المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 514 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 514 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
الثلج الأسود 5
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الثلج الأسود 5
فمشت برشاقة نحو الباب وأغلقته بإحكام قبل أن تستلم لآلآم الغيرة .
شغلت نفسها بتنظيف أطباق السجائر وإعادة ترتيب طاولتها مراراً حتى شاهدت ضوء جهاز الهاتف ينطفئ معلناًُ إنتهاء المحادثة التي كان يقوم بها براندت.
وبعد ثوان فتح الباب ودخل براندت ليون .
قال لها وهو يلوّح بيده ساخراً :
- إن مكتبي هو مكتبك يا آنسة سومرز . ولكن لا يوجد على الكنبة أية مخدة ، لذا يمكنك أن تستعملي معطفك عوضاً عنها .
هزّت رأسها بخجل علامة الموافقة . ثم دارت حول طاولتها نحو علاقة الثياب والتقطت معطفها الطويل المصنوع من الفرو الإصطناعي ولفته أمامها وكأنه درع على صدرها .
وأردكت وهي تقوم بذلك أن حركتها هذه سخيفة لأن براندت ليون أوضح لها أن ليس هنالك من سبب لتحمي نفسها منه .
عندما وصلت إلى الباب المفتوح نظرت خلفها فتلاقت نظرات عينيها البنيتين مع نظراته للحظة ثم اتجه نحو طاولتها ليلقي قامته الطويلة على الكرسي المخصص للزائرين .
- ليلة سعيدة يا آنسة سومرز .
قاللها ذلك بجدية وكأنه يكبح أي جدال يمكن أن يتكون في عقلها حول من سينام على الكنبة .
ردت عليه جوان بصوت خاو : ليلة سعيدة .
أغلقت الباب وراءها ومشت بتردد نحو الكنبة الجلدية الطويلة .
أخذت نفساًُ عميقاً وطوت معطفها ووضعته على طرف الكنبة وخلعت حذاءها ثم خلعت سترتها الزيتية اللون وعلقتها عىل كرسي ثم أنتزعت الدبابيس التي كانت تعقص ضفائر شعرها ،
وأخذت تتثاءب لكثرة الإجهاد.
أملت أن يكون هذا التثاؤب إلى أن النوم لن يجافيها ، فأطفأت نور الصباح الجانبي وغرقت الغرفة في ظلام دامس ثم تحسست طريقها إلى الكنبة واستقلت عليها .
أطبق عليها الظلام وخلو المبنى من أي شخص ما عدا الرجل القابع في المكتب الخارجي .
بدا أن صوت الرياح أصبح أكثر صخباً من قبل وقد اكنت تصب ضراوتها على زجاج النافذة . سمعت الصرير العالي للكرسي الموجود في مكتبها وتكهنت بأن براندت يحاول أن يستقر عليه في وضع مريح .
مضت ساعة قبل أن يخف تنبهها ويزحف النوم ببطء ليها ، ومع ذلك لم ترتح لأن كابوساً استولى على عقلها الباطن .
رأت نفسها وهي متعلقة بذراع أيد توماس تتوسل إليه أن لا يعيدها ، كان هناك أسد يزأر في خلفية المشهد ، ولكن أيد أصر على أ ن يأخذ الأسد حصته منها ثم دفها باتجاه وحش الإدغال غير المرئي .
انقض عليها مخلب كبير من الظلام وأرجعها إلى الوراء عندما حاولت الهروب .
أصاب حجم الأسد الكبير جوان بالخوف حتى أخذت ترتجف .
وكان الأسد يتجاهلها مادامت بين مخالبة ولكن ما إن تحول التسلل هاربة حتى يظهر ويسحبها إلى الوراء .
ارتعشت جوان بقوة مخافة أن لا تستيطع أيداً الهروب من الأًسد الذي يقبض عليها بمخالب باردة مثل الجليد .
وبالرغم من أنها أقنعت نفسها بأن ذلك ليس أكثر من حلم ، لم تستطع التخلص من ذلك الشعور الفظيع بالبرودة .
أخيراً فتحت عينيها وحاولت أن تخترق بنظراتها الظلام الدامس
في الغرفة كي تركز نظرها على أي شيء يطمئنها على نهاية هذا الكابوس الرهيب البارد .
لمع الضوء الفوسفوري داخل ساعة يدها ، ولكن تخدر مفاصلها لازمها .
فارتعشت ثانية ولفت ذراعيها بإحكام حول وسطها .
وشعرت بالهواء البارد بعد أن أخذت نفساً عميقاً .
لمست الكنبة على سيبل التجربة ووجدت أن الجلد بادر كالصقيع .
لفت معطفها فوق كتفيها ونهضت . ومشت نحو الباب وكبست على زر النور ، فلم تضـأ الغرفة لأن العاصفة التي كانت ما تزال على ضراوتها
قطعت التيار الكهربائي .
فتحت الباب الموصل بين الغرفتين بسرعة وهمست برقة (سيد ليون )
وحاولت أن تقيس المسافة بين الباب وطاولتها في عقلها ، ثم نادته ثانية ( سيد ليون ) ولكن بصوت أكثر إرتفاعاً .
مدت يدها لتتفحص مسارها بإتجاه طاولة المكتب والكرسي ، فوجدته خالياً وأحست بحرارة خفيفة كانت قد بقيت به .
كادت تركض نحو الباب الموصل إلى الممر وهي تصرخ ( سيد ليون! ) واستمرت بوضع يدها على جدار الممر وهي تسير على أصابع قدميها في الظلام الدامس ( سيد ليون !)
ولم يرد عليها إلا صدى صوتها وصوت صرير الرياح الشمالية
تجرأت على المضي أكثر في الظلام وهي تحاول مقاومة الشعور الذي أنتابها . لقد أصبحت لوحدها تماماً في هذا المبنى .
( سيد ليون ) زحفت نبرة الخوف إلى صرختها . تساءلت بجنون أين يمكن أن يكون ؟
وصرخت ثانية وبصوت مرتفع جداً هذه المرة :
( سيد ليون ؟ براندت ؟ أين أنت ؟ براندت ؟)
وبينما هي تصيح سمرتها أشعة من الضوء إلى الجدار ، وأعماها الضوء تماماً مثلما فعل الظلام .
جاءها صوت براندت ليون الهادئ :
- لا داع للذعر يا آنسة سومرز ، أنا هنا أمامك .
تنفست جوان بتقطع ودافعت عن نفسها :
- لم أكن مذعوره أنا ..لم أكن أعرف أين مكانك . لقد ناديت وناديت ولكنك لم ترد علي .
قال لها بصوت جاف فيما كان يبعد أشعة المصباح اليدوي عن وجهها :
- إني متأكد أنك غير مذعورة . وأعتقد أن السير حافية القدمين في حرارة تبلغ الصفر هو ممارسة عادية .
انتبهت جوان فوراً إلى بلاط الغرفة البارد تحت قدميها اللتين ترتديان كلسات النايلون .
شعرت بالحرج وزحفت الحرارة إلى خديها ، وقالت :
- لم أستطع العثور على حذائي في الظلام .
ثم تساءلت إن كان قد سمع زلة لسانها عندما نادته بأسمه الأول فجزمت أنه سمع .
- لماذا لم ترد على صراخي عندما ناديتك ؟
أمسكت يده بمرفقها وحولها باتجاه المكاتب .
- لقد نزلت إلى القبو لأتحق من إنقطاع التيار . لا شك أن العاصفة قد قطعت أحد خطوط التوتر العالي .
أحكت جوان لف معطفها حول عنقها وهي تحاول تجاهل دفء يده الممسكة بها :
- لماذا تعطل جهاز التدفئة ؟ أقصد أن يعمل على الغاز وليس على الكهرباء .
أجابها عابساً :
- نعم ، ولكن لسوء الحظ أجهزة التحك بالحرارة والإشعال تعمل بالكهرباء وأخشى أن يزاداد الإنخفاض في درجة الحرارة . أنتظري هنا دقيقة .
اختفى النور في اللحظة التي خرج بها وأغلق الباب وراءة . بقيت جوان بمفردها في الممر المظلم وهي ترتعش ،
وشعرت بتخدر ساقيها من شدة البرد الذي أخذ يزحف من الأرض إلى قديمها ، ثم عاد النور ثانية .كانت أسنانها قد بدأت تصطك عندما سألته :
- ما الذي تفعله ؟
أمسكت يده ثانية بمرفقها فيما كانا يقطعان الخطوات الأخيرة نحو المكتب :
- كنت أفتح حنفيات الماء حتى لا يتجمد داخل الأنابيب .
شعرت بدفء أرض المكتب المفروشة بالسجاد مقارنة ببرودة بلاط الممر المالس .
لم يخفف قبضة يده عنها حتى أصبحا داخل مكتب براندت الخاص .
سارت جوان إلى الكنبة من دون مساعدة ، لأن الإنعكاس الجانبي للمصباح اليدوي المسلط على التسرة الجلدية الملقاة في الزاوية كان قد أضاءها .
سألته وهي تجلس على الصوفا الباردة وتلف سا قيها تحتها في محاولة لتدفئة قدميها .
- كم هو الوقت الآن ؟
- الساعة الواحدة والنصف تقريباً .
فارتجفت وغمرت جسمها أكثر داخل معطفها .
- فقط ؟ ستهبط الحرارة إلى ماتحت الصفر هنا قبل بزوغ الفجر بسبب تعطل التدفئة .
ساد الصمت العميق بعدها قالت ذلك . ثم سار براندت بتمهل نحو الكنبة وتوقف أمامها ونظر إلى وجهها بوقار .
قال بهدوء :
- نستطيع أن تدفئ أنفسنا . . معاً ، إنه الحل المنطقي الوحيد أمامنا .
قفز قلب جوان بين ضلوعها وهي تحدق إلى تعابير عينيه غير المقروءة .
حاولت جهدها أن تطرد مخاوفها وهي تفكر في كيفية قضاء الليلة بين ذراعية .
وأن تجعل ردة فعلها على اقتراحه طبيعية وعملية مثله .
ولكنها كانت في هذه اللحظة لا تنظر إليه كصاحب عملها بل كرجل جذاب جداً .
عندما استطاعت أخيراً أن تجد الكلمات لترد عليه خرج صوتها ضعيفاً مرتجفاً .
- باستطاعتنا استعمال معطفينا كغطاء .
ابتسم براندت ، وكان رد فعل جوان سبب هذه الإبتسامة .
- كنت أعرف أنني أستطيع الإعتماد عليك لتري الجانب العملي في اقتراحي .
مددت نفسها على الكنبة من دون وعي واحتضنت الوسادة الخلفية بكل طاقتها .
فيما أطفأ برادنت المصباح اليدوي . ثم بسط معطفه فوق ساقيها . حافظت جوان على جمودها بشدة فيما كان براندت يستلقي على طرف الصوفا .
غطاء معطفها جزئيا فقط ولكن ذلك زال عندما أحست بدفئة وهو يلتصق بها .
وضع يده حول خصرها ليقربها أكثر ... وهذا جعلها تشعر تماماً بعضلاته كلها .
كانت أنفاسة الدافئة تداعب خدها وأدركت جوان أنه يستطيع أن يشعر بنبضات قلبها السريعة كما كانت هي تشعر بدقات قلبه المنتظمة .
همس لها برقة :
- إن قدميك باردتان مثل الثلج .
أبعدت جوان قدميها عنه ، وقد أزعجها تعليقه الشخصي .
-أحست بفمه يتحرك وهو يقول :
- أتركي قدميك حيث هما ، فستدفأن بسرعة .
وبما أنه كان من المستحيل أن تجد متسعاً لقدميها بصورة لا تلمسه
بهما ، تركتهما جوان في وضعهما السابق وهي تتساءل إن كانت ستستطيع الإسترخاء كي تتمكن من النوم .
شغلت نفسها بتنظيف أطباق السجائر وإعادة ترتيب طاولتها مراراً حتى شاهدت ضوء جهاز الهاتف ينطفئ معلناًُ إنتهاء المحادثة التي كان يقوم بها براندت.
وبعد ثوان فتح الباب ودخل براندت ليون .
قال لها وهو يلوّح بيده ساخراً :
- إن مكتبي هو مكتبك يا آنسة سومرز . ولكن لا يوجد على الكنبة أية مخدة ، لذا يمكنك أن تستعملي معطفك عوضاً عنها .
هزّت رأسها بخجل علامة الموافقة . ثم دارت حول طاولتها نحو علاقة الثياب والتقطت معطفها الطويل المصنوع من الفرو الإصطناعي ولفته أمامها وكأنه درع على صدرها .
وأردكت وهي تقوم بذلك أن حركتها هذه سخيفة لأن براندت ليون أوضح لها أن ليس هنالك من سبب لتحمي نفسها منه .
عندما وصلت إلى الباب المفتوح نظرت خلفها فتلاقت نظرات عينيها البنيتين مع نظراته للحظة ثم اتجه نحو طاولتها ليلقي قامته الطويلة على الكرسي المخصص للزائرين .
- ليلة سعيدة يا آنسة سومرز .
قاللها ذلك بجدية وكأنه يكبح أي جدال يمكن أن يتكون في عقلها حول من سينام على الكنبة .
ردت عليه جوان بصوت خاو : ليلة سعيدة .
أغلقت الباب وراءها ومشت بتردد نحو الكنبة الجلدية الطويلة .
أخذت نفساًُ عميقاً وطوت معطفها ووضعته على طرف الكنبة وخلعت حذاءها ثم خلعت سترتها الزيتية اللون وعلقتها عىل كرسي ثم أنتزعت الدبابيس التي كانت تعقص ضفائر شعرها ،
وأخذت تتثاءب لكثرة الإجهاد.
أملت أن يكون هذا التثاؤب إلى أن النوم لن يجافيها ، فأطفأت نور الصباح الجانبي وغرقت الغرفة في ظلام دامس ثم تحسست طريقها إلى الكنبة واستقلت عليها .
أطبق عليها الظلام وخلو المبنى من أي شخص ما عدا الرجل القابع في المكتب الخارجي .
بدا أن صوت الرياح أصبح أكثر صخباً من قبل وقد اكنت تصب ضراوتها على زجاج النافذة . سمعت الصرير العالي للكرسي الموجود في مكتبها وتكهنت بأن براندت يحاول أن يستقر عليه في وضع مريح .
مضت ساعة قبل أن يخف تنبهها ويزحف النوم ببطء ليها ، ومع ذلك لم ترتح لأن كابوساً استولى على عقلها الباطن .
رأت نفسها وهي متعلقة بذراع أيد توماس تتوسل إليه أن لا يعيدها ، كان هناك أسد يزأر في خلفية المشهد ، ولكن أيد أصر على أ ن يأخذ الأسد حصته منها ثم دفها باتجاه وحش الإدغال غير المرئي .
انقض عليها مخلب كبير من الظلام وأرجعها إلى الوراء عندما حاولت الهروب .
أصاب حجم الأسد الكبير جوان بالخوف حتى أخذت ترتجف .
وكان الأسد يتجاهلها مادامت بين مخالبة ولكن ما إن تحول التسلل هاربة حتى يظهر ويسحبها إلى الوراء .
ارتعشت جوان بقوة مخافة أن لا تستيطع أيداً الهروب من الأًسد الذي يقبض عليها بمخالب باردة مثل الجليد .
وبالرغم من أنها أقنعت نفسها بأن ذلك ليس أكثر من حلم ، لم تستطع التخلص من ذلك الشعور الفظيع بالبرودة .
أخيراً فتحت عينيها وحاولت أن تخترق بنظراتها الظلام الدامس
في الغرفة كي تركز نظرها على أي شيء يطمئنها على نهاية هذا الكابوس الرهيب البارد .
لمع الضوء الفوسفوري داخل ساعة يدها ، ولكن تخدر مفاصلها لازمها .
فارتعشت ثانية ولفت ذراعيها بإحكام حول وسطها .
وشعرت بالهواء البارد بعد أن أخذت نفساً عميقاً .
لمست الكنبة على سيبل التجربة ووجدت أن الجلد بادر كالصقيع .
لفت معطفها فوق كتفيها ونهضت . ومشت نحو الباب وكبست على زر النور ، فلم تضـأ الغرفة لأن العاصفة التي كانت ما تزال على ضراوتها
قطعت التيار الكهربائي .
فتحت الباب الموصل بين الغرفتين بسرعة وهمست برقة (سيد ليون )
وحاولت أن تقيس المسافة بين الباب وطاولتها في عقلها ، ثم نادته ثانية ( سيد ليون ) ولكن بصوت أكثر إرتفاعاً .
مدت يدها لتتفحص مسارها بإتجاه طاولة المكتب والكرسي ، فوجدته خالياً وأحست بحرارة خفيفة كانت قد بقيت به .
كادت تركض نحو الباب الموصل إلى الممر وهي تصرخ ( سيد ليون! ) واستمرت بوضع يدها على جدار الممر وهي تسير على أصابع قدميها في الظلام الدامس ( سيد ليون !)
ولم يرد عليها إلا صدى صوتها وصوت صرير الرياح الشمالية
تجرأت على المضي أكثر في الظلام وهي تحاول مقاومة الشعور الذي أنتابها . لقد أصبحت لوحدها تماماً في هذا المبنى .
( سيد ليون ) زحفت نبرة الخوف إلى صرختها . تساءلت بجنون أين يمكن أن يكون ؟
وصرخت ثانية وبصوت مرتفع جداً هذه المرة :
( سيد ليون ؟ براندت ؟ أين أنت ؟ براندت ؟)
وبينما هي تصيح سمرتها أشعة من الضوء إلى الجدار ، وأعماها الضوء تماماً مثلما فعل الظلام .
جاءها صوت براندت ليون الهادئ :
- لا داع للذعر يا آنسة سومرز ، أنا هنا أمامك .
تنفست جوان بتقطع ودافعت عن نفسها :
- لم أكن مذعوره أنا ..لم أكن أعرف أين مكانك . لقد ناديت وناديت ولكنك لم ترد علي .
قال لها بصوت جاف فيما كان يبعد أشعة المصباح اليدوي عن وجهها :
- إني متأكد أنك غير مذعورة . وأعتقد أن السير حافية القدمين في حرارة تبلغ الصفر هو ممارسة عادية .
انتبهت جوان فوراً إلى بلاط الغرفة البارد تحت قدميها اللتين ترتديان كلسات النايلون .
شعرت بالحرج وزحفت الحرارة إلى خديها ، وقالت :
- لم أستطع العثور على حذائي في الظلام .
ثم تساءلت إن كان قد سمع زلة لسانها عندما نادته بأسمه الأول فجزمت أنه سمع .
- لماذا لم ترد على صراخي عندما ناديتك ؟
أمسكت يده بمرفقها وحولها باتجاه المكاتب .
- لقد نزلت إلى القبو لأتحق من إنقطاع التيار . لا شك أن العاصفة قد قطعت أحد خطوط التوتر العالي .
أحكت جوان لف معطفها حول عنقها وهي تحاول تجاهل دفء يده الممسكة بها :
- لماذا تعطل جهاز التدفئة ؟ أقصد أن يعمل على الغاز وليس على الكهرباء .
أجابها عابساً :
- نعم ، ولكن لسوء الحظ أجهزة التحك بالحرارة والإشعال تعمل بالكهرباء وأخشى أن يزاداد الإنخفاض في درجة الحرارة . أنتظري هنا دقيقة .
اختفى النور في اللحظة التي خرج بها وأغلق الباب وراءة . بقيت جوان بمفردها في الممر المظلم وهي ترتعش ،
وشعرت بتخدر ساقيها من شدة البرد الذي أخذ يزحف من الأرض إلى قديمها ، ثم عاد النور ثانية .كانت أسنانها قد بدأت تصطك عندما سألته :
- ما الذي تفعله ؟
أمسكت يده ثانية بمرفقها فيما كانا يقطعان الخطوات الأخيرة نحو المكتب :
- كنت أفتح حنفيات الماء حتى لا يتجمد داخل الأنابيب .
شعرت بدفء أرض المكتب المفروشة بالسجاد مقارنة ببرودة بلاط الممر المالس .
لم يخفف قبضة يده عنها حتى أصبحا داخل مكتب براندت الخاص .
سارت جوان إلى الكنبة من دون مساعدة ، لأن الإنعكاس الجانبي للمصباح اليدوي المسلط على التسرة الجلدية الملقاة في الزاوية كان قد أضاءها .
سألته وهي تجلس على الصوفا الباردة وتلف سا قيها تحتها في محاولة لتدفئة قدميها .
- كم هو الوقت الآن ؟
- الساعة الواحدة والنصف تقريباً .
فارتجفت وغمرت جسمها أكثر داخل معطفها .
- فقط ؟ ستهبط الحرارة إلى ماتحت الصفر هنا قبل بزوغ الفجر بسبب تعطل التدفئة .
ساد الصمت العميق بعدها قالت ذلك . ثم سار براندت بتمهل نحو الكنبة وتوقف أمامها ونظر إلى وجهها بوقار .
قال بهدوء :
- نستطيع أن تدفئ أنفسنا . . معاً ، إنه الحل المنطقي الوحيد أمامنا .
قفز قلب جوان بين ضلوعها وهي تحدق إلى تعابير عينيه غير المقروءة .
حاولت جهدها أن تطرد مخاوفها وهي تفكر في كيفية قضاء الليلة بين ذراعية .
وأن تجعل ردة فعلها على اقتراحه طبيعية وعملية مثله .
ولكنها كانت في هذه اللحظة لا تنظر إليه كصاحب عملها بل كرجل جذاب جداً .
عندما استطاعت أخيراً أن تجد الكلمات لترد عليه خرج صوتها ضعيفاً مرتجفاً .
- باستطاعتنا استعمال معطفينا كغطاء .
ابتسم براندت ، وكان رد فعل جوان سبب هذه الإبتسامة .
- كنت أعرف أنني أستطيع الإعتماد عليك لتري الجانب العملي في اقتراحي .
مددت نفسها على الكنبة من دون وعي واحتضنت الوسادة الخلفية بكل طاقتها .
فيما أطفأ برادنت المصباح اليدوي . ثم بسط معطفه فوق ساقيها . حافظت جوان على جمودها بشدة فيما كان براندت يستلقي على طرف الصوفا .
غطاء معطفها جزئيا فقط ولكن ذلك زال عندما أحست بدفئة وهو يلتصق بها .
وضع يده حول خصرها ليقربها أكثر ... وهذا جعلها تشعر تماماً بعضلاته كلها .
كانت أنفاسة الدافئة تداعب خدها وأدركت جوان أنه يستطيع أن يشعر بنبضات قلبها السريعة كما كانت هي تشعر بدقات قلبه المنتظمة .
همس لها برقة :
- إن قدميك باردتان مثل الثلج .
أبعدت جوان قدميها عنه ، وقد أزعجها تعليقه الشخصي .
-أحست بفمه يتحرك وهو يقول :
- أتركي قدميك حيث هما ، فستدفأن بسرعة .
وبما أنه كان من المستحيل أن تجد متسعاً لقدميها بصورة لا تلمسه
بهما ، تركتهما جوان في وضعهما السابق وهي تتساءل إن كانت ستستطيع الإسترخاء كي تتمكن من النوم .
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
اموت في حبك- Vip
- جنسية العضو : غير معروف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 10/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر