مرض ذات الرئة في الأطفال (الإلتهاب الرئوي في الأطفال)

من طرف **mbelrem** الخميس أبريل 11, 2013 4:07 pm

مرض ذات الرئة في الأطفال
ما هو مرض ذات الرئة الذي يصاب به الأطفال ؟
مرض الالتهاب الرئوي والمعروف في دول الخليج بمرض ذات الرئة هو مرض يتميز بالتهاب الحويصلات الهوائية أو الأنسجة البينة لفص أو أكثر في احدي أو كلا الرئتين. وقد يكون نتيجة لالتهاب مناعي أو نتيجة لإصابة بميكروب معين. ونتيجة لهذه العدوى واستجابة جهاز المناعة لها تمتلئ الأكياس الهوائية الصغيرة (التي يجري فيها امتصاص الأوكسجين كي يذهب نحو مجرى الدم) بالسوائل، مما يؤدي إلى عرقلة القدرة على التنفس. لذا فإن الخلايا لا تستطيع أداء عملها على الوجه المطلوب مما يؤدي إلي خلل شامل علي مستوي الجسم. هذا ويسبب الالتهاب الرئوي 19% ‏من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة.
ما هي أسباب وأعراض هذا المرض ؟
وليس هناك سبب واحد لالتهاب الرئة، وإنما هناك أكثر من ثلاثين سببا مثل الالتهاب المناعي الذاتي مع أمراض خلل الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء, أو قد يحدث نتيجة للإصابة ببكتيريا معينة مثل البكتريا السبحية أو العنقودية الرئوية, أو قد يكون التهاب فيروسي والذي يمثل نصف الحالات، أو قد يكون التهاب رئوي لا نوعي مثل الكلاميديا و الميكوبلازما , أول التهاب فطري مثل الاسبريجيلوس (والذي يمثل حوالي 20% من حالات الالتهاب الرئوي) أو كنتيجة للإصابة بميكروب الدرن (السل) كما قد يحدث نتيجة للتعرض للمواد الكيميائية المختلفة. وغالبا ما توجد البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي بشكل طبيعي في بلعوم الأشخاص الأصحاء، وعندما تقل المناعة بسبب نقص التغذية أو نقص المناعة أو كبر السن، تتكاثر البكتيريا وتشق طريقها إلى الرئتين مسببة الالتهاب الرئوي البكتيري. ومن أهم الأسباب الكامنة وراء الالتهاب الوبائي، هي العدوى عن طريق تنفس رذاذ هواء محمل بالميكروبات والذي يأتي عن طريق سعال أو عطس المريض أو من استعمال أدوات المائدة الخاص بشخص مصاب بالالتهاب الرئوي. كما تحدث العدوى عن طريق الشرقة ودخول البكتيريا من خلال افرازات الفم أو الأنف أو الحلق. وأحيانا تحدث الالتهابات الرئوية نتيجة لمصدر ميكروب موجود بالتهاب الجلد، أو التهاب الأذن أو الحمى القرمزية، وفي الحالات العادية يقوم الجسم بمقاومة الميكروبات وطردها إلى الخارج عن طريق السعال.
وغالبا ما تبدأ أعراض الالتهاب الرئوي بأعراض نزلات البرد والأنفلونزا العادية والتي غالبا ما تسبق الالتهاب الرئوي حيث غالبا ما تقلل المناعة الموضعية للرئة. وغالبا ما يحدث الالتهاب الرئوي البكتيري بشكل مفاجيء أو تدريجي، ويشتكي المريض من كحة مع مخاط عديم اللون أو قد يكون مخاطا ذو لون أصفر أو أخضر وقد يكون مدمما وغالبا ما ترتفع درجة الحرارة ارتفاعا شديدا ويصاحبها ألم في الصدر وسرعة في التنفس بل قد تزداد حدة حتى أن المريض قد يشعر بعدم القدرة علي التنفس وقد يصاحبها زرقة في الشفاه و الأطراف في الحالات الشديدة حيث يصاحبها اختلاط ذهني وهذيان عند حدوث فشل بالجهاز التنفسي مثل ما يحدث نتيجة للإصابة بفيروس سارس.
هل ذات الرئة مرض ينتشر أكثر في فصل الشتاء ؟ ولماذا ؟
وتنتشر الإصابة بمرض ذات الرئة في الشتاء عنها في الصيف وذلك لانتشار حدوث نزلات البرد والأنفلونزا. والتي تقلل من كفاءة الأنف في ترطيب الهواء وتدفئته قبل المرور إلي الرئة كما أن فيروس الأنفلونزا قد يقلل من مناعة الرئة ويمهد الطريق للميكروبات الأخرى لحدوث الالتهاب الرئوي.
هل تتفاوت احتمالات الإصابة بالمرض بين طفل وآخر ؟
هناك فئة من الأطفال تزيد لديهم احتمالات متزايدة للإصابة بالالتهاب الرئوي، مثل أمراض سوء التغذية ونقص المناعة سواء الخلقي أو المكتسب والإصابة بعيوب القلب الخلقية أو حمي القلب الروماتيزمية والتي تؤدي إلى احتقان الرئتين، وكذلك إصابة الأطفال بارتجاع المريء والربو الشعبي وكذلك الأطفال المصابين با مراض عصبية والتي يصاحبها صعوبة في البلع كذلك قد يحدث الالتهاب الرئوي كمضاعفات لاستنشاق جسم غريب مثل قشور اللب أو الفول السوداني أو حتى استنشاق بودرة التلك التي تحتوي على الزنك والتي من الممكن أن تؤدي إلى الالتهابات الرئوية.

هل يتوجب اللجوء إلى المستشفى في حالة الإصابة بذات الرئة ؟
تختلف الحاجة للعلاج بالمستشفي من حالة لأخرى معتمدا علي سن الطفل وتاريخه المرضي ودرجة شدة الالتهاب الرئوي وسببه بالاضافة الي درجة تحمل الطفل وقبوله للعلاج بأدوية أو طرق معينة. ولكن يفضل أن يعالج مرض الالتهاب الرئوي بالمستشفي حيث يخضع الطفل للعديد من الأبحاث مثل أخذ صورة أشعة سينية للرئتين وفحص شامل للدم، بالإضافة إلى تحليل وعمل مزرعة للبصاق أو حتى مزرعة للدم في بعض الالتهابات الشديدة وقياس نسبة الأكسجين بالدم. كم يحتاج المريض لأخذ مضادات حيوية عن طريق الوريد كما قد يحتاج لاستنشاق الأكسجين و في بعض الأحيان موسعات الشعب الهوائية وفي بعض الحالات الشديدة قد يحتاج مساعدة التنفس بجهاز التنفس الصناعي في حالة حدوث فشل بالجهاز التنفسي.
ما هي النصائح التي تقي الطفل شر هذا المرض ؟
للوقاية من هذا المرض يجب علي الآباء الحرص علي التغذية الجيدة و النوم المبكر للأطفال كما يجب عليهم الحرص علي عدم تعرض الأطفال للتدخين السلبي كما يجب عليهم تشجيع الأطفال لممارسة الرياضة ويفضل إعطاء لقاح الأنفلونزا للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي السابق ذكرهم كما يجب إعطاء تطعيم ميكروب الالتهاب الرئوي والذي يعطي الآن في العام الأول في ثلاث جرعات وجرعة تنشيطية في العام الثاني. ويجب علي الأطفال الذين لم يتعاطون هذا التطعيم أن يأخذوا علي الأقل جرعة واحدة من هذا الطعم. وقد لوحظ أن تحصين الأطفال بطعم بكتيريا الأنفلونزا المحبة للدم قد أدي إلي انخفاض الإصابة بهذا الميكروب إلي درجة شديدة.
أما إذا أصيب الطفل بهذا المرض فيجب علي الآباء الحرص علي الإكثار من شرب الأطفال للسوائل لتعويض المفقود بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما أنها تساعد على سيولة البصاق وسهولة طرده. كما يجب علي الطفل الراحة بالفراش حتى تتحسن حالته العامة ويجب رفع رأس السرير و الابتعاد عن التدخين والمدخنين وتجنب مثبطات السعال لأن السعال عملية دفاعية للتخلص من الجراثيم والافرازات التي تتجمع في الرئتين ويجب علي الآباء الحرص علي تكملة العلاج لفترة كاملة حتى يشفي الطفل تماما وذلك تجنبا لحدوث انتكاسة للمرض أو نشوء أنواع من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
الأستاذ الدكتور/ محمد البلتاجي استاذ مساعد طب الأطفال وقلب الأطفال بكلية الطب جامعة طنطا مصر واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والمراهقين بمستشفي البحرين الدولي