثعب قراءة أفكارة :
- لأني لم أخبرك ، لم يكن هناك من داع كي أجعلك تقلقين من دون ضرورة.
فتمتمت جوان :
- لم أكن لأقلق تماماً.
تابع برادنت التحديق بها . كانت يداه المندستان في جيوب سرواله وسترة بدلته المفتوحة
تعززان وسامته . ثم أخذ نفساً عميقاً واستدار مبتعداً وقال لها وهو يفتح باب المكتب الداخلي :
- سأجلب معاطفنا كي تدفئنا أمام السخان قبل أن نخلد إلى النوم .
جعل تيار الهواء البارد المفاجئ جوان ترتعش قليلاً : لم يكن هناك ما يمكنها أن تعترض عليه وها هي الآن تشعر بعدم الأمان والضياع .
كان قلبها يدق بشدة مثل مطرقة بين ضولعها عندما رجع براندت إلى الغرفة حاملاً معه المعطفين . تمنت بيأس لو كان بإستطاعتها استعارة القليل من رباطة جأشة .
شعرت جوان بالحاجة إلى التكلم ولكن هذه الرغبة اختفت عندما نظر إليها براندت وابتسم ابتسامة كسولة دلت على أنه يتفهم مخاوفها التي تشبة مخاوف تلميذة مدرسة .
نهضت من مكانها وساعدته في بسط المعطفين على الكرسي بصورة تعرض داخلهما المبطن إلى الحرارة .
ثم فركت يديها ووضعتهما فوق السخان وكأنهما يحتاجان إلى التدفئة .
قالت وعلى وجهها ابتسامة ضعيفة :
- لو أخترنا الجلوس داخل مكتبك في النهار لأصبح المكان أكثر دفئاً الآن .
ركز برادنت نظره على كتفيها من الخلف ، فشعرت جوان بذلك وكأن لها عينين خلف رأسها .ثم قال بصوت هادئ مطمئن :
- لو لم تكن الكنبة ثقيلة الوزن ومزعجة لكنت نقلتها إلى هذه الغرفة .
سوف آخذ السخان إلى غرفة مكتبي كي يخفف من صقيعها قبل أن ندخلها .
ازدادت دقات قلبها حتى ظنت أن صداها يتردد في أرجاء الغرفة .
لم تتسن لها فرصة حقيقية الليلة الماضية كي تتمعن في مسألة النوم إلى جانب براندت فذلك لم يحدث عمداً .
أما الآن فقد خافت أن تكشف عن شعورها العميق نحوه .
جفلت بصورة ظاهرة عندما تقدم براندت وأخذ المعطفين عن الكرسي .
ولم يطلق أي ملاحظة عدا نظرة سريعة إليها وهو يطوي المعطفين . راقبته بعينين شبه مغمضتين وهو يحمل السخان ويأخذه إلى غرفة مكتبة.
أدركت جوان عندما لم يرجع بعد دقائق قليلة أنها لا تستطيع الإنتظار أكثر .
أطفأت كل الشموع ماعدا واحدة ثم حملت المعطفين على ذراعها والتقطت الشمعة الباقية المشتعله .
قال لها براندت من دون أن ينظر إلى من دخل الغرفة :
- أتركي الباب مفتوحاً .
كان منحنياً فوق السخان وتكهنت جوان أنه يطفئة . وضعت الشمعة على طاولة إلى جانب الكنبة
دون أن تسمح بانجذاب نظراتها إلى الجاذبية المغناطيسية لحضوره .
كان البرد في الغرفة ما يزال قارساً على الرغم من الحرارة التي بثها السخان في إرجائها .
جاءها صوته من ناحية الباب المفتوح :
- سأذهب إلى مكتبك وأغلق النافذة هناك فيما أنت تتحضرين للنوم .
لم تجد جوان ما تعبر به غير كلمة ( حسناً ) لأنه بدا أن لا حاجة للإجابة على صرامة أقوالة .
أخذت موقعها في مؤخرة الكنبة ومدت المعطف فوق رجليها ،
وحاولت أن تترك فسحة كافيه لبراندت تحت المعطف وعندما رجع إلى المكتب ،أصبح الجو في الغرفة وكأنه مليء بشحنة كهربائية .
اطفأت الشمعة وغرقت الغرفة في الظلام ، فشعرت جوان للحظة أنها عمياء تماماً .
ثم شعرت بحركة مدروسة فيما كان براندت يضع ثقلة فوق الصوفا ، وانكمشت على نفسها لتفسح له متسعاً .
عندما رجع لها تنفسها كان لاهثاً متقطعاً من فوق الألم الذي شعرت به بسبب قربها منه .
سألها بصوت أجش عميق وبقوة :
- هل أنت مرتاحة ؟
أجابت جوان وهي تتنفس بصعوبة : أجل .
فقال لها بنبرة خفيفة مطمئنة :
- إن الليلة أكثر دفئاً من ليلة أمس .
أجابته : نعم أنها أكثر دفئاً .
ولكن الحرارة التي دبت في عنقها ووجنتها كانت هي التي تجعلها غير مرتاحه .
وأخيراً قال براندت :
- تصبحين على خير يا جوان .
- تصبح على خير ..يا براندت .
تردد قبل أن تلفظ أسمه الأول ..ومع ذلك سيكون من السخف في هذه الظروف أن تناديه بالسيد ليون .
أغمضت عينيها وشعرت بالإرتفاع والإنخفاض الثابت لصدره ،
فأسكر أنفيها مزيج من رائحة السجائر ولوسيون ما بعد الحلاقة ورائحته النفاذة .
صلت كي تستطيع النوم ولتهرب من أحاسيسها . آلمتها عضلاتها من كثرة ما حاولت أن تبقى نفسها بعيداً عنه .
أو على الأٌل أن لا تستند عليه .
كانت ذراعه اليمنى مستقرة بخفة فوق خصرها . فراودتها أفكار وتساؤلات من دون استئذان . وشعرت برجفة من أخمس قدميها حتى رأسها .
استعلم براندت منها بلطف :
- هل تشعرين بالبرد ؟
تحرك رأسها بصورة ألية بإتجاه الصوت ، وقالت كاذبة لأنها لم تقدر على تفسير ارتعاشها بطريقة أخرى : نعم ؟
فقرب نفسه منها ليدفئها فكاد قلبها يتوقف ثم أخذ يدق بعنف شديد .
- هل تشعرين بتحسن ؟
لن تستطع أن تتلفظ بكلمة ( نعم ) لأنها أحست بإلاختناق وزادتها حيرة نبرته الهادئة المتحفظة : ما الأمر ؟
فتحت عينيها وهي تحاول من دون جدوى أن تركز نظرها على الوجه القريب منها وأنكرت بصوت ضعيف مضطرب : لا شيء !
أرجعت رأسها إلى الوراء لتلصقة بزاوية الكنبة في محاولة منها للتحرر من قرب وجهه المزعج من وجهها ،
رفع يده اليسرى عن خصرها وأزاح خصلة شالشعر العنبري المنسدلة على خدها وقال لها برقة :
- أنت ترتجفين .
همست فيما دموع الذل تحرق عينيها :
- لا ، أبداً ، إني بخير .
رد عليها بصرامة :
- أنا لا أصدق ذلك يا جوان .
أصرت بصوت مرتعش متقطع :
- أرجوك ! دعنا ننام يا براندت .
- ليس قيل أن تخبريني ما الخطب .
سبب صوته الخفيض الثابت تقلصات الهستيريا في حلقها .
كيف يمكنها أن تخبره أنها ترغب بعناقة ؟
تنهدت بألم ولفظت أسمه بطريقة كشفت عن مكنونات نفسها :
براندت .
ولم تستطع أن تشعر في الظلام إلا بحركة رأسة البطيئة وهو يقترب منها وارتعشت عندما عانقها .
حانت اللحظة كي تمنعه عندما ابتعد عنها قليلاً ولكنها لم تستطع ، لقد قاومت جاذبيته كثيراً ولم تبقّ عندها قوة إرادة لتردعه عنها .
عانقها ثانية وانفجرت عواطفها الدفينة دفعة واحدة ، فبادلته العناق ولم يعد يهمها إلا البقاء أسيرة ذراعية .
وفيما هي على هذه الحال امتلأت الغرفة بالنور . فكرت جوان للحظة أنها تخيلت النور المافاجئ الذي أضيء فوق عينيها المغمضتين ، ولكن أبتعاد براندت جعلها تفتح عينيها
لتجد أن المصباح الكهربائي المعلق في السقف قد أَضيء .
بقى في مكانه للحظة قصيرة ثم همس ببعض الشتائم ونهض من مكانه وابتعد عنها .
فنظرت إليه وهو يجلس على طرف الكنبة ، كان تنفسه متقطعاً وغير متوازن فيما كان يمشط شعره البني بيديه قبل أن يغطي وجه بهما .
- إن مفعوله أشبه بمفعول ضوء النهار الساطع !
جعلت كلماته التي نطقها بمرارة جوان تفغر فمها من الأستياء .
لم يشعر براندت بشيء إلا الندم على ما كاد يفعله . ولغباوتها اعتقدت أن اشتعال عواطفها كان أكثر من رغبة مؤقتة فقط .
أنهمرت دموع الذل على خديها .
بدا أن صوته يأتي من أعماق سوداء لم تعرفها .
- آسف يا جوان . لا شك أنك تظنين أني ..
قطعت عليه الكلام بحدة وهي تدرك أنه لا يجب أن تقلل من قدرها أكثر من ذلك :
- أرجوك لا تعتذر . في الحقيقة ليس هناك ضرورك لذلك .
نهضت عن الصوفا مدفوعه برغبة هائلة للهروب قبل أن تغرق الدموع خديها ووجهها .
وقبل أن تنهض تماماً وتقف على قدميها ثبتها ذراعا براندت على الصوفا وقبضت أصابعه بشدة على ذراعيها .
كانت النيران الزرقاء تشتعل في عينيه وتكاد تلتهم وجهها المجفل وشفتيها المرتعشتين .
- لن تذهبي إلى أي مكان قبل أن نناقش هذا الأمر وننتهي منه .
أشارت قسمات وجهه القاسية إلى أنه أمسك بإحكام بزمام غضبه وعواطفه ،
وحافظت جوان على مظهر الكبرياء والبرودة .
قالت له وهي تمتنع عن إظهار ألمها من جراء قبضته :
- ليس هناك ما نناقشه .
أجابها بهدوء :
- أنت تعرفين جيداُ أن هناك ما يجب أن نناقشة !
- أرجوك !
لم تلفظ هذه الكلمة المهذبة تعبيراً عن التوسل فيما كانت تدفع يديه عن ذراعها .
- أنت تعطي أهمية أكثر من اللازم لما جرى .
ذكرها براندت بلهجة قاطعة :
- أنت تقصدين لما كان يمكن أن يحدث .
تلون خديها باللون الأحمر على الرغم منها لأنها كانت توافقه الرأي .
وأشاحت بوجهها بسرعة .
وردت عليه بشدة :
- ولكن ذلك لم يحدث . كلانا إنسان طبيعي وبصحة جيدة وصدف أن كلاً منا ينتمي إلى الجنس الآخر .
حاورته بمنطق وهي تحاول أن تسترجع أحترامها لنفسها .
- بكل بساطه . لقد دفعنا الظرف الغير طبيعي إلى القيام بأعمال لا تسمح لأنفسنا أن نفعلها في الظروف العادية
ضاقت عيناه ، وسحب يده عنها .
- هل تؤمنين بما تقولين ؟
- بالطبع أنا أؤمن .
كان جوابها صحيح جزئياً ، من ناحية براندت وليس من ناحيتها .
هز براندت رأسه عابساً وعيناه الزرقاوان تلمعان بالغضب ثم أشاح بنظره عنها ونهض :
- لم أقابل أبداً فتاه تحلل الأمور ببرودة أعصاب مثلك .
أنت تفتحين وتغلقين عواطفك كما شئت ،أليس كذلك ؟
منعتها قوة أعصابها أن تتحول إلى كتلة منتحبة من الدموع وتحدته فيما كانت التدفئة المركزية تعود وترسل من الهواء الحار إلى الغرفة :
- ألست كذلك يا سيد ليون ؟ لقد أعطيتني عملاً لأني قديرة وعملية ولا أصاب بالهلع
في ظروف مفاجئة . هل أنت على وشك طردي للأسباب ذاتها التي دعتك لتوظيفي ؟
تمنت لو أنه يفعل . وفي الواقع صلت من أجل ذلك ، إذ أنه لن يتوجب عليها أن تقابلة بعد اليوم وتتذكر دائماً لحظات عناقة لها .
- كلا يا آنسة سومرز ،لن أطردك من العمل .
كان هناك تهكماً في التعبير الرسمي الذي ناداها به فيما كان يبتعد .
انتهت لحظات عدم الحراك واجتازت خطواته العريضة المسافة بينه وبين الباب الموصل بين الغرفتين .
أدركت جوان بغريزتها أنه ينهي الحديث ليسترجع مكان هالسابق بالنوم على الكرسي الهزاز في مكتبها .
دفعتها قوة الأنتقام المريرة للتهجم مرة أخرى عليه .
فطلبت منه وكأنها تأمره :
- هل من الممكن أن تطفئ النور قبل أن تخرج ؟ أريد أن أخلد إلى النوم .
تصلب براندت وتوقف عند الباب قبل أن يمد يده ألى مفتاح الضوء ويديره ، ثم فتح الباب ودخل مكتبها وأغلق الباب وراءه بعنف .
ساد الظلام في الغرفة فرغبت جوان أن تتكوم فوق جلد الصوفا الأسود وتموت .
عوضاً عن ذلك انكمشت داخل معطفها وسمحت لدموع اليأس والخجل وحرقة القلب يغسل وجهها .
ولك نهذا لم يستطع أن يحررها من الألم الفظيع . إذا لا شيء يمكنه أن يفعل ذلك .
في الحقيقة ، لا أحد منهما يلام ، كلاهما ساهم فيما جرى ولو لأسباب مختلفة .
ومع ذلك فقد تخطت جوان الحاجز الذي يفصل بين عمله وحياته الخاصة .
وهي لن تنسى أنها تحبه بغباء ومن دون هدف ومن دون جدوى ....ببساطة أنها تحبه .
4-لكل شيء ثمن
لم يكن لون الغيوم في الخارج، ذلك اللون الرمادي الذي ينذر بتساقط الثلوج بل كان لونا رماديا يميل إلى البياض / وكانت حدة الرياح قد خفت فأصبحت أشبه بنسيم عليل يتلاعب بطبقات الثلج الذي تكوم تلألأ بفعل الرياح الشمالية القاسية .
بهت لون شعر جوان الذهبي الطويل عندما عقصته بشكل كعكة خلف رأسها . وضعت نظاراتها فوق عينيها لا ليتحسن نظرها . بل لتخفي احمرارهما الفاضح الذي سببته دموعها والهالات الزرقاء حولهما بسبب قلة النوم .
عاد إليها الكثير من شجاعتها عندما غسلت وجهها بماء فاتر وعلى الرغم من هذه الشجاعة لم تستطع النظر إلى وجه براندت بثبات عندما دخلت غرفة مكتبها قادة من الممر الخارجي . ولحسن الحظ لم تضطر لذلك لأنه رمقها بنظرة خاطفة سريعة وباردة .
قال براندت بينما كان يرتدي سترته الثقيلة :
-تقوم الجرافات بإزالة الثلوج من الشوارع لتصبح سالكة سأذهب وأزيل الثلج المتكوم على سيارتي كي أستطيع الذهاب .
كان على جوان أن تعلمه أنها فهمت ما يقول بكلمة " حسنا " وفيما اتجهت نحو طاولتها سار براندت نحو الباب الخارجي .
اختفى مزاحه ومراعاته لها بالرغم من عدم مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة على صباح الأمس الذي قدم لها فيه براندت طعام الفطور بكل اهتمام وأقنعها أن تبقي شعرها منسدلا وملقا على كتفيها ، أحست جوان بالرغبة في البكاء . ولكن الدموع لم تخفف من ألمها تماما كما حدث لها ليلة البارحة ، الغلطة غلطتها كان يجب أن لا تسمح لجاذبيته أن تؤثر على منطقها السليم كانت تدرك ما تشعره نحوه وكان يجب أن تحترس أكثر في مواجهته . ولكن تصرفاته الودودة الدافئة أذابت كل تحفظاتها .
لقد قال براندت أنه لن يطردها من العمل ، ولكن أليس من الأفضل لها أن تقدم استقالتها ؟ وإذا فعلت فهل ذلك يوحي بأنه إقرار من جانبها بأن ما حدث قد أثر فيها أكثر مما يظن ؟
بدا أن اجواب على هذه الأسئلة متعلق بمدى قدرتها على مواجهته يوميا خلال روتين العمل في المكتب من دون أن تجعله يكتشف مدى عمق عواطفها تجاهه ، يمكنها أن تستقيل بعد بضعة أشهر إذا وجدت عملا أفض في شركة أخرى .فالعمل معه إلى الإبد سيكون نوعا من الانتحار إذا عرف مدى حبها له .
ضربت يداها الطاولة باستياء ، فلمشكلة كيف ستجتاز هذه الأسابيع محافظة على كبريائها .
أخيرا أقنعت جوان نفسها بأن توقف هذا الشعور المستمر بالذنب تجاه تصرفاتها ، لم تكن تعرف متى سيعود براندت ولكن كان يجب أن تشغل عقلها في أمور أخرى غير التفكير به ، فأراحت الغطاء البلاستيكي عن الآلة الطابعة وبدأت تطبع الرسائل التي أملاها عليها في الليلة الأولى .
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
اموت في حبك- Vip
- جنسية العضو : غير معروف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 10/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر