المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 451 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 451 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )11
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )11
جزء الحادي عشر
الدوحة
الساعة 10،45 مساء
منزل حمد بن جابر..
في زاوية الغرفة تجلس على الأرض
بعد أن سحبت نفسها سحبا..
وأسندت ظهرها المشبع بالألم والضربات للحائط
وخيط رفيع من الدم يسيل من طرف شفتها على ذقنها
وهو يدور في الغرفة مثل الأسد الحبيس.. عيناه محمرتان
تنذران أنه على وشك البكاء
بعد دقيقة..
الإنذار أصبح حقيقة
وهو ينخرط في بكاء حقيقي مؤلم
وينكب على فخذ موضي المنكمشة في الزاوية ويدفن وجهه في حضنها
لمن لم ترَ أو تسمع رجلا يبكي:
لا يمكن أن تمري بتجربة أبشع منها أو أكثر إيلاما!!
يمزق روحها بكاءه
ماعاد يجمعها به شيءٌ أكثر من الشفقة
الكثير من الشفقة!! والكثير من الخوف!!
مسحت موضي على شعره وهي تهتف بصوت ممزق:
حمد حرام عليك اللي تسويه فيني وفي نفسك
تناول يديها وهو يغمرها بعشرات القبلات المبللة بدموعه:
تكفين موضي لا تزعلين علي
أنا ما أقدر أعيش من غيرش.. لا تخليني موضي.. تكفين.. تكفين
*************************
الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 ونصف مساء
مشعل بعد أن أنهى حواره مع مريم مرَّ بمجلسهم قليلا
ثم عاد لبيته مبكراً على غير عادته
وهاهو يجلس في غرفة الجلوس الخاصة الملحقة بغرفته يشاهد الأخبار
لطيفة عادت بأبنائها وتوجهت بهم لغرفهم أولا
حممت جود الصغيرة هي ومريم التي تستمتع بالمساعدة
بينما محمد وعبدالله كانوا قد ناموا نتيجة لتعبهم في لعب الكرة مع
خالهم الصغير
وبعد أن أنهت لطيفة مهامها الأمومية.. توجهت لغرفتها لتستحم..
فوجئت بصوت التلفاز.. وفوجئت أكثر بوجود مشعل
وفي ليلة الجمعة التي اعتاد أن يسهر فيها مع أشقائه
بصوت عذب: مساء الخير حبيبي..
مشعل بنبرة محايدة: قولي صباح الخير أحسن.. وحبيبش طل..
منقعتني هنا وعقبه حبيبش..
لطيفة نظرت لساعتها وابتسمت: الساعة 11 ونص.. أي صباحه؟؟
وبعدين أنا مستئذنتك أسهر عند هلي للساعة 12، وهذا أنا جيت قبلها حتى..
وحبيبي وتاج ورأسي.. وش فيك معصب يا قلبي؟؟
مشعل ببرود وهو ينظر لشاشة التلفاز: وتراددين بعد؟؟
لطيفة سحبت نفساً عميقاً (وش عنده ذا يهاد ذبان وجهه) اغتصبت ابتسامة
: ماعاش من يراددك.. تعشيت؟؟
مشعل وفي رأسه موال لا يعلم إلى أين سيصل به: مهتمة يعني؟؟
لطيفة تنحني لتأخذ حذائه الملقى في وسط الغرفة وتضعه في دولاب أحذيته
المزدحم بالأحذية وترد عليه: ومتى ماكنت مهتمة؟؟
مشعل بنبرة ذات مغزى: أنتي مافيه شيء يخليش تعصبين؟؟
لطيفة مستغربة من حديث مشعل الذي لم تعتده: وليش أعصب؟؟
مشعل بهدوء: يعني موقف مثل اللي قبل شوي، ليش ماعصبتي لأنه أنتي
صاحبة حق أنتي مستئذنة وجيتي قبل الموعد بعد..
ليه ماقلتي لي أنا أصلا استأذنتك فليش تسويها سالفة..
لطيفة بضيق: مشعل وش فيك الليلة؟؟
مشعل باهتمام: أنا على كثر ما أعصب عليش بدون سبب، عمرش
ماعصبتي ليه؟؟
لطيفة وهي تشعر بتوجس من هذا الحوار: مشعل أنت ماعمرك هنتي
ولا قسيت علي ولا حتى عصبت علي تعصيبة كبيرة
والتعصيب العابر شيء معتاد في حياة الأزواج
وبعدين أنا أعرف أنك مضغوط في شغلك
ولو أنا ما أستحمل عصبيتك من اللي بيستحملها..
مشعل ترك كل ماقالته وتمسك بجملة واحدة.. وقال بحدة:
أنتي بنفسش تقولين "التعصيب العابر شيء معتاد في حياة الأزواج"
يعني أنتي بعد من حقش تعصبين وتشوفين أشلون أنا باستحمل عصبيتش..
لطيفة بهدوء: أبو محمد الله يهداك وش فيك الليلة؟؟.. أنت جاي بدري عشان
تهاد وتلاغي وبس؟؟
مشعل وقف وقال بثورة: إيه أبي أهاد والاغي.. وابيش تعصبين..
حسسيني إنه عروقش يمشي فيها دم.. مهوب ثلج..
13 سنة عمري ماشفتش معصبة على كثر ما كنت استفزش
أنتي وش جنسج؟! ماعندش إحساس؟؟...
لطيفة سحبت نفساً عميقاً لتهدئة نفسها، وقالت بهدوء:
مشعل مافيه داعي للتجريح أنا أم عيالك قبل أي شيء..
مشعل بغضب وهو يتناول غترته: أنا ما أبيش أم عيالي قبل أي شيء
أبيش زوجتي قبل أي شيء!!!
مره عندها مشاعر ودفء وحياة تغضب وتعصب وتغير مهوب قالب ثلج
لبس مشعل ملابسه بسرعة وخرج بدون أن يقول كلمة إضافية
في الوقت الذي كانت لطيفة تقف مذهولة..
(الحين أنا اللي قالب ثلج يا مشعل.. هذا والله اللي عيرني بعيارته
وركبني حمارته!!
مشعل الليلة مهوب طبيعي.. أكيد فيه شيء مضايقه في الشغل وعشان
كذا عصب بذا الطريقة)
لطيفة كانت غاية في التوتر والقلق على مشعل
استحمت وصلت قيامها وظلت ساهرة تنتظره
حتى كاد آذان الفجر يأذن، حينها اتصلت عليه..
جاءها صوته المتعب..
الصوت الذي يقلب كيانها ويهزُّ مشاعرها وتعبث نبراته بأوتار قلبها:
هلا أم محمد..
لطيفة بقلق: واشفيك تاخرت مشعل.. حبيبي أنا بسوي اللي يرضيك..
بس مافيه داعي تخليني أحترق من القلق عليك كذا..
مشعل بصوت متعب حقا: لطيفة أنتي ليه طيبة كذا؟!!
الحين أنا اللي غلطت عليش.. وطلعت من البيت بدون سبب..
المفروض أنا اللي أجي أعتذر منش مهوب أنتي اللي تتصلين تدورين لي
لطيفة بنبرة تقطر حباً: حبيبي أنا ما اقدر أرتاح وأنا عارفة إنه في خاطرك
شيء علي
مشعل يتنهد بعمق: خلاص لطيفة أنا بأصلي الفجر وبأرجع لا تحاتيني
**************************
واشنطن دي سي
قبل أذان المغرب بقليل
شقة هيا
هيا أعدت قهوة لأمها وجلست معها في الصالة
أم هيا تشاهد برنامجاً دينياً على قناة إقرأ..
وهيا تجلس متربعة على الكنبة بين يديها كتاب مستغرقة في وضع
ملاحظاتها عليه
رنَّ جرس الباب
هيا نهضت لتفتح لأنها كانت تظن أنها باكينام..
قررت أن تتأكد أولا
نظرت عبر فتحة الباب
انقلبت ملامح وجهها بقرف..
وعادت للجلوس بعد أن فصلت الجرس حتى لا تسمعه أمها
أمها بهدوء: من؟؟
هيا وهي تعاود الانكباب على كتابها وتهز كتفيها: واحد شكله مضيع في الشقة
ولكن الطرقات تكررت وهذه المرة على الباب مباشرة
(لحول.. هذا مايفتهم)
زفرت هيا بقهر
أمها باهتمام: قومي شوفي من؟؟
هيا بصراحة: يمه هذا مشعل.. وأنا ما أبي أفتح له..
أم هيا بغضب: ومتى تعلمتي تكذبين علي يا بنت سلطان.. أقول لج من؟؟
تقولين واحد مضيع..
هيا برجاء: يمه فديتج، لا تخلين مشعل هذا يتدخل فينا..
ست سنين من يوم توفى أبوي واحنا عايشين، وش نبي فيهم الحين؟؟
تكفين يمه وقفي يمي.. لا تنصرين ولد آل مشعل عليّ
الطرقات مازالت تتردد بقوة.. أم هيا تقول بإصرار: قومي افتحي لولد عمج
هيا بقهر: بافتح له بس تراني ماني بقاعدة معاكم.. اشبعي فيه يوم إنج
بديتيه عليّ
هيا قامت وارتدت عباءتها فوق بيجامتها ولفت شيلتها بإحكام على رأسها
وفتحت الباب، وبدون حتى أن تنتظر أو تنظر له..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب عليها..
وقف مشعل على الباب وهو يقول باحترام بصوت عالي: يا أهل البيت
أجابته أم هيا: ادخل يا ولدي
مشعل مستغرب من فتح له الباب، وأم هيا أصلا الحركة عليها صعبة جدا
وهاهي جالسة..
مشعل دخل وهو يحمل الكثير من الأكياس ووضعها أرضاً
ثم عاد للوقوف عند الباب: مساج الله بالخير يمه..
أم هيا بهدوء: أقعد يا أمك..
مشعل جلس على الكرسي الأقرب للباب وترك الباب مفتوحا
وهو يسأل: يمه هيا مخليتش بروحش؟؟
أم هيا تبتسم: هيا هي اللي فتحت لك الباب، وراحت لغرفتها..
وبعدين شنو الاغراض ذي اللي أنت جايبها؟؟
مشعل بهدوء: شيء بسيط يمه.. وترا من اليوم أغراضكم كلها أنا
اللي بأجيبها
أم هيا بهدوء رافض: مافيه داعي يأمك.. وهيا بتزعل
مشعل بثقة: خليها تزعل.. السنع ماحد يزعل منه
أم هيا وهي تهمس بصوت واطي وتقول بنبرة اهتمام:
يمه أنا أبي أقول شيء مهم أبيه بيني وبينك
***************************
اليوم التالي
الدوحة
العصر
كان محمد خارجا من صلاة العصر.. قابل رجلا لم يقابله منذ مدة طويلة
فحلف عليه أن يتعشى عنده..
أتصل على راكان وناصر يريد أن يحضر أحدهما ذبيحة
لأن السواق لديه إجازة يوم الجمعة..
وجد الاثنين في التدريب..
ناصر في تدريب الفروسية، وراكان في تدريب الرماية..
فاتصل بفارس
فارس ذهب لإحضار الذبيحة ووجدها فرصة أن يفاتح عمه في موضوع
أنه لا يريد العنود وخصوصا أنه انتهى من إبلاغ أمه وأبناء عمه
وتبقى فقط عمه الذي هو المهمة الأصعب
فهو لا يريد أن يحزَّ هذا الشيء في خاطر عمه أو يضايقه
فارس لم يكن لديه أي اعتراض على العنود سوى إحساسه إنها فُرضت عليه
وهو يكره أن يُفرض عليه شيئا..
وهذه هي تربية مشعل شقيق العنود له
رباه أن يكون قاسياً.. جلفاً.. واستقلالياً
وهاهو يحصد تربيته في رفض فارس لشقيقته
بعد أن أحضر فارس الذبيحة.. نزل لعمه في المجلس
مال على أنف عمه وقبله: مساك الله بالخير يبه
أبو مشعل: هلا والله مساك الله بالنور والسرور.. جبت الذبيحة؟؟
فارس بهدوء: في السيارة
أبو مشعل بود: ولا عليك أمر.. ودها داخل البيت..للمطبخ الخارجي
فارس بثقة: إن شاء الله.. بس أول فيه شيء أبي أقوله لك..
أبو مشعل باستفسار: سم
فارس يسحب نفسا عميقا : سم الله عدوك..
أنت يبه عارف إنك إبي.. وعيالك كلهم أخواني
أبو مشعل: أكيد يا أبيك مافيه شك..
فارس بثقة وكأنه يتحدث في موضوع اعتيادي: والعنود بعد أعدها مثل أختي..
أبو مشعل بتوجس: والمعنى يا أبيك؟؟
فارس بهدوء: العرس قسمة ونصيب، وابن آدم مايدري وين نصيبه
والعنود الله كاتب لها نصيبن أحسن مني.. وأهم شيء إنك ما تأخذ على
خاطرك مني..
أبو محمد حاول ابتلاع الصدمة التي هزته
والتي ألقاها فارس فوق رأسه بكل بساطة
فالعنود خُطبت منه كثيرا وكان عذره الدائم أن ابن عمها فارس بن سعود
يريدها
ماذا سيقول الناس الآن؟؟
ماعيب ابنته حتى يتركها ابن عمها؟!!
هل يا ترى يطلب من عبدالله أن يخطبها لمشعل
رغم أن مشعل كان هو من تنازل عنها لفارس لأنه يعتبرها مثل أخت
صُغرى له
وما به فارس؟؟ ولماذا يرفض ابنته؟؟
ورغم كل هذه الأفكار المرَّة التي التهمت تفكير محمد، إلاَّ أنه سحب نَفساً
عميقأً وهو يقول:
وكاد يا إبيك وكاد.. العرس قسمة نصيب والإنسان مايأخذ إلا نصيبه، وأنت
تراك ولدي أول وأخر..
فارس وقف بثقة وهو يقبل رأس عمه: الله لا يخليني منك.. أنا رايح أنزل الذبيحة
في ذات الوقت
في مطبخ بيت محمد بن مشعل الخارجي
كانت مريم تجلس على الكرسي
والعنود تجلس على الطاولة وتحرك رجليها جيئة وذهابا وتقول بمرح:
أما أمش هذي غريبة.. الحين فيه خدامتين هنا إلا لازم تدخلني المطبخ..
مريم بمرح هادئ: تدرين أمي ماتحب تاكن الذبايح على الخدامات..
وهذا أنا جاية معش أسوي لش مساندة معنوية.. لا تقطعين يدش ولا
رجلش يالدلوعة
العنود تضحك: حرام عليش اللي يسمع بس يقول أني مابعد سويت ذبايح
فيه حد في بيت محمد بن مشعل ويتدلع.. ماعندكم دلع غير كرف المطابخ
مريم تضحك: خلينا نعلمش الطبخ عشان إذا رحتي لبيت فارس ماتفضحينا
ويقول ماعلمتوا بنتكم طبخ الذبايح..
العنود تضحك بعذوبة: ليه هو فارس ولد عمش يعرف يذبح ذبايح
تصدقين أحس إنه يخاف يشوف الخروف المذبوح
يمكن لا شاف الدم يغمى عليه
مريم بدفاع : إذا فارس مايعرف الذبايح أجل من اللي يعرفها؟؟
العنود تبتسم: يعرفها رجّال صدق مثل أخواني، مهوب ولد عمش الناعم
ثم أكملت بمرح: صحيح أنا حلوة وأجنن وأطيح الطير من السما
بس يا أختي هو أحلى مني، أشلون اخذ رجّال أحلى مني
ثم أكملت بمرح ماسخ: وإلا تدرين يا أختي على زينه ونعومته أخاف
يطلع جنس ثالث ترفة على قولت الكويتيين وأتورط فيه
مريم بغضب: عيب يا العنود.. احشمي ولد عمش..
فارس رجّال غصبا عنش..واقصري ذا الحكي الماصخ
العنود تضحك: فديت اللي زعلوا عشان ولد عمهم الدلوعة الكتكوتة
" مــــــــريم.. مـــــريــــــــم"
صوت رجولي خشن مرعب متوحش غاضب ملتهب
قادم من خارج المطبخ قاطع حديثهما
الدوحة
الساعة 10،45 مساء
منزل حمد بن جابر..
في زاوية الغرفة تجلس على الأرض
بعد أن سحبت نفسها سحبا..
وأسندت ظهرها المشبع بالألم والضربات للحائط
وخيط رفيع من الدم يسيل من طرف شفتها على ذقنها
وهو يدور في الغرفة مثل الأسد الحبيس.. عيناه محمرتان
تنذران أنه على وشك البكاء
بعد دقيقة..
الإنذار أصبح حقيقة
وهو ينخرط في بكاء حقيقي مؤلم
وينكب على فخذ موضي المنكمشة في الزاوية ويدفن وجهه في حضنها
لمن لم ترَ أو تسمع رجلا يبكي:
لا يمكن أن تمري بتجربة أبشع منها أو أكثر إيلاما!!
يمزق روحها بكاءه
ماعاد يجمعها به شيءٌ أكثر من الشفقة
الكثير من الشفقة!! والكثير من الخوف!!
مسحت موضي على شعره وهي تهتف بصوت ممزق:
حمد حرام عليك اللي تسويه فيني وفي نفسك
تناول يديها وهو يغمرها بعشرات القبلات المبللة بدموعه:
تكفين موضي لا تزعلين علي
أنا ما أقدر أعيش من غيرش.. لا تخليني موضي.. تكفين.. تكفين
*************************
الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 ونصف مساء
مشعل بعد أن أنهى حواره مع مريم مرَّ بمجلسهم قليلا
ثم عاد لبيته مبكراً على غير عادته
وهاهو يجلس في غرفة الجلوس الخاصة الملحقة بغرفته يشاهد الأخبار
لطيفة عادت بأبنائها وتوجهت بهم لغرفهم أولا
حممت جود الصغيرة هي ومريم التي تستمتع بالمساعدة
بينما محمد وعبدالله كانوا قد ناموا نتيجة لتعبهم في لعب الكرة مع
خالهم الصغير
وبعد أن أنهت لطيفة مهامها الأمومية.. توجهت لغرفتها لتستحم..
فوجئت بصوت التلفاز.. وفوجئت أكثر بوجود مشعل
وفي ليلة الجمعة التي اعتاد أن يسهر فيها مع أشقائه
بصوت عذب: مساء الخير حبيبي..
مشعل بنبرة محايدة: قولي صباح الخير أحسن.. وحبيبش طل..
منقعتني هنا وعقبه حبيبش..
لطيفة نظرت لساعتها وابتسمت: الساعة 11 ونص.. أي صباحه؟؟
وبعدين أنا مستئذنتك أسهر عند هلي للساعة 12، وهذا أنا جيت قبلها حتى..
وحبيبي وتاج ورأسي.. وش فيك معصب يا قلبي؟؟
مشعل ببرود وهو ينظر لشاشة التلفاز: وتراددين بعد؟؟
لطيفة سحبت نفساً عميقاً (وش عنده ذا يهاد ذبان وجهه) اغتصبت ابتسامة
: ماعاش من يراددك.. تعشيت؟؟
مشعل وفي رأسه موال لا يعلم إلى أين سيصل به: مهتمة يعني؟؟
لطيفة تنحني لتأخذ حذائه الملقى في وسط الغرفة وتضعه في دولاب أحذيته
المزدحم بالأحذية وترد عليه: ومتى ماكنت مهتمة؟؟
مشعل بنبرة ذات مغزى: أنتي مافيه شيء يخليش تعصبين؟؟
لطيفة مستغربة من حديث مشعل الذي لم تعتده: وليش أعصب؟؟
مشعل بهدوء: يعني موقف مثل اللي قبل شوي، ليش ماعصبتي لأنه أنتي
صاحبة حق أنتي مستئذنة وجيتي قبل الموعد بعد..
ليه ماقلتي لي أنا أصلا استأذنتك فليش تسويها سالفة..
لطيفة بضيق: مشعل وش فيك الليلة؟؟
مشعل باهتمام: أنا على كثر ما أعصب عليش بدون سبب، عمرش
ماعصبتي ليه؟؟
لطيفة وهي تشعر بتوجس من هذا الحوار: مشعل أنت ماعمرك هنتي
ولا قسيت علي ولا حتى عصبت علي تعصيبة كبيرة
والتعصيب العابر شيء معتاد في حياة الأزواج
وبعدين أنا أعرف أنك مضغوط في شغلك
ولو أنا ما أستحمل عصبيتك من اللي بيستحملها..
مشعل ترك كل ماقالته وتمسك بجملة واحدة.. وقال بحدة:
أنتي بنفسش تقولين "التعصيب العابر شيء معتاد في حياة الأزواج"
يعني أنتي بعد من حقش تعصبين وتشوفين أشلون أنا باستحمل عصبيتش..
لطيفة بهدوء: أبو محمد الله يهداك وش فيك الليلة؟؟.. أنت جاي بدري عشان
تهاد وتلاغي وبس؟؟
مشعل وقف وقال بثورة: إيه أبي أهاد والاغي.. وابيش تعصبين..
حسسيني إنه عروقش يمشي فيها دم.. مهوب ثلج..
13 سنة عمري ماشفتش معصبة على كثر ما كنت استفزش
أنتي وش جنسج؟! ماعندش إحساس؟؟...
لطيفة سحبت نفساً عميقاً لتهدئة نفسها، وقالت بهدوء:
مشعل مافيه داعي للتجريح أنا أم عيالك قبل أي شيء..
مشعل بغضب وهو يتناول غترته: أنا ما أبيش أم عيالي قبل أي شيء
أبيش زوجتي قبل أي شيء!!!
مره عندها مشاعر ودفء وحياة تغضب وتعصب وتغير مهوب قالب ثلج
لبس مشعل ملابسه بسرعة وخرج بدون أن يقول كلمة إضافية
في الوقت الذي كانت لطيفة تقف مذهولة..
(الحين أنا اللي قالب ثلج يا مشعل.. هذا والله اللي عيرني بعيارته
وركبني حمارته!!
مشعل الليلة مهوب طبيعي.. أكيد فيه شيء مضايقه في الشغل وعشان
كذا عصب بذا الطريقة)
لطيفة كانت غاية في التوتر والقلق على مشعل
استحمت وصلت قيامها وظلت ساهرة تنتظره
حتى كاد آذان الفجر يأذن، حينها اتصلت عليه..
جاءها صوته المتعب..
الصوت الذي يقلب كيانها ويهزُّ مشاعرها وتعبث نبراته بأوتار قلبها:
هلا أم محمد..
لطيفة بقلق: واشفيك تاخرت مشعل.. حبيبي أنا بسوي اللي يرضيك..
بس مافيه داعي تخليني أحترق من القلق عليك كذا..
مشعل بصوت متعب حقا: لطيفة أنتي ليه طيبة كذا؟!!
الحين أنا اللي غلطت عليش.. وطلعت من البيت بدون سبب..
المفروض أنا اللي أجي أعتذر منش مهوب أنتي اللي تتصلين تدورين لي
لطيفة بنبرة تقطر حباً: حبيبي أنا ما اقدر أرتاح وأنا عارفة إنه في خاطرك
شيء علي
مشعل يتنهد بعمق: خلاص لطيفة أنا بأصلي الفجر وبأرجع لا تحاتيني
**************************
واشنطن دي سي
قبل أذان المغرب بقليل
شقة هيا
هيا أعدت قهوة لأمها وجلست معها في الصالة
أم هيا تشاهد برنامجاً دينياً على قناة إقرأ..
وهيا تجلس متربعة على الكنبة بين يديها كتاب مستغرقة في وضع
ملاحظاتها عليه
رنَّ جرس الباب
هيا نهضت لتفتح لأنها كانت تظن أنها باكينام..
قررت أن تتأكد أولا
نظرت عبر فتحة الباب
انقلبت ملامح وجهها بقرف..
وعادت للجلوس بعد أن فصلت الجرس حتى لا تسمعه أمها
أمها بهدوء: من؟؟
هيا وهي تعاود الانكباب على كتابها وتهز كتفيها: واحد شكله مضيع في الشقة
ولكن الطرقات تكررت وهذه المرة على الباب مباشرة
(لحول.. هذا مايفتهم)
زفرت هيا بقهر
أمها باهتمام: قومي شوفي من؟؟
هيا بصراحة: يمه هذا مشعل.. وأنا ما أبي أفتح له..
أم هيا بغضب: ومتى تعلمتي تكذبين علي يا بنت سلطان.. أقول لج من؟؟
تقولين واحد مضيع..
هيا برجاء: يمه فديتج، لا تخلين مشعل هذا يتدخل فينا..
ست سنين من يوم توفى أبوي واحنا عايشين، وش نبي فيهم الحين؟؟
تكفين يمه وقفي يمي.. لا تنصرين ولد آل مشعل عليّ
الطرقات مازالت تتردد بقوة.. أم هيا تقول بإصرار: قومي افتحي لولد عمج
هيا بقهر: بافتح له بس تراني ماني بقاعدة معاكم.. اشبعي فيه يوم إنج
بديتيه عليّ
هيا قامت وارتدت عباءتها فوق بيجامتها ولفت شيلتها بإحكام على رأسها
وفتحت الباب، وبدون حتى أن تنتظر أو تنظر له..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب عليها..
وقف مشعل على الباب وهو يقول باحترام بصوت عالي: يا أهل البيت
أجابته أم هيا: ادخل يا ولدي
مشعل مستغرب من فتح له الباب، وأم هيا أصلا الحركة عليها صعبة جدا
وهاهي جالسة..
مشعل دخل وهو يحمل الكثير من الأكياس ووضعها أرضاً
ثم عاد للوقوف عند الباب: مساج الله بالخير يمه..
أم هيا بهدوء: أقعد يا أمك..
مشعل جلس على الكرسي الأقرب للباب وترك الباب مفتوحا
وهو يسأل: يمه هيا مخليتش بروحش؟؟
أم هيا تبتسم: هيا هي اللي فتحت لك الباب، وراحت لغرفتها..
وبعدين شنو الاغراض ذي اللي أنت جايبها؟؟
مشعل بهدوء: شيء بسيط يمه.. وترا من اليوم أغراضكم كلها أنا
اللي بأجيبها
أم هيا بهدوء رافض: مافيه داعي يأمك.. وهيا بتزعل
مشعل بثقة: خليها تزعل.. السنع ماحد يزعل منه
أم هيا وهي تهمس بصوت واطي وتقول بنبرة اهتمام:
يمه أنا أبي أقول شيء مهم أبيه بيني وبينك
***************************
اليوم التالي
الدوحة
العصر
كان محمد خارجا من صلاة العصر.. قابل رجلا لم يقابله منذ مدة طويلة
فحلف عليه أن يتعشى عنده..
أتصل على راكان وناصر يريد أن يحضر أحدهما ذبيحة
لأن السواق لديه إجازة يوم الجمعة..
وجد الاثنين في التدريب..
ناصر في تدريب الفروسية، وراكان في تدريب الرماية..
فاتصل بفارس
فارس ذهب لإحضار الذبيحة ووجدها فرصة أن يفاتح عمه في موضوع
أنه لا يريد العنود وخصوصا أنه انتهى من إبلاغ أمه وأبناء عمه
وتبقى فقط عمه الذي هو المهمة الأصعب
فهو لا يريد أن يحزَّ هذا الشيء في خاطر عمه أو يضايقه
فارس لم يكن لديه أي اعتراض على العنود سوى إحساسه إنها فُرضت عليه
وهو يكره أن يُفرض عليه شيئا..
وهذه هي تربية مشعل شقيق العنود له
رباه أن يكون قاسياً.. جلفاً.. واستقلالياً
وهاهو يحصد تربيته في رفض فارس لشقيقته
بعد أن أحضر فارس الذبيحة.. نزل لعمه في المجلس
مال على أنف عمه وقبله: مساك الله بالخير يبه
أبو مشعل: هلا والله مساك الله بالنور والسرور.. جبت الذبيحة؟؟
فارس بهدوء: في السيارة
أبو مشعل بود: ولا عليك أمر.. ودها داخل البيت..للمطبخ الخارجي
فارس بثقة: إن شاء الله.. بس أول فيه شيء أبي أقوله لك..
أبو مشعل باستفسار: سم
فارس يسحب نفسا عميقا : سم الله عدوك..
أنت يبه عارف إنك إبي.. وعيالك كلهم أخواني
أبو مشعل: أكيد يا أبيك مافيه شك..
فارس بثقة وكأنه يتحدث في موضوع اعتيادي: والعنود بعد أعدها مثل أختي..
أبو مشعل بتوجس: والمعنى يا أبيك؟؟
فارس بهدوء: العرس قسمة ونصيب، وابن آدم مايدري وين نصيبه
والعنود الله كاتب لها نصيبن أحسن مني.. وأهم شيء إنك ما تأخذ على
خاطرك مني..
أبو محمد حاول ابتلاع الصدمة التي هزته
والتي ألقاها فارس فوق رأسه بكل بساطة
فالعنود خُطبت منه كثيرا وكان عذره الدائم أن ابن عمها فارس بن سعود
يريدها
ماذا سيقول الناس الآن؟؟
ماعيب ابنته حتى يتركها ابن عمها؟!!
هل يا ترى يطلب من عبدالله أن يخطبها لمشعل
رغم أن مشعل كان هو من تنازل عنها لفارس لأنه يعتبرها مثل أخت
صُغرى له
وما به فارس؟؟ ولماذا يرفض ابنته؟؟
ورغم كل هذه الأفكار المرَّة التي التهمت تفكير محمد، إلاَّ أنه سحب نَفساً
عميقأً وهو يقول:
وكاد يا إبيك وكاد.. العرس قسمة نصيب والإنسان مايأخذ إلا نصيبه، وأنت
تراك ولدي أول وأخر..
فارس وقف بثقة وهو يقبل رأس عمه: الله لا يخليني منك.. أنا رايح أنزل الذبيحة
في ذات الوقت
في مطبخ بيت محمد بن مشعل الخارجي
كانت مريم تجلس على الكرسي
والعنود تجلس على الطاولة وتحرك رجليها جيئة وذهابا وتقول بمرح:
أما أمش هذي غريبة.. الحين فيه خدامتين هنا إلا لازم تدخلني المطبخ..
مريم بمرح هادئ: تدرين أمي ماتحب تاكن الذبايح على الخدامات..
وهذا أنا جاية معش أسوي لش مساندة معنوية.. لا تقطعين يدش ولا
رجلش يالدلوعة
العنود تضحك: حرام عليش اللي يسمع بس يقول أني مابعد سويت ذبايح
فيه حد في بيت محمد بن مشعل ويتدلع.. ماعندكم دلع غير كرف المطابخ
مريم تضحك: خلينا نعلمش الطبخ عشان إذا رحتي لبيت فارس ماتفضحينا
ويقول ماعلمتوا بنتكم طبخ الذبايح..
العنود تضحك بعذوبة: ليه هو فارس ولد عمش يعرف يذبح ذبايح
تصدقين أحس إنه يخاف يشوف الخروف المذبوح
يمكن لا شاف الدم يغمى عليه
مريم بدفاع : إذا فارس مايعرف الذبايح أجل من اللي يعرفها؟؟
العنود تبتسم: يعرفها رجّال صدق مثل أخواني، مهوب ولد عمش الناعم
ثم أكملت بمرح: صحيح أنا حلوة وأجنن وأطيح الطير من السما
بس يا أختي هو أحلى مني، أشلون اخذ رجّال أحلى مني
ثم أكملت بمرح ماسخ: وإلا تدرين يا أختي على زينه ونعومته أخاف
يطلع جنس ثالث ترفة على قولت الكويتيين وأتورط فيه
مريم بغضب: عيب يا العنود.. احشمي ولد عمش..
فارس رجّال غصبا عنش..واقصري ذا الحكي الماصخ
العنود تضحك: فديت اللي زعلوا عشان ولد عمهم الدلوعة الكتكوتة
" مــــــــريم.. مـــــريــــــــم"
صوت رجولي خشن مرعب متوحش غاضب ملتهب
قادم من خارج المطبخ قاطع حديثهما
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
ملك الاحساس- نائب الادارة
- جنسية العضو : بحريني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 778
تاريخ التسجيل : 09/10/2013
المزاج : هادئ
مواضيع مماثلة
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )6
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )22
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )38
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )53
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )7
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )22
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )38
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )53
» روايه أسى الهجران- للكاتبة/ #أنفاس_قطر# ( اخراج صمتي قاهرهم )7
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر