المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 565 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 565 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1265 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو عادل0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90182 مساهمة في هذا المنتدى في 31160 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
الثلج الأسود 2
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الثلج الأسود 2
1- الرجل الأسد
تنهدت كاي قائلة وقد نفذ صبرها :
- بالله عليك ياجوان كفي عن هذه المهاترات . ما هو الامر الذي تودين القيام به الليلة ولا يمكنك تاجيله الى الغد ؟
تجنبت جوان سومرز ان تقابل نظرة الاتهام التي رمقتها بها صديقتها وتلهت بوضع علب الطعام الفارغة وبعض الاوراق في سلة المهملات .
- المسألة ليست مسألة تأجيل مشروع الى الغد كاي . انت تعرفين موقفي من الخروج مع رجل لا اعرفه .
- لا يمكنك القول انك لا تعرفينه , فهو شقيق جون .
كان جون خطيب كاي , وهو رجل محبوب ولكنه في نظر جوان ممل , ومضجر , وميزته الوحيده المحببه هو حبه المخلص لكاي ,
وقد استطاع ان يظهر هذا الحب الرومنانسي بمئة طريقة وطريقة , ومع ذلك لم يكن من المحتمل ان تجد جوان عند شقيقه ايجابيات اكثر مما تجد عند جون , فهو من النوع الذي لا يعجبها .
اما النوع الذي يعجبها من الرجال فهي لم تكن قد حددت معالمه بعد بالرغم من بلوغها الـ23 من عمرها .
اقترحت جوان ان تستبدل بالفتاه التي تعمل على لوجة الهاتف :
- لماذا لا تطلبين ذلك من سوزان بدلا مني ؟
قالت كاي ذلك وقد ارتسمت على وجهها علامات السخرية ثم تابعت مؤنبة صديقتها :
- هل رأيت سوزان يوما وحيده ؟ فالرجال يتحلقون دائما حول هذه الفتاة وترينها دائما مرتبطه في امسيات يوم الجمعه .
وافقت جوان على ما قالته وهي تشعر قليلا بالحسرة على نفسها , فيبدو انها الفتاة الوحيدة التي تمضي معظم عطل نهاية الاسبوع بمفردها في البيت .
- ارجوك يجب ان تذهبي معنا هذه الليلة فجون لم يعلم الا هذا الصباح ان ايد سيأتي ليتعرف اليّ , وليس هناك من فتاة اخرى استطيع ان اطلب منها الذهاب بهكذا وقت قصير .
- انه ىت للتعرف إليك , فلماذا لا تذهبون انتم الـ3 الى مكان ما لتناول العشاء ؟
نهضت كاي ولحقت جوان التي ابتعدت عن الطاولة وقالت :
- ان ايد شقيق جون وليس عمه .
نظرت جوان الى ساعتها وحاولت تأجيل الموضوع .
- دعينا نناقش الامر الليلة بعد الانتهاء من العمل , يجب ان اعود الآن الى المكتب .
تجاوزت كاي الممر الذي يقع على اليمين والذي يقود الى غرف الكومبيوتر حيث تعمل , ولحقت بجوان الى قسم المكاتب الخاصه لشركة ليون للمقاولات.
ادركت جوان ان صديقتها قد ملأت عليها كل المخارج , وعلى الرغم من عدم رغبتها في الخروج , عرفت انها سترضخ لإلحاح صديقتها , خاصة انه ليس لديها مبرر مقنع للرفض , كانت جوان تفخر بأنها فتاه عملية ومنطقية
وهذا ما جعل تجنبها الصارم للخروج مع رجل لاتعرفه طفولي وسخيف .
الامر ببساطه انها خرجت معر يك مانفيل قبل ان تعرفه منذ 4 سنوات ووقعت ضحية سحره لتكتشف فيما بعد انها انضمت الى العديد من ضحاياه .
فليس هناك من سبب يدعوها ان تجعل من نفسها غبية مره اخرى . ع
لقد شعرت بالاذلال اكثر مما شعرت بالالم عندما ادركت انها مجرد فتاة اخرى عنده وهي عندما تتأمل الآن ما حدث تدرك كم كان عديم الاحساس . مع انه بدا وقتها رجلا قويا. وقد تطلب الامر رجلا قويا عن حق وواثقا من نفسه كي يجعلها تدرك ذلك .
الحت كاي بنبرة توسل :
- جوان يجب ان تذهبي معنا الليلة . انا وجون نعتمد عليك .
توقفت جوان عند الباب الخارجي للمكتب متفحصه السمراء الانيقة الى جانبها والتي بدت نظراتها اشبه بنظرات هر جائع . انها وكاي على طرفي نقيض . فكاي شعرها مجعد غامق اللون وجسمها نحيل صغير وهي تحب الحياة والمرح .
اما جوان فهي بجسمها الممتلئ اشبه بتمثال كلاسيكي . ولها شعر عنبري اللون ملفوف خلف رقبتها على شكل كعكه . وعيناها ذواتا لون بني دافئ ولكنهما تفتقدان الى تلألؤ عيني كاي .
انها ودودة مثل صديقتها ولكنها اكثر هدوءا واقل فضولا . وهي تجد صعوبه في مقابلة الغرباء في المناسبات الاجتماعية وخاصة الرجال .
ادركت جوان ان عليها انتهاز الفرصة لقضاء السهرة خارج البيت عوضا عن التهرب من هذا الموعد الفجائي فقد امضت مؤخرا الكثير من عطلات نهاية الاسبوع بمفردها ومع ذلك وجدت صعوبة في اخراج كلمة المافقه من بين شفتيها .دفعت جوان باب غرفة مكتبها ودخلت وتبعتها كاي التي كررت :
- لايمكنك التخلي عنا , نحن نريد ...
ضاعت بقية الجمله منها عندما لاحظت رجلا يقف بجانب جارور مفتوح في خزنة الملفات , وفورا اعتلى وجه كاي ابتسامة براقه :
- نهار سعيد سيد ليون .
لم تغير تحيتها المرحه معالم وجهه المتجهم الذي رمقها قبل ان يحول نظراته الحاده الزرقاء الى جوان . كانت تحيط به هالة من القوة وسمة ثانبته من التحكم والكفاءة تفقد الاخرين شجاعتهم وتعطيهم الاطمئنان في آن :
- هل لك ان تخبريني اين استطيع ان اجد ملف ستتلر في خضم هذه الفوضى يا آنسة سومرز ؟
قال ذلك وقد وضع اصابعه على شعره البني اللون قبل ان يضع يده على وركه وكانه يتحداها .
رفعت راسها يتحد لأن هذا الانتقاد لم يكن مبررا على الاطلاق ثم مشت مترنحه نحو الخزانة المعدنية حيث كان واقفا . واخذت تعيد بعض الملفات التي اخرجت الى مكانها .
- اذا ابتعدت عن هذه الملفات يا سيد ليون فلن ترى عدة الفوضى . في هذا الجارور لن تجد ملف ستتلر لأن هذه الملفات تخص الشركات التي تورد الموارد فقط .
وبعدها اعادت ترتيب الجارور بصورة مقبولة اغلقته وفتحت الجارور الذي تحته وهي تحس بهذا الرجل الطويل والعريض المنكبين يقف الى جانبها . بحثت اصابعها بين الملفا عن حرف "س" ضمن فهرست الابجديه لكنها لم تستطع تمييز الاحرف الصغيرة للأسماء بدقه . فسمعت صوت رئيسها المستخف فوق رأسها :
- ما الامر ؟ الا تستطيعين العثور عليه ايضا ؟
فاستقامت جوان ومت نحو طاولة مكتبها :
- بلى استطيع العثور عليه .
ثم التقطت نظاراتها ذات اللونين البني والعنبري الملقاة الى جانب الهاتف . كانت دائما تفتخر بأنها تستطيع ان ترى عن بعد ميل ومع ذلك فهي لا تستطيع رؤية أي شيء يبعد عدة سنتيمترات عن انفها ,
وفي هذه اللحظة لم تجد اعتمادها على النظارات لكي تستطيع القراءة امرا مخجلا . وضعت النظارات على عينيها واتجهت ثانية نحو الخزانة قائلة :
- لسوء الحظ لا استطيع ان ارأ الاسماء من دون وضع النظارات.
وفي ثوان بسيطه قدمت له الملف الذي طلبه. ادار براندت ليون وجهه المتجهم نحو الملف مما جعله يخفق في رؤية ابتسامة النصر التي ظهرت على وجهها . ثم قال وهو متجه الى مكتبه :
- سيتوجب عليك في احد الايام يا ىنسة سومرز ان ترسمي لي مجموعة من الخرائط كي استطيع العثور على الاشياء الموجوده في هذا الوحش المعدني الذي تديرين .
فزمت شفتيها بقوة فيما كان الباب الموصل الى غرفته يغلق وراءه .
اطلق انتقاده لها في لحظة غضب ولم يكن ذلك يعني انه انتقاص من مقدرتها ومع ذلك شعرت بوخزة من الاستياء .
هزت كاي رأسها بسخريه :
- انت تدهشيني احيانا ياجوان .
اتجهت جوان نحو الطاولة وجلست على الكرسي ووضعت حقيبتها في الدرج السفلي للطاولة :
- لماذا ؟
- بسبب الطريقة التي تردين بها على السيد ليون كما فعلت الآن , فمن الطبيعي ان لا تتفقا طالما انك تطلبين من المدير الا يلمس ملفاته .
- انا والسيد ليون نتفق تماما .
- ما اعني هو ان تصرفاتك حائرة معه . كل شيء بينكما هو محض عمل فقط . فهو يعاملك جدة في الـ50 من عمرها . وانت تعامليه بالسوء ذاته . تتصرفين معه وكأنه في الـ50 من عمره , لا كرجل عازب يناسبك .
- انا سكرتيرته ولست حبيبته .
- حسنا ! انت لن تكوني حبيبته ابدا طالما تنادينه بالسيد ليون طوال الوقت .
- هذا ما انت تنادينه به .
- نعم لأني لا التقي به الا نادرا ولو كنت سكرتيرته لجعلت من نفسي العوبه به . ذ
- ولكانت النتيجه بالتأكيد خسارة وظيفه راقبها جيد . وكيف كان سيتصرف جون لو عرفانك تنصبين شباكك حول رئيس الشركة ؟
- سيعر بالغيرة . اليس كذلك ؟ ولكنه يعرف اتى احب الغزل والمزاح .
- اعتقد احيانا ان هذا الكلام لا ينطبق تماما على شخصيتك .
- على ذكر جون , ماذا قررت بالنسبة لهذه الليلة ؟
انقبض فمها وامومأت برأسها مستسلمه :
- سوف اذهب . ولكن لن ارضي بمرافقة شقيق جون طوال عطلة نهايو الاسبوع . سوف اوافقه هذه الليلة فقط .
تنفست كاي الصعداء .
- شكرا جزيلا ! ستأتي الى البيت مباشرة من المطار عند الـ7 والنصف تقريبا , تكوني جاهزة عندما نصل .
- سأفعل .
- رن جهاز الاستدعاء فأجابت جوان . فرد عليها صوت براندت ليون :
- ايمكنك ان تاتي الى مكتبي يا آنسة سومرز ؟
استدارت كاي وهي في منتصف الطريق للخروج واضافت :
- ولا تنسي ايضا ان ترتدي ثيابا مثيرة .
ولم تستطع جوان الا التحديق الى الجهاز الذي كانت تضغط عليه . وامسكت انفاسها على امل ان لا يكون الجهاز قد التقط كلمات صديقتها واذاعه عند المدير ثم تمتمت :
- سآتي حالا يا مستر ليون .
وقطعت الاتصال ثم وضعت نظاراتها على عينيها والتقطت قلما وورقة وقبل ان تفتح الباب توقفت واصلحت هندامها ثم دخلت .
ادار مديرها الكرسي الكبير المصنوع من الجلد الذي كان يجلس عليه مدركة كم هو مظهر النظارات وتسريحه الشعر خادع . لا شك ان برادت ليون يرتاب في قدرتها على الظهور بشكل مثير .
ثم اختفى بريق التكهن , ولم تستمر نظراته شخصية بل اصبحت مجرد نظرات عمل فقط , ومن رئيس الى مرؤوسه . اخذ يراجع مواعيده لبعد الظهر ثم سلمها شريط تسجيل يحتوي على تعليماته للصباح واعطاها لائحة بأرقام الهواتف التي يريد ان تطلبها له .
وهكذا اعيد توطيد العلاقة الرسمية , ولم يات على ذكر أي امر يسكنه ان يؤكد او ينفي انه سمع تعليق كاي . وكانه التقييم السريع لها عندما دخلت عليه لم يحدث ابدا .
ومع ذلك ازالت ملاحظته الصغيرة كل الشكوك الباقية , تلك الملاحظة التي ادلى بها عندما توقفت جوان في الساعه الـ5 عند مدخل مكتبه من انه لا يحتاج منها شيئا قبل ان تغادر العمل فقضاء عطلة الاسبوع .
فقد استعلم براندت ليون قبل ان تغادر مكتبه :
- هل ستخرجين هذا المساء يا ىنسة سومرز ؟
فردت جوان وهي التي نادرا ما تخرج . موحية بانها تخرج دائما برفقة اصحابها :
- انه مساء الجمعه .
- تمتعي بوقتك .
- اني اتمتع بأوقاتي دائما سيد ليون , عمت مساء .
كانت الريح الشمالية قارسه عندما خرجت جوان وانتظرت في الشارع مرور الاتوبيس . وكان الثلج الذي سقط في نهاية تشرين الثاني قد ذاب وترك الارض متجمده وعارية في الايام الاولى لشهر كانون الاول .
كانت عطلة نهاية الاسبوع بالنسبة لها فترات راحة هادئة بصورة عامة , يتخللها قضاء الامسيات مع صديقات او الخروج احيانا لحضور ليلة ساهرة .
شعرت جوان بالضياع والكآبة وسط ازدحام السير في شيكاغو وكانت تعرف السبب . انه ملاحظة بردنت ليون الاخيرة اللامبالية .
لقد علمت بعد ان تخرجت من معهد السكرتاريا كطابعة في شركة تأمين كبيرة لفترة 9 اشهر . ثم قرأت اعلانا في صحيفة يطلبون فنية سكرتيرة خاصة . في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات
ذهبت جوان الى شركة ليون للمقاولات وقدمت طلبها وهناك قابلت كاي التي ذهبت تطلب وظيفة في قسم الكومبيوتر اعلن عنها في الصحف .
اتصلوا بها بعد يومين وطلبوا منها المجيء لإجراء مقابلة . كان براندت ليون في ذلك اليوم يقلب في خزانة الملفات اياها . لم يضع وقته في الرسميات بل اخبرها عن الملف الذي يبحث عنه وطلب منها العثور عليه . لم تتطلب منها معرفة طريقة الترتيب اكثر من دقائق معدودة وقدمت له الملف المطلوب .
كان برادنت ليون يجري مخابرة دولية مع شخص ما في ذلك الوقت فتوقف عن الحديث ليشكرها ويطلب منها فنجان قهوة . وبعد ان فعلت ذلك انتظرت بقلق في المكتب الخارجي .
وقد استغربت ان يكون مديرها المحتمل شابا اذ بدا انه في اول الـ 30 من عمره , ولكنها لشعرت بالارتياح اذ رأته ينجز الاعمال بشكل رائع , مما جعل جوان تبتسم عندما تذكرت مسحة الغضب التي ظهرت على وجهه الصارم عندما لم تستطع العثور على الملف الذي يريده في الخزانة .
وعندما دخل المكتب لاجراء المقابلة اتلفتها نظرة التقييم في عينيه الزرقاوين . تساءلت فيما اذا كان من النوع الذي يلاحق سكرتيرته حول المكتب طوال الوقت .
قال لها :
- كنت ابحث عن فتاة اكبر سنا واكثر خبرة منك .
تذكرت جوان كيف تسارعت دقات قلبها عندما سمعت كلماته الهادئة والثابته .كان صوته من النوع الذي يجبر الناس ان تنصت اليه وانتصبت جوان في جلستها بشكل لا ارادي . وردت عليه بكل هدوء واتزان :
- اشعر اني كفؤة جدا لهذه الوظيفة .
فأومأ براسه واستدار مبتعدا وهو يقول :
- حسنا .سنرى ما يمكنك القيام به .
كانت متاكده انه سيرفض توظيفها ولم يخطر لها ان كلامه كان يعني قبولها في الوظيفة .
- هل تعني اني حصلت على العمل ؟
فأجابها ليون براندت بنفاذ صبر:
- لقد تقدمت بطلب لهذه الوظيفة , اليس كذلك ؟
هزت رأسها موافقة :
- حسنا , لقد حصلت عليها , يمكنك البدء من الان .
افترضت في البداية انه اتخذ قرارا سريعا بسبب حاجته لن يوظف سكرتيرة بديلة لأن التي كانت مكانها اصيبت بحادث سيارة .
لكن جوان علمت تدريجا من خلال ثرثرة الموظفين انه استعلم تماما عن خلفيتها قبل ان يطلبها للمقابلة . كانت تعتقد في سرها قدرتها على سير غور نظام السجلات فورا كانت المفتاح الذي ادى الى حصولها على الوظيفة .
لقد توظفت كاي قبلها بيوم واحد , ولكنها كانتا موظفتين جديدتين في شركة ليون تصادقتا على الرغم من اختلاف وظيفة الواحده على الاخرى , وبعد عدة اشهر انتقلتا للعيش معا في شقة واحده .
سلمت جوان في الاشهر الاولى من علمها الجديد بانها اعجبت جدا بمديرها فهو رجل نادر مفعم بالحيوية لا يصدر منه أي ازعاج . وهو يعالج أي مشكلة او عقبة تعترضه بهدوء .
واسم عائلته مطابق لصفاته التي تضاهي صفات الاسد , فهو يشير فقط الى قدرته وقوته ولا يستعملها الا عند الحاجه . ومما زاد في هذا الشبه قسمات وجهه الصارمه التي لم تعطه وسامة فقط بل جعلته موهوبا .
املت في سرها منذ البداية ان يلتفت اليها كامرأة ولكنهم لم يكن بينهم الا العمل فقط . كانت مدركة بوعي شديد تأثير صباها عليه وحاولت جهدها ان لا تستغل ذلك .
كانت خزانتها ملأى بالقمصان والتنانير عندما بدأت العمل فاستبدلت ذلك تدريجيا ببذلات عمل انيقة ولكنها لا تلفت للنظر .
كما توقفت عن ربط شعرها الذهبي العنبري الطويل بالمنديل خلف رقبتها واصبحت تلفه لفا يجعل لونه اغمق . وقد ساعدت حاجتها الى وضع نظارات طبية في استكمالها هيبة السكريتيرة العملية المتزمته .
كانت حذره في مخاطبته لنها ادركت انجذابها اليه ولم تكن تريد ان يعرف ذلك .
كان معظم الموظفين ينادون رئيسهم بالاسم الاول فقط . ولكن جوان كانت تخاف ان يكتشف احد اعجابها السري به اذا رفعت الكلفة بينهما .
ان المحافظة على حب بالسر يمكن ان يستمر لفترة ما ولكن عدم تجاوب الطرف الاخر يجعل موت هذا الحب امرا محتوما . وقد عجل عدم اهتمام براندت ليون الكلي بها خارج نطاق العمل في المكتب موت هذا الحب .
وشكرت جوان الجانب العقلي من شخصيتها الذي منعها من البوح بعواطفها الدفينه لأي شخص . وحتى لزميلتها في السكن التي كانت تعليقاتها الساخرة شديدة القرب من الحقيقة .
اما الآن . فلم تبق جوان من عواطفها تجاه مديرها الا التقدير والاحترام ومع ذلك فهي لاتزال حساسه جدا تجاه اللامبالاة . فهي في قرارة نفسها ترغب بان ينظر اليها كامرأة لا كسكرتيرة مخلصة عندها القدرة على التعامل مع نظام الملفات الذي كان يجده شديد التعقيد .
توقف الاتوبيس عند الزاوية القريبة من شقتها فشقت طريقها بين الركاب لتترجل من الباب الجانبي . ظلت الريح تطاردها حتى المبني الذي تقطن به وكانت برودتها تحاول ان تخترق الشال الملفوف حول عنقها .
وعدنما اصبحت في الداخل تجاوزت المصاعد وصعدت الدرج الى الطابق الثاني حيث شقتها التي تسكنها مع كاي .
كانت الغرفتان مفروشتين بأغراض لم يكن اهل الفتاتين بحاجه اليها . انها خليط عجيب من عدة انواع من الكنبات .
وهناك موقد ابيض اللون وبراد بلون النحاس قد زاد تنافر مفروشات الشقة . اما المغسلة فتشغل زاوية مقابل الغرفة الامامية وقد جهزت الغرفة الخفية من شقتها لتكون غرفة النوم التي تحتوي على سريرين وقد الحق بها الحمام .
نزعت جوان عنها معطف الشتاء الثقيل ورمته في خزانة الثياب المليئة ثم خلعت سترتها واللقت بها على السرير ذي الاغطية الوردية اللون .
عادت متباطئة الى المطبخ , حاولت ان تستجمع حماسها للسهرة التي ستمضيها مع شقيق جون فيما كانت تحضر القهوة.
وعلى الرغم من انها كانت ترعف انها تغلب على مشاعرها نحو براندت ليون ادركت جوان انها ستقارنه بأيد توماس فهي خلال السنوات الـ3 الماضية لم تقابل رجلا يضاهي براندت ليون .
لم تكن تعرفت على الكثير من الرجال حتى تقارنهم به . فهي لم تكن ابدا امراة اجتماعية حتى عندما كانت في المدرسه كانت بصورة عامة اطول من معظم الصبيان الذين كانوا في عمرها .
واكتشفت عندما تخرجت من المدرسة انه ليس سهلا كما ظنت ان تتعرف الى الرجال العزاب . لم تكن تشعر بالراحة للسهر مع بقية الفتيات للتعرف على رجل مناسب ولهذا السبب كانت تمضي معظم امسياتها في البيت .
وكان معظم الرجال الذين يعملون معها في المكتب متزوجين ولم تهتم لبقية زملائها العزاب بالاضافة الى انها اكتشفت ان مركزها كسكرتيرة لبراندت كان عقبة , فكان زملاؤها يلاحقونها او يتجنبونها فقط لقربها من رئيس الشركة .
نظرت جوان مطولا الى الكتاب المفتوح الملقي على الطاولة بجانب الكنبة وهي تعرف انها لن تتجرأ على التقاطه واكمال قراءته لأنها ستندمج كليا بالقراءة وتنسى الاحساس بالوقت ولن تكون جاهزة عندما تعود كاي .
تنهدت ثم ضحكت وتردد صوت ضحكتها في ارجاء الغرفة .
وبخت نفسها بصوت عال :
- كيف وصلت الامور الى درجة ان اجد في قراءة قصة متعه اكثر من حياتي العاطفية .
دخلت بتصميم غرفة الحمام وادارت حنفية لملء المغطس ثم اخذت من خزانة الثياب بذلة حريرية بلون القهوة ووضعتها على السرير .ارتدي ملابس مغرية . هذا ما قالته كاي . وستبذل جوان افضل ما عندها لتنفذ هذا الامر .
بعد خروجها من الحمام جلست على الكنبة المخملية الزرقاء ووضعت فنجان القهوة على الطاولة بجانبها واخذت تنزع الدبابيس التي تربط شعرها .
وانسدل شعرها الذهب السائل على كتفيها تحت ضوء المصباح .
ذكر والدها مرة ان طول شعرها هو الشيء الوحيد غير العملي عندها . كانت تشعر دائما بانوثتها عندما يكون شعرها منسدلا على كتفيها . كان يمكن لتسريحة شعر قصيرة ان تكون مريحة اكثر
ولكنها لم تستطع ان تستجمع شجاعة كافية كي تقصه . فقط عندما يكون طويلا يمكن للون النحاسي ان يظهر على حقيقته .
عندما وصلت كاي مع جون وشقيقه سرت لأن جوان بدت بمظهر رائع ملفت للانظار . حتى ان جوان اطال النظر اليها وهو الذي اعتاد رؤيتها بسراويل الجينز والقمصان .
امسك ايد يدها وعيناه تجيلان النظر في وجه جوان :
- كاي لم تخبرني ابدا ان صديقتك شقراء .
وجدت جوان ان ايد يشبه اخاه بشعره البني الخفيف وببنية عظامه ولكنه كان اطول منه بقليل . ومع ذلك كان وجه جون يعطي اطباعا بالرقة والتفهم بينما كانت تعابير وجه اخيه توحي بالغرور فانتابها شعور بعدم المبالاة , لكنها مالبثت ان انبت نفسها على لامبالاتها وقد لفت نظرها اللمعان الجميل في عينيه .
تعلمت منذ ان ترعفت على ريك مالفيل ,وهو نوع الرجل الذئب ان تكون حذره , فهذا النوع من الرجال يكون تعبيرهم الصريح عن الاعجاب واطلاق الثناء والمديح وسيلة لتحطيم دفاعات المرأة .
استطاعت جوان ان ترسم بسمه على وجهها وسحبت يدها من يده :
- هل تمتعت برحلة الطيران ... يا ايد ؟
تلعثمت وهي تنطق اسمه وتناولت معطف الفرو الصناعي الابيض الذي جلبته لها كاي .
بادر ايد بسرعه الى مساعدتها بارتداء المعطف وما ان اصبح على كتفيها حتى شد عليهما بلطف
- فقد وصلت على الوقت , وهذا يكفي لتكون رحلة رائعة . لقد طلبت من جون ان يحجز لنا في افضل مطعم في هذه المنطقة وربما يتسنى لنا ان تحتفل بامور ابعد من خطوبتهما .
تكلم جون بطريقة اوحت بالاقتراح لا بالطلب .
- من الافضل لنا ان نذهب قبل ان نتأخر سيلقى الحجز اذا لم نصول على الوقت .
كان من الطبيعي ان يقود جون السيارة لأنه على معرفة بطرقات المنطقة وجلست كاي الى جانبه في القعد الامامي فلم يبق لجوان الا ان تاجلس في المقعد الخلفي بمفردها مع ايد , وقد اكتشفت انه لا حاجة لها لتتكلم لأنه كان مستعدا ان يتحمل عبء الحديث بمفرده .
وجدت جوان انه ليس مضجرا . لقد استطاع ان يجذب اهتمامها مثل ريك ما نفيل , ولكن الخبرة الكافية التي اكتسبتها من ريك منعتها من الضعف في مواجهة اهتمام ايد الكامل بها .
استطاع ايد ان يشرك اخاه في احاديث طويله وهو الذي عرف عنه بصورة عامة قلة الكلام , كما استطاع ان يجعل كاي وجوان تضحكان عندما سرد قصصا عن طفولته وطفولة جون .
انتقل الجميع بعد الانتهاء من الاكل في المطعم الى قاعة المشرب حيث الجو اكثر حميمية والحديث اقل خصبا .
عندما انتصف الليل اقترح جوان ان يتركا المكان . كانت جوان تبتسم برضى وهي غير قادرة على ان تتذكر متى تمتعت بسهرة مثل هذه .
ولكنها ما تزال غير واثقة اجمالا برفيق سهرتها المغازل وع ذلك فقد شعرت بالغيظة لأنها كانت محور اهتمامه .
لم تلاحظ جوان المرأة والرجل الذين كانا يرقصان على الحلبة الا عندما توقفت لتغادر , لفت انتباهها اولا الشقراء الناعمة في الثوب الوردي وكانت تمثل كل ما كانت جوان ترغب به من اناقة وانوثة .
ثم لاحظت الرجل الذي كان ممسكا بها بين ذراعيو . كان براندت وخطوط فمه القاسية ترسم ابتسامه فشعرت بألم مفاجئ في معدتها .
كانت دائما تعرف ان هنالك نساء اخريات في حياته . ومن المؤكد ان رجلا مثله سيلتف حوله النساء , في بعض المناسبات , رسائل هاتفية تؤكد ذلك , ولكنها لم تشاهده بصحبة امرأة ابدا .
وشاهدت في هذه اللحظة المراة وهي تضع رأسها على كتفه . اما هو فقد جال بنظره في الغرفة فيما كان يهمس في اذنها .
حدق الى جوان لجزء من الثانية . وانتظرت وهي منقطعة الانفاس ايماءة تشير الى انه راها قبل ان يحول انتباهه الى المراة الاخرى .
جفلت لنها ادركن ان رئيسها لم ينتبه لوجودها وعضت على شفتها بقسوة . ارتسمت على وجهها ابتسامة حزينة وهي تتساءل كيف ستكون ردة فعله لو تقدمت منه وعرفت عن نفسها .
هل سيبدل رأيه بسكرتيرته القديرة او سيظل بذلك مقدرتها على ان تكون جذابة ؟
في هذه الاثناء احاط ايد كتفيها بذراعه وهو يحثها نحو الباب للخروج , اخرجتها لمسته من عالم الخيال واعادتها الى الواقع .
لقد انتهى حبها لبراندت منذ وقت طويل ويجب عليها ان تنتهي هذه التوقعات الغبية . والحقيقة هي انه حتى لو نظر اليها فجأة كامراة فلن يكون باستطاعتها ان تنافس هذه الشقراء التي بين ذراعيه .
ان التفكير الدائم بشخص بعيد المنال هو مضيعة للوقت . لذلك ازاحت جوان جانبا الاحلام العاطفية واستبدلتها بالجانب العملي الاقوى في شخصيتها.
قبلت ان ايد توماس رجل لطيف , وفي الواقع الطف مما توقعت . فقد حان الوقت كي تكف عن مقارنة كل رجل تعرفه ببراندت ليون , فالرجال هم افراد كل له شخصيته ويجب ان تبدأ بالنظر اليهم هكذا وتكف عن وضعهم ضمن خانات معنية .
الافتتان امر يحدث للمراهقات ولكنها اصبحت الآن اكبر سنا ومن المفترض ان تكون اكثر حكمة .
2- تناديـــه خائفــــه !
سخرت كاي من جوان لأنها أقسمت لن تكرم أيد طوال فترة نهاية الأسبوع .
لأن الأمر أنتهى بها في الواقع إلى مرافقته ليل الأحد إلى المطار لتوديعه .
قد أكتشفت أنها كانت تحتاج لرؤية براندت ليون مع امرأة أخرى كي تستطيع أن تقتل آخر
ماتبقى من الأفتتان به .كان أبد على استعداد كامل ليملأ هذا الفراغ .
كانت جوان ما تزال تعتقد أن أيد رجل لعوب نوعاً ما .
ولكنها أصيبت بالدهشة عندما أرسل لها أزهار في اليوم التالي .
كما أنه طلبها على الهاتف يوم الاربعاء من مدينة كليفلاند ،
حتى أنه خطط للعودة إلى شيكاغو في نهاية الأسبوع الذي يسبق عطلة عيد الميلاد .
كان من الواضح أنها أثرت به ، وهذا الأمر جعلها تمتلئ ثقة بنفسها .
نظرت من خلال نافذة مكتبها إلى تدف الثلج التي تراثصها الريح الخفيفة .
ظهر أن البياض سيغطي كل شيء في نهاية الأسبوع وأخذت جوان تضع في رأسها خططاً
للعطلة في اليوم التالي . كانت ستذهب مع كاي لشراء ماتبقى من هدايا عيد الميلاد ، وقد فكرت أن تخص أيد بهدية صغيرة .
رن الجرس الموصل إلى مكتبها آمراً وسمعت صوت براندت ليون الاجس في المذياع .
- أجلبي لي يا آنسة سومرز لوائح أرقام مستشفى دانفيل التي تركها جنسن معك .
استجابت جوان فوراً ، وأغلقت الجهاز ونهضت من مكتبها :
- حالاً يا سيدي .
ماكادت تصل إلى خزانة الملفات حتى رن جرس الجهاز مرة أخرى.
- أطلبي لي لايل باينز . يظهر أن هناك خطأ في أرقام
تنهدت كاي قائلة وقد نفذ صبرها :
- بالله عليك ياجوان كفي عن هذه المهاترات . ما هو الامر الذي تودين القيام به الليلة ولا يمكنك تاجيله الى الغد ؟
تجنبت جوان سومرز ان تقابل نظرة الاتهام التي رمقتها بها صديقتها وتلهت بوضع علب الطعام الفارغة وبعض الاوراق في سلة المهملات .
- المسألة ليست مسألة تأجيل مشروع الى الغد كاي . انت تعرفين موقفي من الخروج مع رجل لا اعرفه .
- لا يمكنك القول انك لا تعرفينه , فهو شقيق جون .
كان جون خطيب كاي , وهو رجل محبوب ولكنه في نظر جوان ممل , ومضجر , وميزته الوحيده المحببه هو حبه المخلص لكاي ,
وقد استطاع ان يظهر هذا الحب الرومنانسي بمئة طريقة وطريقة , ومع ذلك لم يكن من المحتمل ان تجد جوان عند شقيقه ايجابيات اكثر مما تجد عند جون , فهو من النوع الذي لا يعجبها .
اما النوع الذي يعجبها من الرجال فهي لم تكن قد حددت معالمه بعد بالرغم من بلوغها الـ23 من عمرها .
اقترحت جوان ان تستبدل بالفتاه التي تعمل على لوجة الهاتف :
- لماذا لا تطلبين ذلك من سوزان بدلا مني ؟
قالت كاي ذلك وقد ارتسمت على وجهها علامات السخرية ثم تابعت مؤنبة صديقتها :
- هل رأيت سوزان يوما وحيده ؟ فالرجال يتحلقون دائما حول هذه الفتاة وترينها دائما مرتبطه في امسيات يوم الجمعه .
وافقت جوان على ما قالته وهي تشعر قليلا بالحسرة على نفسها , فيبدو انها الفتاة الوحيدة التي تمضي معظم عطل نهاية الاسبوع بمفردها في البيت .
- ارجوك يجب ان تذهبي معنا هذه الليلة فجون لم يعلم الا هذا الصباح ان ايد سيأتي ليتعرف اليّ , وليس هناك من فتاة اخرى استطيع ان اطلب منها الذهاب بهكذا وقت قصير .
- انه ىت للتعرف إليك , فلماذا لا تذهبون انتم الـ3 الى مكان ما لتناول العشاء ؟
نهضت كاي ولحقت جوان التي ابتعدت عن الطاولة وقالت :
- ان ايد شقيق جون وليس عمه .
نظرت جوان الى ساعتها وحاولت تأجيل الموضوع .
- دعينا نناقش الامر الليلة بعد الانتهاء من العمل , يجب ان اعود الآن الى المكتب .
تجاوزت كاي الممر الذي يقع على اليمين والذي يقود الى غرف الكومبيوتر حيث تعمل , ولحقت بجوان الى قسم المكاتب الخاصه لشركة ليون للمقاولات.
ادركت جوان ان صديقتها قد ملأت عليها كل المخارج , وعلى الرغم من عدم رغبتها في الخروج , عرفت انها سترضخ لإلحاح صديقتها , خاصة انه ليس لديها مبرر مقنع للرفض , كانت جوان تفخر بأنها فتاه عملية ومنطقية
وهذا ما جعل تجنبها الصارم للخروج مع رجل لاتعرفه طفولي وسخيف .
الامر ببساطه انها خرجت معر يك مانفيل قبل ان تعرفه منذ 4 سنوات ووقعت ضحية سحره لتكتشف فيما بعد انها انضمت الى العديد من ضحاياه .
فليس هناك من سبب يدعوها ان تجعل من نفسها غبية مره اخرى . ع
لقد شعرت بالاذلال اكثر مما شعرت بالالم عندما ادركت انها مجرد فتاة اخرى عنده وهي عندما تتأمل الآن ما حدث تدرك كم كان عديم الاحساس . مع انه بدا وقتها رجلا قويا. وقد تطلب الامر رجلا قويا عن حق وواثقا من نفسه كي يجعلها تدرك ذلك .
الحت كاي بنبرة توسل :
- جوان يجب ان تذهبي معنا الليلة . انا وجون نعتمد عليك .
توقفت جوان عند الباب الخارجي للمكتب متفحصه السمراء الانيقة الى جانبها والتي بدت نظراتها اشبه بنظرات هر جائع . انها وكاي على طرفي نقيض . فكاي شعرها مجعد غامق اللون وجسمها نحيل صغير وهي تحب الحياة والمرح .
اما جوان فهي بجسمها الممتلئ اشبه بتمثال كلاسيكي . ولها شعر عنبري اللون ملفوف خلف رقبتها على شكل كعكه . وعيناها ذواتا لون بني دافئ ولكنهما تفتقدان الى تلألؤ عيني كاي .
انها ودودة مثل صديقتها ولكنها اكثر هدوءا واقل فضولا . وهي تجد صعوبه في مقابلة الغرباء في المناسبات الاجتماعية وخاصة الرجال .
ادركت جوان ان عليها انتهاز الفرصة لقضاء السهرة خارج البيت عوضا عن التهرب من هذا الموعد الفجائي فقد امضت مؤخرا الكثير من عطلات نهاية الاسبوع بمفردها ومع ذلك وجدت صعوبة في اخراج كلمة المافقه من بين شفتيها .دفعت جوان باب غرفة مكتبها ودخلت وتبعتها كاي التي كررت :
- لايمكنك التخلي عنا , نحن نريد ...
ضاعت بقية الجمله منها عندما لاحظت رجلا يقف بجانب جارور مفتوح في خزنة الملفات , وفورا اعتلى وجه كاي ابتسامة براقه :
- نهار سعيد سيد ليون .
لم تغير تحيتها المرحه معالم وجهه المتجهم الذي رمقها قبل ان يحول نظراته الحاده الزرقاء الى جوان . كانت تحيط به هالة من القوة وسمة ثانبته من التحكم والكفاءة تفقد الاخرين شجاعتهم وتعطيهم الاطمئنان في آن :
- هل لك ان تخبريني اين استطيع ان اجد ملف ستتلر في خضم هذه الفوضى يا آنسة سومرز ؟
قال ذلك وقد وضع اصابعه على شعره البني اللون قبل ان يضع يده على وركه وكانه يتحداها .
رفعت راسها يتحد لأن هذا الانتقاد لم يكن مبررا على الاطلاق ثم مشت مترنحه نحو الخزانة المعدنية حيث كان واقفا . واخذت تعيد بعض الملفات التي اخرجت الى مكانها .
- اذا ابتعدت عن هذه الملفات يا سيد ليون فلن ترى عدة الفوضى . في هذا الجارور لن تجد ملف ستتلر لأن هذه الملفات تخص الشركات التي تورد الموارد فقط .
وبعدها اعادت ترتيب الجارور بصورة مقبولة اغلقته وفتحت الجارور الذي تحته وهي تحس بهذا الرجل الطويل والعريض المنكبين يقف الى جانبها . بحثت اصابعها بين الملفا عن حرف "س" ضمن فهرست الابجديه لكنها لم تستطع تمييز الاحرف الصغيرة للأسماء بدقه . فسمعت صوت رئيسها المستخف فوق رأسها :
- ما الامر ؟ الا تستطيعين العثور عليه ايضا ؟
فاستقامت جوان ومت نحو طاولة مكتبها :
- بلى استطيع العثور عليه .
ثم التقطت نظاراتها ذات اللونين البني والعنبري الملقاة الى جانب الهاتف . كانت دائما تفتخر بأنها تستطيع ان ترى عن بعد ميل ومع ذلك فهي لا تستطيع رؤية أي شيء يبعد عدة سنتيمترات عن انفها ,
وفي هذه اللحظة لم تجد اعتمادها على النظارات لكي تستطيع القراءة امرا مخجلا . وضعت النظارات على عينيها واتجهت ثانية نحو الخزانة قائلة :
- لسوء الحظ لا استطيع ان ارأ الاسماء من دون وضع النظارات.
وفي ثوان بسيطه قدمت له الملف الذي طلبه. ادار براندت ليون وجهه المتجهم نحو الملف مما جعله يخفق في رؤية ابتسامة النصر التي ظهرت على وجهها . ثم قال وهو متجه الى مكتبه :
- سيتوجب عليك في احد الايام يا ىنسة سومرز ان ترسمي لي مجموعة من الخرائط كي استطيع العثور على الاشياء الموجوده في هذا الوحش المعدني الذي تديرين .
فزمت شفتيها بقوة فيما كان الباب الموصل الى غرفته يغلق وراءه .
اطلق انتقاده لها في لحظة غضب ولم يكن ذلك يعني انه انتقاص من مقدرتها ومع ذلك شعرت بوخزة من الاستياء .
هزت كاي رأسها بسخريه :
- انت تدهشيني احيانا ياجوان .
اتجهت جوان نحو الطاولة وجلست على الكرسي ووضعت حقيبتها في الدرج السفلي للطاولة :
- لماذا ؟
- بسبب الطريقة التي تردين بها على السيد ليون كما فعلت الآن , فمن الطبيعي ان لا تتفقا طالما انك تطلبين من المدير الا يلمس ملفاته .
- انا والسيد ليون نتفق تماما .
- ما اعني هو ان تصرفاتك حائرة معه . كل شيء بينكما هو محض عمل فقط . فهو يعاملك جدة في الـ50 من عمرها . وانت تعامليه بالسوء ذاته . تتصرفين معه وكأنه في الـ50 من عمره , لا كرجل عازب يناسبك .
- انا سكرتيرته ولست حبيبته .
- حسنا ! انت لن تكوني حبيبته ابدا طالما تنادينه بالسيد ليون طوال الوقت .
- هذا ما انت تنادينه به .
- نعم لأني لا التقي به الا نادرا ولو كنت سكرتيرته لجعلت من نفسي العوبه به . ذ
- ولكانت النتيجه بالتأكيد خسارة وظيفه راقبها جيد . وكيف كان سيتصرف جون لو عرفانك تنصبين شباكك حول رئيس الشركة ؟
- سيعر بالغيرة . اليس كذلك ؟ ولكنه يعرف اتى احب الغزل والمزاح .
- اعتقد احيانا ان هذا الكلام لا ينطبق تماما على شخصيتك .
- على ذكر جون , ماذا قررت بالنسبة لهذه الليلة ؟
انقبض فمها وامومأت برأسها مستسلمه :
- سوف اذهب . ولكن لن ارضي بمرافقة شقيق جون طوال عطلة نهايو الاسبوع . سوف اوافقه هذه الليلة فقط .
تنفست كاي الصعداء .
- شكرا جزيلا ! ستأتي الى البيت مباشرة من المطار عند الـ7 والنصف تقريبا , تكوني جاهزة عندما نصل .
- سأفعل .
- رن جهاز الاستدعاء فأجابت جوان . فرد عليها صوت براندت ليون :
- ايمكنك ان تاتي الى مكتبي يا آنسة سومرز ؟
استدارت كاي وهي في منتصف الطريق للخروج واضافت :
- ولا تنسي ايضا ان ترتدي ثيابا مثيرة .
ولم تستطع جوان الا التحديق الى الجهاز الذي كانت تضغط عليه . وامسكت انفاسها على امل ان لا يكون الجهاز قد التقط كلمات صديقتها واذاعه عند المدير ثم تمتمت :
- سآتي حالا يا مستر ليون .
وقطعت الاتصال ثم وضعت نظاراتها على عينيها والتقطت قلما وورقة وقبل ان تفتح الباب توقفت واصلحت هندامها ثم دخلت .
ادار مديرها الكرسي الكبير المصنوع من الجلد الذي كان يجلس عليه مدركة كم هو مظهر النظارات وتسريحه الشعر خادع . لا شك ان برادت ليون يرتاب في قدرتها على الظهور بشكل مثير .
ثم اختفى بريق التكهن , ولم تستمر نظراته شخصية بل اصبحت مجرد نظرات عمل فقط , ومن رئيس الى مرؤوسه . اخذ يراجع مواعيده لبعد الظهر ثم سلمها شريط تسجيل يحتوي على تعليماته للصباح واعطاها لائحة بأرقام الهواتف التي يريد ان تطلبها له .
وهكذا اعيد توطيد العلاقة الرسمية , ولم يات على ذكر أي امر يسكنه ان يؤكد او ينفي انه سمع تعليق كاي . وكانه التقييم السريع لها عندما دخلت عليه لم يحدث ابدا .
ومع ذلك ازالت ملاحظته الصغيرة كل الشكوك الباقية , تلك الملاحظة التي ادلى بها عندما توقفت جوان في الساعه الـ5 عند مدخل مكتبه من انه لا يحتاج منها شيئا قبل ان تغادر العمل فقضاء عطلة الاسبوع .
فقد استعلم براندت ليون قبل ان تغادر مكتبه :
- هل ستخرجين هذا المساء يا ىنسة سومرز ؟
فردت جوان وهي التي نادرا ما تخرج . موحية بانها تخرج دائما برفقة اصحابها :
- انه مساء الجمعه .
- تمتعي بوقتك .
- اني اتمتع بأوقاتي دائما سيد ليون , عمت مساء .
كانت الريح الشمالية قارسه عندما خرجت جوان وانتظرت في الشارع مرور الاتوبيس . وكان الثلج الذي سقط في نهاية تشرين الثاني قد ذاب وترك الارض متجمده وعارية في الايام الاولى لشهر كانون الاول .
كانت عطلة نهاية الاسبوع بالنسبة لها فترات راحة هادئة بصورة عامة , يتخللها قضاء الامسيات مع صديقات او الخروج احيانا لحضور ليلة ساهرة .
شعرت جوان بالضياع والكآبة وسط ازدحام السير في شيكاغو وكانت تعرف السبب . انه ملاحظة بردنت ليون الاخيرة اللامبالية .
لقد علمت بعد ان تخرجت من معهد السكرتاريا كطابعة في شركة تأمين كبيرة لفترة 9 اشهر . ثم قرأت اعلانا في صحيفة يطلبون فنية سكرتيرة خاصة . في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات
ذهبت جوان الى شركة ليون للمقاولات وقدمت طلبها وهناك قابلت كاي التي ذهبت تطلب وظيفة في قسم الكومبيوتر اعلن عنها في الصحف .
اتصلوا بها بعد يومين وطلبوا منها المجيء لإجراء مقابلة . كان براندت ليون في ذلك اليوم يقلب في خزانة الملفات اياها . لم يضع وقته في الرسميات بل اخبرها عن الملف الذي يبحث عنه وطلب منها العثور عليه . لم تتطلب منها معرفة طريقة الترتيب اكثر من دقائق معدودة وقدمت له الملف المطلوب .
كان برادنت ليون يجري مخابرة دولية مع شخص ما في ذلك الوقت فتوقف عن الحديث ليشكرها ويطلب منها فنجان قهوة . وبعد ان فعلت ذلك انتظرت بقلق في المكتب الخارجي .
وقد استغربت ان يكون مديرها المحتمل شابا اذ بدا انه في اول الـ 30 من عمره , ولكنها لشعرت بالارتياح اذ رأته ينجز الاعمال بشكل رائع , مما جعل جوان تبتسم عندما تذكرت مسحة الغضب التي ظهرت على وجهه الصارم عندما لم تستطع العثور على الملف الذي يريده في الخزانة .
وعندما دخل المكتب لاجراء المقابلة اتلفتها نظرة التقييم في عينيه الزرقاوين . تساءلت فيما اذا كان من النوع الذي يلاحق سكرتيرته حول المكتب طوال الوقت .
قال لها :
- كنت ابحث عن فتاة اكبر سنا واكثر خبرة منك .
تذكرت جوان كيف تسارعت دقات قلبها عندما سمعت كلماته الهادئة والثابته .كان صوته من النوع الذي يجبر الناس ان تنصت اليه وانتصبت جوان في جلستها بشكل لا ارادي . وردت عليه بكل هدوء واتزان :
- اشعر اني كفؤة جدا لهذه الوظيفة .
فأومأ براسه واستدار مبتعدا وهو يقول :
- حسنا .سنرى ما يمكنك القيام به .
كانت متاكده انه سيرفض توظيفها ولم يخطر لها ان كلامه كان يعني قبولها في الوظيفة .
- هل تعني اني حصلت على العمل ؟
فأجابها ليون براندت بنفاذ صبر:
- لقد تقدمت بطلب لهذه الوظيفة , اليس كذلك ؟
هزت رأسها موافقة :
- حسنا , لقد حصلت عليها , يمكنك البدء من الان .
افترضت في البداية انه اتخذ قرارا سريعا بسبب حاجته لن يوظف سكرتيرة بديلة لأن التي كانت مكانها اصيبت بحادث سيارة .
لكن جوان علمت تدريجا من خلال ثرثرة الموظفين انه استعلم تماما عن خلفيتها قبل ان يطلبها للمقابلة . كانت تعتقد في سرها قدرتها على سير غور نظام السجلات فورا كانت المفتاح الذي ادى الى حصولها على الوظيفة .
لقد توظفت كاي قبلها بيوم واحد , ولكنها كانتا موظفتين جديدتين في شركة ليون تصادقتا على الرغم من اختلاف وظيفة الواحده على الاخرى , وبعد عدة اشهر انتقلتا للعيش معا في شقة واحده .
سلمت جوان في الاشهر الاولى من علمها الجديد بانها اعجبت جدا بمديرها فهو رجل نادر مفعم بالحيوية لا يصدر منه أي ازعاج . وهو يعالج أي مشكلة او عقبة تعترضه بهدوء .
واسم عائلته مطابق لصفاته التي تضاهي صفات الاسد , فهو يشير فقط الى قدرته وقوته ولا يستعملها الا عند الحاجه . ومما زاد في هذا الشبه قسمات وجهه الصارمه التي لم تعطه وسامة فقط بل جعلته موهوبا .
املت في سرها منذ البداية ان يلتفت اليها كامرأة ولكنهم لم يكن بينهم الا العمل فقط . كانت مدركة بوعي شديد تأثير صباها عليه وحاولت جهدها ان لا تستغل ذلك .
كانت خزانتها ملأى بالقمصان والتنانير عندما بدأت العمل فاستبدلت ذلك تدريجيا ببذلات عمل انيقة ولكنها لا تلفت للنظر .
كما توقفت عن ربط شعرها الذهبي العنبري الطويل بالمنديل خلف رقبتها واصبحت تلفه لفا يجعل لونه اغمق . وقد ساعدت حاجتها الى وضع نظارات طبية في استكمالها هيبة السكريتيرة العملية المتزمته .
كانت حذره في مخاطبته لنها ادركت انجذابها اليه ولم تكن تريد ان يعرف ذلك .
كان معظم الموظفين ينادون رئيسهم بالاسم الاول فقط . ولكن جوان كانت تخاف ان يكتشف احد اعجابها السري به اذا رفعت الكلفة بينهما .
ان المحافظة على حب بالسر يمكن ان يستمر لفترة ما ولكن عدم تجاوب الطرف الاخر يجعل موت هذا الحب امرا محتوما . وقد عجل عدم اهتمام براندت ليون الكلي بها خارج نطاق العمل في المكتب موت هذا الحب .
وشكرت جوان الجانب العقلي من شخصيتها الذي منعها من البوح بعواطفها الدفينه لأي شخص . وحتى لزميلتها في السكن التي كانت تعليقاتها الساخرة شديدة القرب من الحقيقة .
اما الآن . فلم تبق جوان من عواطفها تجاه مديرها الا التقدير والاحترام ومع ذلك فهي لاتزال حساسه جدا تجاه اللامبالاة . فهي في قرارة نفسها ترغب بان ينظر اليها كامرأة لا كسكرتيرة مخلصة عندها القدرة على التعامل مع نظام الملفات الذي كان يجده شديد التعقيد .
توقف الاتوبيس عند الزاوية القريبة من شقتها فشقت طريقها بين الركاب لتترجل من الباب الجانبي . ظلت الريح تطاردها حتى المبني الذي تقطن به وكانت برودتها تحاول ان تخترق الشال الملفوف حول عنقها .
وعدنما اصبحت في الداخل تجاوزت المصاعد وصعدت الدرج الى الطابق الثاني حيث شقتها التي تسكنها مع كاي .
كانت الغرفتان مفروشتين بأغراض لم يكن اهل الفتاتين بحاجه اليها . انها خليط عجيب من عدة انواع من الكنبات .
وهناك موقد ابيض اللون وبراد بلون النحاس قد زاد تنافر مفروشات الشقة . اما المغسلة فتشغل زاوية مقابل الغرفة الامامية وقد جهزت الغرفة الخفية من شقتها لتكون غرفة النوم التي تحتوي على سريرين وقد الحق بها الحمام .
نزعت جوان عنها معطف الشتاء الثقيل ورمته في خزانة الثياب المليئة ثم خلعت سترتها واللقت بها على السرير ذي الاغطية الوردية اللون .
عادت متباطئة الى المطبخ , حاولت ان تستجمع حماسها للسهرة التي ستمضيها مع شقيق جون فيما كانت تحضر القهوة.
وعلى الرغم من انها كانت ترعف انها تغلب على مشاعرها نحو براندت ليون ادركت جوان انها ستقارنه بأيد توماس فهي خلال السنوات الـ3 الماضية لم تقابل رجلا يضاهي براندت ليون .
لم تكن تعرفت على الكثير من الرجال حتى تقارنهم به . فهي لم تكن ابدا امراة اجتماعية حتى عندما كانت في المدرسه كانت بصورة عامة اطول من معظم الصبيان الذين كانوا في عمرها .
واكتشفت عندما تخرجت من المدرسة انه ليس سهلا كما ظنت ان تتعرف الى الرجال العزاب . لم تكن تشعر بالراحة للسهر مع بقية الفتيات للتعرف على رجل مناسب ولهذا السبب كانت تمضي معظم امسياتها في البيت .
وكان معظم الرجال الذين يعملون معها في المكتب متزوجين ولم تهتم لبقية زملائها العزاب بالاضافة الى انها اكتشفت ان مركزها كسكرتيرة لبراندت كان عقبة , فكان زملاؤها يلاحقونها او يتجنبونها فقط لقربها من رئيس الشركة .
نظرت جوان مطولا الى الكتاب المفتوح الملقي على الطاولة بجانب الكنبة وهي تعرف انها لن تتجرأ على التقاطه واكمال قراءته لأنها ستندمج كليا بالقراءة وتنسى الاحساس بالوقت ولن تكون جاهزة عندما تعود كاي .
تنهدت ثم ضحكت وتردد صوت ضحكتها في ارجاء الغرفة .
وبخت نفسها بصوت عال :
- كيف وصلت الامور الى درجة ان اجد في قراءة قصة متعه اكثر من حياتي العاطفية .
دخلت بتصميم غرفة الحمام وادارت حنفية لملء المغطس ثم اخذت من خزانة الثياب بذلة حريرية بلون القهوة ووضعتها على السرير .ارتدي ملابس مغرية . هذا ما قالته كاي . وستبذل جوان افضل ما عندها لتنفذ هذا الامر .
بعد خروجها من الحمام جلست على الكنبة المخملية الزرقاء ووضعت فنجان القهوة على الطاولة بجانبها واخذت تنزع الدبابيس التي تربط شعرها .
وانسدل شعرها الذهب السائل على كتفيها تحت ضوء المصباح .
ذكر والدها مرة ان طول شعرها هو الشيء الوحيد غير العملي عندها . كانت تشعر دائما بانوثتها عندما يكون شعرها منسدلا على كتفيها . كان يمكن لتسريحة شعر قصيرة ان تكون مريحة اكثر
ولكنها لم تستطع ان تستجمع شجاعة كافية كي تقصه . فقط عندما يكون طويلا يمكن للون النحاسي ان يظهر على حقيقته .
عندما وصلت كاي مع جون وشقيقه سرت لأن جوان بدت بمظهر رائع ملفت للانظار . حتى ان جوان اطال النظر اليها وهو الذي اعتاد رؤيتها بسراويل الجينز والقمصان .
امسك ايد يدها وعيناه تجيلان النظر في وجه جوان :
- كاي لم تخبرني ابدا ان صديقتك شقراء .
وجدت جوان ان ايد يشبه اخاه بشعره البني الخفيف وببنية عظامه ولكنه كان اطول منه بقليل . ومع ذلك كان وجه جون يعطي اطباعا بالرقة والتفهم بينما كانت تعابير وجه اخيه توحي بالغرور فانتابها شعور بعدم المبالاة , لكنها مالبثت ان انبت نفسها على لامبالاتها وقد لفت نظرها اللمعان الجميل في عينيه .
تعلمت منذ ان ترعفت على ريك مالفيل ,وهو نوع الرجل الذئب ان تكون حذره , فهذا النوع من الرجال يكون تعبيرهم الصريح عن الاعجاب واطلاق الثناء والمديح وسيلة لتحطيم دفاعات المرأة .
استطاعت جوان ان ترسم بسمه على وجهها وسحبت يدها من يده :
- هل تمتعت برحلة الطيران ... يا ايد ؟
تلعثمت وهي تنطق اسمه وتناولت معطف الفرو الصناعي الابيض الذي جلبته لها كاي .
بادر ايد بسرعه الى مساعدتها بارتداء المعطف وما ان اصبح على كتفيها حتى شد عليهما بلطف
- فقد وصلت على الوقت , وهذا يكفي لتكون رحلة رائعة . لقد طلبت من جون ان يحجز لنا في افضل مطعم في هذه المنطقة وربما يتسنى لنا ان تحتفل بامور ابعد من خطوبتهما .
تكلم جون بطريقة اوحت بالاقتراح لا بالطلب .
- من الافضل لنا ان نذهب قبل ان نتأخر سيلقى الحجز اذا لم نصول على الوقت .
كان من الطبيعي ان يقود جون السيارة لأنه على معرفة بطرقات المنطقة وجلست كاي الى جانبه في القعد الامامي فلم يبق لجوان الا ان تاجلس في المقعد الخلفي بمفردها مع ايد , وقد اكتشفت انه لا حاجة لها لتتكلم لأنه كان مستعدا ان يتحمل عبء الحديث بمفرده .
وجدت جوان انه ليس مضجرا . لقد استطاع ان يجذب اهتمامها مثل ريك ما نفيل , ولكن الخبرة الكافية التي اكتسبتها من ريك منعتها من الضعف في مواجهة اهتمام ايد الكامل بها .
استطاع ايد ان يشرك اخاه في احاديث طويله وهو الذي عرف عنه بصورة عامة قلة الكلام , كما استطاع ان يجعل كاي وجوان تضحكان عندما سرد قصصا عن طفولته وطفولة جون .
انتقل الجميع بعد الانتهاء من الاكل في المطعم الى قاعة المشرب حيث الجو اكثر حميمية والحديث اقل خصبا .
عندما انتصف الليل اقترح جوان ان يتركا المكان . كانت جوان تبتسم برضى وهي غير قادرة على ان تتذكر متى تمتعت بسهرة مثل هذه .
ولكنها ما تزال غير واثقة اجمالا برفيق سهرتها المغازل وع ذلك فقد شعرت بالغيظة لأنها كانت محور اهتمامه .
لم تلاحظ جوان المرأة والرجل الذين كانا يرقصان على الحلبة الا عندما توقفت لتغادر , لفت انتباهها اولا الشقراء الناعمة في الثوب الوردي وكانت تمثل كل ما كانت جوان ترغب به من اناقة وانوثة .
ثم لاحظت الرجل الذي كان ممسكا بها بين ذراعيو . كان براندت وخطوط فمه القاسية ترسم ابتسامه فشعرت بألم مفاجئ في معدتها .
كانت دائما تعرف ان هنالك نساء اخريات في حياته . ومن المؤكد ان رجلا مثله سيلتف حوله النساء , في بعض المناسبات , رسائل هاتفية تؤكد ذلك , ولكنها لم تشاهده بصحبة امرأة ابدا .
وشاهدت في هذه اللحظة المراة وهي تضع رأسها على كتفه . اما هو فقد جال بنظره في الغرفة فيما كان يهمس في اذنها .
حدق الى جوان لجزء من الثانية . وانتظرت وهي منقطعة الانفاس ايماءة تشير الى انه راها قبل ان يحول انتباهه الى المراة الاخرى .
جفلت لنها ادركن ان رئيسها لم ينتبه لوجودها وعضت على شفتها بقسوة . ارتسمت على وجهها ابتسامة حزينة وهي تتساءل كيف ستكون ردة فعله لو تقدمت منه وعرفت عن نفسها .
هل سيبدل رأيه بسكرتيرته القديرة او سيظل بذلك مقدرتها على ان تكون جذابة ؟
في هذه الاثناء احاط ايد كتفيها بذراعه وهو يحثها نحو الباب للخروج , اخرجتها لمسته من عالم الخيال واعادتها الى الواقع .
لقد انتهى حبها لبراندت منذ وقت طويل ويجب عليها ان تنتهي هذه التوقعات الغبية . والحقيقة هي انه حتى لو نظر اليها فجأة كامراة فلن يكون باستطاعتها ان تنافس هذه الشقراء التي بين ذراعيه .
ان التفكير الدائم بشخص بعيد المنال هو مضيعة للوقت . لذلك ازاحت جوان جانبا الاحلام العاطفية واستبدلتها بالجانب العملي الاقوى في شخصيتها.
قبلت ان ايد توماس رجل لطيف , وفي الواقع الطف مما توقعت . فقد حان الوقت كي تكف عن مقارنة كل رجل تعرفه ببراندت ليون , فالرجال هم افراد كل له شخصيته ويجب ان تبدأ بالنظر اليهم هكذا وتكف عن وضعهم ضمن خانات معنية .
الافتتان امر يحدث للمراهقات ولكنها اصبحت الآن اكبر سنا ومن المفترض ان تكون اكثر حكمة .
2- تناديـــه خائفــــه !
سخرت كاي من جوان لأنها أقسمت لن تكرم أيد طوال فترة نهاية الأسبوع .
لأن الأمر أنتهى بها في الواقع إلى مرافقته ليل الأحد إلى المطار لتوديعه .
قد أكتشفت أنها كانت تحتاج لرؤية براندت ليون مع امرأة أخرى كي تستطيع أن تقتل آخر
ماتبقى من الأفتتان به .كان أبد على استعداد كامل ليملأ هذا الفراغ .
كانت جوان ما تزال تعتقد أن أيد رجل لعوب نوعاً ما .
ولكنها أصيبت بالدهشة عندما أرسل لها أزهار في اليوم التالي .
كما أنه طلبها على الهاتف يوم الاربعاء من مدينة كليفلاند ،
حتى أنه خطط للعودة إلى شيكاغو في نهاية الأسبوع الذي يسبق عطلة عيد الميلاد .
كان من الواضح أنها أثرت به ، وهذا الأمر جعلها تمتلئ ثقة بنفسها .
نظرت من خلال نافذة مكتبها إلى تدف الثلج التي تراثصها الريح الخفيفة .
ظهر أن البياض سيغطي كل شيء في نهاية الأسبوع وأخذت جوان تضع في رأسها خططاً
للعطلة في اليوم التالي . كانت ستذهب مع كاي لشراء ماتبقى من هدايا عيد الميلاد ، وقد فكرت أن تخص أيد بهدية صغيرة .
رن الجرس الموصل إلى مكتبها آمراً وسمعت صوت براندت ليون الاجس في المذياع .
- أجلبي لي يا آنسة سومرز لوائح أرقام مستشفى دانفيل التي تركها جنسن معك .
استجابت جوان فوراً ، وأغلقت الجهاز ونهضت من مكتبها :
- حالاً يا سيدي .
ماكادت تصل إلى خزانة الملفات حتى رن جرس الجهاز مرة أخرى.
- أطلبي لي لايل باينز . يظهر أن هناك خطأ في أرقام
الثلج الاسود- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : يمني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 27054
تاريخ التسجيل : 22/06/2013
اموت في حبك- Vip
- جنسية العضو : غير معروف
الأوسمة :
عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 10/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:04 pm من طرف جنى بودى
» احسن موقع لمختلف الحجوزات
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:04 pm من طرف مدام ششريهان
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:34 pm من طرف سها ياسر
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
الأحد نوفمبر 17, 2024 1:02 am من طرف جنى بودى
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت نوفمبر 16, 2024 10:32 pm من طرف جنى بودى
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت نوفمبر 16, 2024 12:46 am من طرف جنى بودى
» مسابقة رأس السنة مع 200 فائز
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:25 pm من طرف مدام ششريهان
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:12 pm من طرف جنى بودى
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 12:27 am من طرف جنى بودى
» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:27 pm من طرف سها ياسر